إجهاض تمرير مليون ونصف مليون دواء مغشوش إلى الجزائر !
11-04-2016, 05:51 AM

باريس سميرة. ب

كشف تقرير للأجهزة الأمنية والجمركية الفرنسية عن ضبط مليون ونصف دواء مغشوش تملك علامات مزوّرة، يعتبر المطار الدولي شارل ديغول بباريس أكثر الممرات المستعملة لهذه الأدوية التي تمرر نسبة كبيرة منها بمقدار 88% عن طريق تجار "الكابة" وشركات نقل كطرود بريدية.
وتعتبر الجزائر أول بلد إفريقي مهدّد بهذه الأدوية التي تروّج لها شبكات منظمة، تم القبض على العديد منها، خاصة وأن هذه الشبكات تعمل بالتواطؤ من مستشفيات وأطباء جزائريين.


كشف رئيس مراقبة الأدوية للمديرية الوطنية للتحقيقات والاستعلامات الجمركية الفرنسية DNRED "فريدريك لا فوري" في تصريح لـ"الشروق" عن تضرر الجزائر من ظاهرة الأدوية المغشوشة لم يستبعد غزوها أوروبا والجزائر أيضا، مؤكدا أن الجزائر ليست بمنأى من مافيا الدواء المغشوش حيث قال "إنه مصدر قلق في الجزائر خاصة وأن معظم الأدوية تمر من أوروبا إلى الجزائر، لكننا في السنوات الأخيرة وبالتعاون مع السلطات الجمركية الجزائرية الذي كان ناجحا وايجابيا من أول اتصال، استطعنا التحقيق في ملفات مشبوهة وبالتالي ملاحقة أصحابها ففي 2012 وصلتنا معلومات من الجزائر عن وجود دفعات كبيرة بالمئات من "الروشيتات" الطبية مزوّرة منها لأطباء بمدينة وهران نجحنا في القبض على 13 متهما". وأضاف أن معظم "الروشيتات" المزوّرة تحمل دواء خطيرا اسمه " Anxiolytique " خاص بالأمراض النفسية والعصبية الحادة.

وعن الممرات يتم تسويق بعض أنواع الأدوية منها لا تعيرها مصالح الجمارك الجزائرية اهتماما والتي من شأنها أن تسبب خطرا، محذرا من أنه يوجد حاليا عبر خط الشحن البحري القادم من الصين أو من الهند منافذ دخول جديدة تحمل البريد السريع لهذه الأدوية الالكترونية. فليس من الضروري أن تصل إلى الجزائر عن طريق مدينة مارسيليا الفرنسية مثل ما هو معروف ولكن يمكنها الاستعانة بممر "مالطا". وأضاف لهذا لا يمكن للجزائر إهمال ذلك لاسيما عن طريق الحدود مع المغرب مثل ما حدث في 2008 و2009 وكذا مع مالي والنيجر حدود الجنوب الجزائري.

وفي عمليات أخرى حسبه، تم ضبط 70 كيلواغراما من أدوية مغشوشة لتبييض البشرة في 2015 تحتوي على مادة "الكورتيزون" الخطيرة كانت بحوزة أحد المسافرين الجزائريين القادمين من الجزائر باتجاه باريس.

وحذر كذلك من خطر تداول واستهلاك مكملات غذائية مغشوشة عبر الأنترنت التي تكون بطبيعة الحال متداولة في الجزائر، حيث تم ضبط 1200 وحدة من مكملات غذائية في 2016 تحتوي على منشط الفياغرا منها ما هو مخصص لبناء العضلات تحتوي على مواد محظورة في السوق، وكذلك ما هو مخصص لتنحيف الوزن مثل دواء "Reductil" الخطير، وهو دواء مثبط للشهية ممنوع استخدامه عالميا يسبب ارتفاع ضغط الدم ويشكل خطرا في تذبذب ضربات القلب ويزيد من حدوث جلطات قلبية ودماغية.

وفي اتصال هاتفي أمس مع الملازم الأول العقيد كريستيان توريني لمكتب الشؤون الأوروبية والتعاون الدولي وعضو بلجنة الخبراء التابعة لمجلس أوروبا بشأن الحد من المخاطر الصحية المتعلقة بالأدوية المغشوشة والجريمة الذي أشار إلى "روشيتات" مزوّرة مؤمنة ولكنها محدودة بوقت شهر فقط لاستعمالها، تم إحالة أولى التحقيقات من تفكيك شبكة جزائرية في تهريب الأدوية 13 شخصا في 23 ماي 2014 من بينهم زوجان على محكمة الأقاليم المتخصصة بمدينة ليل شمال الفرنسية.

وعلى ذات الاتجاه تحدث عن دواء "Rivotril" المستهلك بكثرة بواسطة الروشيتات، يستعمل في الجزائر كحبوب مهلوسة مكان المخدرات ويعرف باسم "مخدرات المغتصبين" وهو دواء لأصحاب الأمراض العقلية خاص بمرض "الصرع".

التحقيق بدأ في 2011 عندما تم القبض على زوجين قادمين من الجزائر كانا بحوزتهما "روشيتات" مزوّرة موقعة من طرف أطباء جزائريين ومغاربة بشأن شراء 26 علبة من صيدلية "لوميتر" في فلوبا "Phalempin" التابعة إلى مدينة "ليل" أصغر بلدة يقطنها 5000 ساكن، وأضاف أن التحقيقات السرية في هذا الموضوع اكتشفت أن هذه العصابة تشتري دواء مغشوشا لا يحتوي على الجرعات المناسبة والمتعارف عليها لعلاج مرض الصرع ما يسبب أضرارا كبيرة في مشاكل متعددة كحساسية الجلد وأمراض الكلى المزمنة.

وعن ما يجري في الجزائر عبر الصحف الجزائرية أشار أنه في 2015 تمكنت المصالح الدرك الجزائري من ضبط عصابة في مدينة وهران بحوزتها بضاعة 600 قرص من دواء "Rivotril". و238 قرص بالنعامة، ، أما في 2016 فقد تم ضبط في مدينة بجاية أكثر من 1000 قرص. مضيفا أن في 2105 وحدها تم ترويج على حسب الصحافة 238 ألف قرص "Rivotril" في الجزائر.