واشنطن تكشف اسم "انتحاري سوريا" الأمريكي
31-05-2014, 01:41 PM
واشنطن تكشف اسم "انتحاري سوريا" الأمريكي

كشفت الولايات المتحدة هوية مواطنها الذي نفذ تفجيراً انتحارياً في سوريا، وأصبح بذلك أول أمريكي ينفذ عملية انتحارية في هذا البلد، منذ بدأ النزاع فيه قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي في بيان "يُعتقد أن المواطن الأمريكي المتورط في التفجير الانتحاري في سوريا هو منير محمد أبوصالحة"، وذلك بعيد ساعات على تأكيدها جنسية منفذ التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة إدلب في شمال سوريا الأحد 25 ماي لصالح جبهة "النصرة".

وكانت بساكي أكدت في وقت سابق أمس الجمعة معلومات صحافية ومزاعم لمعارضين إسلاميين مسلحين يقاتلون النظام السوري مفادها أن أمريكياً نفذ هجوماً انتحارياً في سوريا. وقالت بساكي "أستطيع أن أؤكد أن هذا الشخص كان مواطناً أمريكيا"، مضيفة أنه "نفذ هجوماً انتحارياً داخل سوريا"، من دون أن تؤكد ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز من أنه شاب في العشرينيات من العمر من أصل شرق أوسطي من ولاية فلوريدا.

يأتي هذا بعد أن نشر مؤيدون لجبهة النصرة، تحت مسمى أنصار الإسلام، فيديو مصوراً يظهر تنفيذ عملية انتحارية عبر تفجير شاحنة في موقع يتمركز فيه عناصر من الجيش السوري، في إدلب. وفي تعليق على الفيديو أعلنوا أن منفذ العملية أمريكي الجنسية يلقب بـ "أبو هريرة الأمريكي".

ومما نشر حول تفاصيل العملية، أن الشاحنة كانت محملة بـ16 طناً من المتفجرات، وأنها اتجهت نحو مطعم الفنار في إدلب، حيث تتمركز مجموعة من عناصر جيش النظام السوري، خلال هجوم شمل ثلاث شاحنات أخرى تحمل متفجرات.

وكانت جهات حكومية أمريكية أكدت في وقت سابق، أن "أبوهريرة الأمريكي" منفذ تفجير إدلب ترعرع في فلوريدا. وأكد مسؤولون بالحكومة الأمريكية أن المقاتل الذي نفذ العملية الانتحارية مواطن أمريكي بالفعل.

وأوضح المسؤولان الأمريكيان أن الانتحاري ترعرع في فلوريدا، إلا أنهما رفضا الكشف عن هويته الحقيقية، بدعوى أن التحقيقات لا تزال جارية مع أفراد عائلته.
وأشارا إلى أن "أبوهريرة الأمريكي" ضمن مجموعة من الأمريكيين تحاول وكالات أمنية، كمكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" ووكالات الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" وضعهم قيد المراقبة منذ مغادرتهم، قبل عدة أشهر، باتجاه سوريا للإنضمام إلى الجماعات التي تقاتل ضمن القوى المناهضة لنظام الأسد.

وفي سياق تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الجمعة، رسمياً خبر مقتل أول انتحاري أمريكي في سوريا، قالت جين ساكي: "نحن قلقون بسبب تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى سوريا. شركاؤنا في أوروبا والشرق الأوسط قلقون أيضا".‬ ولم تكشف ساكي عن أي تفاصيل أخرى عن أبوهريرة الأمريكي، مثل اسمه الحقيقي أو مكان ولادته.

وأضافت أن صندوق مكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه أوباما في خطابه بأكاديمية وست بوينت العسكرية الخميس، هو مثال على زيادة الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب.‬

وتؤكد الجهات الأمنية الأميركية أن حوالي مئة أمريكي جهادي سافروا إلى سوريا منذ بدء الأحداث هناك. وتعتبر أجهزة مكافحة الإرهاب أن الخطر الذي يمثله هؤلاء كبير جدا، خاصة إذا عادوا إلى الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات إرهابية بالداخل. وأعلن مكتب التحقيق الفيدرالي أن مجموعة من المحللين شكلوا فريقاً خاصاً، بهدف التعرف إلى الجهاديين الأمريكيين في سوريا، ومنع عودتهم إلى أمريكا من دون مراقبة السلطات.

وذكر أندرو مكييب، وهو مساعد مدير مكتب التحقيقات ومختص بشؤون الأمن الوطني، أنه من الصعب على أجهزة الأمن تتبع هؤلاء المتطرفين، لأنهم يعملون في غالب الأمر وحدهم ولا ينتمون لمنظمات إرهابية.

كما أكد "أن سوريا أصبحت الآن المحرك الأول لحركة الجهاد العالمية، أكثر مما كانت البوسنة في التسعينيات، أو حتى أفغانستان في الماضي"، وذلك في مؤتمر أمريكي حول الإرهاب في سوريا استضافه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أمس الجمعة.

يذكر أن التحدي الأكبر، كما قال مكييب، هو أن المنضمين للقتال في سوريا من خلفيات اقتصادية واجتماعية ودينية مختلفة وهم من النساء والرجال، مشيراً إلى أن السفر إلى سوريا وتركيا ليس ممنوعاً على الأمريكيين.