تأمّلات واشنطانية
25-01-2009, 06:33 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
و الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين
الإخوة الأفاضل السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رحلت السّوداء المشؤومة مخلّفتا وراءها ذكريات كلون بشرتها .
رحلت و مذكّراتها مليئة بقصص الحب الوردية التي عاشتها بين احضان حكام دول الإعتدال .
رحلت .. و انهار من دماء تجري خلفها ...
ثمّ تاتي الشّقراء ... و تزّف عروسا ببيتها الابيض .
و بهذا سيتولّى الجنس الناعم تمثيل وجه امريكا القبيح مرّتا اخرى .
و لو انه لا فرق بين ابيض و لا اسود إلاّ بالتقوى الله , لكن توجد علاقة طريفة بين ألوان الجوكر الامريكي .

الحكم اسود قاتم و الواجهة شقرآء جميلة ,
بيت ناصع البياض و سكان سود القلوب, ظاهره فيه الرّحمة و باطنه فيه العذاب .

البعض منّا ينخدع بتلك المسرحيات التي تدور بين الجمهوريين و الديموقراطين , هم يختلفون فعلا , لكن هذا الاختلاف منحصر في زواج المرأة من الكلب اجلّكم الله و منظور الكنيسة حول حمل الرجل بجنين ,اختلافات حول الضرائب , قانون العمل ....الخ
لكن خارجيا تبقى المسلّمات هي هي .
  • امن اسرائي يعتبر خط احمر .
  • المسلمين عبارة عن اوباش يجب استعبادهم .
كما ان مسرح البيت الابيض مبني شخصيتين :
  • الشخصية الاولى : رجل مسالم "ظاهرا" يسعى الى تدعيم الاقتصاد الامريكي , و تبيض صورة امريكا بالعالم , ممهدا الطريق للشخصية الثانية

  • الشخصية الثانية :يخوض الحروب و يرعّب العالم (المسلمين خصوصا), ينقّب عن مصادر الذهب الاسود ثم يستولي عليها .

و هكذا تاتي الشخصية الأولى مجددا , تكنس الغبار المتجمع بالداخل جرّاء الحروب , تعيد جمع المال و اعداد العدة و اهم شيئ تمضي معاهدات الخنوع العربية بعد سلسلة التخويف و الترهيب التي شهدتها .

و على الهامش يبقى امن اسرائيل و اليهود اهم اولويات كل شخصية .

فدعونا نسافر عبر الزمن من عهدة جيمي كارتر بالتحديد .

جيمي كارتر (1977- 1981) الرئيس التاسع و الثلاثون للولايات المتحدة الامريكية ,
دوليا : وصفت فترة حكمه بالأسوء على النطاق الخارجي لان شعبية امريكا كانت مهددة من طرف المعسكر الشيوعي , و لم يستطع تحقيق انجازات كبيرة على الصعيد الدولي و مما ادى حسب راي بعض المحللين الى نمو المعسكر الشيوعي على حساب امريكا .
اسرائيليا : في عهدة جيمي كارتر تمّ توقيع المعاهدة المشؤومة كامب ديفد (1979) و التي خسر العرب بسببها دور مصر الفعّال , و التي مهدّت الطريق الى تل ابيب لمعظم الدول العربية , و الواضح ان جيمي كارتر استعان بـ بيغن للاعب بالسادات و ساهم في تغيير رأيه 180 درجة نحو اسرائيل .
فمهما فشل جيمي كارتر دوليا لم يسمح لنفسه بالفشل اسرائيليا و اجتهد للقضاء على مصر كليتا .
يقول جيمي كارتر في كتابه Keeping Faith
اقتباس:
إن الأخلاق اليهودية المسيحية ودراسة الكتاب المقدس هي موضوع مشترك يربط بين اليهود والمسيحيين .وكانت قناعتي بذلك هي جزء من كياني طوال حياتي ، وكنت علاوة على ذلك على قناعة بأن اليهود الذين نجوا من عمليات الإبادة ( خلال الحرب العالمية الثانية ) يستحقون أن يكون لهم وطن ، وأن من حقهم أن يعيشوا في سلام مع جيرانهم ، وكنت على قناعة ، بأن إيجاد وطن لليهود هو من تعليمات الرب ونتيجة لتلك القناعات الدينية والأخلاقية فقد أصبح التزامي بأمن إسرائيل ثابتا لا يهتز
صفحة 274 و في الصفحة 24 يفصح عن أرائه اتجاه العرب و المسلمين فيقول
اقتباس:
كنت مقتنعاً بهذه الأفكار قبل أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة ، وكان الكثير من الشعب الأمريكي يشاركني في تلك الأفكار . أما بعد أن أصبحت رئيساً للولايات المتحدة فقد أصبح لتلك الأفكار أبعاد أخرى … أما الدول العربية ، فلم يكن لدي أي شعور متعاطف معها فلم أزر أيا منها ، ولم تكن لدي أي معرفة بأي زعيم عربي
ثم جاء الرئيس رونالد ريغان (1981-1989), و حمل على عاتقه مسؤولية تقوية شوكت امريكا , فقام بشن حرب ضروس على الاتحاد السوفياتي و تفكيك حلف وارسو و معادات كل ما هو شيوعي , فنجح باستعادة خمس دول و ارجاعها الى حضيرة الرأس ماليين (من بينها التشيلي) , كشّر انيابه للعرب من خلال حرب سوريا و لبنان ثم قصف ليبيا .
و في الاخير نجح ريغان في تقديم الولايات الامريكية كقوة عظمى و وضع حجر الاساس للقطب الاحادي .
اسرائيليا : دعم اليهود و ساعدهم على اجتياح لبنان سنة 82 .
بل انه دعم اليهود قبل تولي سدة الحكم , فعين الصهيوني مارشال بيغر مسؤولا على حملته الإنتخابية و تولّى هذا الاخير مهمة كسب ود المجتمع اليهودي ,
و خلال حملته الانتخابية زار المنظمة اليهودية بناي بيرث و ألقى خطابا قال فيه
اقتباس:
إن أي منظمة إقليمية مؤيدة للغرب لن تكون لها أية قيمة عسكرية حقيقية دون أن تشترك إسرائيل فيها بشكل أو بآخر
و في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست صرّح ريغان بـ
اقتباس:
إن وضع الولايات المتحدة سيكون أضعف في المنطقة بدون الأرصدة السياسية والعسكرية التي توفرها إسرائيل كقوة مستقرة وكرادع للهيمنة الراديكالية .
و في عام 1983 قام الرئيس ريغان بمشاركة الأقلية اليهودية في عيدهم الهونوكاه ، وألقى خطابا يعتبر من أقوى البيانات تأييدا لإسرائيل ، قال فيه
اقتباس:
إن الروابط بين الشعب الأمريكي والإسرائيلي تنمو الآن بقوة ويجب أن لا تتقوض أبدا ، وإذا ما أجبرت إسرائيل على مغادرة الأمم المتحدة فان أمريكا ستغادرها مع إسرائيل أيضا
جورج بوش الأب 1988 -1992 : في فترة حكمه شهد انهيار الاتحاد السوفياتي , و بهذا تخلّصت امريكا من عدوها الاول و اتجهت انظارها مباشرتا للمسلمين ,شارك بوش الأب في معركة الخليج لتحرير الكويت من العراق و هذا لاضعاف قوة العراق المتزايدة بطلب من اسرائيل .
كما قام بانشاء اول القواعد العسكرية بالسعودية و وطّد علاقات واشنطن مع آل سعود .
و كانت مهمة بوش الاب تتمثل في مايلي (حسب الفرق سعد الدين الشادلي) :
1- تدمير القوات العراقية تدميراً شاملاً ، أو تحجيمها بحيث لا تشكل خطراً ضد المصالح الأمريكية في الخليج ، أو ضد أمن وسلامة إسرائيل .
2- السيطرة الفعلية على مصارد البترول .
3- تكريس التجزئة العربية .
4- تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية وجردول المنطقة إلى التوقيع ... ))

اسرائيليا : قام بوش الاب بربط البينتاغون مع الجهاز العسكري الصهيوني بخطوط هاتفية مباشرة , كما زاد في عدد الضبّاط اليهود في الجيش الامريكي اذ بلغ عددهم في تلك الفترة 7700 ضابط و جندي يهودي , و معظمهم مسجل كقواة احتياط في الجيش الاسرائيلي .
و صرّح تشيني في تلك الفترة قائلا
اقتباس:
يوجد 7.700 ضابط وجندي يهودي ضمن القوات الأمريكية التي أرسلت إلى الخليج ، وأوضح شيني في تصريحه أن السعودية لم تطلب من أمريكا استبعاد الجنود اليهود من القوات التي ترسل إلى السعودية ثم أضاف بعنجهية : لو طلب منا السعوديون عدم إرسال يهود لما قبلنا ذلك منهم
ليس هذا فحسب , بل ان اليهود الممثلين للطرف الأمريكي في مباحثات السلام بلغ اربع اخماس الوفد و من بينهم
  1. دبنس روس : رئيس الفريق ، ورئيس مجموعة تخطيط السياسة الخارجية الأمريكية .
  2. دانيال كورتسير : نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون التخطيط السياسي ، وقد أسهم في تصميم الحوار الأمريكي مع منظمة التحرير الفلسطينية .
  3. أرون ميلر : يحمل دكتوراه في تاريخ الشرق الأوسط وله كتابان عن الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية وسبق له أن عاش في إسرائيل ، ويتقن اللغة العربية .
  4. رتشارد هاوس : مساعد خاص للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ، وسبق له أيضاً أن عاش في إسرائيل ( 30) .15
فكما نلاحظ هيمن اليهود على غرف البيت الابيض في عهدة الاب بوش .




بيل كلينتون 1992 -2001 : نستطيع ان نقول ان دوره شبيه جدا بدور باراك اوباما .

بعد حرب بوش على العراق , و تدنيس ارض الحرمين بخنازير المارينز , و عدائه الامحدود للفلسطينين , ثار المسلمون على امريكا , خاصتا التيارات الجهادية , و التي منيت بفوز عظيم على الإتحاد السوفياتي بافغانستان , و وعدت بتوجيه انظارها نحو امريكا حاملت لواء الإمبريالية .
هنا احسّ ساسة واشنطن بالخطر , و علموا ان رحى الحرب القادمة ستدور بصحاري العرب .

و كانت مهمة بيل كلينتون تتمثل في :

  • تدعيم اقتصاد امريكا تحسبا للحروب القادمة (وذلك بتعزيز بالهيمنة على مصادر البيترول التي كسبها بوش الاب )
  • رفع شعبية امريكا بعدما شهدت تزعزعا في فترة بوش الاب .
  • تكريس سياسة التطبيع الاسرائيلي العربي .

و نجح في تمثيل دوره ببراعة , فلقد عزز اتفاقية التجارة الحرة مع امريكا الشمالية , و رحل عن البيت الابيض مخلفا فائض في ميزانية امريكا بلغ 559 مليار دولار , كما انه حضي بشعبية لم ينلها اي رئيس امريكي منذ الحرب العالمية الثانية , فلقد بلغت نسبة المؤيدين لبيل كلينتون 63 بالمئة .

بالنسبة للتطبيع العربي مع اسرائيل , فكما راينا مهد بوش الاب الطريق لبيل كلينتون فلقد قام بترويع العرب و المسلمين بتحرير الكويت و دحر القواة العراقية في وقت قياسي , كما ضمن فتاوى آل سعود التي شاركت في تخويف المسلمين من هبل العصر امريكا و فرّق العرب الى طارئق قددا .

و هنا يأتي دور بيل كلينتون , فدروره لا يتمثل في شن الحروب بل في تركيع العرب بسياسة التطبيع .

كما ان بيل كلينتون حطّم الرقم القياسي في التقرّب الى اليهود و نستطيع القول ان البيت الابيض هوّد في فترته عن بكرة ابيه
قائمة الموظفين اليهود في فترة بيل كلينتون :

  • المسؤول عن أعمال الرئيس وبرامجه اليومية : ريكي سايد من .
  • المستشار الاقتصادي : روبرت روبين .
  • المستشار القانوني : أبنيرميكفاه .
  • المسؤول عن الإعلام : ديفيد هايزر .
  • نائب رئيس طاقم البيت الأبيض : ليل لايدا .
  • مدير الجهاز : أليس روبين .
  • المسئول عن خطة التطوع : إيلي سيكل .
  • المسئول عن خطة الصحة : إييرا مازينا
و تقول صحيفة معاريف الإسرائيلية

اقتباس:
هناك في مجلس الأمن القومي الأمريكي سبعة من أصل أحد عشر عضوا بتبوؤون أهم المناصب في هذا المجلس من أصل يهودي ، وقد وضعهم الرئيس كلينتون في أكثر المواقع حساسية في هيئة الشؤون الأمنية والخارجية للولايات المتحدة وهم يتحدثون بالعبرية داخل الاجتماعات الرسمية ويصلوّن من أجل جنود جيش إسرائيل وهؤلاء الأعضاء السبعة هم :
1- صمويل برغر : نائب رئيس مجلس الأمن القومي .
اقتباس:
اقتباس:
2- مارتن أنديك : مدير شعبة عالي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الأوسط وجنوب آسيا
3- دان شيفتر : مدير شعبة رفيع المستوى ومستشار كلينتون ومسئول عن شبعة أوربا الشرقية .
4- سندي ورشفار : مدير شعبة أوربا الغربية ومستشار للرئيس كلينتون .
5- دون شتا ينبرغ مدير شعبة أفريقيا ومستشار للرئيس كلينتون .
6- ريتشاردفا ينبرغ : مدير شعبة أمريكا اللاتينية ومستشار ورفيع المستوى للرئيس كلنتون .
7- ستانلي روس : مدير شؤون آسيا ومستشار كلينتون .


بالنسبة للكونغرس فقد شكل بؤرة للنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة في فترة كلينتون ، فبعد أن كان عدد اليهود في مجلس الشيوخ الأمريكي لا يتجاوز عضوين أثنين عام 1963 أصبح عدد اليهود 10 في مجلس الشيوخ و33 في مجلس النواب في فترته ، ولكن فعاليتهم ونجاعة تحركاتهم يفوقان حجمهم بكثير .



جورج دبليو بوش 2001 - 2009 :


اظن ان هذا السّفاح لا يحتاج للتعريف بجرائمة و نواياه اتجاه المسلمين و لا علاقاته الوطيدة مع اليهود , فهو الذي صرّح ان حربه على العراق حرب صليبية مقدسة .
و عندما نقول صليبية نعني انها يهودية ايضا , فجورج بوش و معظم حكام امريكا ينتمون الى الكنيسة الانجليكانية , و هذه الكنيسة تبرّء اليهود من دم عيسى عليه السلام و تعتبرهم "مؤمنين"

استغل بوش الابن البحبوحة المالية التي خلفها كلينتون لامريكا , و سخّر كل جهوده للتطوير الجهاز العسكري الامريكي , متمثلا بالذرع الصاروخي و تطوير مقاتلات الف16 و الاسطول الامريكي و لا ننسى الملاير التي دفعها لهوليود بغية رفع اسهم الكوبوي الامريكي .

كانت سياسته واضحة من البداية , اكمال مهمة ابيه بالقضاء على العراق نهائيا , الاستيلاء على افغانستان و دحر كل التيارات الجهادية بل اقتلاع مسمّى الجهاد من دين المسلمين ,ففي فترته المشؤومة ظهر مصحف امريكي اختزلت منه كل آيات الجهاد و الولاء و البراء و ظهر ما يسمّى بإمامة المرأة للمسلمين , كما دعم كل المؤتمرات التي تدعوا للخوار الاديان .
و يرى الكثير من الناس ان فترة بوش شهدت ما يسمّى بالـ "الإسلام الأمريكي " و فقهاء المارينز ,

و بلغ تعاطف الادارة الامريكية مع الصهاينة في فترة بوش الذّروة , فهم لم يكتفوا بحدود دولة اسرائيل فقط , بل تعدّوها و هدّدوا سيادة كل الدول الاسلامية بحيث ان مجلس النواب الامريكي خرج بمشروع قرار يطالب بوش بالإعتراف بحق اليهود الذين تركوا الدول العربية و اعتبارهم كلاجئين , و يحق لهم المطالبة بتعويضات عن ممتلكاتهم بالدول العربية .
و هذا ما حدث فعلا ففي 2 افريل 2008 صوت المجلس على المشروع بالأغلبية و تمّ اعتماده , و طالب المجلس ايضا بأخذ موضوع اللاجئين اليهود من الدول العربية إنتباها خاصا في المؤسسات الدولية أثناء نقاش موضوع اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط,والتذكر بقضية اللاجئين اليهود وبصورة واضحة في كل مناسبة تناقش فيها قضية اللاجئين .


و مهما كثرت مصائب المسلمين في فترته , إلاّ انها وضعت النقاط على الحروف , و ازالت الغبار عن العيون , و كسب المسلمون الكثير .

ففي فترة حكم الغبي بوش , شهد العالم الاسلامي قيام اكثر من إمارة اسلامية , و هذا الامر كان يعد ضربا من الخيال قبل سنواة قليلة و نذكر منها
امارة افغانستان , امارة الشيشان (تضم الشيشان و داغستان) امارة الصومال , و امارة العراق قريبا بإذن الله , فوز الاسلاميين بفلسطين (حركة حماس)

ايضا شهدنا في فترته صحوة اسلامية لا مثيل لها و رفعت راية الاسلام فوق رايات القومية و الديموقراطية , و انهار النظام الرأس مالي , بل ان حكماء الغرب نادوا جهارا بتطبيق الاقتصاد الاسلامي .

و من المبشرات ايضا , توليّ الحركات الاسلامية زمام الامور في مناطق الصراع للتحرير ديار المسلمين , فلم نعد نسمع بحركة الشعبية للتحرير.... او الحزب الوطني للمقاومة ... الخ .


بعد 10 سنواة خلّف بوش دمارا واسعا بالبيت الامريكي سواء الازمة الاقتصادية العالمية و افلاس كبرى الشركات الامرﻻيكية او تدني صورة امريكا امام العالم .

و هنا يأتي دور باراك اوباما

باراك اوباما 2009 -؟؟20


المنقد اوباما او الملمّع , او السوبر مان , سمّه ما شئت , فمهما اختلفت التسميات يبقى الدّور واحد و يتمثّل في اعادة ترتيب البيت الامريكي .
قلت سابقا ان دور اوباما شبيه جدا بدور بيل كلينتون , و سيحاول جاهدا دعم الاقتصاد الامريكي , و تبيض صورة امريكا القاتمة بالإضافة الى قتل روح المقاومة الاسلامية بسياسة التطبيع و التلوين .
و نستطيع اكتشاف هذا ببساطة .
قرر اغلاق سجن غوانتنامو (بعد عام ) -*1*-
سحب القواة الامريكية من العراق (بعد حوالي عام ايضا) -*2*-

-*1*- اوباما قرر اغلاق المعتقل و لكنه لم يقرر الافراج عن كل المعتقلين هذه نقطة , ثم ان امريكا تمتلك الكثير من السجون السرية المنتشرة عبر العالم فلماذا اختار غوانتناموا من بينها فقط ؟؟ و هذه النقطة الثانية .
-*2*- قرر سحب القواة الامريكية من العراق , و في نفس الوقت اعلن انه سيدعم الجيش الامريكي في افغانستان , و اقول للمطبلين اوباما ليس بالاحمق و لا الساذج , لقد اعلن عن سحب القواة الامريكية من العراق بعدما اهداه بوش الوثيقة الامنية مع المالكي , يعني ان العراق ستصبح اقطاعية تابعة لامريكا .
ثم لو كان بالفعل رجل سلام كما يزعم الكثير لماذا لم يتكلم عن جحافل الجيوش المتواجدة بدول الخليج ؟؟ مادامت مرحلته مرحلة سلام فلا حاجة لكل تلك القواة المرابضة بدول المسلمين .

اوباما و اسرائيل :

في مقابلة تيليفونية مع صحيفة هآرسيت قبيل الانتخابات صرّح بـ
اقتباس:
هناك حملة قاسية متواصلة تٌشن ضدي, حيث "اتهمت" فيها بأني ملتزم بالإسلام سرا و لا اكن الولاء لـ"إسرائيل"
بالله عليكم الرجل يعتبر الاسلام تهمة قبل ان يتولّى سدّة الحكم !!!
كما صرّح في نفس الحوار انه ضد حماس طالما هذه "المنظمة الإسلامية" ترفض الاعتراف بدولة اسرائيل

هدّية اوباما لليهود :
اختار باراك اوباما (بعد يومين من انتخابه) الصّهيوني رام ايمانويل
لمنصب الأمين العام للبيت الابيض , و هذا ما احدث فرحة كبيرة لدى اليهود , و تجدر الإشارة ان هذا المنصب يعتبر الأرفع داخل البيت الابيض .
اقتباس:

وأشارت الصحف العبرية إلى أن بنيامين ايمانويل والد رام ايمانويل يحمل الجنسية الإسرائيلية وكان ينتمي إلى مجموعة "ايتسيل" السرية اليهودية القومية المتشددة التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية قبل إنشاء إسرائيل في 1948.
وخلال الفترة التي سبقت حرب الخليج في 1991 تطوع في مكتب للتجنيد تابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت صحيفتا "هاآرتس" و"معاريف" أنه خدم لمدة شهرين في وحدة كُلفت بإصلاح الآليات المصفحة قرب الحدود اللبنانية.



كما انّ اوباما اختار الشّقراء هيلاري كلينتون لتمثيل وجه امريكا الأسود , و هي الاخرى لم تخفي ولاءها الشديد لليهود و معاداتها لكل ما هو اسلامي .
ففي تصريح لها مع الواشنطن بوست قالت :
اقتباس:
الرئيس المنتخب وانا نتفهم ونؤيد رغبة اسرائيل في الدفاع عن نفسها في الظروف الحالية وعدم التعرض لصواريخ حماس" مضيفة "لكننا ندرك ايضا الثمن الانساني لنزاعات الشرق الاوسط ونشعر بالم لمعاناة المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين.
و بالنسبة لحركة حماس شددت على ضرورة "عدم التفاوض مع حماس طالما لم تتخل هذه عن العنف ولم تعترف باسرائيل ولم توافق على الاتفاقات المبرمة".

يعني مهمة هيلاري و اوباما تتمثل في ترتيب البيت الامريكي و الحفاظ على امن دولة اسرائيل بالإضافة المحافظة على خنوع و خيانة الدول العربية .


و الخلاصة :

مهما اختلفت رؤى الحكام الامريكيين فان هدفهم واحد و هو تركيع المسلمين و نهب خيراتهم بالاضافة الى الحفاظ على الهيمنة اليهودية للعالم
و لن تقوم دولة فلسطينية برعاية امريكية , كما يظن بعض السذّج .


سؤال : ألا تعتقد اخي(تي) القرائ(ة) ان اسرائيل و امريكا تعتبران دولة واحدة و من الغباء ان نفرّق بينهما ؟؟



المصادر :
ويكيبيديا
التطبيع وحكاية الدعم الأمريكي لإسرائيل
جريدة الرياض
كفكاز سنتر


الخميائي