تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
07-09-2014, 02:07 PM

كلّما أوجب اليقين صار حجة.

إنّ القينَ هو اطمئنان النفس تمام الاطمئنان في اعتقاد صحة حكم ما على أمرٍ سواء كان سلبًا أو ايجابًا ويقتضيه إلا صحة المأخذ والمستند أو ترتيب المقدّمات الصحيحة والنتيجة الصادقة وهو إما عام وإما خاص.
فالعام في الضروريات من الدرجة الأولى أي بلا قيدٍ ككون الواحد نصف الاثنين أو أنّ الكل أكبر من الجزء فذلك ضروري الجزم بلا قيدٍ من القيودِ ما دام الطرفان معلومين وإمّا نظري يوجب العلم الاستدلالي بالعلة على المعلول، أو المعلول على العلةِ مثلاً وذلك يستلزم اليقين متى أقترن بشهود الصحة من كل وجه وانتفاء العوارض المانعة للتصديق.
وأما الخاص فهو كذلك لكن يفيد اختصاصه بأهل ذكره أي بأهل العلم الخاص به كالعلوم الخاصة فإن معلوماتها الأوليّة ضرورية الصدق عند أهلها وهي نظرية عند غيرهم مطلقًا لجهلهم بها مثلاً أن المرض الفلاني يعم بالأعراض المخصوصة فيستدل بها على وجوده في المريض بحيث لا ينفك ذلك الحكم مطلقًا فهو ضروري عند الطبيب المشخص وذلك عينه عند غير الطبيب نظري يحتاج فيه إلى تأمل، والقضية الرياضية ضرورية الصدق عند العلم الرياضي بحيث لو اجتمع كل رياضي في الدنيا وطرحت على كلّ واحدٍ منهم لم تختلف أحكامهم فيها، وكذلك القضية الكيميائية وخاصة التفاعل بين الجسم الفلاني والجسم الفلاني ذلك ضروري الحكم بين الكيميائيين لا يختلف فيه إثنان ( كتفاعل واتحاد الهيدروجين مع الأوكسجين حسب ذراتهما فنحصل على الماء الذي رمزه h²o)
وهو عند غيرهم من أشكل المشكلات وأصعبها.
وهكذا فإن كلّ أهل علم فإن عندهم قواعد كلية ضروريةالمفهوم، وهي عند غيرهم نظرية فيهل مواد شاذة أو هي مستفادة من التجارب أو التخمين أو الاحتمالات فهي نظرية عندهم كما هي عند غيرهم من أغمض المسائل.
لأجل ذلك أمر الله سبحانه وتعالى بسؤال أهل الذكر في كل شيء:
" وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر "
إذن أن كل أمرٍ يوجب اليقين في علمٍ من العلوم، أو في كل فنّ من الفنون، أو في كل بحث من الابحاث فهو حجة لأهله على أهله لا على غيرهم إذ لا تعلق له بعلومهم ولا إحاطة لهم به متى كان ذلك المفهوم خاصًّا بعلمٍ دون علمٍ، وأمّا إذا كان منَ الأمور الضرورية عند عموم البشر فهي توجب اليقين عند الكل فهي حجة للكل عند الكل.
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
07-09-2014, 09:00 PM

الشكُّ لا يكونُ عقيدة.

إن الشك إنما هو محطة أو وقوف بين السلبِ والإيجاب في الحكمِ للشيءِ أو عليه، أة على تفاوتٍ في الكم والكيف مع وحدة صفة الطرفين فالاوجه فيه عديدة، ولكنه سالب الثقة بالحكم والعقيدة. إما أن يكون سلبًا حقيقيًّا أو إيجابًا حقيقيًّا أي أنّ العقيدة يجب أن تكون يقينًا خالصًا مجردًا عن أو من الشكوك أو الشبه وإلاّ لما كان اليقين الذي هو تمام الثقة والإذعان والقبول.
فوقوف المرء أو العبد بين طرفي الحكم على ما ينبغي اعتقاده سالب اليقين به والاعتماد عليه؛ إذ الأصل في العقيدة إقناع الضمير بالدلائل المسلّمةِ مع أطلاق حريته في محاكمة الأدلة المتعارضة وهو الإيمان الخالص بما يجب أن يؤمن به، وإلاّ فإن البحثَ وإقناعه بقبول الشبهة واليقين معًا.
فإن أهل العلم قالوا: أن جمع الضدين محال، كما ذكرتُ ذلك سابقًا.
فقد روي عن الإمام مالك رضي الله عنه في مسألة الاستواء وإلزامه المسلم بالإيمان المجرد عن دفع الشبه والشكوك وادعاء كون السؤال بدعة.
بل أن هناك من قال أن السؤال سنة النبي صلى الله عليه وسلم، إلاّ أنهم اختلقوا في إيمان المقلّد لكونه حاكمًا بحكم غيره بدون تثبتٍ وتدبرٍ، وإن كان الصحيح ثبوته وكفايته لأهل التقليد للعاجزين عن التحقيق، وعليهم الطلب والسؤال إذا أدركوا شبهة أو حاكت في صدورهم شكوك.
أما أهل التحقيق فلا مناص لهم من الخروج عن الشكوكِ إلى اليقين لاسيما في ما يتعلّق بالبارئ سبحانه وتعالى وصفاته الجليلة، وما يتعلق بالملكِ وغيره مما يجب على المؤمنِ اعتقاده في الأحكام من الحلال والحرام والمكروه والفرض والواجب والسنة وما أشبه ذلك، لأن التردد في ذلك إنما هو مظنة الخطأ؛ ولأجل ذلك لم يكتفِ المتأخرون في علم التوحيد والعقائد بما أكتفى به الاولون. فقد كانوا يقولون: أن الله شيءٌ لا كالأشياء ، وله علم ليس كعلمنا، وسمعٌ ليس كسمعنا، وكلامٌ ليس ككلامنا إلى .. غير ذلك.
وكان ذلك يكفيهم لقلة وجود الشبه والشكوك فيما بينهم، ولكن لمّا عمت الصولة الإسلامية وجولتها، ظهرت بعض العلوم الفلسفية واشتهرت الشبهات والشكوك أضطر المتأخر من علماء الأمة على تحرى تلك العلوم كما طلبوا مفاهيمها وردّوا الشبهات بأدلّةٍ أخرى منها، وما زالوا يؤلّفون ويصنّفون في كلّ عصرٍ بما يناسبه.
إلا أن العلوم التي ظهرت إلى العهد القريب، وخصوصا في الغرب وأوروبا فإنها لم تدع لشكوكهم من القلوب محلاًّ بل عمت وطمست وعظم المصاب بها حتى أصبحت لا يكفي في ردها البراهين التي أعدها المتقدمون لمنكري عصورهم لسقوطها عن درجة الشكوك الحاضرة التي تستلزم الفكر العويص والبحث الدقيق في كل فنٍّ بحسبه، وإلاّ فإذا وفقنا عند البراهين الأولى التي كانت تحامي عن الحقيقة أمام الشبهة الأولى الضعيفة ولم تبتدر في الاستعداد بقوة تناسب قوة المعارضين لم نكن خدمنا الحق، أو حافظنا على جانب الحقيقة كما لا يخفى.

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
08-09-2014, 12:26 PM



الهوى لا يكونُ شريعة.

حينما تحدث أهل العلم عن النفس قالوا:
إن النفسَ لها قوة دفعٍ، وقوة جذبٍ، فهي القوة الدافعة تدفع كل ما لا يلائمها مهما استطاعت بالفكر والقول والعمل ولو كان في ذلك منفعة غيرها من عموم العالم.
ويقوتها الجاذبة تجتذب كل ما يلائمها مهما استطاعت كذلك ولو كان فيه مضرة غيرها، وذلك لحب الذات والاختصاص بكل منفعةٍ والتنزه عن كل مضرةٍ فإنها لا تحبّ شيئًا في الدنيا إلاّ لأجل ملائمته ذاتها ومنافعها من المال، والملك، والجاه، والشرف، والعز ،والولد، والأهل، والوطن، وكل مزيةٍ في العالم حسيّة كانت أو معنوية،فلولا تعلق ذلك بمنافعها لم تفحل به مطلقًا، ولا تكره ضرر كل ذلك إلاّ لمضرته بمنفعتها ومنافاته مقاصدها وأغراضها، وكذلك المزايا المعنوية كحسن الخلق، والعدل ،والفضل، والحكمة، والشجاعة، والعفة، والعلم، والاعمال المبرورة، والميل إلى الخير، وحسن النية، وسلامة العقيدة، .. وهلم جرّا، ولا الأمور الدينية فإنها لا تؤمن إلاّ المنفعة ذاتها ولا تكره الكفر إلاّ خوفًا على ذاتها، ولا تعمل عمل أهل الجنة إلاّ لانتفاعها بالنعيم الأبدي، ولا تكره أن تعمل عمل النار إلاّ خوفًا على ذاتها من العذاب السرمدي.
فعلم والحالة هذه أن هوى النفس حيث منفعتها لكن لا يشترط في ذلك صواب حكمها بل ربما ظنّتِ المضرة منفعةً أو المنفعة مضرةً حسب ما يطرأُ عليها من غلط الحسّ وفساد المقدّمات النظرية. لما رأينا أنّ عمومَ الناسِ لا يريدون لأنفسهم إلاّ الخير، وأكثر أعمالهم شرّ لأنفسهم ولغيرهم، فذهب أهل العلم وعلموا علم اليقين أن أكثر الهوى ضررٌ وخطأٌ عظيم فإذا سلم هذا ولا محيص عنه.
فمن الواجب على المرء أن يجزم بأن الهوى لا ينبغي أن يكونَ حكمًا للنفس على غيرها أو على ذاتها، وله لما تحقق من أن هذه المقاصد مرتكزة في ضميرٍ كلّ واحدٍ من الخلائق والعباد فهو يخدم منفعته ولو بضرر غيره، إلاّ إذا صدّه صادٍ صادعٍ يوقف جريان حرصه عند حدٍّ من الحدود.
فغاية كل ضد أو عكس غاية كل التزاحم واقعٌ، والأهواء متضادة طامحة لحقوقٍ الغير متجاوزة عليه، لو سلم الحكم لأي هوىً من أهواء النفوسِ لم يكن همه إلاّ منافعها وهي ضرر غيرها لا محالة.
فيستحيل والحالة هذه أن يكون الهوى شريعة عادلة حقة لضرورة تشريع الشرائع الحقة من قبل المنزه عن الغرض والجهل. ولقد أحس البشر بضرورة العدالة ولم يجدوا لها سبيلاً في كثير من العصور، اللهم إلاّ ما سوف يأتي الكلام عنه فيما بعد، وذلك أن كل البشر جاءتهم رسلهم بالشرائع يقول جلّ في علاه:
"ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين "
ويقول جلّ جلاله:
"إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم، رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ، ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير "
ولكن طال على أهلها الأمد، فانحرفت عن ما شرّع لها فقضى عليها بالخراب والدمار فاندثرت تلك الشرائع.
فأضطرت الامم اللاحقة إلى الحكم بالهوى نتيجة بعدهم عن عقائدهم.
ثم تتابع أمم وشعوب فما زال البشر ـــ كما نشاهده اليوم ـــ يعودون بتشريع القوانين حسب هوى النفس، فنرى دائمًا إما زيادة في التشريع أو تعديل ما شرّع سابقا، فصار غير مجدٍ اليوم ويبقى ذلك في كل زمانٍ ومكان.
حتى وأن ظهر لنا أن ما يقع من الجرح والتعديل ولا توضع فقرة قانونية إلاّ بعد تحكم وحكم ومحاكمة أطرافها، وإقامة البراهين على صحتها، وتسليم العقول بذلك، وبالطبع أن تلك العقول هي عقول عالية التي يسوغ لها التشريع، ثم أن التعديل الذي ربما سوف يقع بعد ذلك لا يقع إلاّ بعد تحكم وحكم مسبوق بمحاكمة أطراف المسائل في المبدل والمبدل به وتسليم وانقياد عن رأي حرٍّ وفكرٍ مستقل.
فنستنتج من ذلك لنقول:
فلو لم يكن الهوى محل اختلاف الأحكام لما حصل هذا التناقض العظيم من احتجاج أصحاب الأصل وأرباب التعديل وكل ذلك في نظر قومه مصيب.
لا لشيء سوى أن هوى النفس البشرية قد شرّعت.
ولنا أن نقرأ قوله تعالى:
" فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون "
ولا حجة على كون ذلك التعديل النهاية التي لا بداية بعدها بذات التعديل، فإن الأصل المبدل عنه كان مظنونًا عند واضعيه ولن يكون النهاية، لا لشيء سوى هي النفس البشرية فصدق الله وهو يقول:
" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ، وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا "
إذن فالهوى لا يكون شريعة، وكم في النفوس البشرية من أهواء؟!

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
08-09-2014, 07:46 PM


الشريعة كافيّةٌ فلا يُزادُ عليها إلاّ قيّاسًا
علم أصحاب العقول السويّة من البشر أنّ الشريعةَ الإلهيةَ قد توقفت مع وفاته النبي ـــ صلى الله عليه وسلم وكَمُل كلّ شيءٍ عقيدة وشريعة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى:
" اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكمُ الإسلام دينًا".
وكان الإجماع أو القيّاسُ ضميمة على الأصلين الأولين وهما الكتاب والسنة.
ولنتوسع أكثر ثم نبحث في ديننا فنجد أهل العلم أخبرونا أن القيّاس في شريعة الإسلام ليس بزيادة في الدين أو الشريعة لقوله ـــ صلى الله عليه وسلم:
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ ".
ثم أن الله عز جل يقول:
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك همُ الفاسقون" وقال في آية أخرى: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك همُ الظالمون" وقال في آية ثالثة أخرى: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك همُ الكافرون ".
ولأجل ذلك أن العلماء قد نزهوا الدين الإسلامي عقيدة وشريعة مما أضافوه فيه بعض المضلين وأصحاب الأهواء والعقائد الفاسدة وألحقوه من الضلالات التي أخضعوا لها العامة بإسنادها ــــ أي ضلالاتهم ــــ إلى الأحاديث أو التأويل والتفسير كما فسّر وأوّل أحدهم كما يلي:
"يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه"
فقد روي ابن عطية :
أنّ قومًا من أهل الجهالة ذهبوا إلى تأويل الآية السابقة أنها يراد بها أهل البيت وبنو هاشم، وأنهم النحل، وأن الشراب القرآن والحكمة، وقد ذكر هذا بعضهم في مجلس المنصور أبي جعفر العباسيّ، فقال له رجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فأضحك الحاضرين وبُهِت الآخر وظهرت سخافة قوله.

وكما ذكر سابقًا بإسناد إلى الأحاديث أو التأويل والتفسير أو شيءٍ من أصول الدين أو رجال العلم بدون مداراة أو مواراة ومحاباة فقد وضحت الحاجة إلى ذلك وتبين الضرر الذي ألم بالأمة.


التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 08-09-2014 الساعة 08:02 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
09-09-2014, 10:06 PM


الشريعة جاءت لتعديل نسبتي الخير والشر بما يطابق الصالح العام للمجتمع.

إن من البداهةِ أن مصلحة العبادِ لا تقوم إلاّ بالتضاد فكلّ صارٍ في شيءٍ هو نافعٌ لشيءٍ، وكلُ نافعٌ من جهةٍ مضرٌّ من جهة، وكلّ مصلحة من حيث تعلّق ما هي مفسدة من حيث تعلّقٍ آخرَ. بحث لا يتمّ نظام العالم إلاّ بذلك، فتعطل الخير معطل للشر، وتعطل الشر هو معطل للخير على وجه العموم.
فلو عم الخير وارتفع كل شرٍّ في العالم كان ذلك هو عين الشر فلو امتنع القتل والنهب والسرقة والظلم والعدوان والفاحشة والخوف والخيانة والحرص والطمع والكذب والزور لمّا كان إلاّ الخير المنزه عن تلك النقائص وحينذٍ فلا لزوم للتحفظ من شيءٍ ولا المدافعة عن شيءٍ ولا المحاكمةفي شيءٍ ولا المحاكمة في شيء، فلا يبقى محل للهيئة الاجتماعية مطلقًا إذ تكون عبثًا، فإنّ الخصامَ إذا امتنع لن تبق حاجة إلى الحكم والمأمورين من ملكية أو عدلية وإذا لم يخفِ من التعدي لم تكن حاجة إلى الجند و الضباط وما أشبه، وإذا عدم الحرص والطمع اكتفى الإنسان بالعيش الضروري فلا يعملُ ما يزيد عنه فتعطل الأعمال وبتبدّل العمران بالخراب، وكلّما تقدّم الخير وعمّ تقدّم الجمع إلى الشر حتى يهلك العالم أجمع في أقلّ من أسبوعٍ.
وبذلك يندفع جميع ما ذهبت إليه أئمة المعتزلة القائلين بتنزيه الله تعالى عن خلق الشرور، فإنما كتن ذلك منهم لاعتقادهم أن الشرور غير ضرورية للعالم كما كان ذلك معتقد غيرهم أيضا، والتفضيل التام في هذا المقام ينتظر في الأصل إن شاء الله تعالى. فقد قال عز وجل: " ما أصابك من حسنة فمن الله " أي فمن إتباع ما أمر الله به " وما أصابك من سيئة فمن نفسك " أي فمن إتباعك الهوى ومخالفة الله تعالى، فلما أراد جل شأنه أن يتكلّم على أساس نظام الكون من حديث الخلقة قال: " قل كلٌّ من عند الله " أي من حيث خلقه وقابليته واستعماله يدلّ عليه قوله عز وجلّ " الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى" وذلك لأنه أعطى كل شيء خلقه أي أتمّ فيه كلما تقتضيه خلقته ثم هدى بما شاء إلى طريق استعماله بمقتضى الحكمة المقتضية المستلزمة للفلاح، فالشرع العادل لا يقضي بعدم الشر أو بعدم الخير لتوقف كل على وجود نقيضه ولكن يعدل نسبتها بما يوافق صالح المجتمع وهو الانتظام والدوام وأكمل المثال على هذه الحال قوله سبحانه تبارك وتعالى: " ولكن في القصاص حياة يا أولي الألباب " فإن جملة التي هي " القصاص حياة " دستور لو اجتمع الجن والإنس على أن يأتوا القوانين بحكمةٍ تستوفي ما اشتملت عليه تلك الجملة الثنائية لم يأتوا ولن يأتوا بها أبد الآبدين.
فإن قتل القاتل شرٌّ على نفسه بما يلاقي من الألم والعدم على ذوي قرابته الذين ليسوا من وارثيه من حيث فقده، وإن أفادهم ميراثه من حيث تملكهم له وعلى الهيئة الاجتماعية بنقص فردٌ منها وعلى الحاكم بما تكلف من أعمال قتله وما نقص من أفراد تبعتها، ولا يحتج بأنه قتل غيره، فوجب جزاؤه لأنّ ذلك مدفوع بأنّ الجزاءَ لا بقع إلاّ لإصلاح النفس والقتل يعدمها قلا يؤثر فيها الجزاء إلاّ مجرد الألم ثم العدم وهب أنه فتل فنقص من هيئة المجتمع واحدًا.
فقتله يقتضي نقص اثنين.
ولو كان الجزاء شديدًا حافظًا لحياته كحبسه أو ما أشبه، لكان أولى أو أليق بالرحمة والعدالة فذلك مدفوع بأن الجزاء إنما يترتب على حكمتين الأولى اتعاظ الغير من الهيئة العمومية والثانية إصلاح حال النفس لوقوعه عليها ولهذا يجب أن تترتب قواعد الجزاء على نسبة محفوظة مناسبة بين الجزاء والعمل في الدرجات أي في أنواع الدرجات وإن عز تدوين أشخاصها لخروجها عن حدود الحصر فإذا كان الجزاء دون درجة الجرم أو الجناية.
أما أن تترتب على ما دونها مثله أولا، فإنّ ترتب أي تساوي القتل وجزاء شيء دونه في الكمية أو الكيفية أضطر أصحاب الجرائم إلى اختيار القتل على ما هو دونه لتساوي الجزاء مع اختلاف درجات ما يستلزمه فيكون فيه حمل الناس على اختيار أعظم الجرائم، وأما أن لا يترتب فيسري التخفيف على سياق إلى الجنح والقبائح الصغرى فيختلّ نظام العالم لخفة الجزاء مع شدة الجرائم.
وأما أن لا يطرد القياس فيكون الجزاء مخففًا أو معظمًا على أفعال غير متناسبة فينحل الرباط النظامي كما تقدم، أو يتخلل العفو بين الجزاء والجرم فيكون أمل العفو دليلاً على الإقدام وارتكاب الإجرام، قال تعالى: " وتلك حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه " فالقصاص بمراتبه فيه تأمين حياة الأمة بنسبة ما يتعلّق به وتركه ترك حياتها وقيادتها إلى مماتها.



التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 10-09-2014 الساعة 08:12 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: مبادئ أصول الدين
10-09-2014, 08:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مازلت أتابع في صمت ما تطرحه هنا أستاذنا الكريم
فبارك الله فيك
و جعل ما تكتب في ميزان الحسنات
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
10-09-2014, 08:17 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُسلِمة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مازلت أتابع في صمت ما تطرحه هنا أستاذنا الكريم
فبارك الله فيك
و جعل ما تكتب في ميزان الحسنات
مسلمة / أختي الفاضلة.
وعليكم السلام رحمة الله و بركاته.
أغبط نفسي أن تتابع ما أكتب مثقة مثل الفاضلة / مسلمة.
وجعل الله تشجيعكِ ومتابعتكِ في ميزان حسناتكِ.
زادكِ الله فضلا وعلما.
تحياتي.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية غايتي رضا الرحمن
غايتي رضا الرحمن
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 02-01-2013
  • الدولة : فوق التُراب مؤقتا
  • المشاركات : 4,983

  • ملكة التطبيقات وسام فلسطين وسام احسن طبق لعيد لأضحى المبارك 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • غايتي رضا الرحمن will become famous soon enoughغايتي رضا الرحمن will become famous soon enough
الصورة الرمزية غايتي رضا الرحمن
غايتي رضا الرحمن
مشرفة سابقة
رد: مبادئ أصول الدين
10-09-2014, 08:28 PM
السلام عليكم
وانا مثلك استاذة مسلمة في المتابعة منذ طرح الموضوع
بوركت استاذنا الفاضل
والله استفدنا الكثير الكثير
اسال الله ان يريح قلبك بحلاوة مغفرته ، ويرزقك الجنة باذنه سبحانه ويجعل كل كلمة كتبتها لنا في ميزان حسناتك
تقبل احترامي وتقديري..
اللهم ارزقنا حُلو الحياة وخير العطاء وسعة الرزق
وراحة البال ،ولباس العافية وحُسن الخاتمة

اللهم آمين



  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: مبادئ أصول الدين
10-09-2014, 09:10 PM

لكل حكمٍ حكمة تعلم، فتبلغ أو تجهل فتطلب


إنّ الحكم الإلهيَّ لا يصدر عن غير حكمةٍ، وإلاّ كان عبثًا، والعبثُ لا يقتضيه ذلك الحكم فوجب أن يكونَ شاملاً لحكمةٍ، فهي إمّا معلومةٌ، وإما مجهولةٌ، فإن الأول كان الواجب بيان ذلك لقوله جل في علاه:
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
وقوله صلى الله عليه وسلم :
" بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
وقوله سيدي وحبيبي صلاة ربي وسلامه عليه:
"نضر الله امرأً سمع مقالتي وحفظها وأداها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
" لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلّمها الناس"
وكما قال صلى الله عليه وسلم:
"يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يثقل أحدهما على الآخر"
وقوله صلوات ربي وسلامه عليه:
" كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك"
كما أنه أن نبي الإسلام قد حذّر من منع العلم والضن به على من يريد تعلّمه حيث يقول:
" من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار يوم القيامة"
كما جاء في الأثر ــ والبعض ينسبه إلى الاحاديث الشريفة:
" لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم "
أما إذا جهلت الحكمة من الحكم الإلهي فالواجب التماسها حيث توجد وتعلّمها ممن يعلمها، فقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
" اطلبوا العلم ولو بالصين" وقال صلى الله عليه وسلم:
وقال: " أطلبِ العلم من المهد إلى اللحد" وقال كذلك: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" كما قال: " الحكمة ضالة المؤمن يطلبها حيث يجدها" وقال: " من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين " وقال: "إنما العلم بالتعلّمِ، والحلم بالتحلّم" .
وقد أشار الله تعالى إلى عجز البشر من جهة العلم بقوله جل في علاه:
" وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا" وهو خطاب شامل للأمةِ فإذا كان العلم الموجود في نفس الأمة كلها قليلاً كيف يكون علم واحد منها؟ فيلزم والحالة ما ذكره على عادة الحق ان يعلموا الناس ما يعلمونه، وأن يتعلّموا ما يجهلونه، وأن لا تأخذهم عزة الأنانية عن الاعتراف بالجهل في ما يجهلون، فإن ذلك خزي في الضمير، وعذاب في الوجدان، وتهمة بين يدي الحس القلبي، وفضيحة في المبدأ والمعاد، ومقتٌ من عند الله.
ولا عارٌ لمن يجهل شيئًا أن يقول لا ادري وإلاّ فارق الدين الإسلامي عن طيب خاطر فإن ذلك لا يتمّ له إلاّ إذا أدعى الإحاطة وكذب بالنص الكريم في القرآن العظيم وهو قوله سبحانه وتعالى: " وفوق كل ذي علمٍ عليم" .
وقد بشر النبي ــ صلى الله عليه وسلم أهل العمل بالعلم فقال:
" من عمل بم علم ورثه الله علم ما لم يعلم ". وأي سعدٌ ومجدٌ يناله المرء أعظم من أن يفيد غيره بما يعلم ويستفيد من غيره ما يجهل، فلا يزال مكملاً نواقص غيره، ونواقصه من كمال سواه حتى يصير كاملاً محضًا أو إنسانًا فاضلاً لا يبكته ضميره، ولا يعاتبه وجدانه فيعيش عيش الحر بين الإفادة والأستفادة.
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 11-09-2014 الساعة 03:08 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:20 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى