كيف تكون برلمانيا ناجحا.
06-06-2021, 09:55 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم.
ان مهمة البرلماني هي من انبل المهام السياسية حين تنبع من قناعة اسداء الخدمات للمجتمع و حين يتمتع البرلماني بقدرات و مؤهلات تمنحه امكانات اتقان المهمة البرلمانية.
اولا ليعلم كل من رغب في خدمة الشعب بان الرسول صلى الله عليه و سلم ووصف بالامين قبل ان يستقبل الوحي و شهد له بذلك عامة الناس و خاصتهم و الصديق و العدو بمعنى ان البرلماني الناجح هو من شهد له الناس بالصدق و سمو الاخلاق قبل ترشحه و لذلك لن يكون بحاجة الي تزكية اخلاقه بخطاب يدرك عامة الناس و خاصتهم بانها زور و بهتان اريد به باطل.
ثانيا.. ان يكون قد شب على حب الوطن منذ نعومة اظافره فهو خادم للوطن غيور على مصلحته بالفطرة و ذلك هو اول برنامج سيكولوجي مضمون في هيكله الذهني يدفعه الي العمل بصدق و لذلك فان برنامجه السياسي على الورق سيلقى روجا لا يحتاج الي اشهار او تطبيل و سيصدقه الناس في موضوعيته و القدرة على تنفيذه بضمان سلوكه المعروف سلفا.
ثالثا. ان يكون ملما بانشغالات مواطنيه مدركا لنقط النقص و حاجات الناس و ان تكون له ثقافة قانونية حتى لا يقع في التناقض بين ماهو من صلاحياته و ماهو غير ذلك و يعرف كيف يكيف تلك الانشغالات مع الواجهة القانونية و بذلك تتحول مطالبه الي حجج يصعب معارضتها بالعواطف و الدماغوجية الي قد تحولها الي خانة النسيان او سلة المهملات نظر لشح الحجة و ضعف البينة.
رابعا. على البرلماني ان يكون شخصية ديناميكية ادارية و ميدانية في نفس الوقت تعتمد على رصيدها السياسي اكثر من اعتمادها على الشكل مثل الكوستيم الغالي الثمن و ربطة العنق و نظارات الرايبن الحقيقية مع اننا لا نشجع البرلماني على عدم الاهتمام بهندامه لكن عليه ان يدرك ان ثيابه يرفعه قبل الجلوس لكن عقله يرفعه بعد الجلوس و هنا تكون الحجة له او عليه.
خامسا. عليه ان يسطر برنامجا يتسم بالموضوعية في التطبيق و عمق الرؤية في الطرح كما عليه الا يسدي بوعود و يبالغ في المطالب و يتناقض في التحليل و السرد لاعبا على التفلسف مستنجدا بارقام تعريفية كقوله رقمنا ذكر في الكتاب و اقرت به السنة فمثل تلك الطرحات بهلونية يستمقتها ابسط مواطن يستمع اليه.
سادسا.. على خطاب البرلماني ان يخاطب عقل مواطنيه لا عواطفهم و يعجل باهتمتماتهم دون مقدمات دماغوجية و يضع الاصبع على الجرح في اقصر مدة من بداية خطابه ذلك لان الناس يدركون ان تلك المقدمات مضيعة للوقت لن تحدث في نفوسهم رغبة او رهبة بل ستنفرهم من كلام هزيل لا يسمن و لا يغني من جوع كما على البرلماني ان يتجنب الحديث عن نفسه و قريته و عرشه و قبيلته بل و ابنائه و زوجته لان مثل هذا الحطاب غير اخلاقي من جيهة و ينبيء عن جهوية ممقوتة من جيهة اخرى.
سابعا.. على البرلماني الا يطعن في بعض الناس ليربح البعض الاخر او يشكك في نوايا غيره او يستصغر حديث الاخرين او يضع في ذهنه انه الاعلى او هو في موقع التشريف كما عليه الا يكيف برنامجه على حساب السياسة العامة للدولة كان يكون فيه ما يتعارض مع السيادة الوطنية و مباديء الدولة لان ذلك يضر بالوطن برمته و هذا يحدث غالبا بسبب جهل البرلماني السياسة العامة للدولة و هو امر خطير لا يمكن للدولة تجاوزه او التسامح معه
تقبلوا تحيات اخوكم العراب النبيل
كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي
و كلما ازددت علما زادني علما بجهلي


امضاء الامام الشافعي
التعديل الأخير تم بواسطة العراب النبيل ; 06-06-2021 الساعة 10:08 PM