أويحيى: تصرّف فالس ضد الجزائر نابع من العقدة الاستعمارية
17-04-2016, 05:06 AM


محمد مسلم

شنّ الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، هجوما مضادا على خصومه في الحزب وخارجه، وأبان الرجل عن ثقة زائدة، في مشهد بدا وكأن لذلك علاقة بقرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الذي قضى بالترخيص له بعقد المؤتمر الاستثنائي في الموعد المحدد سلفا.

فبعد جنوحه للتهدئة على مدار أسابيع، رد الرجل الأول في القوة السياسية الثانية في البلاد على "تهمة" خيانة ثقة الرئيس التي وجهها له غريمه في حزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، بقوله: "أتشرف بثقة الرئيس بوتفليقة التي كانت وراء تعييني مديرا لديوان الرئاسة.."، وتابع معلقا على انتقادات الرجل الأول في الأفلان: "عندما تكون شخصية عمومية تتعرض لمثل هذه الانتقادات"، مهونا من خرجات سعداني: "ذاك (شغله)، والأفلان حليف استراتيجي للأرندي".

وبلغة الواثق بالانتصار على خصومه في الحزب، توعّد أويحيى: "المؤتمر الاستثنائي الذي يشكل محطة مصيرية في حياة حزبنا الفتي، ليس لأنه سينتخب الأمين العام للحزب، بل لكونه تقع عليه مسؤولية وضع حد وبصفة نهائية للانحرافات التي برزت منذ ما يقارب أربع سنوات، التي تجلت في الخروقات العديدة للنصوص الأساسية للتجمع".

أويحيى في الكلمة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الجهوي لولايات الوسط بالعاصمة أمس، شدد على أن زمن الحركات التصحيحية قد ولّى: "لا بد من وضع حد نهائي لمحاولات أية أقلية أو أية مجموعة مهما كانت، بفرض موقفها على الأغلبية بأي تصرف كان"، نافيا ما جاء على لسان خصومه: "لقد حرصت على اللجنة الوطنية التحضيرية، من منطلق وعيها بأهمية الحدث، على التحضير للمؤتمر الاستثنائي بالتقيد الصارم بأحكام القانون الأساسي الساري المفعول وبالنصوص التي صادقت عليها".

خرجة أويحيى كانت حافلة أيضا بالإجابة على الكثير من المسائل التي تشغل بال الرأي العام هذه الأيام، وفي مقدمتها الأزمة المندلعة مؤخرا بين الجزائر وباريس على خلفية الحضور الدائم وغير البريء للرئيس بوتفليقة في الإعلام الفرنسي، بدءا بورود اسم وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب في تسريبات "بنما بايبرز"، وإقحام صورة الرئيس وتوظيفها في غير محلها بشكل أساء للقاضي الأول، قبل أن ينتقل بالمشهد إلى صورة الرئيس التي نشرها الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، في أعقاب زيارته الأخيرة للجزائر.

الرجل الأول في "الأرندي" يكون معلقا على الصورة التي نشرها فالس فقال: "ربما لم يكن في حالة جيدة"، غير أنه لم يفوت الفرصة للرد على الفرنسيين، حيث انتقد التوظيف السيء والمغرض للصورة، واعتبر ذلك امتدادا لتصور واعتقاد راسخ يعود إلى المرحلة الاستعمارية: "هناك جماعة في فرنسا لا تريد أن ترى الجزائر مستقلة"، مستشهدا بـ"قناة إيستوار" الفرنسية التي استمرت في الإساءة للجزائر على مدار نحو أسبوعين.

قضية بوشوارب كانت بدورها حاضرة أيضا في خرجة أويحيى، الذي أبدى ترددا في البداية لكون المعني دافع عن نفسه كما قال، لكنه زاد عليه، مؤكدا بأن وزير الصناعة "كان رجل أعمال"، مشككا في صدقية تسريبات "بنما بايبرز" لارتباطاتها بشخص جورج سوروس (قريب من الحزب الديمقراطي الأمريكي)، المعروف بكونه من ممولي الثورات الملونة (الثورة البرتقالية في أوكرانيا مثلا)، لكنه بالمقابل رفض الخوض في قضية وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، فيما ساند بن غبريط في إصلاحاتها التربوية المثيرة للجدل.