تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
30-05-2012, 12:49 PM
السلام عليكم
حاولت جمع قصة جدتنا حورية في هذا الموضوع للتسهيل على من يتابع قصتها االتي تستحق أن يسشتفيد منها كل الأعضاء القدماء و الجدد..
مجرد أجتهاد و لا يضاف من القصة سوى ما يمضي عن نشره أكثر من أسبوع و تكتب مشاركة لجدتنا بعده...فكل من تعجبه -و أكيد كل من قراء الموضوع ستعجبه- عليه الذهاب للموضوع الأصلي ليقراء آخر مشاركة.
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=185724

بسم الله الرحمان الرحيم

لنبدا كلام الجدة:


اليوم المشهود
الأوّل من شهر جوان قدّر لي الله أن أكون فيه ضحيّة إرهاب بشِع و أفقدني رجليّ الإثنين وسيلة تنقّلي المجّانيّة في عزّ شبابي
و انظممت دون سابق إنذار إلى فئة ذوي الإحتياجات الخاصّة حتّى لا أقول المعاقين لأنّني أمقت هذه الكلمة و سُجّل إسمي في قائمتها.
ساعتها فقط أحسست بفقدان نِعمة عظيييمة نسيت أن أشكر الخالق سبحانه و تعالى عليها يوما
و شعرت بعدئذ بما يشعره كلّ من إبتلاه الله في صحّته، هذه الأخيرة الّتي لا تُقدّر بثمن و تهون أمامها كلّ الإبتلاءات الأخرى
ما عاد طبعا الإبتلاء في الدّين ندعوه سبحانه أن لا يبتلينا في ديننا
أردت من مقدّمتي أعلاه أن أفتح هذه الصّفحات و إرتأيت أن أسمّيها - صمود و تحدّ
أذكر من خلالها يومياتي مع عالمي الجديد، عالم الإعاقة و أبتغي من طرحي هذا رِفع همّة كل من أشعرته إعاقته باليأس و القنوط
إذا كانت الكلمة الطّيّبة صدقة فما بالكم لو قيلت لمن يستحقّها
.............
كنت في العشرينات كلّي حيويّة و نشاط، معلّمة في مدرسة و محقّقة إجتماعيّة في جمعيّة خيريّة
أعشق الحركة و التّنقّل مستخدمة وسيلة تنقّلي المجانيّة رجليّ، هذه النّعمة العظيمة الّتي حباني بها المولى عزّ و جلّ .
و ذات يوم صيفيّ حار و على غير العادة قرّرت أخذ الحافلة للعودة إلى البيت بعد يوم شاق قضيته في المدرسة مع براعمي الصّغار
إنتظرت في موقف الحافلات قرابة السّاعة و أنا بين أخذ و ردّ مع نفسي:
سئمت الإنتظار سأذهب مشيا
لا لا اصبري ستأتي الحافلة فأكيد لن تطيقي المشي مع هذه الحرارة
بل سأذهب
إبقي
و كأنّ شيئا ما كان يشدّني للبقاء، فعلا كان قدري الّذي كنت أجهله
أطلّت علينا الحافلة من بعيد - كي هلال العيد - و الكلّ في إنتظارها على أحرّ من الجمر
لم يكن الأمر سهلا و أنا أخوض معركة الدّخول إليها أمام أجسام ضخمة لرجال أقوياء
و أخيييرا دخلت رفقة صديقتين لي، لم يهمّني الأمر أن أبقى واقفة حتّى لو كنت على رجل واحدة، المهم أنّني دخلت
و ما كنت أعلم أنّها كانت آخر الخطوات لي
توقّفت الحافلة في محطّتين متواليتين و نقص الرّكاب و بقيت أنتظر آخر المحطّة
فجأة .. دويّ هائل صمّ الآذان
و كأنّ أحدهم رمى بي في بئر عميييق مظلم و صدى الأصوات يرنّ في أذني
فهِم الجميع أنّه إنفجار قنبلة وضعها إرهابيّ لا حسّ له و لا شعور و نزل قبلنا مخلّفا وراء جُرمه هذا جثثا للموتى و جرحى و و

................
إنفجرت القنبلة الّتي وضعها ذاك الّذي لم يتّقِ في ركّابها الله و نزل
تساءلت بعدها: كيف كان إحساسه و هو يرى تلك الصّور المؤلمة في نشرة الأخبار
تلك الجثث الممزّقة و المفحّمة .. و الأطراف المبتورة و الدّماء المتطايرة
منظر مهول فعلا ..
هرع مواطنونا الكرماء بمدّ يدّ العون و المساعدة إلى حين وصول سيّارات الإسعاف
كان حظّي أن حملني أحدهم بعد أن رآني أتلفّظ بالشّهادتين لأنّني إعتقدتها خاتمتي، حملني في في سيّارته إلى مستشفى مصطفى الجامعي فهو الأقرب من مكان الإنفجار ..
لم أعبأ بما حدث لي لكن كان كلّ تفكيري في عائلتي طلبت من الممرّضين الإتّصال بهم
لكن لحالة الطّوارئ الّتي كانوا عليها لم يلبّوا طلبي ..
مرّت السّاعات عاد أبي إلى البيت و عند باب العمارة صادف جارتنا و أخبرته بخبر تلك القنبلة حوقل و لم يكن يعلم أنّ فلذة كبده أصيبت فيها .. سبحان الله
تأخّر الوقت و لم أعد إلى البيت، قلِقت أمّي كثييرا و أختي الكبرة فما كان من هذه الأخيرة إلاّ الإتّصال بالجمعيّة للإستفسار عنّي، أخبروها أنّني خرجت منذ ساعات، قالت: لكنّها لم تعُد.
فعلِموا ساعتها أنّ مكروها أصابني و خرجت إدارة الجمعيّة للبحث عنّي في المستشفى إلى أن وجدوني و اتّصلوا بأهلي و أخبروهم ..
هبّت عائلتي لزيارتي .. دخلت عليّ أمّي حامدة الله على أنّها وجدتني حيّة، أخذت منديلها و مسحت وجهي من ذاك السّواد النّاتج عن الإنفجار.
قلت لأمّي: سامحيني قلّقتك
حضنتني مبتسمة قائلة: لستِ مسؤولة على ما أصابكِ و انتقم الله ممّن فعلها ..
و قضيت هكذا أوّل ليلة لي في المستشفى بعد أن بتروا رجليّ إثر حروق بليغة ألمّت بهما مخافة أن يتفاقم الأمر و ألقى حتفي ..
.............
بقيت إثنا عشر يوما في جناح بيشار بالمستشفى الجامعي تقوم أختي على رعايتي بسبب تهاون الممرّضين و عدم إحساسهم بالمسؤوليّة أو ربّما أعدّوني من الأموات بسبب الحالة الخطيرة الّتي كنت فيها فلم يريدوا تضييع الوقت معي.
خلال تلك الأيّام كنت أتلقّى زيارات لا تُعدّ إلى أن إستغربت من كانت تقاسمني الغرفة و سألت أختي: ماذا كانت تشتغل أختك؟
أجابتها: في جمعيّة خيريّة و أولائك النّسوة قدمن مع بناتهنّ اللّواتي درّستهنّ أختي
إعتقدت تلك المرأة أنّني شخصيّة معروفةcupidarrow
سخّر لي الله في تلك الأونة شيخ الجمعيّة الّذي قام بإتّصالاته إلى أن وصل إلى وزير الصّحة حيث أمر بإرسالي إلى الخارج للعلاج على نفقة الدّولة.
لم يكن بحوزتي جواز سفر و وثائقي إلتهمتهم النّيران و لا صور شمسيّة فما العمل؟
فكّر والدي أن يذهب إلى المكان الّذي جمعوا فيه مخلّفات الحادث و قال له أحدهم: كيف ستجد ما تبحث عنه وسط هذا الرّكام؟؟؟!
لم ييأس والدي و شمّر على ذراعيه و بدأ البحث إلى أن وجد صورتي في بطاقة الجمعيّة و كانت المفاجأة حيث إحترق كلّ شيئ إلاّ تلك الصّورة فسبحان الله فعلا العمل الخيري يستحيل أن يذهب سدى و ها هي هذه الصّورة تكون سببا لإستخراج الجواز و هكذا بدأ العدّ التّنازلي للسّفر.
...........

السّفـــــر الّذي طال



بعد قضاء إثنا عشر يوما في المستشفى الجامعي في حالة يُرثى لها، حُدّد يوم سفري الّذي كان في 13/06، رافقتني جارتي رحمها الله و أسكنها فردوسه الأعلى فلم يرد والديّ أن ترافقني غيرها، بحكم أنّ لها دراية في مجال الطّبّ و الأهم كنّا نعتبرها كأمّ ثانيّة لنا و ليست مجرّد جارة.
وصلت سيّارة الإسعاف إلى المطار و بعد القيام بكلّ الإجراءات اللاّزمة و حين وصلنا إلى باب الطّائرة مُنعنا من الدّخول، و طُلب من جارتي تصريح الطّبيب بالسّماح لي بالسّفر فالحالة الّتي رأوني عليها من المفروض يتعذّر عليّ السّفر.
ما العمل و لم يبقَ إلاّ دقائق على إقلاع الطّائرة و الوقت لا يسمح بالعودة إلى المستشفى و إحظار ما طلبوه؟؟؟
و تتدخّل مشيئة الله مرّة ثانيّة حينها و بعد أن كادوا يعيدونني من حيث أتيت، إذ بطبيب معي كان على متن الطّائرة يتحمّل مسؤوليّة إمضاء تلك الورقة و لله الحمد و المنّة سامحوا لي بالسّفر.
ساعتان و نصف خلتهم أيّام من شدّة الألم الّذي كنت أعانيه، وصلنا مطار بروكسل و تمّ نقلي إلى مستشفى بروكمان لكنّهم تفاجؤوا بالحروق البليغة والّتي كانت من الدّرجة الأولى و الّتي أصابت فخذيّ، سمحوا لي بالمبيت ليلة واحدة و في صبيحة الغد نقلوني إلى أكبر مركز للحروق بالمستشفى العسكري الملكة أستريد.
و اضطرّوا إدخالي في غيبوبة بسبب شدّة الآلام الّتي كنت أعانيها
قال أحد الأطباء لجارتي: لماذا تركوا حالتها تصل إلى هذه الدّرجة؟؟؟
و لماذا لم ينضّفوا الجراح؟؟ فقد إضطررنا بسبب التّلويث الّذي أصاب فخذيها أن نقطع كلّ ما تعفّن.
رثوا لحالتي و إحمرّ وجه جارتي خجلا لأنّ سمعة الجزائر في اللّعب، لكنّها الحقيقة و لا مفرّ منها.
عادت جارتي بعد أيّام قليلة إلى الجزائر فلم يكن لوجودها جدوى و أنا في غرفة الإنعاش، غائبة عن الوعي و لا أشعر بمن حولي.
عادت وخلّفتني وراءها غريبة الأهل و الدّيار لأواجه مصيري بمفردي بقلب يملؤه الإيمان.
.................

الحقيقة المرّة



شهرين هي المدّة الّتي قضيتها في غرفة الإنعاش، نائمة ليل نهار توقّف قلبي لحظتها مرّتين، فقَدَ جميع من حولي من أطباء و ممرّضين أمل بقائي حيّة، لكن إرادة الله كانت أكبر و كان يعود قلبي للخفقان من جديد، و بعد أن تأكّدوا من إستقرار الحالة قرّر الطّبيب أن يخرجوني من الغيبوبة الّتي أدخلوني فيها فالخطر قد زال.
هم إعتبروها معجزة و أنا في ما بعد كنت متأكّدة أنّها دعوات أمّي البعيدة عنّي و المنفطر قلبها عليّ هي من إستجاب لها الخالق. و دعاء كلّ من كنت أعرف أيضا.
إستيقظت من الغيبوبة نظرت إلى سقف الغربة و إلى من كان حولي من ممرّضين مبتسمين ينظرون إليّ، أظنّني تكلّمت بالعربيّة أكيد فلم أكن أعلم بما حدث لي ردّوا عليّ بلغة ما سمعتها من قبل علِمن في ما بعد أنّها الفلامانيّة، كِدت أجنّ، و علامات إستفهام تدور بخلدي:
ماذا حدث؟
و من هؤلاء؟
و أين أنا؟
و ما هذه اللّغة؟
فجاءت الإجابة من عند أختي بعد أن إتّصل بي أهلي عن طريق الهاتف ما كنت أستطيع التّحدّث و لا حتّى حمل السّمّاعة كانت الممرّضة تساعدني على ذلك.
المهم أنّني سمعت صوتهم، و بعد إتّصالات أخرى أجابتني أختي على كلّ تلك الأسئلة و فهمت ما حدث. لكنّها لم تخبرني ببتر رجليّ.
كنت أشعر بآلام حادّة في رجليّ و أخبرت الممرّضين بذلك فاستغربوا و تبادلوا النّظارات و انصرفوا و أرسلوا لي طبيبة نفسانيّة لتخبرني بالحقيقة.
كان إسمها ماري كريستين لم أرتح لها مذ رأيتها، و ازداد كرهي لها لأنّها أخبرتني بما حدث لي ببرودة دم.
بعد أن قلت لها أشعر بآلام في رجليّ، ردّت قائلة: لكنّك فقدتِ رجليك.
الله أكبر فقدت رجليّ؟؟؟!!!
قلت في قرارة نفسي: هي تكذب عليّ و يبدو أنّها عنصريّة لأنّها رأت الخمار على رأسي فأرادت تحطيم معنوياتي
كنت أريد أن أتأكّد من صحّة الخبر و لذلك أردت التّأكّد بنفسي، عندما يأخذوني لتغيير الضّمادات في صبيحة الغد سأحاول أن أرفع رأسي قليلا و هم يحملونني ليضعوني على المِغسل لأنّني لم أكن أستطيع تحريك و لا جزء من جسمي، و طبّقت ما فكّرت فيه و يا لهول ما رأيت: لم أر لا السّاقان و لا القدمان و حروق بليغة على الفخذين.
أدرت رأسي و قلت: اللّهمّ أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها و نزلت دمعة من عيني حارّة، رأتها الممرّضة فمسحتها و ابتسمت.
ها أنا قد علمت الحقيقة المرّة، فكيف أبلغها الآن لأهلي و كانت هذه بالنّسبة لي أصعب.


أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 30-05-2012 الساعة 01:09 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 12:51 PM
ها أنا قد علمت الحقيقة المرّة، فكيف أبلغها الآن لأهلي؟؟؟ و كانت هذه بالنّسبة لي أصعب.
إنتظرت مكالمتهم على أحرّ من الجمر و شريط الذّكريات يعود بي إلى الوراء حيث كنت أمشي و أجري و أقفز و و و، إلى أن إتّصلوا فبمجرّد سماع رنين الهاتف خفق قلبي فرحت أضغط على الزّرّ الّذي كان بيدي حتّى تأتي إليّ الممرّضة لتناولني السّمّاعة و كلّي خوف أن لا تأتِ و يضيع منّي ها الإتّصال، جاءت بالفعل و رفعت السّماعة و وضعتها على أذنيّ فسمعت صوت أمّي الحنون الّذي أنعش روحي بعد ظمأ، يا الله ما أروعها من راحة تك الّتي شعرت بها بعد إنتهائي من التّحدّث إليها طلبت منها أن تنادي أختي الكبرى لأكلّمها، كانت بجانبها و فور سماع صوتها سألتها مسرعة: هل تعلمون أنّني فقدت رجليّ؟؟؟
ردّت قائلة: نعم يا حوريّة كلّنا نعلم لأنّكِ فقدتيهما مباشرة بعد الحادث أي تمّ بترهما بعد الحروق البليغة الّتي أصابتكِ و كانوا مضطرّين لفعل ذلك.
ساعتها فقط إرتحت و قلت: الحمد لله فهذا أكبر حِمل كنت أحمله على عاتقي و خائفة من ردّة فعلهم؟؟؟
إغتنمت الفرصة و سألتها عن أشياء أذهلتها، سألتها عن كيفيّة الوضوء و عدد الصّلوات و كيفيّة التّيمّم، لأنّني لم أصلّ مذ كنت في الإنعاش غائبة عن الوعي و هذا السّبب الّذي جعلني أنسى أشياء كثيرة مُحيت من ذاكرتي لم أكن أعلم إلاّ بعد أن سألتني تلك الشّريرة ماري كريستين عن رقم هاتفنا في الجزائر ، فرددت علها: نسيته!!!
أنهيت المكالمة و استسلمت لنوم عميق و كأنّني لم أنم منذ زمن!!!
.........................
و ككلّ يوم كانوا يحضرون صباحا إلى غرفتي لأخذي لتغيير الضّمادات و مع إقتراب خطواتهم كانت تزداد خفقات قلبي، لأنّ العمليّة كانت مؤلمة بالنّسبة لي رغم أنّهم كانوا يناولونني دواء خاصا لتخفيف الألم و رغم تهيئة المكان بواسطة حمّام بخاري ممّا يساعد على نزع الضّمّادة من على فخذيّ المحروقين بسهولة، ساعتها تذكّرت ما قالته لي أختي عندما كنت في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، كانوا يغيّرون لي الضّمّادات في غرفتي أمام الملأ و الغرفة ساعتها لم تكن فرديّة كما كنت في بروكسل و لكنّها جماعيّة و ينزعون الضّمّادات بقوّة و كأنّهم كانوا يستلّون روحي معها، كم من عذاب عذّبونيه هناك و الحمد لله على كلّ حال.
أعادوني إلى غرفتي و تفاجأت أنّهم لم يضعوني على سريري كما تعوّدت بل أبقوني جالسة على كرسيّ خاص، يا الله و أخييرا أنا جالسة بعد وضعيّة النّوم على بطني و الّتي إستغرقت أسابيعا.
أحسست بشعور غريب و بتعب شديد أيضا ممّا إضطرّني إلى الضّغط على الزّرّ لمنادتهم، جاءت الممرّضة مسرعة نظرت إليّ و الإبتسامة مشرقة على محيّاها، قلت: تعبت من الجلوس أحسّ بألم في فخذيّ أريد العودة إلى السّرير.
رفضت قائلة: عليك أن تبقي لساعتين أو ثلاث على الأقلّ جالسة.
يا إلهي كيف لي ذلك و أنا لم أستطع أن أتحمّل نصف ساعة، إستسلمت للأمر الواقع سارحة بخيالي في كلّ شيئ و لا شيئ و نظراتي مصوّبة نحو التّلفاز تارة و إلى باب الغرفة المفتوح تارات أخرى متابعة ذاك الجوّ الخارجي لنشاط الممرّضات و الممرّضين و كأنّها خليّة نحل في نشاط دؤوب. و كم كنت أمقت المساء لأنّ الهدوء سيعمّ المكان ساعتها فأشعرو كأنّني في مقبرة.
يا الله كم سأبقى على هذه الحال؟؟؟ سؤال طالما كنت أطرحه على نفسي و لم أكن أجد له إجابة.
فكان لساني ساعتها يلهج بالتّسبح علّني أشعر بالرّاحة.
...........................

الكرسيّ المتحرّك



مرّت الأسابيع و كأنّها أشهرا تحسّنت فيها حالتي قليلا ممّا سمحوا لي بالجلوس على كرسيّ متحرّك حتّى يُسهّل عليّ الحركة.
لن أنسى دخولهم به عليّ و فور رؤيته إمتزج شعوري بين الفرح و التّرح، فرحت لأنّني سأتمكّن من الحركة و الخروج من الغرفة متى شئت، و خاااصّة أنّني سأتمكّن من قضاء حاجتي دون مساعدة أحد. فلن أنسى ذاك اليوم الّذي دخل عليّ فيه ذاك الممرّض و كان إسمه فرانك محاولا مساعدتي على قضاء حاجتي فنظرت إليه بنظارات فهِم على إثرها قصدي لكن يبدو أنّه أراد أن يتغابى، فصارحته أريد ممرّضة لمساعدتي لو سمحت. غضِب ساعتها و قال لي أملك نفس شهادتها. قلت له: لم أنكر ذلك و لكنّها إمرأة مثلي ... كم كانت تؤرقني مثل هذه المواقف و تحرجني، فأجدني فعلا كالقابضة على الجمر و أنا أحاول تطبيق ديني وسط جوّ كافر ما ظننت يوما أنّني سأعيشه،
و بين ترح لأنّه حُسم الأمر و عليّ الإستسلام لحياتي الجديدة. أذكر أيضا ذاك اليوم الّذي أرغمتني فيه الممرّضة على أكل اللّحم لأنّني ضيّعت دما كثيرا و عليّ أن أتقوّى، و كيف لي أن آكله و أنا أعلم أنّه غير مذبوح؟؟!! فعندما لاحطت تردّدي أرادت أن تُطمئنني مخبرة إيّاي أنّه ليس لحم خنزير فلا تخافي. قلت في قرارة نفسي: آآه لو تعلمين!!! و عندما أدخلت لي قطعة اللّحم عنوة تقيّأتها مباشرة فما كان منها إلاّ أن أسرعت بإحظار المنشفة. ساعتها فقط ذهبت و من يومها لم يُحضروا لي لحما و كتبوا في ملفّي أنّني نباتيّة. فحمدت الله أنّه لم يُبقِِ حراما في جوفي و أخرجه.
....................................
مرافقة جديدة

دخلت عليّ الممرّضة و أخبرتني أنّ مريضة جديدة دخلت المستشفى و هي مسلمة مثلي
فسعدت بهذا الخبر و سألتها عن رقم غرفتها فأخبرتني أنّها مجاورة لغرفتي، فقرّرت أن أزورها.
طرقت عليها الباب سمعت صوتا خافتا، دخلت بهدوء و إذ بي ألمح رأسا ملفوفا لا يبدو منه إلاّ العينان.
إقتربت منها فنظرت إليّ بنظرات و كأنّها تستفسر من أكون؟ أجبت مباشرة أنّني جارتها في الغرفة المجاورة و أتيت لزيارتها
أجهشت بالبكاء و قالت: أ رأيت ما حدث لي؟؟؟ لقد تشوّه وجهي بسبب الحروق البليغة إثر إنفجار قنّينة غاز صغيرة إشتعلت فيها النّار فأخذتها بين يديّ لألقيها في الحديقة و إذ بها تنفجر عليّ.
تحجّر الكلام بداخلي و لكن سرعان ما تداركت الأمر بإبتسامة عريضة و قلت لها: لا عليك المهم أنّك ما زلتِ حيّة تُرزقين و إن شاء الله تتحسّن حالتك فتجمّلي بالصّبر حتّى لا يصيبك القنوط.
قالت: أ تعلمين قبل دخولك كنت أدعو الله أن يبعث لي من يؤنسني و إذ بك تدخلين عليّ
فسبحان الله.
بقيت عندها قليلا حتّى لا أرهقها بالكلام و عدت إلى غرفتي بعد أن أجبتها على تساؤلاتها عن مصابي أنا الأخرى، و الّذي إستسغرته أمام ما ألمّ بها ممّا زادها قوّة و هذا ما أسعدني.cupidarrow
فأصبحت هذه المريضة تُرسل لي كلّ من يزورها بعد أن علِمت أنّني غريبة الأهل و الدّيار فأصبحت أتلقّى زيارات عديدة و لله الحمد و المنّة فما أروع ديننا الّذي حثّنا على زيارة المريض.
......................
الطّبيب النّفساني
لاحظ الممرّضون قلّة كلامي و بقائي في حجرتي طول اليوم فأقلقهم تصرّفي هذا خاصّة أنّني رفضت الأكل مع بقيّة المرضى في المطعم و الصّراحة رفضي كان ناتجا عن شدّة خجلي فكلّ المرضى رجال من السّلك العسكري و أنا الأنثى الوحيدة بينهم فكيف لي آن أجلس معهم ، كان بالنّسبة لي من سابع المستحيلاااااات.فكّر الطّبيب أن يُرسل لي طبيبا نفسانيّا يُخرجني من قوقعتي ظانّا منهم أنّني أعيش حالة يأس و قنوط.
دقّ الباب سمحت للطّارق بالدّخول و إذ بي أرى رجلا لم أعتد رؤيته من قبل، ألقى عليّ التّحيّة رددت عليها بأحسن منها مصحوبة بإبتسامة عريضة، إعتقد أنّه أخطأ العنوان
ناداني بلقبي ليتأكّد أجبته أنّني المطلوبة، عرّفني بنفسه و إستأذن للجلوس.
لم أفهم سبب زيارته لي إلى أن أفصح عنها و أجاب على سؤالي دون أن أطرحه، و بعد دردشة لم تستغرق طويلا بيني و بينه، إنتصب واقفا و قال: جئت لأرفع من معنوياتك و أحلّ عقدة صمتك و إذ بي أراني أنا المحتاج لطبيب نفساني
و قبل خروجه أفهمته أنّني لا أُحسن التّحدّث بالفرنسيّة بطلاقة و هذا السّبب الرّئيسي ليس إلاّ.
ودّعني ذاك الطّبيب و خرج من غرفتي و علامات الإستغراب بادية على محيّاه و كأنّه يريد أن يسألني: كيف لي أن أبتسم بعد كلّ ما حدث لي؟ و من أين إستمدّيت كلّ تلك القوّة؟؟؟
ليتني كنت ساعتها أستطيع أن أفهمه أنّ طاقتي تلك نابعة من إيماني الّذي حباني به الله. و الحمد لله الّذي لا يُحمد على مكروه سواه.
..........................
باتريك هداه الله

ذات يوم ذهبت إلى مكتب المقتصدة الإجتماعيّة لأستفسر عن أمر، فوجدت أمام بابها رجلا ينتظرها هو الآخر، ألقيت عليه التّحيّة فردّ عليها مبتسما، كنت أشعر بنظاراته المصوّبة نحوي فتجاهلتها و أنحيت برأسي إلى الأسفل.
كان الهدوء يسود المكان و إذ به يسألني: في أيّ غرفة أنت؟
أجبته الغرفة رقم أربعة
ردّ: أنا غرفتي رقم سبعة
و تهاطلت عليّ أسئلته و الّتي وددت لو أنّي لم أقابله
و لكن عندما حدّثني عن نفسه شعرت بحزنه العميق كون أسرته لا تزوره إلاّ مرّتين في العام، و إن زاروه فلأجل تسويّة بعض الأوراق ليس إلاّ.
أردف قائلا: أ رأيت الفرق فأنت أسرتك تزورك تقريبا يوميّا و تتلقّين زيارات عديدة و و و. كانت تلك الزّيّارات تثيره و أنا لا أدري
قاطعته: لكن أنا غريبة هنا و جئت من بلد آخر بعيدة عن الأهل.
فاستغرب و سألني: و من هؤلاء الزّوّار إذا؟
أجبته: هم مسلمون مثلي سمعوا بي فأتوا لزيارتي لأنّ زيارة المريض في ديننا الإسلامي لها أجر عظيم.
و جاءتني الفرصة لأحدّثه عن الإسلام علّ الله يهديه يوما إليه.
و قبل أن أنصرف لتأخّر المقتصدة و كان موعد تماريني الرّياضيّة قد حان، إستأذنت منه و قلت له:
لا تعتبر نفسك وحيدا يُمكنك زيارتي في غرفتي متى شئت و ستتعرّف بدورك على زوّاري.
فسعِد جدّا و انصرفت حامدة ربّي على نعمة الإسلام مستغربة كيف لا يزوره أهله؟؟؟
باتريك هذا البلجيكي الّذي حاز على الحزام الأسود في الكراتي و الّذي كان ينوي السّفر إلى الفتنام و الإقامة هناك أظنّه أراد أن يقابل الإحسان بالإحسان بعد أن كنت سببا في تعرّفه على الممرّضين المغاربة و الّذين أتوا من المغرب قصد تربّص يدوم سنتين، و كذا تعرّفه على أشخاص آخرين عرض عليّ مرّة أن نذهب إلى مطعم و نقوم بجولة في المدينة، صراحة فاجأني بعرضه و في نفس الوقت أحرجني فرددت عليه: لا داعي فما قمت به لم أبتغ وراءه مقابلا أعتبرك كأخ لي أقصد الإنسانيّة لأنّه ليس مسلماcupidarrow، لكنّه أصرّ فما كان منّي إلاّ أنّني أسرعت و إقترحت عليه أن نذهب جميعا رفقة الممرّضات المغربيّات فوافق و تنفّست بعدها الصّعداء، لأنّه كان يستحيل عليّ أن أذهب معه بمفردي و كذا أن أردّ دعوته، و أنا أعلم أنّ الكافر لو قدّم لك كأس ماء فقد كرّمك فما بالكم ببتريك الّذي سيكون حقّ سيّارة الأجرة و المطعم على حسابه الخاص.
المهم إتّصلت بعدها مباشرة بماجدة و أخبرتها أن تُبلغ ليلى و سهير أنّهنّ مدعوات للغداء في المطعم و ترجّوتهنّ أن يقبلن فقبِلن و لله الحمد.
وصلت سيّارة الأجرة ركبنا و إتّجهن إلى مطعم مغربي معروف و تركنا الإختيار لصاحب الدّعوة فاختار لنا طبق كسكس بالخضر و اللّحم لأنّه يحبّه و سلطات و أشياء أخرى. صراحة أنا ما دخلت مطعما في حياتي من قبل و كم كنت محرجة فتظاهرت بالأكل أمام باتريك و الحمد لله أنّ الأخريات أكلن و كنّا يُدردشن معه.
بعد الأكل ذهبنا لزيارة بعض المحلاّت فلفت نظري آيات قرآنيّة جميلة ففهِم باتريك أنّها أعجبتني فاشتراها لي و زادني خجلا على خجل ها هي ذي:




عارضت لكنّه أصرّ فدعوت له في قرارة نفسي أن يهديه الله إلى الإسلام.
أمضينا وقتا ممتعا و تمنّيت أن تكون خاتمته مسكا لكنّها كانت عكس ذلك و السّبب أنّه عند عودتنا و دخولنا باب المستشفى ذهبت المغربيّات دون أن يُقدّمن كلمة شكر لباتريك فلاحظت تأثّر باتريك الّذي صارحني مباشرة بذلك فقلت له مسرعة: أ ليست هذه الفسحة من أجلي؟ و ها أنا أشكرك من أعماقي عليها و لن أنساها ما حييت.
تبسّم إبتسامة بدت لي باهتة و إفترقنا كلّ واحد منّا إتّجه إلى غرفته.
عند دخولي إتصلت مباشرة بماجدة و لمتها على تصرّفهنّ ذلك و أنّه أحزن باتريك و كان من واجبهنّ شكره على الأقلّ. ردّت أنّهنّ لم يقصدن ذلك و قالت ستتّصل به و تكلّمه.
أنهى باتريك علاجه و ترك المستشفى و لكن أذكر مرّة عاد للفحوصات و زارني وقت الغداء عندما كنت سأبدأ الأكل، طرق الباب فدخل و رأيته، ألقى التّحيّة و أخبرني أنّه جاء ليطمئنّ عليّ، شكرته و قلت له: أكيد لم تتغدّ. فعرضت عليه أكلي و الصّراحة كنت جدّ جائعة .
فبدا لي أكثر جوعا منّي حيث أكل كلّ شيئ ثمّ إنصرف.
إبتسمت بعدها و قلت: سبحان الله رزق حدّ ما ياكله حدّ
مضت بعض الدّقائق لأسمع طرقا على الباب و إذ بي صديقاتي أتين يتغدّينا معي، فإندهشت غفران و هي يونانيّة مسلمة عندما رأت صينيّة الأكل ممسوحة ههههههه
فقلت: سبحان الله و أخبرتها بما حدث مع باتريك و أنّ الله جازاني مباشرة على فعلي و رزقني أحسن بكثييير ممّا تبرّعت به.
فضحكن جميعا و بقي هذا اليوم راسخا في ذاكرتي كغيره من الأيّام.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 30-05-2012 الساعة 01:24 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 12:52 PM
من تكون؟؟؟

تذكّرت و أنا أكتب عن باتريك قصّة غريبة وقعت له و إرتأيت أن أقصّها عليكمcupidarrow
تعوّد باتريك بين الفينة و الأخرى أن يمرّ ليسلّم عليّ و في كثييير من الأحيان كان يجد عندي زيارات، فأدعوه للدّخول و مشاركتنا الحديث و كم كان يسعد بذلك.
في مرّة من المرّات جاءني ليستفسر عن أمر ما فقال:
أصبحت أتلقّى مكالمات من إمرأة غريبة لا أعرفها و تبقى تتحدّث معي بالسّاعات و الغريب أنّها تعرفني جيّدا و تعرفك أنتِ أيضا.
فأجبته بذهول: و من أين لها أن تعرفني؟
قال: هي تزورك بإستمرار.
يا الله كيف لي أن أكتشفها و أنا يزورني الكثييير و هناك صراحة من لا أذكر أسماءهنّ.
صراحة لا أدري ما كان يدور بينهما من حديث، و لكن ما آلمني أنّه أخبرني أنّها متحجّبة
فزاد إصراري على التّعرّف عليها أكثر حتّى أحتاط منها و لما لا أنصحها.
و إذ بباتريك يُخبرني أنّها أخبرته أنّها ستقوم بزيارتي هذا المساء و طلبت منه أن يكون موجودا.
فقلت له: و كيف لي أن أعرفها إذا جاءتني جماعة و لم تأتِ بمفردها؟
قال سألفت إنتباهك بإشارة و سأتّصل بك عن طريق الهاتف و أؤكّد لك.
و جاء المساء و طُرق باب غرفتي و إذ بإمرأة مغربيّة متحجّبة تدخل عليّ سلّمت عليها و جلست، فهذه أعرفها جيّدا و متعوّدة على زياراتها و هي طيّبة، فقلت في قرارة نفسي أ يُعقل أن تكون المقصودة؟؟؟
جاء باتريك كما إتّفقنا دخل و أوهم لي بإشارة و جلس، فأصبحت أراقب نظرات الزّائرة الّتي لم يبدُ على ملامحها شيئ من التّغيير و تعاملت كأنّها لا تعرف باتريك.
مرّت السّاعات و إستأذنت صديقتي بالذّهاب و خرجت و خرج باتريك وراءها، و بعد مدّة عاد إليّ و أخبرني أنّها هي من تتّصل به دوما و قد إعترفت له بذلك.
و أنّها إتّصلت بالمستشفى و طلبت رقم غرفته لأنّها سمعت بإسمه عندما زارتني أوّل مرّة و قد كان موجودا.
بتصرّفها هذا جعلت باتريك يشكّ في الممرّضات المغربيّات و شكّ في أخريات إلى أن أزيح اللّبس و ظهرت المعنيّة بالأمر و قابلها وجها لوجه.
الغريب في الأمر أنّها كانت تحدّثني بأنّها غير مرتاحة في زواجها و عندها مشاكل مع زوجها و و و
فهل هذا يسمح لها بفِعل ما فعلت؟؟ لأنّني شعرت أنّ باتريك من كثرة مكالماتها أصبح معجب بها، إلى أن صارحتُه أنّها متزوّجة و أن يبتعد عنها و لا يردّ على مكالماتها.
و بطريقة غير مباشرة أفهمت هذه المرأة حتّى لا أقول صديقة أنّني على علم بما حدث و أظنّها خجِلت من فعلتها و لم تعُد تزرني و لا تتّصل بباتريك.
كم هو صعب التّلاعب بمشاعر الغير، و كم هو أصعب أن تخون الزّوجة زوجها بمثل هكذا أفاعيل، سائلة المولى عزّ و جلّ أن يهدينا أجمعين.

.................................
عندما يبكي الرّجل

ذات يوم من الأيّام الّتي قضيتها في المستشفى العسكري، و بينما كنت وحيدة في غرفتي
شاردة الذّهن، إذ بالباب يُطرق، سمحت للطّارق بالدّخول و عينيّ مصوّبتان إتّجاه الباب
دخل عليّ رجل كهل ذو ملامح عربيّة، سلّم رددت عليه، اظنّه لاحظ نظراتي الّتي حملت بين طيّاتها نقاط إستفهام، فسرعان ما أزاحها بتعريفه بنفسه حيث قال:
أنا مغربي سمعت بك من أشخاص آخرين فجئت لزيارتك.
شكرته، ثمّ ساد الصّمت و كم أكره مثل هذه المواقف، فكيف لي أن أكسره و أنا لا أعرف هذا الشّخص، و إذ به يسألني: هل رأيت أمّا تقف أمام إبنها في المحكمة؟؟؟
هل يُرضيك أن يقاضي مسلم مسلما آخر في محكمة كافرة؟؟؟
لا تستغربي هذا ما وقع لي لقد وقفت أمّي مع إخوتي البقيّة ضدّي في المحكمة من أجل ميراث.
حاولت أن أستوعب الموضوع و أفهم ما يقولـ و تصوّرت مباشرة ذلك الموقف في المحكمة، صحيح ليس بالأمر السّهل. لكن كان عليّ أن أهوّن عليه خاصّة بعدما رأيت عيناه تدمعان، يا إلهي هو يبكي!!!
فما أصعب أن ترى رجلا يبكي فما إعتدت عليه في بلدي لأنّ الرّجل الجزائري لا يرضى أن يرى أحد دموعه، هكذا كان قبل سفري أمّا الآن فلا أعلمcupidarrow
المهم حاولت أن أخفّف عنه و أُفهمه أنّها تبقى أمّه مهما فعلت و عليه طاعتها و محاولة كسب رضاها.
فردّ عليّ: و لماذا هي فضّلت إخوتي عليّ و وقفت في صفّهم ضدّي؟؟؟
لاحظت أنّ الموضوع جدّ شخصي و وددت لو فهمته من أوّله لآخره حتّى أستطيع الرّدّ عليه و لكن خجلت من أن أطرح عليه أسئلة قد تحرجه.
كنت في موقف لا أُحسد عليه، و كلّ ما إستطعت فعله هو الإنصات علّه يرتاح إذا فضفض و أخرج كلّ ما بداخله.
ثمّ إستأذن بالذّهاب و خرج.
بعدها سرحت بخيالي بعيدا و تساءلت بيني و بين نفسي كم عدد المتألّمين في دنيا البشر هذه؟
و استغربت من موقف هذا الرّجل الّذي وثِق بي و فتح لي قلبه و حدّثني بسرّه و الغريب في الأمر أنّها كانت أوّل و آخر مرّة زارني فيها.
فما كان منّي إلاّ أن دعوت الله له بالتّيسير و إصلاح ذات بينه مع أهله.
ملعون هكذا ميراث الّذي يجعل الإخوة أعداء
و يفرّق بين الإبن و أمّه
هذه الدّنيا إلى زوال و لكن ما زال الجميع يتهافتون عليها
فاللّهمّ اجعل الدّنيا في أيدينا و لا تجعلها في قلوبنا
.........................
آآآآآه يا نورة
نورة أخت مغربيّة متزوّجة و أمّ لثلاث أبناء: فراح، سامية و أنس، سمعت بي فجاءت لزيارتي، دخلت عليّ بوجه بشوش و مشرق رفقة أختها مريم و صديقاتيها الشّقيقتين: آسيا و رحيمو
كانت تلك زيارتها الأولى لي و تابعتها زيارات أخر رفقة صديقات أخريات
أحببتها في الله مذ رأيتها و لامست طيبتها من رقّة حديثها، بقيت لي وفيّة و لم تنساني أبدا فإن لم تحضر لزيارتي إتّصلت بي هاتفيّا.
نورة أرادت في مرّة مساعدتي عندما علِمت أنّ المستشفى ينتظرون موافقة الجزائر الّتي طالت على دفع مبلغ الرّجلين الإصطناعيين. فتكرّمت هي و صديقاتها على تنظيم حفل خيري لصالحي و جئن عشيّة الحفل لإستدعائي لحظور الحفل و كانت بالنّسبة لي مفاجأة و طلبن منّي تحضير كلمة لألقيها على مسامع الحظور.
فكّرت فلم أجد أفضل من خاطرة على البلد الّذي تركته جريحا ينبض ألما، فكتبت: كلمة أمل لوطني الحبيب الجزائر.
و كم أثّرت فيّ هذه اللّفتة الطّيّبة من نورة
بعدها بساعات طُرق باب غرفتي و إذ برجلين يدخلان عليّ، أوّل مرّة أراهما، دخلا فجلسا ظننتهما زائرين جاءا لزيارة مريض، و لكن إكتشفت بعد حديثهما أنّهما جاءا من السفارة الجزائريّة، جاءا ليستفسرا عن تلك الحفلة.
يا سبحان الله، لا أدري كيف سمعا بها فعلا جواسيسنا في كلّ مكان
أخبرتهما أنّها كانت فكرة صديقاتي و نيّتهما خيّرة يردن مساعدتي لا غير.
طلبا منّي الإتّصال بها و إلغائها فورا فرفضت فهدّداني إن ذهبت بما لا يُحمد عقباه.
ليتهما زاراني من قبل و تفقّداني عندما كنت بحاجتهما. ليتهما ساعداني ببطاقات هاتفيّة أتّصل بها بأهلي، أو شراء ما كان يلزمني من ضروريّات
فلولا المغربيّات اللّواتي كنّ يزرنني بإستمرار و لم يتركنني محتاجة لشيئ و كنّ لي عائلة أولى هنا في غربتي لما كنت أدري كيف سيكون حالي.
لم يبالوا بكلّ هذا و جاءا الآن ليمنعاني من حضور حفل خيري أقيم على شرفي، و على حسب تفسيرهما: على جال النّيف الجزائريّ و أمور ساسيّة أخرى أكيييد.
إتّصلت بنورة أبلغتها بما حدث و اعتذرت لها أنّه لا يمكنني مشاركتهنّ الحفل لأنّني خشيت أن يسبّبا لهنّ مشاكل و طلبت منها المجيئ لأخذ خاطرني على أن تقرأها إحدى الأخوات نيابة عنّي.
غضبت نورة كثيرا من تصرّفهما و ألحّت عليّ و لكن أخبرتها أنّني إستخرت و لم يطمئن قلبي فسكتت.
مرّ ذلك الحفل بسلام و حضره جميع غفير: أُلقيت فيه خاطرتي و تخلّله أناشيد إسلاميّة لفرقة السّلام و الّتي نورة عضوة فيها، و رُفعت الأعلام الجزائريّة و و و
شاهدت كلّ ذلك عبر شريط فيديو أحظرته لي نورة بعد ذلك حتّى تجعلني أشعر أنّني كنت معنّ، ثمّ حذفته مباشرة بطلب من أخريات.
كانت الحفلة ناجحة و جُمع من خلالها مبلغا محترما و كان من المفروض أن تُحظره لي نورة و لكن مرض والدها المفاجئ إضطرّها للسّفر فإتّصلت بي إن كنت بحاجة إلى المال الآن، فأخبرتها أن لا تستعجل و بعد عودتها إن شاء الله تُحظره لي،
سافرت نورة و قبل سفرها إتّصلت بكريمة وليّة أمري هنا طلب منها والديّ أن تعتني بي، و أخبرتها أنّ الأمانة وضعتها في حسابها الثّاني و إن كنت بحاجة إليها أتّصل بأختها مريم و آخذها.
عادت نورة من سفرها و بعد أيّام قليلة سمعت أنّها دخلت المستشفى لإجراء بعض التّحاليل.
أردت زيارتها و لكن إحدى الصّديقات قالت لي: فلنزرها بعد خروجها من المستشفى و لكن كأنّ شيئا بداخلي يدفعني لزيارتها
إتّصلت بعائشة قابولمانس كما أحب أن أناديها بلجيكيّة مسلمة لقبها cappelmans و طلبت منها إن كان بإمكانها الّذهاب معي لزيارة نورة هي أيضا تعرفها جيّدا، فجميع الأخوات اللّواتي كنّ يأتين لزيارتي تعرّفن على بعضهنّ البعض عندي و أصبحن صديقات و كم كان يُسعدني ذلك.
وصلنا المستشفى، دخلنا إلى غرفة نورة وجدنا زوجها بالباب و أختها مريم عندها.
رأتنا فابتسمت حضنتها و همست في أذنها: هل دخلتِ هنا خصّيصا حتّى تحظر لك سامية لمحاجب و ضحكنا، لأنّها في مرّة زارتني و وجدت عندي سامية أعزّ صديقاتي من بجاية أحظرت لي لمحاجب و نالوا إعجابها، دخلت عينا الممرّضة أخذت من نورة قنّينة دم: طلبت نورة من الممرّضة السّماح لها بالخروج لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أسرتها لكن الممرّضة رفضت، فانزعجت نورة كثيرا
من آداب زيارة المريض أن لا نطيل عنده فخفّفنا زيارتنا سلّمت على نورة و أنا بالباب نظرت إليها و شعور غريب إنتابني لم أفهمه إلاّ بعدما إتّصلت بي عائشة لتخبرني بالخبر الّذي زعزعني: نورة ماتت الله أكبر، و لكن كنّا عندها منذ ساعات!!! إنّا لله و إنّا إليه راجعون
بكيت نورة بكاء ربّما لم أبكه على حالي، و نمت ليلتي تلك و كأنّني في حلم مسترجعة كلّ ذكرياتي مع نورة.
تذكّرت زيارتها لي في أوّل يوم رمضان لتُفطر معي تاركة زوجها و أبناءها و عندما عادت إلى بيتها إتّصلت بي لتخبرني أنّها تحبّني في الله
تذكّرت الكرسي المتحرّك الجميل الّذي إشترته لي لأنّني كنت أستعمل كرسي المستشفى و ما زالت صورتها و هي تدخل عليّ به مزيّنة إيّاه بشرائط ورديّة
تذكّرت تلك الحفلة الرّائعة الّتي نظّمتها لأجلي
تذكّرت كيف شكت لي من تخوّفها على إبنتها فراح الّتي كانت في سنّ المراهقة
تذكّرت زياراتها المستمرّة لي و هي محمّلة بالهدايا و الأكل و اللّباس
تذكّرت .. و تذكّرت و مع كلّ ذكرى تنهمر منّي الدّموع أكثر.
ذهبنا في الغد إلى المستشفى حيث غسّلوها و صلّوا عليها و صادفت هناك آسيا صديقتها الحميمة ترتعش من البكاء ضممتها إلى صدري و كيف لي أن أصبّرها و أنا محتاجة أكثر إلى من يصبّرني؟
سافروا بنورة رحمها الله إلى المغرب ليدفنوها هناك، و ذهبنا ليلا عند أختها الكبرى لنعزّيهم و هناك رأيت أبناءها فراح و سامية الّتي قالت لي: ماما ماتت حظنتها مجهشة بالبكاء و بحثت عن أنس آخر العنقود كان سنّه ثلاث سنوات حملته و أجلسته على ركبتيّ و هو لا يدري ما يحدث.
مرّت الأيّام و الشّهور و السّنوات و ما استطعت نسيانك يا نورة
كلّ ما أشتاق إليك آخذ ألبوم الصّور لأراك فهو عزائي الوحيد.
ماتت نورة و سنّها 33 سنة في ريعان شبابها و خلّفت وراءها صدقات جارية أسأل الله أن يتقبّلها منها و أن يجمعني بها و كلّ محبّينا في فردوسه الأعلى..
أرجو من كلّ من قرأ حروفي هذه أن يترحّم على نورة و يدعو لها
و للحديث بقيّة إن شاء الله
...................



إستدراك
نسيت إدراج الكلمات الّتي خططتها و طلبت من إحدى الأخوات إلقاءها على مسامع كلّ الأخوات اللّواتي حظرن للحفل الّذي أقامته غاليتي نورة رحمها الله قصد مساعدتي
كلماتي هذه أهديها خصّيصا للغالية أم زيد


إهداء ...

إلى الجزائر الّتي أحلم بها أمان و صفاء و عطاء



وطني ...
أتّخذ من قلبي صفحات، أكتب عليها بدمعي و دمي عبارات و أهديها لكلّ من يسألني عنك يا وطني، أهديها لكلّ من يشغله أمرك و لكلّ من يحترق لإحتراقك، و يتألّم لآلامك و يتمنّى أن يُحظى بلحظة أمان بين أحصانك
وطني ...
إن سألوني عن ماضيك قلت لهم ماضيك فخر و إعتزاز، و إن سألوني عن حاضرك قلت لهم حاضرك شموخ و صمود و ثبات، و إن سألوني عن مستقبلك قلت لهم مستقبلك أمل و جمال و حب و إبتسام ..
مستقبلك شمس تُشرق على كلّ الدّروب و بسمة تنعش كلّ القلوب
وطني ...
رغم صرخاتك الّتي تصمّ آذاني .. و رغم آلامك الّتي تضاعف أحزاني ... و رغم جراحك الّتي تزيد في شدّة أشجاني تبقى يا وطني في نظري شامخا بين الأوطان
كم أحبّك يا وطني .. حبّي لك نابع من إيماني، حبّي لك يسري في دمي بل في كلّ كياني
كم أحلم أن أنام و أصحو فأجد السّلام يعمّك ... ز الإبتسام يعلوك
كم أحلم أن أفتح عينيّ فأجدك حطّمتَ تلك القيود الّتي تقيّدك .. و غسلت تلك الدّماء الّتي تخضّبك
وطني ...
آهاتك .. جراحاتك تحوّلت إلى خناجر تُغرس في صدري كلّ يوم ... دمعاتك .. حسراتك صارت ترهقني .. تؤرقني و تطرد من عينيّ النّوم
و لأنّك وطني أشاطرك أحزانك .. ألمك يا وطني في جسدي، و جرحك في كبدي
دعني يا وطني أغسل بدمعي دماءك
دعني أضمّد جراحك
دعني أجعل من أضلعي سياجا منيعا حتّى لا يصل إليك أعدؤك
دعني يا وطني أبكي و أنوح بآلامك و أحزانك لكلّ من كان له قلبا أو ألقى السّمع و هو شهيد
وطني ...
إنّي أعشقك .. أعشق سماءك و أرضك .. أعشق سهولك و روابيك .. أعشق نسماتك الرّقيقة و نجومك المتألّقة ..
أشتاق أن أضمّ تربتك .. أشمّ منها عطرك ..
وطني الحبيب شمسك لن تغيب .. و أملي فيك لن يخيب
كفى دمعا .. كفى حزنا و شجونا و كن يا وطني بسمة تتدفّق من كلّ قلب محزون .. كن حلما رائعا تتوق لرؤيته كلّ العيون
كن قوّة تفوق التّصوّرات و الظّنون
كن هكذا يا وطني أو لا تكون

مودّتي
.......................
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 30-05-2012 الساعة 10:40 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 12:53 PM
إسحـــاق



إسمه الحقيقي كريستوف دخل المستشفى العسكري قصد العلاج و الله أراد له شيئا آخر
رآني ذات مرّة فعلِم أنّني مسلمة من خلال حجابي تتبّعني فعرف غرفتي، و ذات يوم جاءني طارقا الباب، أذنت له بالدّخول و إذ برجل في العقد السّادس من عمره جالسا على كرسيّ متحرّك يدخل عليّ، سلّم و دخل فسألني: أكيد أنت مسلمة؟
رددت عليه بإبتسامة نعم
قال: أريد أن أسألك عن أمر ما، تعرّفت على جزائريّة عن طريق المراسلة و حدّثتني عن الإسلام و أهدتني القرآن، و أنا أريد أن أتزوّجها فكيف يمكنك ذلك؟
قلت: و هل أسلمت؟
قال: لا و لكن لا مشكل لديّ يمكنني أن أسلم
قلت: و لكن ليست المسألة بهذه البساطة، لا يمكنك أن تُسلم بنيّة الزّواج بها فقط، عليك أن تعتنق الإسلام عن قناعة لأنّك ستُصبح مسؤولا و يكون عليك فرائضا يجب أن تؤدّيها و نواهيا عليك أن تنتهيها فهل أنت مستعدّ؟
قال: نعم
قلت يعني تريد أن تعتنق الإسلام الآن؟
قال: نعم
من شدّة فرحتي، قلت له لحظة و رحت متّصلة بأخ جزائريّ فاضل و قلت له: أترك كلّ ما بيدك و هلمّ إلى الأجر
ردّ مستغربا: كيف؟
قلت: تعال خذ رجلا إلى المسجد يريد إعتناق الإسلام
لم يتردّد للحظة و قال: أنا آت
كنت يومها لم أتعلّم أنّه كان بإمكاني أن ألقّنه الشّهادة بنفسي.
جاء توفيق و أخذ كريستوف إلى المركز الإسلامي حيث أشهر هناك إسلامه و نطق بالشّهادتين و إختار من الأسماء إسم إسحاق.
تمنّيت لو كنت حاضرة معهم لأنّني لم أشهد في حياتي موقفا كهذا.
عاد إسحاق إلى المستشفى مشرق الوجه حيث دخل عليّ غرفتي ليسألني ما عليه من واجبات.
فاتّفقنا أن يأتيني كلّ ما كان عنده وقت أعلّمه الفاتحة و كيفيّة الصّلاة. و فعلا لم يتوانَ عن ذلك و كان جدّ متحمّس للتّعلّم.
أخبرته أيضا أنّه لا يمكنه أكل الخنزير و اللّحوم الغير مذبوحة و شرب الخمرو شرحت له السّبب و دون تعليق أخبر الممرّضين أنّه أصبح نباتيّا، و طلب منهم أنّه يريد إجراء عمليّة الختان، هنا علِم كلّ من في المستشفى أنّ إسحاق إعتنق الإسلام، حيث دخل عليّ الممرّض غرفتي و قال لي: لم تعودِي المسلمة الوحيدة هنا في المستشفى نباتيّة، إنظمّ إليكِ شخص آخر. فعلمت أنّه كريستوف.
مناسبة إعتناق إسحاق للإسلام لم أرد أن تمرّ هكذا فقرّرت أنا و صديقة لي بجاويّة أن تأتي عندي و نجهّز إحتفالا بسيطا فإخترنا أن يكون الطّبخ جزائريّا كسكس بالخضر و اللّحم
و دعونا توفيق و ممرّضة مغربيّة كانت معي في المستشفى، كان إسحاق جدّ سعيد بهذه الحفلة و إلتقطنا صورة تذكاريّة أضعها بين أيديكم بعد أن أخذت الآن الإذن من توفيق بوضعها فلم يعارض و الحمد لله.


[IMG][/IMG]
مع طمس وجهي و وجه صديقتي| أكييد بنات حُرمة نحن هههه

ما حزّ في نفسي كثييرا أنّه تمّ إخراجي من المستشفى في تلك الفترة بالذّات بحكم إنهاء فترة العلاج، و كان إسحاق بأمسّ الحاجة إليّ ساعتها لكنّي أوصيت توفيق أن يستمرّ في زيارته و مساعدته في كلّ ما يحتاجه فإشترى له قرآنا مطرجما و كتاب منهج المسلم و كان يزوره إلى أن ترك إسحاق المستشفى.
إعتناق إسحاق للإسلام هو خير ما فزت به طيلة مكوثي الثّلاث سنوات في المستشفى العسكري ببروكسل و لن أنساه ما حييت. أسأله سبحانه القبول

و للحديث بقيّة إن كنت من الأحياء
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 30-05-2012 الساعة 10:42 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 12:54 PM
أعود و سر د ما بقي عالقا بذاكرتي من مواقف عشتها آملة أن تنال رضاكم:

ثبّتكنّ الله

[IMG][/IMG]

عندما كنت في الجزائر كان حلمي أن ألتقي معتنقات الإسلام كوني كنت مسلمة بالوراثة، كنت أريد أن أسمع قصص إسلامهنّ و كيف اهتدين؟كان حلما مستحيلا بالنّسبة لي، لذا طلبت من إبنة خالتي و الّتي كانت تحضّر شهادة الماجستر في فرنسا أن تجيبني على أسئلتي خاصّة أنّها أعلمتني سابقا بصديقتها سارة اليهودية الّتي أسلمت و بأخريات و دعت لي أن يوفّقني الله للإلتقاء بهنّ، ابتسمت ساعتها ابتسامة لا غير حيث بدا لي الأمر مستحيلا.
تذكّرت كلّ ذلك بعدما كنت محاطة و أنا في غرفتي بالمستشفى العسكري بأخوات إعتنقن الإسلام من بينهنّ:
مونيك بلجيكيّة إختارت إسم عائشة
لورونس بلجيكيّة إختارت إسم عائدة
جورجيا يونانيّة إختارت إسم غفران
روجليا أو روخليا إسبانيّة إختارت إسم سكينة
و غيرهنّ كثيرات
كنت أحلم بالتّعرّف على واحدة فحباني الله بكثيراات، فما أكرمك ربّي
هؤلاء الأخوات اللّواتي اعتنقن الإسلام تحجّبن مباشرة رغم الصّعوبات الّتي لاقينها مع أسرهنّ، صمدن و أصررن على الثّبات و تعلّم مبادئ هذا الدّين الجديد بالنّسبة إليهنّ، إخترنه عن قناعة لذا التزمن بفرائضه و انتهين عن نواهيه.
كنت أخجل من نفسي عندما رأيتهنّ هكذا و كنت في بلدي إذا كلّمت إحداهنّ عن فرض الحجاب و أنصحها بلبسه تردّ قائلة: لم أقتنع بعد أو ألبسه بعد زواجي أو لم أستعد بعد، آية صريحة تفرض الحجاب و هنّ يرجئن الأمر و هؤلاء الأروبيّات طبّقنا: سمعنا فأطعنا.
أذكر مرّة أخبرتني مريم إسبانيّة مسلمة كانت متزوّجة من جزائريّ من الشّرق، قالت لي مستغربة: و أنا هناك لم أرَ ما سمعت عنه عن الإسلام، رأيت النّساء لا يصلّين الفجر و لا يرتدين الحجاب و لا يعنيهنّ أمور دينهنّ ، همهنّ أعراس و لهو و مسلسلات
بدت لي مصدومة، فما كان منّي إلاّ أن قلت لسن الكلّ سواء. هدانا الله و إياهنّ.
صديقاتي المذكورات أعلاه كنّ يزرنني بإنتظام و طلبن منّي أن أعلّمهنّ العربيّة، فحلمهنّ أن يتمكّنّ من قراءة القرآن - يا من تعلّمتهنّ العربيّة و تركتنّ كتاب الله مركونا جانبا للزّينة قد تتذكّرنه في شهر رمضان فقط، هناك من يسعين جاهدات رغم صعوبة نطق الحروف العربيّة أن يقرأن القرآن و يقرأن تفسيره بالفرنسيّة، فهلاّ اعتبرن؟؟؟ -
أسعدني طبعا طلبهنّ خاصّة أنّه كان لديّ وقت فراغ رهيييب بحكم تواجدي في المستشفى، لا تنظيف و لا طبخ و لا غسيل و لا و لا
حدّدن سويّا مواعيدا و بدأن التّعلّم، و بفضل الله و نعمته تعلّمن كلّ الحروف بالحركات و أصبحن سعيدات بحمل قرآنا عربيّا و قراءته كما أُنزل حتّى لو لم يكنّ يفهن المعنى فطمأنتهنّ أنّني حتّى أنا المعرّبة أحتاج إلى التّفسير كي أفهم القرآن.
ما لاحظته من صديقاتي الأروبيّات المسلمات أنّهنّ لا يغتبن أحدا، يصدُقن الحديث، يوفين بالوعد، يسعين لتقديم يد المساعدة لا يستعملن الحيلة و الدّهاء صريحاااات جدّ، أذكر جملة قالت لي غفران اليونانيّة عندما لاحظت إحدى المغربيّات تزورني دائما و تشتكي لي من زوجها المتواجد معي في المستشفى و ترفع صوتها و طباعها غريبة، قالت لي عندما رأتني أستحمل منها كلّ ذلك:
Pas de hchouma mal placer
صدقتْ فعلا فقد تربّيت هكذا على الحشمة و الخجل، لكن هنّ الأروبيّات عكسنا تماااما في طريقة التّفكير.
عن طريق هؤلاء الأخوات المعتنقات عرفت عطمة هذا الدّين و إكتشفت كيف هنّ حاربن من أجله و بعضهنّ نُبذن من طرف أسرهنّ و رغم ذلك بقين متمسّكات به، و كيف نحن مسلمين بالفطرة و فرّطن في بعض مبادئه!
أسأل لهنّ الثّبات الثّبات على الإسلام و جزاهنّ الله خيرا على كلّ مساعدة قدّمنها لي و لا أنسى صنيعكنّ معي ما حييت
.......................
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 30-05-2012 الساعة 10:50 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 12:55 PM
الشّهيدة: شَـــــــــرَف
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ العالمين و العاقبة للمتّقين و لا عدوان إلاّ على الظّالمين، الحمد لله على نعمة الإسلام و نعمة الأخوّة و الإيمان حمدا كثيرا طيّبا مباركا، اللّهمّ لك الحمد أنت كما أثنيت على نفسك، لا أحصي ثناء عليك، و الصّلاة و السّلام على محمّد رسول العالمين، و خير البريّة أجمعين ... و بعد: - حبيــــــبة الإيمان .. السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته و رضوانه و مغفرته أسأل الله صحّتك و إيمانك و عافيّتك .. و كم يطيب لي أن أجلس معك هذه اللّحظات، أخطّ إليك هذه الكلمات الأخويّة الجدّ متواضعة، لأنّي أريد أن أقول لك الكثير فلا أقوى على ذلك .. و أتمنّى لك الرّاحة و الخير كلّه .. فالله مع عباده المؤمنين ينصرهم و يدافع عنهمـ و يبتليهم ليمحّصهم و يسمع أصواتهم تدعوه و ترجوه، و من ابتُلي فقد حُظي بحبّ الله .. و لا زلت أذكر تلك الرّؤيا الّتي رأيتك ِ فيها قبل سفرك و قد حكيتها لكِ آنذاك، و ها أنا أعيدها لكِ، و أنا أقول لكِ فيها أنّك أحسننا .. و أذكّرك فيها بذلك الإنسان الصّالح الّذي وجدوه يبكي و هو على فراش المرض فقيل له: أتبكي؟؟؟! فقال: إنّما أبكي فرحا لأنّ الله وجدني أهلا لإبتلائه فابتلاني ، و أذّن حينها آذان الفجر: الله أكبــــر ها هي: عساها تذكّر كِ بشيئ ينفعك .. و إنّي لأفرح كثيرا للحالة الإيمانيّة و النّفسيّة الطّيّبة الّتي تعيشينها الآن .. ممّا يصلني من أخبار عبر الأخوات و الحمد لله ربّ العالمين. و عن أحوالنا نحمد الله إليك و ننتظر شفاءك و عودتك إلينا مؤمنة نشيطة نشيطة، و يعود موكب العمل من جديد. أ لا و إنّي كلّما رأيتكِ في حلم رأيتني مسرورة معكِ لأقصى الحدود و لله الحمد على هذه النّعمة، فلا تفكّري بالإستقرار هناك، فإنّ العودة للإخوان طعم آخر و لذّة ثانيّة أتمنّى لكِ تذوّقها. و عودة محمودة إن شاء الله و لا أتردّد أن ألحّ عليكِ في الدّعاء لي بالخير و الصّلاح و الثّبات، في حالة الإستجابة الّتي أنتِ عليها و جزاكِ الرّحمن كلّ خير و أنتظر منكِ رسالة خاصّة منكِ لي عبر عنوان الجمعيّة، و دمتِ أختا محبّة طيّبة مخلصة، فلبّي لي هذا الطّلب لأنّي أريد أن أسمعك و و أتلقّى منكِ مباشرة
أختكِ الّتي تحبّكِ في الله كثيرا و تدعو لك بالخير و الثّبات - شرف - و مسك الختام السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته


كانت إحدى رسائل هذه الأخت الرّائعة و الّتي حباني الله بأخوّتها الصّادقة فما كانت تنقطع عنّي برسائلها المشحونة بالإيمان فتزيدني قوّة و عزيمة هذه الأخت الغالية كانت تلحّ عليّ أن أفتح بريدا إلكترونيّا حتّى يكون إتّصالنا سريعا، و بعد جهد جهيد منّي لأنّني كنت ساعتها أمّيّة في هذا المجال لبّيت طلبها و لم أكن أدري ما يخبّؤه لنا القدر، حيث أخبرتني أختي بخبر زعزعني و لو كنت واقفة لأسقطني أرضا، أخبرتني أنّ شرف توفّيت. إنّا لله و إنّا إليه راجعون سألتها كيف حدث هذا و ما سمعت بمرضها و لكن كنت أنتظر منها بشرى أخرى، بشرى إنجابها. فقالت لي أختي: بالفعل أنجبت بنتا و أصيبت بعدها بنزيف حاااد ممّا أدّى إلى وفاتها، ألهمها الله الثّبات حيث كانت تهدّئ من روع من كان حولها من طبيبات، و كانت تقول لهنّ: اهدأن، لا تجزعن، وحّدن الله يا الله في موقف كهذا ما نسيتِ غاليتي واجبك الدّعوي و قد كنتِ كذلك خلال فترة حياتك، متِّ على ما كنتِ عليه و رزقك الله الشّهادة كما كنتِ تطلبينها فهنيئا لكِ بها. آآآه يا أمّ أروى أبت إبنتك إلاّ اللّحاق بك و هي في عامها الأوّل و كأنّها أبت العيش دون حضنك! رحمك الله برحمته الواسعة و جمعني بكِ في فردوسه الأعلى، فلم و لا و لن أنساكِ ما حييت و أبقى أذكركِ بالدّعاء كما كنتِ تطلبين منّي دوما فاذكروها أنتم أيضا أحبّتي من صالح دعائكم و جزاكم الله عنّي كلّ خير.

فقدتني بعدما وجدتها


السّلام عليكم و رحمة لله و بركاته
أرحّب بجميع روّاد موضوعي و أتمنّى لهم جمعة مباركة و أواصل معهم السّرد ...

أُعجبت كثيرا بقلمها، و كنت أقرأ كلّ مواضيعها الّتي كانت تنشرها على صفجات الشّروق العربي، فقرّرت أن أراسلها، إتّصلت بمقرّ الجريدة و بعد إلحاح منّي سلّموني عنوانها فأسرعت بمراسلتها و كتبت لها ما كان يختلجني إتّجاهها من مشاعر.
و مضت الأيّام مترقّبة ردّها على أحرّ من الجمر و لكن قدّر الله لي ذلك الحادث و الّذي كان سبب تغرّبي، تاركة ورائي حياتي المفعمة بالنّشاط و الحركة و العمل الخيري و الصّديقات و و و
ردّت عليّ أمينة بواشري و هذا كان إسمها و لقبها و عِوض أن أقرأ أنا رسالتها قرأتها أختي و أخبرتني بها عن طريق الهاتف، فطلبت منها أن تردّ عليها و تخبرها بأمري و تسلّمها عنوان المستشفى العسكري.
و فعلا راسلتني و أنا هناك و كم أسعدتني رسالتها و كم بدت لي متأثّرة بما حدث لي
و وعدتني أنّها ستبقى وفيّة لي، عدت إلى أرشيف رسائلها و انتقيت لكم هذا الفاكس و سأنقله لكم كاملا:

أختي العزيزة حوريّة الجنّة السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر على هذا التّأخير في كتابة رسائل إليك و هذا لا يعني أبدا أنّني نسيتك بل على العكس من ذلك تماما، دائما أتذكّرك و أدعو الله لك: فثبّتك الله و أيّدك بنصره أيّتها الوردة المتفتّحة الّتي تبعث بعطرها لكلّ من هم حولها ...
إنّ بلدكِ مشتاق إليك، و وطنكِ متلهّف لرؤيتك و ربّما تكونين أكثر منهم شوقا و تلهّفا، و لكن اتركيني أسألك و أنتِ تعيشين هذا الشّوق و قد تغرّبت عن بلدك أكثر من عامين - مضطّرّة - فكيف تصفين الشّوق إلى الله تعالى و إلى الحبيب محمّد صلّى الله عليه و سلّم؟ هل تستطيعين المقارنة بين الشّوق إلى الله و الشّوق إلى الأهل و الوطن؟
من خلال هذا أريد أن أقول لك امزجي الشّوقين معا حتّى يخفّف عنك ألم البُعد و الوحشة ... اجعلي اغترابك غايّة لله، فأنت تقدّمين الكثير هناك بكلماتكِ الطّيّبة و ابتساماتك الدّافئة و تنفعين الإسلام من حيث لا تدرين أو تعلمين.
أختي في الله .. تأكّدي بأنّنا في هذه الدّنيا - ضيوفا - لا غير، مهما طال بنا الزّمن و امتدّ بنا العمر، فسنعود من حيث أتينا و لا نأخذ إلاّ ما أُعطينا، و أنت أختاه نالك ما صبرتِ عليه، فأجرك عند الله محتسب، فاصبري و صابري و اجعلي الله أمامك دائما فهو نِعْم المولى و نِعْم النّصير ...
مهما تكلّمت لك أختي حوريّة الجنّة فحبّي لكِ في الله لا أستطيع أن أصفه بل لا أفعل، لأنّني سأتركه يبرهن عن نفسه بنفسه في واقع أخوّتنا الّتي أرجو أن يديمها الله لوجهه الكريم.
نعم، لا أنسى ما حييت بأنّك بحثتِ عنّي و عندما وجدتني رحلتِ، و لكن لا أعتبره رحيلا قطّ و لكن أراكِ دوما قريبة منّي أنتفع بكِ و منكِ .. فماذا عساني أقول سوى دعاء من صميم القلب أرجو أن تُفتح له أبواب السّموات العلى .. دعاء بالثّبات و الصّبر و التّقوى و الإيمان.
فإذا كانت الأقدار تأتينا كلّ يوم بالجديد فذاك لا يعني ترك العمل، فالمؤمن القويّ خير و أحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف .. فلنستعن بالله و لا نعجز، فإن أصابنا شيئ قلنا: قدّر الله و ما شاء فعل، تلك هي قاعدة المؤمن في الحياة، إذ علينا أن نأخذ بالأسباب و ما قدّره الله ذاك هو قدرنا .. أنّنا كلّ يوم نرى أنفسنا على حقيقتها .. فنلجأ إلى الله و نحن على يقين بأنّه سبحانه وحده الّذي يُنقذنا و كلّ ما عداه هباء ..
أخيرا، تحيّاتي و أشواقي و دعواتي أبعثها لك عبر هذه الرّسالة المتواضعة، سائلة الله لك الثّبات دوما .. و لا تنسيني بدعائك أختي المؤمنة الطّيّبة و إلى رسالة أخرى أقول لك السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختك أمينة بواشري


كانت هذه رسالة عن طريق الفاكس من بين رسائل عديدة وصلتني من غاليتي أمينة و أنا في المستشفى العسكري، كنت مع كلّ رسالة تصلني منها أشعر و كأنّني أخذت جرعة إيمان حقيقيّة كانت تدفعني للصّمود أكثر و الثّبات.
إلى أن سافرت أمينة إلى جامعة بغداد بالعراق للدّراسات العليا، و استمرّت مراسلتنا و مكالماتنا، و بعد إحتلال العراق، عادت إلى الجزائر و من ثمّ إنتقلت إلى مدينة الإسكنداريّة بمصر، و بقينا على إتّصال إلى أن تركت المستشفى العسكري و كنت لاجئة من بيت لبيت عند صديقاتي فلم يكن عندي عنوانا ثابتا ساعتها فقدت إتّصالي بغاليتي أمينة، و حاولت الإتّصال بها على رقمين كانت أعطتهما لي و لحدّ السّاعة لا ردّ على مكالماتي.
خشيت أن يكون مكروها أصابها لأنّ من شيمتها الوفاء و الإخلاص.
حلمي أن أسمع عنها أخبارا تسرّني إلى ذلك الحين ما زالت كلّ فاكساتها و مقالها عنّي في أسبوعيّة الشّروق العربي و الّذي عنونته بـ حوريّة ح من عمق الألم تتحدّى
و كلّ مقالاتها المنشورة في جرائد عربيّة تؤنسني و تصبّرني على فقدانها.
معك أمينة عرفت معنى الحب في الله و أُشهد الله أنّني أحببتك فيه و كلّما تذكّرتكِ دعوت لك كما كنت تطلبين منّي دوما



و للحديث بقيّة إن شاء الله
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 31-07-2012 الساعة 11:29 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 12:56 PM
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبّتي، أتمنّاكم بخير إن شاء الله
نزولا عند رغبة غاليتي أم زيد ها أنا أنتقي لكم رسالة ثانيّة للغالية أمينة و أهديها إلى كلّ مبتلى فتابعوا ...


ر سالة موجّهة إلى كلّ مبتلى

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أختي العزيزة ...
قبل كلّ شيئ أسأل المولى عزّ و جلّ أن تكوني بخير و إيمانك في درجة عاليّة .. و ذاك أمل كلّ مسلم.
تجدين رفقة هذا الخطاب الموضوع الّذي كتبته حول الأخوّة في الله، و من بين الآراء الّتي استقيتها رأيك و كنت آمل أن يكون أطول من ذلك لكن لم أرد التّحدّث في مكانك فلربّما يكون رأيك أعمق و أفضل للأخوّة ممّا أتصوّرها أنا ...
أختي حوريّة .. أدعو الله أن يسهّل أمورك و يفتح لك أبواب الصّبر و الإيمان بقوّة حتّى تستطعين أن تنالي منهما ما تشائين ..
كم أنت قويّة و مؤمنة، و كم أنت طيّبة و صبورة هذه ليست مجاملات و لكنّها حقيقة أرجو الله أن يثبّتك عليها.
سأقول لك قصّة مرّت بي مع إحدى الأخوات ..
كان إسمها - جميلة - و هي فعلا جميلة الرّوح و المظهر، كانت تسكن بجوارنا، كانت من أعزّ و أقرب الصّديقات إلى قلبي بكلّ ما تحمله الصّداقة من معنى، و هذه الصّداقة تُوّجت بالأخوّة في الله ..
فقد كانت أختا ملتزمة بحجابها و بواجباتها اتّجاه الله .. دائمة الإبتسامة، طيّبة مع الجميع .. كنّا نعرف بعضنا البعض منذ الصّغر بحكم أنّنا كنّا ندرس في نفس الثّانويّة و بحكم الجيرة.
هذه الأخت رغم مرضها المزمن - الّذي أصابها منذ الصّغر - ،، مرض السّكر ،، عفا الله منه كلّ مؤمن، و لكنّها إنسانة تتحدّى بإيمانها و بصدق علاقاتها مع النّاس.
لقد كانت تتحدّى المرض بقوّة - لأنّه لم يكن سهلا عليها - و عانت بسببه من أمراض عدّة -- أجرت عمليّة جراحيّة على عينها، ثمّ أصيبت في رجلها إلى درجة إجراء عمليّة جراحيّة، إضطرّ الأطبّاء إلى نزع جزء من قدمها .. و رغم ذلك تحدّت و جاهدت المرض، و بقيت هي - جميلة - المؤمنة الصّابرة الّتي تقيم اللّيل و تُحيي أيّام رمضان رغم أنّها لا تصوم بسبب المرض المزمن .. كانت تعمل طبيبة الكلّ أحبّها لأنّها كانت تعامل النّاس بإخلاص و صدق .. و رغم كلّ أمراضها و ما مرّ بها، فهي عندما يأتيها خبر مرض أخت أو صديقة لها فلن تتأخّر يوما عن زيارتها برغم صعوبة الطّريق في بعض نواحي منطقتنا و خطواتها البطيئة، لكن إرادتها كانت أقوى.
هذه الأخت كانت جارة عزيزة، و كنت كلّما أحسّ بضيق أهرع إليها و أجلس معها، و كم كانت تحبّ لقائي و التّحدّث معي، و تسألني عن الجديد الّذي أقرؤه من المجلاّت الّتي تصلني من دول عربيّة ..
كم كانت تتأثّر لأحوال المسلمين عندما تحلّ بهم مشكلة، و كم كانت مهتمّة بالدّعوة و عمل الخير ... فمهما وصفت أعمالها فهذا غيض من فضي عمّا أعبّر عنه ..
لقد كانت أختا بمعنى الكلمة .. فأجمل أوقاتي قضيتها معها و لكن قدّر الله أن ترحل في صائفة 1996 بعدما داهمها مرض الكلى .. إستطاعت أن تتحدّى كلّ الأمراض ما عدا هذا المرض الّذي أودى بحياتها ...
تصوّري جنازتها كانت أبهى من حفل زفاف، و كأنّها عروس زُفّت في ليلة من أروع اللّيالي ...
إلى الآن ما زلت أذكرها، و لن تغيب عن ذاكرتي أبدا .. كانت نِعْم الأخت و نِعْم الجارة و نِعْم الصّديقة ..
هذا بإختصار أروع ما قضيته من أيّامي الماضيّة ليعوّضني الله خيرا بأخت مثلك و مثل أختك و مثل أخريات قادمات بإذن الله.

إنتهى كلام أمينة البلسمي فرحم الله جميلة و أسكنها فردوسه الأعلى
فيا أيّها الشّاكي هل ما زلت تشكو بعدما قرأت قصّة جميلة؟؟؟

و للحديث بقيّة إن شاء الله

مقتطفات رمضانيّة

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رمضانكم مبارك أحبّتي أسأله سبحانه أن يتقبّل منّا صيّامنا و قيامنا ياا رب
كان العنوان الّذي إخترته و من خلاله سأخطّ لكم ما علِق في ذهني من ذكريات.
فقد قضيت ثلاثة رمضانات في المستشفى، و كان أصعبهم الرّمضان الأوّل و في أوّل يوم منه و قد حان وقت الإفطار و وجدتني وحيدة في غرفتي شاردة بذهني و سرحت به إلى ما وراء البحار و صورة أفراد عائلتي و هم ملتفّون حول مائدة الإفطار متسائلة: كيف حال أسرتي بدوني و هم يرون مكاني شاغرا، و تألّمت ساعتها لألم أمّي و أبّي و إخوتي و هم يفتقدونني و يعلمون أنّني وحيدة في غربتي.
لم أكن أشعر بهذا الشّهر الفضيل فلا شيئ حولي يوحي به، مرضى و ممرّضات و أطبّاء ليس إلاّ.
يُطرق باب غرفتي ثلاث مرّات في اليوم كالعادة: وقت الفطور و الغداء و العشاء، فأخبرت الممرّضة أنّني صائمة و ليتركوا لي عشائي فقط في المطبخ و سأحضره بنفسي عند الإفطار و أعلمتها أنّنا في رمضان.
فسألتني و هل تصومين و أنت مريضة؟؟؟
أجبتها: لست بمريضة و لا أشكو من مرض عضوي يرخّص لي بالإفطار و لكنّني فقدت رجلاي و هذه إعاقة دائمة لا يُرجى برؤها فلن ينبتا رجلاي من جديد قلتها مبتسمة فما كان منها إلاّ أن بادلتني الإبتسامة و انصرفت.
ما حزّ في نفسي جدّاا صلاة التّراويح ما كنت أظنّ أنّني لن أصلّيها ثانيّة و أنا قائمة واقفة على رجلايّ، نعم فقد تغيّر كلّ شيئ و عليّ أن أتأقلم مع وضعي الجديد، و ها أنا أؤدّيها وحدي في غرفتي و أنا جالسة و لله الحمد.
في رماضني الثّاني تحسّنت الأوضاع أكثر فقد ذاع صيتي و أصبحت أتلقّى زيارات عديدة من مسلمي بلجيكا، و كانت الأخوات تأتين للإفطار معي و الصّلاة و كنّ تأتين بصفة دوريّة، في ذاك الوقت شعرت برمصان فعلا و أنا وسط تلك اللّمّة.
كنّ يحظرن معهنّ ما لذّ و طاب من مأكولات و مشروبات و مقبّلات و و حتّى أخجلنني بكرمهنّ الحاتميّ ذاك
أذكر مرّة جاءنا رمضان في أواخر ديسمبر و كانت فترة إحتفالات بالنّسبة للبلجيكيّين، فخرج كلّ مرضى طابقي ليحتفلن مع أسرهنّ لمدّة أسبوع و بقيت فيه وحيدة، و كالعادة جاءت مجموعة من الأخوات المغربيّات للإفطار معي و أحضروا أبناءهم الصّغار و بعد الإفطار و تجاذب أطراف الحديث حان موعد صلاة العشاء و لكثرتنا خرجن من الغرفة الضّيّقة إلى الرّواق حتّى يسعنا المكان، و نحن في صلاتنا سمعنا صوت سفّارة إنذار أفزعتنا أنهينا الصّلاة بسرعة فهبّت إحدانا لتستفسر و إذ بأحد الأطفال عوض أن يُضغط على زرّ ضوء الحمّام صغط على زرّ الإنذار و ما هي إلاّ لحظات و إذ بعسكري واقف أمامنا، عليكم أن تتخيّلوا المشهد: مستشفى عسكري في بلد غير مسلم يأتينا العسكري ببدلته المخيفة مهرولا مستفسرا ماذا حدث؟ و إذ به يجد صفوفا من الأخوات المتحجّبات يصلّين، عندها أسرعت إليه و أفهمته أنّه إنذار خاطئ ليس إلاّ، لم يعقّب إبتسم و انصرفـ فتنفّست بعدها الصّعداء ضحكن بعدها و قلن أكيد هاله الموقف فخاف منّا و انصرف
موقف آخر لن أنساه في يوم رمضان إتّصلت بي متربّصة مغربيّة في السّلك الطّبّي المبعوث من المغرب لإجراء تربّص لمدّة سنتين في المستشفى العسكري، و من بينهم كان مدرّبي، علموا بقصّتي فكانت البنات يدعونني للإفطار معهم، لبّيت دعوتهم، نزلت إليهم و كانوا مقيمين في الطّابق الأرضي للمستفشى، كان وقت الإفطار رحّبوا بي و أخذت مكاني فرأيت على المائدة طبق لحريرة و التّمر و الشّبّاكيّة كما يُسمّونها و نحن نسمّيها قريوش، و من شدّة الجوع أكلت لحريرة بالخبز، شكرتهم و انصرفت، و بعد التّراويح إتّصلت بي مجدى من جديد لتدعوني للعشاء، إستغربت و لكنّي مازحتها، و ماذا حضّرتم لي: قالت طاجين بْطاطا و خزّو فما كان منّي إلاّ أن أنزل لأكتشف ما هذا الطّبق الغرريب و ما هو خزّوا؟؟؟
و إذ بي أفاجأ أنّه الجزر
فقلت صراحة أنا شبعانة و ما كنت أعرف أنّ هناك شوط ثان للأكل لذا أكلت لحريرة بالخبز و أخبرتهم أنّ عادتنا أن نضع كلّ الأطباق على مائدة الإفطاء من شربة فطبق رئيسي فسلطة نأكل مرّة واحدة و بعد التّراويح الشّاي و ملحقاته.
مغامرات عديدة مرّت بي لا يسعني ذكرها دفعة واحدة و لكن كلّ ما تذكّرت قصّة أنقلها إليكم، و إلى الملتقة أتمنّى لكم سحورا طيّبا و صياما مقبولا و دمتم أوفياء.


و للحديث بقيّة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إخلاص مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
متابعي مذكّراتي العزيزات و الأعزّاء أسعد الله أمسيّتكم، أواصل معكم سردي و أتمنّاه بردا و سلاما على قلوبكم الطّيّبة.

الرّجلان الإصطناعيّان

[img][/img]

قضيت شهورا عديدة مع التّدريبات لتقويّة عضلات البطن و الفخذين بعدما تمّ علاجي من حروق الدّرجة الثّالثة و الّذي إستغرق وقتا طويلا هو الآخر.
بدأت بعدها بالتّدريبات المكثّفة و القاسيّة كما بدت لي و كلّ هذا حتّى يتمّ تهييئي لوضعيّة الوقوف من جديد على رجلين إصطناعيين بعد أن تعوّد جسمي على وضعيّة الجلوس الدّائمة
و أقسى تدريب كنت أعاني منه محاولة الوقوف ممسكة بحديدتين واحدة على يميني و الأخرى على شمالي و بالإتّكاء عليهما أرفع جسمي و أبقى في وضعيّة وقوف و المدرّب يعدّ الثّواني و يرى مدّة تحمّلي، كنت أصل إلى العشرين و أجلس لأنّني كنت أشعر بشعور غريب و أحسّ بتدفّق الدّم السّاخن إلى الأسفل تتبعه تنمّلات عندها لا أستطيع المتابعة و أجلس بسرعة.
مدرّبي اللّئيم كان يُبعد عنّي الكرسي حتّى يضطرّني إلى الوقوف لفترة طويلة و كم كنت أعاني ساعتها صارخة أنّني سأقع أرضا
سألت مدرّبي إريك ما الفائدة من هذه التّدريبات و سيكون لديّ رجلان من المفروض أستطيع الوقوف عليهما؟ فأجاب يجب عليك أن تقوّي عضلات ذراعيك لأنّهما سيقومان بعمل الرّجلين و سيحملان ثقل الجسم و الرّجلين الإصطناعيين الّذي سيكون وزنهما حوالي الثّلاثين كلغ.
.
مرّت عليّ أسابيع و كأنّها دهور و أنا مواضبة على هذه التّدريبات النّظريّة و حان تطبيقها أخيييرا فأتى مدرّبي بآلة غريبة قامت برفعي من الكرسي على رجليّ الإصطناعيين و لمست بالقدمين الأرض و رأيتني واقفة، نعم و أخيرا وقفت و كم كان شعورا غريبا حينذاك شعرت بدوار و تصبّب عرق و نبضات قلبي في تزايد كلّ هذا لأنّني خفت أن أسقط، و كم سقطت و أنا صغيرة و لم أكن أبالي إبتسامة
إنتقلنا إلى مرحلة ثانية و هي المشي بين عمودين متوازيين ممسكة بهما طبعا و كانت أولى خطواتي و كم كنت سعيدة بهما، كان يكفيني أن أراني واقفة فكيف بي و أنا أمشي
بعدها وصلنا إلى أصعب مرحلة بالنّسبة لي و هي المشي بعكّازين، عانيت جدّا في هذه المرحلة، رغم المسافة الصّغيرة الّتي كنت أمشيها كنت كمن قام بالجريّ لكيلومتر، و عندما لاحظ مدرّبي ذلك التّعب عليّ قال: لأنّك تستعملين عضلاتك في المشي اتركي كلّ ثقلك على الرّجلين.
قلت: ليست رجلايّ فكيف أأمن لهما؟؟؟
إبتسم و ردّ: لأنّك تمشين بخوف كطفل يخطو خطواته الأولى.
قلت: صحيح أنا كذلك.
أمطرني مدرّبي بوابل من النّصائح: لا تفعلي كذا و افعلي كذا، و حذار من هذا التّصرّف و و و، ساعتها إغرورقت عيناي و حاولت إخفائهما عن مدرّبي لكنّه لاحظها فاعتقد أنّه لعجز منّي و ضعف، فصحّحت له مفهومه قائلة:
رزقني ربّي نعمة الرّجلين فكنت أمشي و أجري بهما دون أن أشعر بثقلهما: أطويهما كما شئت، أمددهما، أقف على رجل واحدة و و و
و الآن فقط شعرت بنعمتهما العظيمة، فكم عانيت و كم إستغرقت من وقت فقط لأتمكّن من الوقوف و ما ينتظرني أدهى و أمرّ، و الّذي أحزنني أكثر غفلتي على شكر نِعم الله عليّ فلهج لساني: أحمدك ربّي على نعمك الّتي لا تُعدّ و لا تُحصى.

و للحديث بقيّة إن شاء الله.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 15-12-2012 الساعة 08:29 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية MUSTKAM
MUSTKAM
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 08-03-2012
  • الدولة : المحروسة
  • المشاركات : 220
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • MUSTKAM is on a distinguished road
الصورة الرمزية MUSTKAM
MUSTKAM
عضو فعال
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 02:26 PM
والله قصة مؤثرة جدا
تحزنك وتفرحك ... بها لحظات تضعفك وتقويك تبكيك وتضحكك كم أنت رائعة وكبيرة يا جدة إخلاص شجاعة ملهمة متفائلة مؤمنة صابرة مثابرة لحد كبير ...
والله وحده يعلم كم عظمتي وكبرت في عيني

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-02-2008
  • الدولة : بريطـانيا
  • العمر : 32
  • المشاركات : 11,741
  • معدل تقييم المستوى :

    29

  • أختُ عبد الرحمان will become famous soon enoughأختُ عبد الرحمان will become famous soon enough
الصورة الرمزية أختُ عبد الرحمان
أختُ عبد الرحمان
شروقي
رد: للعبرة... قصة جدتنا إخلاص..
30-05-2012, 02:47 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخي لغريب

في الحقيقة صمود و تحد .. تتبعته بصمت .. و كم تألمت و أنا أقرأ الكلمات التي تخطها أختنا الحبيبة الشجاعة إخلاص.

فلا أقرأ سردها مرّة بل مرّتان أو أكثر .. و كلما فرأته مرّة أخرى اكتشفت شيءا جديدا .. و تعلمت درسا نافعًا ..

لكن لحدّ الآن لم أكتب أي رد .. لأنني كلما انتهيت من القراءة إلا و أحسست أن كلماتي تبعثرت .. و ذهني شرد بعييييييدا .. كل البعد ..

و لا أستطيع التحكم في لوحة مفاتيحي لأكتب ردّا يليق .. ربّما يوما ما ؟

إن شاء الله ،

فيا إخلاص يا من درّستينا دروس الإيمان بالله و التمسك و الرضا به .. يا مدرسة القوة و الشجاعة أنتٍ .. أسأل الله تعالى أن يسعدك في الدارين و يجعلك من أهل الفردوس الأعلى .. آآمين

تحيّة طيبة للجميع

و قبلات خاصّة لحبيبتي إخلاص






أنت يا أيّها الافريقيّّ !!

هل تعلم أنّ 45% فقط من سكّان افريقيا مسلمون؟!

6 ملايين من مسلمي افريقيا يعتنقون النّصرانيّة كلّ سنة !

أليس من المفروض أن تكون افريقيا قارّة مسلمة؟

فأين نحن من نشر هذا الدّين ؟
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:29 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى