وزير مغربي: المقترح سيتم رفقة إخواننا الجزائريين.. وسنتلقى ردا إيجابيا منهم!
11-11-2018, 06:09 AM




قال الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي في الحكومة المغربية، محسن جازولي، إن “آلية الحوار” التي عرضها المملك محمد السادس على الجزائر “بزعم” تجاوز الخلافات الثنائية بين البلدين هي “آلية حقيقية ومفتوحة حول كيفية إجرائها على أرض الواقع، أي إن وضعها سيتم رفقة إخواننا الجزائريين؛ فلا يتعلق الأمر باقتراح آلية جامدة ونهائية يتوجب عليهم الإجابة عنها بنعم أو لا، بل يتعلق بوضع أفضل أداة تُمكننا من الحديث دون طابوهات حول جميع المسائل التي تهم بلدينا”.
تواصل الرباط الترويج لمقترح محمد السادس، والذي لم يلق إلى حد الساعة تفاعلا إيجابيا من الجزائر، بل تعاملت معه بحذر شديد، وأنها مناورة سياسية لا غير، وفي هذا الخصوص أورد عضو الحكومة المغربية محسن جازولي في حوار للموقع الإخباري هيسبريس، أمس “ستتطرق هذه الآلية للجانب الاقتصادي من أجل تدارك التأخر والزمن المهدور الذي يُكلف نقصا من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد البلدين معا. كما يمكن لهذه الآلية أن تطرح مواضيع مثل مكافحة الإرهاب والهجرة، إضافة إلى وضع كل النقط الخلافية على طاولة النقاش”.
وعن كيفية وصول المغرب إلى هذا الخيار مع المغرب، ذكر الوزير الجازولي “هذه الخطوة الكبيرة التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس هي نتيجة تفكير طويل؛ فحين نعود إلى التاريخ القريب نجد أن الحدود بين البلدين منذ الاستقلال كانت مُغلقة أكثر مما كانت مفتوحة، رغم أن لدينا تاريخا مشتركا مع الجزائر..كل هذا دفع جلالة الملك إلى مد اليد للجزائريين، لأننا ضيعنا وقتا كبيرا وكلفنا الكثير على مستوى نسب النمو الاقتصادية”.
ورغم الحماسة التي يبديها المغرب، من “الورقة الناعمة” التي يقدمها للجزائر، إلا أن هذه الأخيرة تنظر بعين الريبة لها، مستحضرة في ذلك سوابق سيئة من المملكة التي تعلن أشياء لكن سرعان ما تتخلى عنها، وتعود إلى سياستها العدائية تجاه الجزائر.
وفي هذا الخصوص، قال الكاتب الصحفي فوزي سعد الله، معلقا على خطوة الملك محمد السادس “الحوارات الجدية بين الجزائر والمغرب وحتى من الناحية المبدئية لا تتم بالإعلانات السياسية عبر الإعلام بل بالتواصل بعيدا عن الأضواء بين ممثلي البلدين مثلما كان يفعل الأخضر الإبراهيمي مع كبار مسؤولي المغرب قبل نحو 3 سنوات فقط. ومثلما وقع عدة مرات في عهد بومدين ثم الشاذلي وكان أحمد طالب الإبراهيمي أحد ممثلي الجزائر في هذه اللقاءات السرية. فلماذا هذا التحول اليوم في أسلوب الملك إن لم يكن يبحث عن التضييق والإخراج في مرحلة يعتقد أن الجزائر أصبحت خلالها ضعيفة وضعفها قد يجبرها على الخضوع لمطالب الملك بشأن الصحراء الغربية”.
وبحسب الكاتب ذاته “يريد الملك التضييق على الجزائر ومحاصرتها أمام المجموعة الدولية مستغلا لقاء جنيف المقبل الذي تم فرضه تقريبا من طرف الأمم المتحدة. هذه الأخيرة لم تتشاور بشأنه مع طرفي النزاع، مع حضور الجزائر كملاحظ وموريتانيا كذلك، بل أعلنته كأمر واقع وطالبت الجميع بالرد بالقبول أو الرفض. والرافض طبعا سيتعرض للانتقادات الدولية. لهذا سارع الجميع إلى القبول”، وتابع قائلا “ارجعوا إلى كل المساعي التي يقوم بها الملك في مجال التبادل التجاري والاقتصادي على المستوى الإفريقي وفي المجال الدبلوماسي وسيكفيكم ذلك لمعرفة أنه غير صادق في مبادرته وأن هذه الأخيرة مجرد تكتيك ومناورة إضافية على خلفية لقاء جنيف المقبل… وأعتقد أن السلطات الجزائرية تعي كل الوعي ما يدور في ذهن الملك، وردُّ البوليزاريو مؤشر جيد على ذلك”.
من جانب آخر، يعتقد الوزير المغربي محسن جازولي، أن الحكومة الجزائرية ستتفاعل مع مبادرة ملكه، وقال “أنا واثق جدا في قدرات الجزائريين وأنهم سيتعاملون بكثير من الذكاء. وهذا التعبير الذكي لن يكون إلا بالرد إيجابيا على دعوة جلالة الملك محمد السادس”.