عالم عجيب لكنه....عجيب
02-02-2012, 06:31 PM
عالم عجيب لكنه....عجيب
خلف هذه العيون الحزينة السوداء، حيث يعيش الناس، وككل هذه الأرواح المُرهقة، والأنفس المُحبطة، أبدأ يوما آخر لا أريده حقا.
أتسائل كل صباح، هل لابد من الأستيقاظ واستكمال الحياة؟، ألا يمكن أن أنسحب الآن؟ هل سيرحمني قطار الحياة إذا رفضت الركوب، أم سيمزقني بلا رحمة حتى وأنا بعيدا عن القضبان !
وأتذكر فجأة – يومياً – أن هذه الحياة وقطارها القاسي سيكونون أرحم على من أبنائي وأقاربي وأصدقائي إذا ما لم أستمر في هذه اللعبة الأبدية السخيفة، فالحياة إذا قست علي ستقتلني مرة وأنتهي، لكن الآخرين سيقتلونني آلاف المرات وبأسلحة لا تنتهي، أسلحة هي من نظرات، وهمسات، وابتسامات دامية خبيثة.
أسلحة لا تقتل القوي الذي يخافوه، ولا الغني الذي يتملقوه، ولا حتى الشرس الذي يتجنبوه.
غريب أمر هؤلاء، إذا إحترمتهم أهانوك، ولو تواضعت لهم احتقروك، ولو تغاضيت عن سفههم وحمقهم حسبوك أنت الأحمق السفيه، غريبٌ أمرهم فعلا.
أذهب إلى عملي مضطرا، أجاورهم في الشوارع مُغتصًبا، وأنا أعيش حلم يقظة دائم بالتخلص من هؤلاء جميعا، إما بإخلاء المدينة منهم جميعا مع الإحتفاظ ببعض الأطفال الذين لم يتلوثوا بعد بأمراض نفوس الكبار، أو بإجلاء نفسي من هذا المكان كله، وأشعر بالغيرة من هذا الروبنسون كروزو، فقد كان في نعمة لم يعرف قدرها ولم يحافظ عليها، وأتعجب كيف كان حاله عندما عاد إلى مثل هؤلاء !
أتعجب من ما أراه في عيون بعضهم من شره وشهوة لما في الحياة، تشعر كأنهم يريدون أكل الحياة أكلاً، أحتقر هذه الرغبات الفاضحة المكتومة، فهم لا يقنًعونَ رغم علمهم أنهم لن يستطيعوا الحصول عليها أبدا.
أغرق في مهام عملي لأنسى ما حولي وأنسى ذاتي، أو لأحقق ذاتي في أقوال بعضهم، لا فرق لدي، وتمضي الساعات متثاقلة أحيانا ومتسارعة أحيانا، أيضا لا فرق لدي، فأنا أعلم أن هذا اليوم سينتهي ليبدأ توأمه المتطابق والمتلاصق المسمى بالغد، وأعلم أني كترس في ماكينة عملاقة لا حول له ولا قوة لديه، يسقط فتستبدله الحياة بآلاف التروس غيره، هكذا كان القانون وهكذا أبداً سيكون.
وتبدأ رحلة العودة إلى شخصياتي الأخرى، الأب والأبن والزوج والصديق والجار..إلخ.
هكذا يصفوني ويلصقون بي هذه الأسماء، لكني حقا لا أعلم أي منها، فقط أعيشها وأتعايش معها، لكني في النهاية أنا، أنا وحدي، وحدي جدا.
أحيانا تأتيني رغبات غريبة، أظنها تأتينا جميعا، أرغب بالصراخ بأعلى صوتي، والبكاء وضرب الآخرين على رؤوسهم –بل ومؤخراتهم- واحدا تلو الآخر، أشعر أني على وشك التنفيذ – أو التنفيس – لكن قليلا من العقل والمنطق يُردعُني، ويُرجُعني.
أعود إلى الطفل المسحوق بداخلي، سحقته سنين عمري وما فرضه علي الآخرون من وجوب التحلي بالعقل والمنطق والمستقبل والرجولة و..و..وقائمة لا تنتهي من مبطلات الطفولة والبراءة التي كانت يوما فينا.
أجده في طفلي الصغير الذي يشبهني كثيرا، أتناسى سنينى ووقاري وعقلانيتي باللعب معه قليلا، أتناسى ما سجنني فيه الآخرون وأحلق معه في سماوات البراءة والسعادة المؤقتة الزائفة.
أتحدث معه كما أرغب أن أكون، فلم يعد هو الطفل وأنا الكبير، بل نحن ما نريد أن نكون.
تأتي مني لفتة إلى المِرآة فأتذكر نفسي، وأعود إليها مكرها متفاجئا، أعود إلى ذاتي التي كبرت وأسموها رَجُلا، فتصطدم رأسي بمتطلبات حياتي، لابد من النوم الآن حتى أستيقظ ثانية للعمل، أشعر برغبة في التمرد، أدفن رأسي في سريري، وأريح بعضا من جسدي وعقلي المنهكين إستعدادا ليوماً مُنهـِكا آخر، لتعود بداية المقال من جديد.
خلف هذه العيون الحزينة السوداء، حيث يعيش الناس، وككل هذه الأرواح المُرهقة، والأنفس المُحبطة، أبدأ يوما آخر لا أريده حقا.
أتسائل كل صباح، هل لابد من الأستيقاظ واستكمال الحياة؟، ألا يمكن أن أنسحب الآن؟ هل سيرحمني قطار الحياة إذا رفضت الركوب، أم سيمزقني بلا رحمة حتى وأنا بعيدا عن القضبان !
وأتذكر فجأة – يومياً – أن هذه الحياة وقطارها القاسي سيكونون أرحم على من أبنائي وأقاربي وأصدقائي إذا ما لم أستمر في هذه اللعبة الأبدية السخيفة، فالحياة إذا قست علي ستقتلني مرة وأنتهي، لكن الآخرين سيقتلونني آلاف المرات وبأسلحة لا تنتهي، أسلحة هي من نظرات، وهمسات، وابتسامات دامية خبيثة.
أسلحة لا تقتل القوي الذي يخافوه، ولا الغني الذي يتملقوه، ولا حتى الشرس الذي يتجنبوه.
غريب أمر هؤلاء، إذا إحترمتهم أهانوك، ولو تواضعت لهم احتقروك، ولو تغاضيت عن سفههم وحمقهم حسبوك أنت الأحمق السفيه، غريبٌ أمرهم فعلا.
أذهب إلى عملي مضطرا، أجاورهم في الشوارع مُغتصًبا، وأنا أعيش حلم يقظة دائم بالتخلص من هؤلاء جميعا، إما بإخلاء المدينة منهم جميعا مع الإحتفاظ ببعض الأطفال الذين لم يتلوثوا بعد بأمراض نفوس الكبار، أو بإجلاء نفسي من هذا المكان كله، وأشعر بالغيرة من هذا الروبنسون كروزو، فقد كان في نعمة لم يعرف قدرها ولم يحافظ عليها، وأتعجب كيف كان حاله عندما عاد إلى مثل هؤلاء !
أتعجب من ما أراه في عيون بعضهم من شره وشهوة لما في الحياة، تشعر كأنهم يريدون أكل الحياة أكلاً، أحتقر هذه الرغبات الفاضحة المكتومة، فهم لا يقنًعونَ رغم علمهم أنهم لن يستطيعوا الحصول عليها أبدا.
أغرق في مهام عملي لأنسى ما حولي وأنسى ذاتي، أو لأحقق ذاتي في أقوال بعضهم، لا فرق لدي، وتمضي الساعات متثاقلة أحيانا ومتسارعة أحيانا، أيضا لا فرق لدي، فأنا أعلم أن هذا اليوم سينتهي ليبدأ توأمه المتطابق والمتلاصق المسمى بالغد، وأعلم أني كترس في ماكينة عملاقة لا حول له ولا قوة لديه، يسقط فتستبدله الحياة بآلاف التروس غيره، هكذا كان القانون وهكذا أبداً سيكون.
وتبدأ رحلة العودة إلى شخصياتي الأخرى، الأب والأبن والزوج والصديق والجار..إلخ.
هكذا يصفوني ويلصقون بي هذه الأسماء، لكني حقا لا أعلم أي منها، فقط أعيشها وأتعايش معها، لكني في النهاية أنا، أنا وحدي، وحدي جدا.
أحيانا تأتيني رغبات غريبة، أظنها تأتينا جميعا، أرغب بالصراخ بأعلى صوتي، والبكاء وضرب الآخرين على رؤوسهم –بل ومؤخراتهم- واحدا تلو الآخر، أشعر أني على وشك التنفيذ – أو التنفيس – لكن قليلا من العقل والمنطق يُردعُني، ويُرجُعني.
أعود إلى الطفل المسحوق بداخلي، سحقته سنين عمري وما فرضه علي الآخرون من وجوب التحلي بالعقل والمنطق والمستقبل والرجولة و..و..وقائمة لا تنتهي من مبطلات الطفولة والبراءة التي كانت يوما فينا.
أجده في طفلي الصغير الذي يشبهني كثيرا، أتناسى سنينى ووقاري وعقلانيتي باللعب معه قليلا، أتناسى ما سجنني فيه الآخرون وأحلق معه في سماوات البراءة والسعادة المؤقتة الزائفة.
أتحدث معه كما أرغب أن أكون، فلم يعد هو الطفل وأنا الكبير، بل نحن ما نريد أن نكون.
تأتي مني لفتة إلى المِرآة فأتذكر نفسي، وأعود إليها مكرها متفاجئا، أعود إلى ذاتي التي كبرت وأسموها رَجُلا، فتصطدم رأسي بمتطلبات حياتي، لابد من النوم الآن حتى أستيقظ ثانية للعمل، أشعر برغبة في التمرد، أدفن رأسي في سريري، وأريح بعضا من جسدي وعقلي المنهكين إستعدادا ليوماً مُنهـِكا آخر، لتعود بداية المقال من جديد.
التعديل الأخير تم بواسطة شاعرة المستقبل ; 08-03-2014 الساعة 06:58 PM