لماذا أحاديث الفتن وآخر الزمان؟
16-06-2009, 05:49 PM

بسم الله الرحمن الرحيم.

عندما تشتد بالأمة الأزمات، وتحيط بها النكبات يجد البعض في الفرار إلى عالم الغيب متنفسا لما نعانيه من قهر، وما ينزل بالأمة من بطش وإذلال، ولذلك يكثر عبر المنابر المختلفة الحديث عن الفتن التي تقع آخر الزمان، وأن معركة هرمجدون قادمة ويستبشرون بقدومها خيرا لأن فيها هلاك بني صهيون، وأن المهدي المنتظر هذا أوان خروجه وسيملأ الأرض عدلا كما ملأت جورا وظلما، وسوف نتعرف من خلال هذه الصفحات أن هذه الدعوات منها ما هو حق، ومنها أراجيف وأباطيل..
والذي نريد أن نتوصل إليه عبر هذه الدراسة هو القضاء على روح التواكل التي يروج لها المضللون ليقعدوا بالأمة عن السعي الجاد والعمل الدؤوب الذي يعيد للأمة الصدارة والريادة بين الأمم، وهو طريق سلفنا الصالح، فكم لحقت بهم الهزائم والنكبات ومع ذلك فلم يصنعوا النصر والمجد بالأماني والانتظار، فالأماني لا ترفع للحق راية، ولا تعلي للأمة هامة، فالله سبحانه وتعالى قد تعبدنا بالسعي وبالأخذ بالأسباب، فواجب كل ما مسلم أن يقدم ما في وسعه وطاقته والذي يعجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز، فلنستبق الخيرات ولنجعل شعارنا ما وصانا به -رسول الله عليه وسلم- (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند وصححه الشيخ الألباني .
فلا عذر للمتقاعسين، والويل للمثبطين، وهنيئا لمن لحق بركب المجاهدين الصادقين، وصدق الله العظيم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) –العنكبوت: 2، 3-
فلنر الله من أنفسنا خيرا حتى نكون أهلا لنصرته ونفوز ونسعد بمعيته وصدق الله العظيم ("وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) –العنكبوت: 67-.