رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
24-05-2013, 06:01 PM
مع ضوء القمر.
ارتفعت أنفاسُنا وحلّقت في سماءِ الحبِّ، فكان العشق الجميل.
عندها نسيتُ أحزاني، وجرحي الدفين، وابتسمت لكِ إبتسامة حنين.
وأنا وأنتِ في ذلك الحضور الغيبي عن العباد، حين تعانقت الارواح، وأتبعناها بالاجساد
فاضحى العقلُ شاردًا، والقلب هائماً، والعين مالها إلا الدموع؛ دموع فرحٍ، وعبرات على ما فات من الهجر والبعادِ.
هكذا كانت تأملات خيالي، وطيفكِ بفكري و بالي، وأنا لا افكر فيما جرى لي.
ولكن عندما رجعت لنفسي، وتأكدتُ من شعوري وحسي، فسكتَ همسي.
حين ألقيتُ النظرَ من حولي فلم اجدكِ، ثم ألقيتُ البصر كرتين، فرجع إليّ البصر خاسئاً. فتيقّنتُ أنني كنت مع طيفكِ فقط.
فبكيتُ لعلّنى أجد راحتى وسط ليلٍ حالكِ السوادِ، ولكن الدموع لن تجدي نفعاً، ولو اعلنتُ الحداد.
ووجدت نفسي وحيداً ..
فى ليلةٍ غاب فيها قمرى وتبعثرت نجماتى.
ليتكِ تعلمين أنكِ قمري وأنفاسكِ نجماتي.
فعلمتُ أن الوحدةَ هى ملاذى، وأن الطائر بجناحٍ واحدٍ لن يطير.
عرفتُ أنني ذلك الطائر مكسور الجناح.
لأنكِ لستِ معي.. فأنتِ هناك، وأنا هنا.
ترى هل هذا هو قدري؟.. يا من كنتِ لي قمري .
ترى لمَ هذا كله؟!.. ليت لهذا القلب أن يفيق.
نعم ..لابد من أن يفيق.
إنني في درس لغة العرب، لماذا هذا البوح بدون سبب؟!.
أيها الخلان.
لنبقى في المعاريض الذي يسميه بعض علماء البيان: التورية...
و كما قلت سابقاً، واتبعه لاحقاً:
التورية هي أن يكون للكلمة معنيان: معنىً قريب، ومعنىً بعيد، إذا قلت الكلمة خطر على بال السامع المعنى القريب، وأنت تقصد المعنى البعيد.
و مما جاء في المعاريض أو التورية.
ما حدث ذات يومٍ لأبي العلاء شاعر المعرة ـ و كان من المتعصبين للمتنبي و أشعاره في مجلس المرتضي العلوي .
فأخذ المرتضي في الانتقاص من المتنبي، بحيث أخذ يتتبع عيوبه، ويذكر سرقاته الشعرية ليثير حفيظة المعري...وقد سايره من كان في المجلس.
إلا أن المعري آثر الصمت..فسأله المرتضي عن رأيه، فقال أبو العلاء:
لو لم يكن للمتنبي من الشعرِ إلا قصيدته
" لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ"
لكفاه فضلاً.
فما كان من المرتضي أن غضب، وأمر به؛ فسُحب من رجليه حتى أُخرج مهانًا من مجلسهِ وسط دهشة الحاضرين!
والتفت لجلسائه قائلاً:
أتدرون أي شيء أراد الأعمى بذكر تلك القصيدة؟.. فإن للمتنبي ما هو أجود منها لم يذكره.
قالوا:
النقيب السيد أعرف.
فقال:
إنما أراد قوله:
وإذا أتتك مذمَّتي من ناقص** فهي الشهادة لي بأنِّي كاملُ.
وفعلاً هذا ما كان يقصده المعري، ولكنه أستعمل التورية مخافة من الذي وقع فيه.
وما زلنا في التورية والمعاريض، لنكتب نثراً، أو ننظم من القريض