صناعة برلمان في ظروف استثنائية.. وطنيا و دوليا.
11-04-2017, 02:39 PM
لا يختلف اثنان على ان بلادنا و سائر بلاد العالم تمر بظروف اقتصادية استثنائية مقارنة لما كنا عليه منذ ازيد من عشرية مضت على اقل تقدير. لا نختلف كذلك على ان تلك الظروف تستدعي منا اعادة النظر في المنظومة الاقتصادية و التوجه الاقتصادي على مختلف المستوايات .المحلي لكل دولة على حدا و على المستويين الاقليمي و العالمي ايضا .بالنسبة للجزائر فانها اصبحت على يقين بضورة تنويع الاقتصاد. المطلب الذي يملي علينا من جيهته الاستعداد لذلك التنوع الاقتصادي من كل النواحي .و نحن الان بصدد تجديد برلماني يوم الرابع ماي القادم. قهل المرشحين للبرلمان القادم يعتبرون من حيث مستواياتهم و ارصدتهم النضالية و السياسية اشخاصا استثنائيين قادرين على العبور على جسور الضفة الاخرى من المرحلة القادمة بما تحمله من خصوصيات و انشغالات و طموحات اقتصادية و سياسية و اجتماعية ..؟
الاجابة صعبة على هذا السؤال لعدة اسباب . اذا ثبت ان ( الشكارة ) كانت حاضرة او معايير اختيار القوائم كانت بالمحابات و العواطف و ( الكوطا ) او ان رؤى المرشحين لا تؤهلم لحمل لواء المرحلة القادمة لا اخلاقيا و لا كمستوى ( قلت رؤى و لم اقل برامج ) .لان البرامج الحقيقية تفرض قوة الرؤية وعلو المستوى .. اذا ثبت كل ذلك هذا يعني ان البرلمان القادم هو نسخة طبق الاصل لسابقيه و ستكون المرحلة القادمة بعد الرابع ماي القادم مجرد مهرجان طويل المدى للسب و الشتم و التهريج و اللامسؤولية و هذا النوع لن يكون في مستوى تلك المرحلة التي تعلق عليها الدولة امالا كبيرة على راسها التنوع الاقتصادي الذي تحضر فيه الملفات السياحية و الثقافية و الاجتماعية لتزاحم فكرة ( اقتصاد النفط و المحروقات )
المرحلة القادمة من تاريخ الجزائر. يفترض ان يؤرخ لها بتاريخ التشريعيات القادمة .عملا بالدخول الى الجزائر الثانية .جزائر الاقتصاد المتنوع و المتباين .جزائر الاستثمار في الفرد الجزائري كمفكر و كاعلامي و كمثقف و كمنتج .. لا مجرد كائن مستهلك يعيش على فكرة ( كل القوت و انتظر الموت ) جزائري بامتياز تذوب فيه كل الفوارق الجهوية و العنصرية لينصهر في جزائرية حديثة تعامله بمفخرة التاريخ الواحد و الدين الواحد و الوطن الواحد و كفى .. كسلوك حضاري ينم عن شخص يكفيه ان يقول لك عند السؤال من انت ؟ ( انا جزائري ) لا يحده شرق و لا غرب و لا شمال و لا جنوب ببساطة لانه جزائري.
المرحلة القادمة يفترض ان تغرس فينا روح التفاني في العمل و تكريس الجودة في ظل اقتصاد عالمي .لا يرحم جائع و لا يروي عطشان حتى من باب الشفقة كما كان في مراحل سابقة. لان علماء الاقتصاد يتنبؤون بحروب قادمة حول الاقاليم المائية و المساحات الزراعية. عالم سيعيش جملة من الصراعات ستحول الكثير من البلاد الى بؤر توتر جديدة تتضاءل فيها فرص السلام ..ليس ذلك من باب التخويف لكن من باب الدعوة الي حسن التدبير لمراحل قادمة من تاريخ الامم و الشعوب ليست بالضرورة بريئة . الجزائر جزء من العالم نتحمل جميعا مسؤولية سلمه و سلامته و سيادته و وحدته و لا يمكننا ان نوكل ذلك لفرنسا او امريكا او غيرهما من الدول..فهل اعددنا برلمانيا في مستوى التطلعات المحلية و الاقليمية و الدولية..؟