وزراء من بريطانيا وفرنسا وهولندا يقاطعون مؤتمر استثمار بالسعودية
18-10-2018, 04:16 PM

محققون يفتشون عن أدلة في القنصلية السعودية

انضم ثلاثة وزراء أوروبيين إلى القائمة الطويلة للشخصيات الرفيعة المستوى، والمنظمات المقاطعة لمؤتمر استثماري كبير في السعودية، في أعقاب الاشتباه بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وانسحب الخميس وزير التجارة الدولية البريطاني، ليام فوكس، من مؤتمر "مبادرة الاستثمار في المستقبل"، الذي يعقد في الرياض الأسبوع المقبل.

وقال متحدث باسم فوكس "إن الوقت ليس مناسبا له للحضور. ولاتزال بريطانيا قلقة بشأن اختفاء خاشقجي ... ويجب محاسبة المسؤولين عن اختفائه".

وجاء قرار فوكس بعد ساعات من إعلان وزيري المالية الفرنسي والهولندي عدم حضورهما، وسط ادعاءات بأن السعودية هي المسؤولة عن قتل خاشقجي.

وأعلن رؤساء شركات تجارية وتكنولوجية ووسائل إعلام، انسحابهم من المؤتمر، الذي أطلق عليه "دافوس الصحراء"، والذي يعد حدثا استعراضيا للإصلاحات الاقتصادية التي اقترحها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

ولكن هناك بعض الشركات الكبرى الأخرى، من بينها غولدن ساكس، وبيبسي، وإي دي إف، لا تزال عازمة على حضور المؤتمر، بالرغم من الضغوط المتزايدة لمقاطعته.

دعوة إلى الحرية في آخر مقال

ولم يشاهد خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يدعي مسؤولون أتراك أنه قتل.

وسمحت السعودية، التي تنفي قتل خاشقجي، لمحققين أتراك بتفتيش القنصلية من الداخل.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت آخر مقال كتبه خاشقجي، والذي يدعو فيه إلى حرية الصحافة في العالم العربي.

وقالت الصحيفة إنها قررت نشر المقال بعد تقبلها لفكرة أن خاشقجي لن يعود سالما.

وتقول كارين عطية، محررة صفحة آراء من العالم، في واشنطن بوست إن المقال "يشير بدقة إلى شغف خاشقجي بالحرية في العالم العربي والتزامه بها".

وقالت إنها تسلمت المقالة بعد يوم واحد من اختفاء خاشقجي، وإنها كانت تأمل في عودته، ليجلسا ويحررا المقالة معا قبل نشرها. ولكنها قررت نشرها عندما أيقنت أن هذا لن يحدث.

ويوجه خاشقجي، الذي انتقل إلى الولايات المتحدة العام الماضي للعيش في منفى اختياري، والذي حذره مسؤولون سعوديون من مواصلة انتقاد سياسات ولي العهد، في المقالة انتقادا شديدا لما آل إليه وضع حرية الصحافة في العالم العربي، بحيث أصبح العرب "إما غير مطَّلعين أو مضلَّلين".


جمال خاشقجي بدأ يكتب لواشنطن بوست قبل عام

ويقول: "يواجه العالم العربي نسخته الخاصة من الستار الحديدي التي لا تفرضها جهات خارجية ولكن من خلال القوى المحلية المتنافسة على السلطة".

ويشير إلى مبادرة واشنطن بوست، ونيويورك تايمز التي اتفقت الصحيفتان فيها على "نشر صحيفة عالمية مشتركة .. هي صحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون التي أصبحت بمثابة منصة للأصوات العالمية"، قائلا: "العالم العربي بحاجة ماسّة إلى نسخة حديثة من هذه المبادرة حتى يتمكن المواطنون من الاطلاع على الأحداث العالمية. وما هو أهم من ذلك، نحن بحاجة إلى توفير منصة للأصوات العربية".

ويذكر خاشقجي قضية الكاتب السعودي صالح الشيحي، الذي "يقضي عقوبة سجن غير مبررة لمدة 5 سنوات بسبب تعليقات مزعومة تعارضت مع الخط العام للحكومة السعودية"، مضيفا أن "هذه الإجراءات لم تعد تحمل عواقب رد فعل عنيف من المجتمع الدولي. بدلًا من ذلك، قد تؤدي هذه الإجراءات إلى إدانة يتبعها صمت سريع".

ونتيجة لذلك - كما يقول - "مُنِحت الحكومات العربية حرية مواصلة إسكات الإعلام بمعدل متزايد".

اختفى الصحفي السعودي عقب دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، ولم يشاهد بعدها. ويقول مسؤولون أتراك إنه قتل بداخلها، ولكن السعودية تنفي ذلك.

وكان الرئيس ترامب قد أشار إلى أن خاشقجي قد يكون قتل على أيدي "قتلة مارقين"، دون أن يقدم دليلا على ذلك.

وأكد ترامب أنه لا يحاول "التستر" على السعودية، لكنه أوضح أنها "حليف مهم لأمريكا"، وأضاف: "نحن بحاجة إلى السعودية في حربنا على الإرهاب، وفي كل ما يحدث في إيران وأماكن أخرى".

وقال في تصريحات صحفية إنه لا يريد التخلي عن السعودية، حليفته، بسبب اختفاء صحفي.


ترامب يقول إن لن يتخلى عن السعودية حليفته من أجل صحفي

وأشار ترامب الأربعاء إلى أنه مازال ينتظر تقريرا شاملا بشأن ما حدث لخاشقجي من وزير الخارجية، مايك بومبيو، الذي أرسله إلى السعودية وتركيا لبحث قضية الصحفي السعودي مع المسؤولين في البلدين.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب وبومبيو الخميس في العاشرة صباحا، بحسب التوقيت المحلي.

وقال ترامب، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع السعودية، وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، البالغ 33 عاما، إن بلاده طلبت من تركيا الأدلة الصوتية أو المصورة التي لديها.