لماذا نخص المرأة بحديث!!؟
29-07-2018, 01:28 PM

لماذا نخص المرأة بحديث!!؟


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي أوصى بالمرأة خيراً، فقال:
[
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا].( النساء:19).
وقال:[ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ].(النساء:34 ).
والصلاة والسلام على من أوصى الرجال بالنساء خيراً، فقال:
"استوصوا بالنساء خيراً...".متفق عليه.
والقائل:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً، وخياركم خياركم لنسائهم". رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
والقائل (إنِّي أُحرِّج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة). رواه النسائي بإسناد جيِّد.
ومعنى:"أحرِّج، أي: أُلحق الحرج ــ وهو الإثم ــ بمن ضيَّع حقهما،وأُحذِّر من ذلك تحذيراً بليغاً، وأزجر عنه زجراً أكيداً.(رياض الصالحين).

وقد قيل:"ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهنَّ إلا لئيم".
وأعظم تكريم للمرأةهو:" بتوجيهها لطاعة ربِّها وبرِّها بوالديها وطاعتها لزوجها في غير معصية الله".
قال ابن القيّم رحمه الله:" وسمعتُ ابن تيمية قدَّس الله روحه يقول:
أعظم الكرامة: لزوم الاستقامة".( مدارج السالكين: 2 / 103 ).

ومن هذا المنطلق أقول :
ينبغي لأهل العلم وطلاَّبه: أن يخصُّوا النساء بحديث ــ في محاضراتهم ودروسهم ومواعظهم ــ حديثٍ يترقى بعقيدتهنَّ وأخلاقهنَّ وسلوكهنَّ وطموحاتهنَّ وهمومهنَّ، ليكنَّ قدوة لبنات جنسهنَّ ممَّن ربَّما خدعتهنَّ مظاهر الحضارة الغربية، فاقتنعن ببعض الأفكار المصادمة للشريعة كالحريَّة الغربية العلمانية وغيرها، فانسقن خلف الموضات والأزياء والتقليعات ...الخ.

لكن: قد يقول قائل: لماذا نخصالمرأة بحديث؟، وهل هي بحاجة لذلك؟،
فأقول: الجواب على ذلك يطول، لكنني أُلخصه في ست نقاط:

1ــ
لأن النبي
صلى الله عليه وسلمكان يفعل ذلك كما في:( صحيح البخاري: باب عِظةِ الإمام النساء وتعليمهنَّ )، ثم ساق الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال، فظن أنهُ لم يُسمعْ النساء، فوعظهنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فجعلت المرأة تُلقي القُرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه.
وفي رواية للبخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ"، فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:" تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير...".الحديث.
قال ابن حجر رحمهالله:" استفيد الوعظ بالتصريح وكانت (إني رأيتكنَّ) واستفيد التعلم من قوله:( وأمرهنَّ بالصدقة): كأنه أعلمهن أن في الصدقة تكفيراً لخطاياهن.
وحديث أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي
صلى الله عليه وسلم:

" غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهنَّ يوماً لقيهن فيه فوعظهنَّ وأمرهنَّ...". الحدديث. رواه البخاري.
وفي رواية عن أبي هريرة قال:" موعدكُنَّ بيت فلانة".
ومن ذلك: يُعلم أهمية تخصيص النساء بالتعليم والتذكير والوعظ.

2ــ
لأنهن مربيات الأجيال وصانعات الأبطال (كما يقال)، فلابد من معرفتهن لأصول التربية ووسائل التقويم والتوجيه لأبنائهن منذ نعومة أظفارهم.

3ــ
لأن هناك تركيزاً عليهن من قِبل من يريدون إفساد مجتمعات المسلمين، فتأثرهن بالغزو الفكري أسرع، وإغراؤهن أسهل، وانحرافهن أخطر، ولذلك عرف الغرب: أن من أسهل وسائل فساد المجتمعات: إفساد المرأة، ولذا قال قدماؤهم:
" لن تستقيم حالة الشرق ــ ويقصد كي تكون كأوروبا ــ ما لم يُرفع الحجاب عن وجه المرأة ويُغطَّى به القرآن":( جلادستون).
وقال آخر:" إن تأثير الغزو الذي يظهر في كل المجالات، ويقلب المجتمع الإسلامي رأساً على عقب لا يبدو في جلاء أفضل مما يبدو في تحرير المرأة).(جان بول رو في كتابه: الإسلام والغرب).
وجاء عن أحد الماسونيين:" كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات".
وحديثاً لا يزالون يكيدون للمرأة المسلمة ويمكرون بها ، ويبذلون شتى الحيل لتحريرها من دينها، ومن أمثلة ذلك :

أ- قال الكاتب اليهودي شارهان في صحيفة أيديعوت أحرنوت:
" هناك طريق واحد يمكن من خلاله الدخول في مواجهة حاسمة مع الإسلام من غير أن تضر القيم الديمقراطية الليبرالية، وهذه الطريقة تمر عبر المرأة والتطلع إلى تحريرها، أو على الأقل: إحداث تقدم في هذا المجال ومساواتها في الحقوق، أو على الأقل إحداث تحسين وضعها من هذه الناحية, ولا يوجد لأدنى شك أن "عالَما إسلامياً "يكون فيه وضع المرأة قريباً من وضع بنات جنسها في بقية العالم، سيكون عالما مختلفا تماماً، وأيضا خصماً أقل عداوة!!؟".

ومن أسباب تخصيصنا حديثاً للمرأة :

4ــ
لأن الأمهات مسؤولات أمام الله عن رعيتهنَّ (بنين وبنات)، بل ازدادت المسئولية في ظل غياب الأب (المعنوي والحسي) بلا مبالاته أو سذاجته أو غفلته أو انحرافه (غيابه المعنوي)، أو غيابه عن منزله طويلاً في طلب الرزق، أو حتى الدعوة إلى الله، وفي ظل وجود وسائل مختلفة في البيوت تهدد العقائد والأخلاق عند فقد الرقيب أو (غفلته).
قال عليه الصلاة والسلام:" والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها". متفق عليه.

5ــ
لأن المرأة إذا استقامت كانت سبباً في صلاح بيتها، فكم من امرأة كانت سبباً في صلاح زوجها واستقامة أبنائها وتوبة قريباتها.

6ــ
لأن النساء مكلَّفات بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف:

] وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[.(التوبة:71) .

ولقد علِمنا عن نساءٍ صالحات وفتيات مؤمنات يستفتين العلماء في جواز مناصحتهن للرجال في الأسواق، بينما بعض الصالحين يَجبن عن ذلك.

وكما قال المتنبّي:

فلو كُنَّ النساء كما عرفنا÷ لفُضِّلت النساءُ على الرجالِ
فما التأنيثُ لاسم الشمس عيبٌ
÷ ولا التذكير فخرٌ للهلال
وفَّق الله أهل العلم من المشايخ والدعاة والوعَّاظ للقيام بواجبهم تجاه أخواتهم المسلمات.
وحفظ الله نساء المسلمين من فتن الشبهات والشهوات، وكفاهنَّ شر كل ذي شر، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


منقول بتصرف يسير، جزى الله خيرا راقمه.