هذه ليست البحرين!
14-12-2017, 12:37 AM


قادة بن عمار

ما معنى أن يزور وفدٌ بحريني القدس المحتلة وفي هذا الظرف الزمني بالذات، حيث الجوّ مشحون بالكراهية التي أعلنها "دونالد ترامب" الأمريكي صراحة وانحاز فيها للمحتل؟ موقفٌ كنا ندركه جميعا، لكننا لم نرد تصديقه، فظلّ غير معلن لسنوات.
ثم كيف يأتينا خبر "الزيارة المنحوسة" عبر القناة الإسرائيلية الثانية وليس من وسيلةٍ إعلامية أخرى؟ خصوصا أن العرب كانوا ومازالوا "ماهرين جدا" في إخفاء مثل هذه الزيارات سابقا، إلا إذا كانوا هذه المرة يقصدون الإعلان والإشهار لها أو اضطروا تحت الطلب للجهر بها، وليس مستبعدا، بل من المؤكد أن هؤلاء الـ24 بحرينيا لم يتوجهوا للقدس المحتلة سوى بعد أن حصلوا على موافقة من سلطات بلادهم، ومن الشقيقة الكبرى السعودية!
نقول هذا الكلام ونتمنى عكسه، بل نتمنى أن يخرج بيانٌ رسمي من السلطات في المنامة يغسل يديه من هذه الزيارة التي تمثل عارا حقيقيا، ليس بالنسبة للبحرينيين وحدهم، وإنما بالنسبة للأمة العربية والإسلامية جمعاء، لكن هيهات فالزيارة تمَّت، والصور نُشرت، ولا أحد خرج من البحرين ليتبرَّأ منها مما يدل على أنها فعلٌ فاضح مع سبق الإصرار والترصد!
المثير للاشمئزاز فعلا، أن هؤلاء "الأبطال المغاوير" الذين يزورون القدس المحتلة برعايةٍ صهيونية مباشرة، أعضاء في جمعية تسمّي نفسها "هذه هي البحرين"، ونحن نقول هذه ليست البحرين ولن تكون، فالأكيد أن الشعب البحريني وعلى اختلاف توجُّهاته وانتماءاته، لا يمكنه أن يخون القضية، وفي هذا الظرف بالذات، حيث يجتمع العالم برمته في مواجهة القرار الأرعن الذي اتخذه ترامب للتغطية على سوءاته الكثيرة وفضائحه التي لا تتوقف ومهازله المستمرة في داخل أمريكا وخارجها.
هذه ليست البحرين، لأننا تعوَّدنا على خيانات الحكومات لا الشعوب، لكن الأمر يحتاج هذه المرة فعلا إلى بيان رسمي، ولا يمكن التعامل مع الخبر وكأنه غير موجود مثل ما فعل التلفزيون الرسمي البحريني وغيره من وسائل الإعلام التي فتشنا فيها عن أي تصريح أو بيان ينتقد تلك الزيارة فلم نجد للأسف الشديد، على الأقل في الساعات الماضية.
هذه ليست البحرين، ولكن هذا هو ترامب الذي نجح في تشتيت العرب ونجح في صدمهم بقرار كان معروفا للجميع منذ سنوات ليبقى الرهان المقبل قائما على كيفية مواجهته بالرفض وبقرار قوي آخر ومضاد وليس بالتنديد وتبادل الزيارات.