تغريدات عن الحوت الأزرق
14-07-2018, 10:55 AM
تغريدات عن الحوت الأزرق
يوسف النفجان


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:


في لغط كبير حاصل بسبب تقارير إخبارية عن حصول حالات انتحار بسبب لعبة اسمها:"الحوت الأزرق". للأسف: أغلب الجهات الناقلة لهذه التقارير تبالغ وتشرحها بشكل خاطئ وغير مسؤول قد تتسبب بانتشار الهلع بين الناس.
وسأحاول شرح الحوت الأزرق بشكل أوضح لكي يفهمها الناس ويتجنبوا أخطارها.

الحوت الأزرق ليست لعبة جوال أو بلايستيشن، بل هي عبارة عن مجموعات (قروبات) على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بدأت فكرة القروبات هذي في روسيا عن طريق منصة VK الشبيهة بفيسبوك، فكرتها هي: أن مدير القروب (وهو شخص حقيقي) يقوم بإرسال تحديات يومية للأعضاء لمدة 50 يوم.

التحديات تبدأ سهلة نسبيا، مثل أن الأعضاء يصحون الساعة 4 صباحا ويتفرجون على فيلم رعب، وترتفع درجة صعوبتها وخطورتها نسبيا حتى تتحول لإيذاء النفس، ويفترض أنها تنتهي في اليوم الخمسين بالانتحار. ويبدو أن مدراء القروبات يضعون الأعضاء تحت ضغط نفسي لكي يجبروهم على الاستمرار في التحديات.

اللعبة سببت هلعا في روسيا، وكانت هناك مبالغات عجيبة بخصوص عدد ضحاياها بدون أي دليل في تقارير إعلامية كثيرة عن اللعبة ترسمها كأنها تنوم لاعبيها مغناطيسيا، أو أنها تدفع كل شخص يلعبها للانتحار، وهذا غير صحيح أبدا، واللعبة أيضا انتشرت حول العالم عبر منصات مختلفة، ومن ضمنها الدول العربية.

الخطر الحقيقي للعبة الحوت الأزرق هو: أنها تعطي ضعاف النفوس، تحديدا الذين عندهم نزعات إجرامية وسادية، طريقة لاستدراج ضحايا للتحكم فيهم. وللأسف أكثر فئة تنجذب لهذا النوع من القروبات هم: الأطفال والمراهقين، خصوصا أنهم يحبون تجربة الجديد، وأحيانا يستخدمون شبكات التواصل بسذاجة.

ومن الأطفال الذين سيجربون اللعبة ويدخلون قروباتها، قد يكون في نسبة منهم: من يعانون من العزلة والاكتئاب ومشاكل نفسية أخرى قد تعرضهم للتلاعب والضغط النفسي والتنمر الإلكتروني أكثر من غيرهم، ومدراء هذي القروبات يستغلون هذي الناحية للضغط عليهم وحثهم على الاستمرار في التحديات.

مع أن هناك مبالغات كبيرة جدا في عدد الأطفال الذين وصل الأمر بهم إلى محاولة الانتحار فعليا بسبب الحوت الأزرق، لكن يبدو أن هناك ضحايا فعليين لهذي "اللعبة"، ولكن الهلع الذي تحاول وسائل الإعلام نشره بخصوص الحوت الأزرق يظل خطأ، لأنه يركز على النواحي غير المهمة للموضوع، وينقل صورة خاطئة.

المشكلة ليست في تجنب لعبة الحوت الأزرق تحديدا والتنبيش عنها لوحدها. فيمكن أن تظهر في المستقبل ظاهرة جديدة أو لعبة باسم مختلف وبطريقة أخرى تؤدي لنفس النتيجة!!؟، والتركيز على الحوت الأزرق وغيرها لن يحل المشاكل الفعلية اللي وراءها. فما وراءها مشكلة أكبر.

المشكلة الحقيقية تكمن في طريقة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل قد يعرضهم للتنمر الإلكتروني، أو للتعرف على أصدقاء السوء الذين يقودونهم لتصرفات خاطئة أو خطرة.
أيضا: تكشف اللعبة عن أثر مرض الاكتئاب والمشاكل النفسية التي تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للتأثر بهذه الأمور.

الحل ليس في الهلع من كل مجهول والخوف غير المبرر من كل ظاهرة اجتماعية جديدة، فالحل الصحيح هو: مراقبة استخدام الأطفال والمراهقين لشبكات التواصل الاجتماعي، ومعرفة أصدقائهم، والانتباه لمؤشرات تدهور الصحة النفسية لديهم، واستشارة المختصين بهذه الأمور قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه.


فيديو عن الحوت الأزرق:


هل الحوت الأزرق لعبةّ!!؟، أم شخص!!؟، أم مشكلة في كل مجمع أحد وسائلها التقنية!!؟:
هنا