بطالون يمزّقون أجسادهم ويهدّدون بالانتحار الجماعي
01-03-2016, 05:54 AM

ب. حسينة



اعتلى، صباح أمس الإثنين، ثلاثة شبان بطالين مقر ولاية عنابة في وسط المدينة، مهددين بالانتحار ذبحا، بسبب عدم حصولهم على مناصب شغل، ومعاناتهم من الظروف الاجتماعية الصعبة، حيث تسلل الشباب إلى أعلى مقر الولاية في زمن دخول العمال، وهددوا في أول الأمر، بإلقاء أنفسهم من الأعلى، لأن جميع الأبواب أوصدت في وجوههم على حد قولهم.
الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 25 و27 سنة، اثنان منهم يقطنان في بلدية سيدي عمار، والثالث في منطقة بوزعرورة التابعة لبلدية البوني، وحملوا معهم خناجر وراحوا يمزقون أجسادهم، فسالت من أحدهم الدماء من رقبته.

وهدد آخر بتمزيق شرايين معصمه، وسط دهشة المواطنين وحيرتهم وصياح العاملات، حيث أغمي على سيدة عاملة، عندما شاهدت الدماء على جسد أحد الشباب، بينما لم يتردّد موظفو الولاية في التوسّل إليهم بالنزول والكف عن جرح أجسادهم، وقد سارعت السلطات المحلية من بلدية وولائية ومعنية بالتشغيل، إلى محاورتهم وتهدئتهم لإقناعهم بالتراجع عن فكرة الانتحار لمدة ساعتين من اعتلائهم سطح المبنى وسط حالة من الترقب ولكن من دون جدوى.

وبحضور عناصر الأمن، تمكنوا من إقناع أحد الشباب الذي نزل من سطح البناية، فتحدث لمدة ربع ساعة مع رجال الأمن، ثم عاد وحدّث زميليه اللذين نزلا معه، وتم نقلهم جميعا إلى مستشفى ابن رشد بواسطة سيارة إسعاف تابعة لمصالح الحماية المدنية أمام تجمهر المارة بمحاذاة مقر الولاية.

من جهته، قال مدير الوكالة الوطنية للتشغيل، في اتصال مع "الشروق اليومي"، إن الوكالة على علم بهذه الحالات، التي تكمن مشكلتها في رفض مناصب العمل لدى الخواص، والبحث عن مناصب عمل في مركب الحجار أو المؤسسات العمومية فقط، مع أنهم من محدودي المستوى ولا يملكون المؤهلات المطلوبة، وغالبيتهم يشترطون السياقة أو الحراسة الليلية في ظل غياب مثل هذه المناصب المالية، في الوقت الذي خشي فيه مسؤول في الولاية أن تعم الظاهرة وتنتشر وتصبح ليّا للذراع.