علا مات استفهام عربية
25-03-2018, 05:48 PM
بقلم:رمضان بوشارب
علا مات استفهام عربية
من أدوات الاستفهام ومحاولات الفهم، هو أن تحاول مثلا معرفة ذاك الذي يحكمك، ويحكم غيرك في هذا العالم المليء بالأسرار، من خلف ستار.
فتقول لتسأل بسؤال العاقل، من ذا الذي يحركنا كدمى في دوامة لا نعرف لها بداية ولا نهاية، تدور بنا في فلك مشحون بالمتناحرات.
ثم تسأل بما ولماذا هذا التخبط بين أذرع هذا الإخطبوط الذي بسط أذرعه من المحيط إلى المحيط.
إخطبوطا بسط نفوذه فَتَجَذَّرَ في الأعماق.
تعود لتطرح سؤالا على نفسك فتقول ، بماذا يدين هذا الذي يدير العالم، لا يعترف لا بالأديان ولا بالكتب السماوية .
محاولات استفهام واستعلام ما في ضميرك، محاولا أن ترى بعينك صورة الذي يحيرك في فكرك، لتعيش بين التصديق لما يقال لك والتشكيك فيه حتى تصل إلى نتيجة حتمية تجعلك تقف على أمور كنت تجهلها وكانت تحيرك.
هذا هو الاستفهام الذي ستصل إليه، فتعود ربما خائبا لعدم التوصل إلى معرفة كنه هذا الكون المليء بالأسرار وكأن الأرض كرة سحرية، بيد سحرة أشرار مطلعون على خبايا أمورها.
ولأن الاستفهام هو بداية لطلب العلم بشيء لم تكن تعرفه ونعلمه من قبل، وما لك أن تفهمه إلا استفهام تستفتح بها ما يحيرك كمفتاح قليل من يجيد حمله وقليل ربما من يجيد فهم علاماتك فيجيبك عهنا.
ولنبدأ بهمزة نتساءل من خلالها ومن باب التصور فنقول:
أنحن مسلمين أم عرب؟
أتحركنا الغيرة على الدين، أم القومية العربية ؟
في هذه الحالة سبقت همزتنا العرب والمسلمين، لَمَّا قال أزر[1] لأبينا إبراهيم أراغب عن آلهتي أنت يا إبراهيم ؟
همزة أُريدَ بها التصديق والاستفهام إن كنا عربٌ أو مسلمين.
فهل عرفنا الإجابة أم هل ستفتح وستطرح أسئلة أخر؟
هل سيتوحد العرب ؟
أم أنهم أصيبوا بمرض التوحد[2] حتى صار واحد يعيش بدولة على حِدَا.
أم سنعود فنتساءل هل يُرَادُ لنا أن نعيش بِحَلِّ الإسلام ؟ فيقول أخر هل الحل في الإسلام؟ ليبقى الإسلام مصير الأمة الإسلامية مشروع تتقاذفه هل وهل.
ما أظن أن لكل سؤال جواب؟ وإن بعض الظن إثم وأكبر الإثم هم نحن كمسلمين ضَعُفَ اليقين فينا فصرنا نشك في ديننا الحنيف، والذي مصدر لقوتنا ولكننا نبقى ضِعَافًا.
وما كُلَّ العرب بسواء، وما كلهم بمسلمين مسالمين ولن يسلموا من الفتنة، وما أظن أن الفتنة سَتُتْرَكُ لِتنام.
من منكم يُسْكِتُني بجواب شاف وكاف؟ يشفي العقل العليل.
من ذا الذي يوحد الصفوف بعد شتاتها؟
من يُفْهِمُني بأننا على خطأ وندعي الصواب؟
من يَفْهَمُنِي فيقولَ مَعِيَ متى؟
متى نتفق على كلمةٍ سواء يا عرب؟
متى الماضي يتفق مع المستقبل ؟ ليمتد جسر التواصل
متى يتفق العرب؟ ومتى هذا الوعد إن كنا صادقين؟
طبعا مع أنفسنا، أم أننا سنطلب من الله أن ينصفنا فينصرنا، ونحن لم ننصره.
امتلأ عقلي بعلامات الاستفهام، فكاد يفيضُ من علامات التعجب والاستفسار، على شأننا اليوم الذي لم يعد لنا فيه شأن بين الأمم، حتى أصبح لكل واحد منا شأن يغنيه عن أخيه.
نعود للتَّحَيُرِ في أمورنا فنقول:
أيان نتآزر[3] فنكون قوة ضاربة ،يُضْرَبُ بها المثل في الاعتصام والتلاحم، لا يهزنا ولا يَمَسَّنا سَموم.
أيان يوم يخافونا فيه؟ فيقولون أن العرب قاموا بعدما ناموا.
سفينَتنا تتلاعب بها الأمواج تتقاذَفُها المذاهب، مَدٌ يرميها فترتطم بصخور الخليج، و جزر يجذبها ليغرقها في بحر ميت و أحمرٍ، أساطيل عليها قراصنة يهددونها
خطر على سفينتنا في مجراها.
فأيان مرساها؟
لكن كيف؟
كيف نحمي شراع سفينتنا من ريح عاصف تمزقه فتذهب ريحنا؟
كيف لنا أن نربي ربانا يقف في وجه ريح تجري بما لا تشتهي سفينتنا؟
كيف لنا أن نجمع ريحنا التي ذهبت؟ حين هبت رياح التغيير.
كيف لنا أن نفخر بمجد مضى وانقضى فصار ذُلاً لشعب أسقطوه أرضا.
أنَّى تحيى الضمائر بعد موتها؟
أنَّى نُقاتل أعدائنا ونحن لم نفرغ من الاقتتال فيما بيننا؟
فيا شعب أنَّى يكون لك النصر وأنت مُجَرَدْ مُجَرَّدٍ أعْزَلٍ،أنَّى يكون لك الحُكْمُ و أنت محكوم عليك بإحكام؟
لَكَمْ أيتها الشعوب العربية حكمتك العصبية، وأنت المغلوبة على أمرها المسلوبة حقوقها.
لكم بكيت لأجلكم ولَكُمْ أسقطت عَبَرَاتي[1] حزنا، لِتَنْهَمِرَ فتعبر معابر رفح فَتُغْرِقَ عتاتلة الأعْرَابِ وبني صهيون
عبَّرْتُ عما أوجعني من اغتصاب أمة، فسقيتُ ثرى الأوطان، علَّني أمحي أثر عُجاجِ[2] هاج فثارت الهيجاء في غير موقع في بلادي.
كم بقيَ لنا من قطرات دمعٍ نذرفها فنغسل بها خطايانا في حق أنفسنا؟ ونبكي بها على خيبتنا.
فكم من مرة نُدينُ ونستكين وكم مشينا في مسيرات مسالمين بلا سلاح نريد التحرر.
فأي الفريقين مصاب أهم العرب أم المسلمين؟
وأي الفريقين مُصيب أفريق القومية أم الإسلاميين؟
في أي يوم سنسمع بالتوحيد، توحيد الرب و وتوحيد العرب.
وفي أي مكان أخفوا الحقيقة؟

رمضان بوشارب
الصور المرفقة
نوع الملف: png بوشارب رمضان.png‏ (56.8 كيلوبايت, المشاهدات 0)
التعديل الأخير تم بواسطة بوشارب رمضان ; 25-03-2018 الساعة 05:57 PM