تامزغا ... هي أمي .
17-11-2012, 05:35 AM
كنت عائدا بسيارتي من أمريكا إلى كندا حيث إقامتي

وعلى الحدود التقيت بواحد من الخليج فاسألني من أين أنت؟

فقلت: من تامزغا.

فقال : كيف هي تامزغا ؟

فقلت : بخير ... ونرجوا الله أن تبقى بخير

- منذ متى وأنت تعيش في كندا ؟

- أنهيت لتوي السنة العاشرة

- متى زرت تامزغا هذه آخر مرة ؟

- منذ ثلاثة أعوام

فنظرإلي وهو يبتسم وسألني : من تحب أكثر تامزغا أم كندا ؟

فقلت له : الفرق عندي بين بلادي وكندا كالفرق بين[ الام والزوجة ]...فالزوجة أختارها ..أرغب بجمالها ...أحبها...أعشقها...ولكن لا يمكن أن تنسيني أمي ...

الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها ...لا أرتاح إلا في أحضانها....ولا أبكي إلا على صدرها .....وأرجوا الله ألا أموت إلا على تراب تحت قدميها

فنطر إلي بإستغراب وقال : نسمع عن ضيق العيش فيها فلماذا تحب تامزغا ؟

- قلت : تقصد أمي ؟

فإبتسم وقال : لتكن أمك ...

- فقلت : قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب. لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حتى أكون بين يديها تشفيني

- قال: صف لي تامزغا

- فقلت : هي ليست بالشقراء الجميلة ، لكنك ترتاحين إذا رأيت وجهها ...ليست بذات العيون الزرقاء ...لكنكي تشعرين بالطمأنينة إذا نظرت إليها ...ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثيابها الطيبة والرحمة ....لا تتزين الذهب والفضة ، لكن في عنقها عقدا من سنابل القمح تطعم به كل جائع ...سرقها اللصوص ...ولكنها ما زالت تبتسم ...!!

وقال : أرى مدن تامزغا على التلفاز ولكني لا أرى ما وصفت لي ...!!

- فقل له : أنت رأيت تامزغا التي على الخريطة ، أما أنا فأتحدث عن تامزغا التي تقع في أحشاء قلبي

-فقال . أرجوا أن يكون وفاؤك لكندا مثل وفائك لبلادك ....أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك

- فقل له : بيني وبين كندا وفاء وعهد ، ولست بالذي لا يفي عهده

وهذا لو علمت أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه أمي

مقتيس من صفحة عبد المجيد أرحال
.