الحق والباطل
03-03-2015, 06:22 AM
قد يكون الحق معك. ولكنك لا تحسن الوصول به ... ثم لا تجيد الدوران معه حول منعطفات الطريق، لتتفادى المآزق وتتخطى العقبات وتبلغ به ما تريد.
وقد يكون الباطل مع غيرك. ولكنه يلبسه ثوب الحق ... ثم يجيد الانطلاق معه حتى يصل به إلى حيث ينبغي أن يصل الحق ...
وترى أنت ذلك فتتألم تألما قد يكون ساكنا فيعزلك عن المجتمع ...
وقد يكون صاخبا فتتضاعف معه أخطاؤك فيتنكر لك الناس ... كل ذلك والحق معك والباطل مع غيرك.
وقد يسوءك تفكر الناس لك فتتبرم بالحياة والناس وتصير إنسانا ساخطا متشائما ناقما على الجميع ثم على نفسك وعملك ... ويخسرك المجتمع ...
ولا أطلب منك أن تجيد الالتواء والانثناء حتى تصل بحقك إلى مبتغاك ولكن أطلب منك أن تصبر وتتشبث بالحق ... وتناضل في سبيله ... وتؤمن أن العاقبة حتما لهذا الحق.
وأطلب منك أن تؤمن أيضا بأن المجتمع يتطور يجعل الناس يحكمون على الشخص بحقيقته لا بمظاهره ... وأن مجتمعنا وقد نفض عن رأسه غبار رواسب الاستعمار يسلك هذا السبيل .. ولكن تطور المجتمع لا يتم بين يوم وليلة ... فطريقه طويل وخطواته قصيرة، والعقبات في الطريق كثيرة ومتعددة .. ولكنه سيعمل حتما إلى هدفه طال به الزمن أو قصر ..
والأمل الكبير يتحقق دائما ... عندما يتشث أصحاب المبادئ بالحق والصبر ومواصلة الكفاح.
أورد هذه النصيحة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه " كيف نفهم الإسلام ص26 "