توقيف أسامة "الإيسكوبار" الفار من سجن الحراش بعين تيموشنت
15-06-2016, 11:24 PM

نوارة باشوش

صحافية بجريدة الشروق اليومي مختصة بالشؤون الوطنية والأمنية


أوقفت مصالح الدرك الوطني أمس بارون المخدرات الفار من سجن الحراش "ح. أسامة" المدعو "أسامة الإيسكوبار"، شهر أفريل الماضي بعين تيموشنت، يحمل هوية مزورة، وكان يستعمل سيارات فخمة يفوق ثمن الواحدة 800 مليون، في تنقلاته عبر محور عين تيموشنت، سيدي بلعباس وهران.
وحسب ما نقلته مصادر "الشروق" فإن الهارب "أسامة" كان على متن سيارة فخمة سوداء اللون، مرتديا بدلة كلاسيكية جد أنيقة وربطة عنق على شاكلة رجل أعمال، ويحمل هوية مزورة لتمويه مصالح الأمن، إلى أن التحقيقات وعمليات البحث والتحري التي بشارتها الفرقة الإقليمية لدرك الحراش بالتنسيق مع فصيلة الأبحاث التابعة لدرك الجزائر العاصمة، مكنت المحققين بعد عملية تمديد الاختصاص وكذا إعداد خطة محكمة من خلال ترصد المتهم الفار من توقيفه وإلقاء القبض عليه في حدود الساعة الثالثة صباحا من يوم أمس بعين تيموشنت، كما أسفرت عملية توقيف المتهم من استرجاع سياراة أخر طراز بمغنية.
وكان المدعو "ح. أسامة" البالغ من العمر 27 سنة، والمنحدر من ولاية المسيلة، قد استطاع خطف الأضواء على المستوى الوطني شهر أفريل المنصرم، وجعل من نفسه حديث العام والخاص حينما استطاع الفرار من سجن الحراش بالعاصمة، بعد تورطه في أكبر قضية لتهريب المخدرات وذلك من خلال تسهيلات أمنتها له محاميته المدعوة "ل. زهيرة" البالغة من العمر 38 سنة مقابل 5 ملايير، ووالده الذي سخر له كافة الإمكانات المادية، ومعلوم أن المتهم الموقوف متابع بالعديد من القضايا المتورط فيها، التي جعلت الجهات القضائية تصدر في حقه العديد من أوامر القبض الجسدي وكان محل بحث من قبل المصالح الأمنية.
قضية "أسامة الإيسكوبار" تورط فيها 17 شخصا، حيث تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش لضلوعهم في عملية تسهيل هروب المتهم من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، حيث التحريات النهائية أثبتت أن تسهيل وتحضير وتنفيذ عملية الهروب تمت بواسطة محامية المتهم الهارب أثناء زيارتها له إلى جانب تواطؤ بعض أعوان المؤسسة العقابية وتورط بعض أفراد عائلة المعني، حيث وجهت ضدهم تهم تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجنحة والتواطؤ لتسهيل هروب مسجون والإهمال المؤدي لهروب المسجون، وقد اصدر قاضي التحقيق أوامر إيداع ضد عشرة متهمين، كما اصدر أوامر بالرقابة القضائية وأوامر بالقبض ضد المتهمين الفارين.

أسامة "الاسكوبار" درس حتى السادسة ابتدائي واشتغل ببيع الزيوت
عادت جريدة "الشروق اليومي" ثانية إلى مدينة أولاد عدي لقبالة شرق عاصمة الولاية المسيلة، وتحديدا إلى مسقط ح. أسامة، الذي انتهت رحلة فراره من المؤسسة العقابية بالحراش، "الشروق" أرادت هذه المرة الغوص في جوانب من حياة أسامة صاحب الـ27 ربيعا من العمر، فهو من مواليد 31 ماي1989 بأولاد عدي لقبالة ولاية المسيلة.
الوجهة أولاد عدي لقبالة، التي شهدت نشأة أسامة وتمدرسه إلى غاية السنة السادسة ابتدائي، حيث توقف عن الدراسة، وكانت ابتدائية الشهيد عرعار الصديق بمدينة أولاد عدي لقبالة شاهدة على مرور أسامة عبر سنواتها الست، وعن التحصيل العلمي فقد كان من بين التلاميذ المتوسطين، ولم يسعفه الحظ في نيل شهادة التعليم الابتدائي لتكون مغادرة مقاعد الدراسة لأسامة صوب الحياة العملية، وبحسب ذات المصادر، فإن أسامة كان بجانب أبيه في العمل قبل أن يفتح محلا تجاريا خاصا ببيع زيوت السيارات والشاحنات وهذا بحي 14 مسكنا وهو الحي الذي يقيم فيه، وإن كان كل شيء مباحا للحديث فيه في بلدية أولاد عدي لقبالة، فإن الحديث عن أسامة يبقى خطا أحمر لا ينبغي تجاوزه وقد حاولنا تكرارا ومرارا الغوص في الحديث عن أسامة وطفولته إلا أن المقربين منه ومن أصدقائه تجنبوا الحديث عن أسامة، وطلبوا منا ذلك بلباقة رغم أننا أخفينا حقيقة مهنتنا ومهمتنا التي قادتنا إلى بلدية أولاد عدي لقبالة.
جيران أسامة كشفوا أنه أمضى بعضا من طفولته في إحدى بلديات ولاية سطيف لكنها فترة لم تكن طويلة وسرعان ما عاد رفقة عائلته للإقامة بحي 40 مسكنا ببلدية أولاد عدي لقبالة قبل أن يستقر بحي 14مسكنا، وعن علاقة أسامة بالناس فقد كان اجتماعيا إلى أبعد الحدود مشهودا له "بحسن السيرة والأخلاق!"، وهذا طبعا على ذمة محدثينا، لأن الأمر تصعب استساغته فهو يتعلق بتاجر مخدرات، وعن تنقله إلى العاصمة فقد كان أواخر2014 وقد تنقل بمعية والدته على اعتبار أن والده متزوج بامرأتين ولكنه كان يزور بلدية اولاد عدي لقبالة على فترات ليست متباعدة، وآخر زيارة له إلى أولاد عدي لقبالة كانت أياما قلائل قبل توقيفه، وعن خبر فراره من المؤسسة العقابية بالحراش فإن الخبر نزل كالصاعقة خاصة أن الجميع وقتها ذهل من الخبر ولم يكن أحد يصدق أن أسامة رقم مهم في معادلة مروجي المخدرات ولا حتى أن توقيفه كان بسبب تورطه في قضايا ترويج الكيف المعالج ولا حتى طريقة هروبه من المؤسسة العقابية، أسامة الذي تزوج بعد مغادرته أولاد عدي لقبالة صوب العاصمة تشير مصادر إلى أن لديه طفلة .
على صعيد آخر، علمت الشروق من مصادرها الخاصة أن مصالح الأمن بالعاصمة، أوقفت أزيد من 8 أشخاص للتحقيق معهم ومعرفة مكان تواجد أسامة وهذا مباشرة بعد فراره، من قبل مختلف مصالح الأمن بالجزائر وعن الأشخاص الثمانية الذين تم توقيفهم فهم ممن تربطهم علاقة عائلية ورابطة دم وصداقة بأسامة قصد الاستماع إلى أقوالهم.
من جهتها، ستواجه المحامية التي ساعدت أسامة على الفرار ثلاث تهم أولها تكوين جمعية أشرار وثانيها مساعدة مسجون ـ نزيل ـ على الفرار وثالثها تسليم أشياء غير مسموح لها لمسجون ـ نزيل ـ، وتشير مصادر للشروق إلى أن المحامية متواجدة بالمؤسسة العقابية بالقليعة.