تسجيل الدخول

بسم الله الرحمن الرحيم.
عندما انهي أشغالي التي هي مصدر عيشي، وتكون لي فسحة من الوقت، وراحة البال، وطمأنينة النفس.
يعاودني الحنين إلى معرفة ما استجد في ربوع ومضارب الوطن العربي، وبالأخص بلد الأجداد وموطن الإخوة والأخلاء الجزائر.
فلا ريب أن وجهتي تكون ما كُتب في الصحف السيارة، والمقالات المُنشّرة.
فلا أجد إلا ودار لقمان على حالها، بعض أناس جعلوا " الوطنية " مطية يركبونها ليصلوا بها إلى مآربهم، وبعضهم اِتخذوا التظاهر " بالتدين" جسرًا يمرّون عليه لاخفاء ما هم قد أُوكِل إليهم، وثالثة الأثافي من اِتخذوا مظهر أنهم " حماة " العربية؛ يعلنون " سخطهم " على المنظمومة التربوية ولا يقدّمون البديل.
وإن الفطن ليعلم من أول وهلة أن هؤلاء وبكل أطيافهم الثلاثة، وما يقومون به وكأنها " حرفة " مبتذلة أو " مهنة " ذات خسّةٍ غايتها اقتناص تعاطف الجماهير وذلك للتستر على مآربهم وما يضمرون بالتملق والمداهنة والإنتفاع من بعض حطام الدنيا على غفلة من الآخرين، " بحجة " التظاهر " بالوطنية " و" التدين " و" الدفاع عن العربية" وذلك ببعض المغالطة أو الجدل العقيم.
وما هم إلاّ باعة كلامٍ، وتجار ما ليس باليد، فهم يبرزون البهتان بثوب الحقيقة، بل أنهم يمارسون ضروب المخاتلة والمخادعة، ولا شيء في جعبتهم سوى أنهم يهدفون إلى تكييف أو تغفيل أذهان الرعيّة بحجة تطور البلد والعودة بالجماهير إلى ما كان عليه " السلف "، و" إرساء " الضاد وهم يحرصون كل الحرص على تعليم أولادهم غيرها.
لا شيء سوى أنهم أصحاب خطب ومقالات طنانة جوفاء.

آل " شروق "
حيّاكم الله وبيّاكم، وبمناسبة عيد الأضحى مباركم لكم، ومتعكم الله بالصحة والسعادة وأتم عليكم الخير؛ وبالسمو رقاكم.
وذروني نأخذكم بموضوعي هذا وجهة أخرى، ولكنها تصبّ فيما قلته في المداخلة السابقة، سوى دراسة فئة أخرى من القوم.
أنه في بعض المجتمعات يلتجئ من بيدهم مقاليد الأمور إظهار " عليّة " سواء كانت دينية أو فكرية مهمتها حشو أذهان أفكار " رفض" أي مطلب تطالب به الرعيّة.
فمن ترسيخ " حرام " الديمقراطية إلى " تحريم " المظاهرات، مرورًا بإسداء " النصيحة" لولي الأمر لا تكون إلاّ في السر.
وما إن يحدث بعض التذمر من طرف الرعيّة عندما ينزل بها حيف وظلم
ينبري بعض منتفعي الأنظمة اللعب على مشاعر الناس فيكثر الكلام عن القومية والوطنية لتغفيل الناس حتى يدعم " حجته " أو ليقوض موقف الآخر وإيهام الرعيّة أن ما يقوم به الآخر منافيًّا للوطنية، ثم يكثر من الضجيج " وطن لا أحميه لا يحق لي العيش فيه"
ثم يلوّح بأي رمز مع تصوير الآخر بوصمة سياسية أو مذهبية.
وما أن ترفع مجموعة من الرعية مسألة التداول على السلطة، يكشر الحاكم عن أنيابه ولسان حاله يقول:
"أحموا الوطن من الطامعين فيه "
ثم تخوين الناس.
عندها يبرز التظاهر بالوطنية فتصدق مقولة:
" Patriotism is the last refuge of the scoundrel"
"الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد"
ترى أن Samuel Johnson قال حقًّا، أم تراه كان يهذي؟

حيّاكم الله أنتم من تمرّون " المضارب والديار "، ورفع قدركم وبيّاكم.
ثم اِعلموا أن المرء أو المواطن العادي لا يريد شيئًا سوى أن يكونَ شريكًا في وطنه حسب ما يقوم به من عمل.
وكما يقال:
من كلّ حسب قدرته، ولكلّ حسب عمله.
عندها فلا محالة سيظهر مَنِ المحب للوطن مِن الذي لا يحبه إلاّ لأغراضه ومآربه.
وقد رأينا في السنوات الأخيرة أن الذين كانوا لا يقومون ولا يقعدون إلاّ تهليلاً بالهتاف لحاكِمه، وعندما أزيح ذلك ذلك الحاكم.
أصبح من كان للحاكم المخلوع مادحًا، صار فيه بالسب والشتم قادحًا.
عندها فعلاً تصبح مقولة:
إن "الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد"
فيها بعض المصداقية.
هذا عن الوطنية، وللكيّس الفطين عليه أن يقيس ذلك في كل الامور.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بأبي هبة الرجل الفاضل، والأخ المحترم.
معذرة عن تأخّري بالرد؛ وبالأخص التبريكات بمناسبة عيد الأضحى
ومع ذلك ذرني أقول لك:
عاودتك السعود ما عاد عيدٌ وأخضرّ عود
لك أنتَ وكذلك جميع أهلك وأقاربك
ثم يا فاضل
إنّ حب الأوطان، فكل واحدٍ وكيف يحب وطنه
مع أنني أرى أن حب الوطن ينبغي أن يكون خدمة ذلك الوطن في كل الاوقات وكل الأزمان
وأن حب الوطن هو بالعمل.
ولستُ هنا أزايد على أحدٍ.
ولكني لا يروق لي من يتظاهر بالقول، وفي علمه لا يقدّم ولو الأقل لتطوير ورفاهية بلده.
فحب الاوطان بالأفعال، أما الأقوال.
فكل فردٍ له ما يقول.
سرني مرورك يا فاضل.
تحياتي

وبعد السلام
أيا أهل النهى والعقول.
وليتكم تقرؤون برويّة ما أخطه وأقول.
وهذا يدخلُ في نسق الوطنية الحقيقية والمواطنة الصادقة.
أ لأننّا وُلدنا و نعيشُ في بلدِ " الكفرة" سواء كنّا عربًا أو حتى أمازيغ.
وقد قال قائلهم:
من ذهب إلى الغربِ فهو كافرٌ أو زنديق.
قلنا بلسان الحال، ثم أدرجناه بالمقال:
لعمركَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها ** ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ.
ثم أ لم يأتِ في الذكر الحكيم:
" إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوًّا غفورًا ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما".
وما نحن سوى أن أجدادنا " هربوا " بأجسادٍهم وعقولهم نحو المهجر، بينما " ولاة أمور " العرب يهرِّبون هم أرواحهم وأموالهم إلى الخارج.
تُرى فأيُّ منّا خونة يا من تدعون الوطنية، وكذلك يا رجال " الدين "
إنه لمن العجب أن " وليّ الأمر " يعيش ببدنه فقط في بلده، بينما روحه وماله في بلدان أخرى، مع ذلك يزعم ويتباكى ويوظف من يقول بأنها تأوي أعداء البلاد.
ولا نظن أنه توجد خيانة عظمى أكثر أن يهرّب "ولي الأمر " وحاشيته أموالهم وأموال الرعيّة إلى بنوك الغرب، ويمتلكون هناك المصانعَ والدورَ، والمنتزهات والقصورَ، وحتى الخدم والجواري، والغلمان والذراري.
ومع ذلك يتظاهرون أنهم يتقمصون الأدوار هتافًا وصياحًا بالوطنية على مدار حُكمهم
وإذا جاء الطوفان، فلا يُسمع منهم سوى:
أنجُ يا سعد فقد هلك سعيد.
تساءلتُ، وما أهتديتُ إلى جوابٍ.
فقلتُ:
لماذا يُدشَّن مِصحات، وتُشيّدُ مستشفيات؛ بينما يسافر " ولي أمر " العرب للتداوي في الغرب بمجرد أن يشعرَ بدوارٍ، أو بوخزٍ ونخرٍ في أسنانه؟
ثمّ لماذا ينصح بالادخار في البنوك المحلية والاستثمار في ما يسمى مجازا بلاده، ويدخّر هو ما يسمى مجازًا أمواله في دول أجنبية؟
ليتَ رجال الدين يفتون بذلك.