الإرهاب بين العرب والغرب
05-04-2018, 06:21 PM
بقلم:رمضان بوشارب


الإرهاب بين العرب والغرب
هل يعرف أعداء الأمة قوة الإسلام وحقيقته، حتى يعدون له كل هاته العدة، من ترسانة حربية وضجة إعلامية ؟
ضجة تسيئ للإسلام قبل المسلمين، تتهمهم بالإرهاب الذي تصنعه ثم تنسبه لهم منذ أن سقطت الدولة العثمانية إلى يومنا هذا، طبعا هم يعرفون قوة الإسلام وسمو أخلاق المسلم السامية، كما إنهم يستمدون قوتهم من القيم الإسلامية الحقيقة لكن لا يعترفون بذلك.
و الملاحظ المتتبع لما يحدث في الشارع العربي، من فتن ومشاحنات تحت طائلة ما يسمى بالإرهاب
باختلاف مسمياته، بدءا من القاعدة إلى قمته التي تسمى بالشمولية (السلطوية) بغض النظر عما يطلق عليهم بـ داعش والتنظيمات الإسلامية...و وصلا إلى الإسلام الليبرالي الذي يزعمون قيامه.
لكن الكثيرين ممن يتجاهلون الأمر وينسون بأن ثمة قوتين عظميتين تعملان على كسر شوكة الإسلام لأنه يهدد الإيديولوجيات التي تحكمها.
فقوة تصنع المعارضة وتثير الفتنة بتغذية الجماعات الإرهابية تحت غطاء إسلامي، الإسلام بريء منه إلى يوم الدين، وهي الكتلة الغربية التي ضنت بأنها قد قضت على الإتحاد السوفييتي، لما عبأت وشحنت بعض الإسلاميين؛ من أجل دحر القوى الشيوعية، التي كانت تنافسها في سباق التسلح وحرب النجوم...لقد نجحت أمريكا بالفعل وبمساعدة حلفها الأطلسي من تفكيك وحدة المسلمين، وكذا القضاء على بقايا رؤوس القومية العربية مثلما شتت القوة الإشتراكية.
ومن جهة ثانية نجد دولة عظمى، هي الأخرى فعلت فعلتها في بلاد العرب، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط وذلك بتأليب، الأنظمة العربية على شعوبها وخصومها، من الجماهير المعارضة لها بحجة الدفاع عن السلام، وردع الجماعات الإرهابية التي تصنعها إسرائيل على يد أمريكا، والبعض من البلدان الأوربية.
نعم لقد عادت بريطانيا بحلة جديدة؛ لفرض هيمنتها وسيطرتها على المنطقة،بإعادة دعم وتشبيب العلائلات الحاكمة الممتدة ، للقضاء على الشعوب الإسلامية والأمة العربية على حد سواء...(الوحدة الإسلامية والوحدة العربية)، قوة تعمل على تغذية الجماعات الإرهابية أحزاب المعارضة وهي أمريكا وقوة تسير بعض الأنظمة العربية وتمدها بالسلاح من أجل تكسير القوة الثانية بطريقة أقل ما يقال عنها غير مباشرة باسم محاربة الإرهاب
ليبقى السؤال دوما يتراوح مكانه من هو الإرهاب؟
أهو بعض الأنظمة العربية الفاسدة التي تمولها روسيا وبعض الدول الأوروبية وغيرها...؟
أم هي الجماعات الإرهابية وأحزاب المعارضة التي تقويها امريكا ومن معها...؟
وهنا نستخلص أن الخاسر الأكبر مهما اختلت موازين القوى بين الكتلتين، هو نحن العرب...المسلمين إذا لم نتحد فيما بيننا ونتفطن لما يحاك ضدنا في هذه اللعبة القذرة، لأننا كل يوم بل كل ساعة نموت بأيدي بعضنا البعض نتقاتل فيما بيننا بسلاح غيرنا، في ضل ما نسميه بالتعديية الحزبية والإختلاف المذهبي رغم أننا أمة واحدة.
سؤال أخر نطرحه وهو من يحارب من ؟ ومن هو ضحية الإرهاب؟
نعم فغريب ما نسمعهو ونراهم بل نعيشه يوميا ...فأمريكا التي تمثل الغرب الهمجي تمول الإرهاب بالسلاح كي نموت نحن على يد إخواننا المغرر بهم باسم محاربة الطاغوت، ثم تتدخل عالميا لتكافح هي إرهابا هو من صنعها ...يعني سلسلة هوليودية أمريكا هي البطل فيها تصنع بيادق الظلام لتعيث بهم فساد ثم تتبنى عملية السلام.
والغريب الآخر بل الأغرب وهو وجه الشيوعية الذي يدعم الأنظمة العربية ويحرضها على بعضها البعض وعلى شعوبها دائما باسم عملية نشر السلام...يا سلام.
وهما في الحقيقة وجهان لإرهاب واحد وليس عملة واحدة والضحية واحدة ،إنها الأمة العربية والإسلامية.
لكن كيف سيقضيان على الإرهاب ويحاربا ما يصنعانه...؟
الأمر جد بسيط...
ستكتفي كل قوة من جهتها بإرساء بوارجها على أرصفة موانئ أوطاننا ومد يد العون بالسلاح الجوي طبعا لأن استراتيجية محاربة الإرهاب في الأراضي العربية ستكون بتطبيق خط النسف الجوي لا غير
أما عنصر المواجهة والبخث عن معاقل الإرهاب، سيترك لأبناء البلد الذين إخوانهم ويقومون بتصفية بعضهم البعض تحت شعار الله اكبر ...
هذا لأن أمريكا قد استوعبت الدرس، وأخذت العبرة من التجربة الفيتنامية وعاصفة الصحراء أين تكبدت خسائر بشرية ولعنة لا زالت تلاحقها. حتى روسيا التي أخذت العبرة من الحرب الايرانية –العراقية لن تقحم نفسها هي الأخرى في الدعم البشري والتدخل ميدانيا في القضاء على الإرهاب.
في حين نبقى نحن مشتتين بين ما يسمونه هم الجهاد وما نسميه نحن المحابة وكلاهما واحد فقط اللفظ يختلف.
هذا ويبقى الإرهاب هو الورقة الرابحة لدى كلا القوتين، ونح الأخسرين بينهما في هذه اللعبة الدموية العفنة والقذرة...لأننا نحن من سيخوض معركة مجهولة معالمها ومجهول من يسيرها...
في الأخير يبقى هذا مجرد رأي محسوب علي.
الصور المرفقة
نوع الملف: png sDO3Htk37kcPQr4aWHwTNEQ.png‏ (19.5 كيلوبايت, المشاهدات 2)