19 تغريدة تكشف تقلبات ترامب في الملف السوري
08-04-2017, 09:07 PM







مثلت الضربات الصاروخية التي أمر بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بداية منعرج جديد في السياسة الخارجية الأمريكية وتعاملها الملف السوري، ولكن ترامب، لم يتميز قبل وصوله إلى سدة الرئاسة بموقف واحد ثابت من الحرب الأهلية في سوريا، في تذبذب يكشفه تغريده على امتداد السنوات الماضية على تويتر، والذي عادت صحيفة نيويورك تايمز لتكشف صفحات من كتاب تغريدات ترامب، عن سوريا.




واختارت الصحيفة 19 تغريدة، تعكس وجوه ترامب المتعددة التي كشفها تعامله مع الأزمة السورية، وفق التطورات والأحداث، بين أكتوبر(تشرين الأول) 2011، و2016، والتي تكن مواقف سياسية حقيقية مستقلة، بقدر ما كانت مواقف من الإدارة السابقة، ومحاولة السخرية منها، ومن الرئيس باراك أوباما، حتى لو اضطره الأمر بعد ذلك إلى اعتماد سياسة مقاربة لسياسة سلفه المتخلي.

الشر السوري
في التغريدة الأول، اعتبر دونالد ترامب، بعد قرار الرئيس السابق باراك أوباما بزيادة الدعم العسكري للمسلحين السوريين بعد الهجوم الأول بالأسلحة الكيماوية على غوطة دمشق، أن الشر استوطن سوريا، قائلاً "يجب إبقاء الشر بعيداً عن سوريا، والمتمردون ليسوا أفضل من النظام السوري الحالي، فما الذي سنكسب في مقابل أعمارنا ومليارات الدولارات التي ستبذل في سوريا، صفر، لا شيء".

ولكن بعد مضي أربع سنوات، نسي الرئيس الحالي، ما أقدم عليه الرئيس أوباما، وبعد الهجوم الكيماوي الأخير، نسي ترامب تحذيراته السابقة لأوباما الذي هدد لكنه لم يمر أبداً لتنفيذ تهديداته، بقصف الرئيس السوري بشار الأسد.

ضد أوباما
ولفهم تقلبات الرئيس ترامب، وفق الصحيفة، كما تكشفه مداخلاته الرسمية وتصريحاته، يكفي النظر إلى حساب الرئيس على تويتر لفهم انقلاباته الكثيرة التي طرأت على مواقفه الرئيس، حتى قبل ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية، عن طريق عشرات التغريدات التي تعرض فيها للحرب الأهلية السورية الدموية، ولكن تصريحات وتغريدات ترامب، تشترك حسب الصحيفة، في نقطة وحيدة على الأقل، للقطيعة مع أوباما، مع الالتزام إذا اقتضى الأمر بعمليات سرية، وسريعة لإسقاط الأسد، لا كما فعل بعد وصوله إلى الرئاسية باعتماد القصف الصاروخي.

في أول تغريدة شملها الجرد الذي أجرته الصحيفة بتاريخ 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، استهل ترامب اهتمامه بسوريا، بمهاجمة الأمم المتحدة، متسائلاً "لماذا تصر الأمم المتحدة على التنديد بإسرائيل، ولكنها لا تفعل شيئاً من أجل سوريا؟ يا للعار".

اتهامات
وبعد حوالي سنة عاد ترامب في 18 يونيو(حزيران) 2012، إلى الملف السوري، متهماً إدارة أوباما بالتساهل مع التسلل الروسي إلى سوريا، متهماً الرئيس أوباما بالمرونة في التعامل مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

وبعد سنة أخرى، عاد ترامب في أغسطس (آب) 2013 إلى الملف السوري، ليهاجم "التورط العسكري الأمريكي فيها" مخصصاً تغريدات عدة في صيف 2013 للتحذير من الذهاب إلى سوريا، مطالباً بالانكفاء على مشاكل أمريكا الداخلية، لتفادي الخسائر المدنية في سوريا من جهة، ومنع التعرض لعمليات إرهابية في أمريكا.

وفي تغريدة له في 28 أغسطس (آب) 2013 قال ترامب "تذكروا أن المقاتلين من أجل الحرية في سوريا، يسعون إلى قيادة طائرات لتحطيمها على بناياتنا" في إشارة للهجوم على أبراج مركز التجارة العالمي في سبتمبر(أيلول) 2001.

وبعد يوم واحد، طالب ترامب بالتخلي عن الملف السوري للعرب "دعوا الجامعة العربية تهتم بسوريا، ولم لا تدفع الدول العربية الغنية ثمن ذلك؟".

وفي 30 أغسطس(آب) قال ترامب في تغريدة أخرى "إذا هاجم أوباما سوريا، وقتل في الهجوم مدنيون أبرياء أو جرحوا، سيكون موقفه وموقف الأمريكيين في غاية السوء".

التغريدة ونقيضها
وفي الوقت الذي كان فيه يهاجم إدارة أوباما وخططها السيئة للتدخل المباشر أو غير المباشر في سوريا، فإن ترامب لم يجد حرجاً في دعوة الرئيس أوباما لطلب إذن الكونغرس، بهدف تنفيذ ضربات جوية خاطفة ضد الأسد وقواته، وذلك في التغريدة نفسها التي تساءل فيها عما يُمكن تحقيقه من قصف سوريا، الذي سيُعمق مشاكل الديون الأمريكية، ويحول الصراع إلى حرب طويلة الأمد؟".

وفي سياق المواقف المتقلبة والمتناقضة، غرد ترامب في اليوم نفسه، مُطالباً الإدارة الأمريكية بوقف هدر الوقت في مفاوضات لا طائل منها، قائلاً في اليوم نفسه وبتاريخ 29 أغسطس (آب)، أطلق النار أولاً ثم تفاوض لاحقاً.

وفي تغريدته النارية قال ترامب "إذا كنا مصرين على غبائنا وذهبنا إلى سوريا، انظر روسيا، وكما يُقال في الأفلام: أطلق النار أولاً ثم تحدث بعد ذلك"!

وبعد يومين فقط، عاد ترامب عن موقفه الأول، رغم عدائه لموقف الإدارة الأمريكية من سوريا، قائلاً "أعطينا سوريا الكثير من الوقت، وخصصنا لها الكثير من الإعلام بشكل غير مسبوق في تاريخ الحروب السابقة، سوريا الآن جاهزة"!

حمقى
ورغم أنه لم يكشف طبيعة الأمر الذي أصبحت سوريا جاهزة له، إلا أن ترامب عاد بعد أيام قليلة في 2 سبتمبر(أيلول) 2013 ليغرد بما تعود على تأكيده عندماً أصبح لاحقاً مرشحاً للانتخابات ثم رئيساً في بداية عهده، قائلاً رداً على تغريدة عن موقفه من سوريا ورؤيته للحل فيها "لن أذهب إلى سوريا، ولكن إذا كان علي ذلك، سأذهب إليها سراً وبشكل مفاجئ، بعيداً عن الاستعراض الإعلامي، مثلما يفعل الحمقى".

خطوط حمر
وبعد الهجوم الكيماوي الأول، في يونيو(حزيران) 2013 استمر ترامب في التهجم على إدارة الرئيس أوباما، وخطه الأحمر الذي يشكله استعمال الغازات السامة في سوريا من قبل النظام.

وفي 5 سبتمبر (أيلول) تهكم ترامب على أوباما في تغريدة قال فيها "وضع الرئيس أوباما نفسه في موقف سيء جداً عند حديثه عن تجاوز الخط الأحمر في سوريا، والآن وبطريقة مدهشة، انقلب على ذلك مفنداً أي حديث له عن هذا الخط الأحمر".

وبعد الخط الأحمر، أصبحت السخرية والعمل على إبراز سلبية أوباما وتردده، ميزة المرشح المقبل للانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى فوزه بالرئاسة، حسب الصحيفة.

وفي اليوم نفسه غرد ترامب بأن "السبب الوحيد الذي يدفع أوباما لضرب سوريا، يكمن في سعيه لحفظ ماء وجهه، بعد حديثه الغبي عن الخط الأحمر، لا تتورط في سوريا، إعمل على إصلاح الولايات المتحدة".

وبعد تراجع الرئيس أوباما بسبب معارضة الكونغرس، عن مهاجمة سوريا وإعلانه العمل على تدمير الأسلحة الكيماوية عن طريق المفاوضات والاتفاقات الدولية، هاجم ترامب توجه سلفه متحدثاً عن الخط الأحمر 2.

وفي تغريدة بتايخ 10 سبتمبر (أيلول) قال ترامب "رسم أوباما الآن خطاً أحمراً 2، مطالباً الأسد بالتخلي عن الأسلحة الكيماوية في سوريا، أو التعرض لضربات عسكرية".

وبعد أسبوع واحد قال ترامب في 17 من الشهر نفسه، "اليوم أصبح بشار الأسد أقوى من قبل، وأقوى مما كان عليه قبل تهديد أوباما بضربه عسكرياً، ولكن أوباما أفرغ التهديد من مضمونه".

واستمر ترامب في استثمار الهجوم على سياسة أوباما وقراراته وبرامج إدارته، خاصة بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية، ولكن ذلك لم يمنعه من استغلال أزمة اللاجئين بين 2015 و 2016، لتحقيق أهدافه السياسية، خاصةً أثناء حملته الانتخابية.

اللاجئون ونهاية الحضارة
وفي تغريدة له بتاريخ 17 نوفمبر(تشرين الثاني) 2015 هاجم ترامب اللاجئين قائلاً "اللاجئون السوريون يتدفقون على بلدنا العظيم، ولكن من يعرف من يكونون، من هم، ربما يكون بعضهم من تنظيم داعش، هل فقدنا رئيسنا صوابه؟".

واستمر ترامب في حملته على امتداد الأشهر التي شهدت اشتداد أزمة اللاجئين خاصةً الذين حاولوا الوصول إلى أوروبا، قائلاً في 24 ماري (أذار) مثلاً "على أوروبا والولايات المتحدة إيقاف تدفق الناس من سوريا فوراً، سيكون هذا الأمر تدميراً للحضارة كما عرفناها، أمر محزن جداً".

وبعد اقتصار التنافس على الانتخابات الرئاسية، بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تحول الهجوم من أوباما وإدارته إلى منافسته على الرئاسة باعتبارها المسؤولة عن كارثة خيارات أوباما السياسية، عند إشرافها على وزارة الخارجية.

وفي 5 أكتوبر(تشرين الأول) 2016 غرد ترامب قائلاً "سياسة كليتون الفاشلة في سوريا، تعتبر فشلاً ذريعاً".



24 - أبوظبي