ترامب وفى بوعده ... هل نستطيع أن نجبره على التراجع ؟
21-12-2017, 04:48 PM
دولتان عربيتان إسلاميتان ، اتفقتا مع أمريكا وإسرائيل ، في مخابر سرية لتتكامل فصول المؤامرة على فلسطين و مقدساتها ، إنهما شريكان في جريمة مع الإدارة الأمريكية (دونالد ترامب)في تحضير و تمحيص و تسليم مفاتيح القدس الشريف للمحتل الصهيوني الغاشم ، بمقابل رخيص و الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ، وذلك للحفاظ على مناصبهم السامية في الدولة و مصالحهم الشخصية الضيقة ، على حساب مقومات ومقدسات عربية إسلامية .
إنها صفقة القرن ، حيث وفي دونالد ترامب بوعده أثناء الحملة الانتخابية ، وقرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وتحويل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة ، بمباركة بعض الدول العربية المتصهينة ، حيث كافأت أمريكا حليفها الاستراتيجي إسرائيل رغم جرائمه الكثيرة و المتعددة التي لا تتوقف ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، يريدون تهويد القدس بشكل جدي و رسمي ،حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بحمل لواء الدفاع عن إسرائيل في جميع المحافل الدولية ، ضاربت عرض الحائط بكل القرارات الدولية ، بم فيها قرارات الأمم المتحدة ، و بدأت بنشر و تسويق إعلان الاعتراف بأحقية إسرائيل في القدس تدعيما لحليفها اليهودي ، ولقد لقت ترحيبا من بعض الدول العربية المتصهينة ، حيث طالبت هذه الأخيرة علنيتا لربط علاقات وثيقة ، وتبادل السفراء مع الدولة العبرية ...؟
إن قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هو بمثابة جنون و إجراء استفزازي ، قد يدفع المنطقة إلى أتون الحرب لا يحمد عقباها ، هذا القرار ذكرني بتصريح رئيس الوزراء السابق إسحاق شمير حيث قال :( سنفاوض الفلسطينيين ، ونستمر في الاستيطان ، حتى لا يبق للفلسطينيين شبرا من الأرض يحلمون بإقامة دولتهم عليه ..)
إن هذا القرار الجائر لا يكمن في خبث و قوة اليهود ، ولا في دبلوماسيتهم ، و إنما يكمن في تخاذل المسلمين و العرب في تفرقهم إزاء قضية مصيرية كالقدس ، وحقيقة هذه الأمور تحتاج إلى رجال الدين و ساسة و دبلوماسية لإجهاض هذا المخطط ، و إرغامهم على التراجع الذي يهدف إلى انتزاع القدس من المسلمين و تقديمها على طبق ساخن لليهود ، نحن سئمنا من الخطابات الرنانة و الأقوال الطنانة ، بل نريد أفعال و لا نريد أقوال ... ورغم الوهن السياسي و هشاشة الموقف العربي ، يجب علينا الوقوف وقفة رجل واحد موحد لنصرة فلسطين و القدس الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين و تمثل خط احمر للمسلمين ، ومن جهة أخرى يجب على الدول العربية الانسجام و الالتحام و التماسك مع منظمة التعاون الإسلامي بموقف عربي إسلامي موحد رافضا هذا القرار الجائر ، وعلى الفلسطينيين توحيد الصف و إنهاء الانقسام ، و إلغاء كل معاهدات و الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني (أوسلو) و العودة إلى المقاومة المسلحة إذا تطلب الأمر ذلك و التحرك الدولي لكسب ود العام لصالح فلسطين و شعبها الباسل ، أما عن
التحركات العربية الإسلامية تبقى تراوح مكانها و ما شبت عليه بالتنديد فقط لامتصاص الغضب الشعبي ّ، أما الأمر المحير هرطقة و الصمت المطلق لأغلب علمائنا المسلمين إزاء قضية القدس الشريف ، و لم ينبس أحد ببنت شفة ، و لم يتحركوا قيد أنمل ... ! وهم الذين كانوا يتفننون بفتاويهم للجهاد في الدول العربية ، و يتشدقون بها في سوريا الآثار و العراق الحضارة و اليمن السعيد و هلم جرا ... .
إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد راغبتا للسلام ، وليس صديقا واسطا و نزيها منذ الأزل ، و الكل يعلم ما تقدمه امريكا لاسرائيل على حساب فلسطين و الدليل على ذلك ان احد اليهود قال : ان ترامب صحح خطأ تاريخيا ، ارتكب في حق الدولة اليهودية ، منذ أكثر من 65 سنة ) نرجوا من انظمتنا و حكامنا أن يكونا على وعي من القضية ، و ان يكون لهما دور فعال إزاء ماقدمت عليه الدولة الامريكية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، و على الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أن يجتمعوا و يخرجوا بقرارات جدة ، و التعريف بخطورة القرار للشعوب الإسلامية ، كما ندعوا جل الحكام العرب و المسلمين بالضغط على الولايات المتحدة الامريكية بالأدوات الدبلوماسية و الاقتصادية ، وحتى سحب السفراء اذا تطلب الامر ذلك ، لتتراجع عن هذا القرار الجائر و المؤلم لارضنا المباركة اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ، كما يجب اعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول العربية المتصهينة ، لانها هي من تآمرت مع امريكا في عملية الاعتراف و تسليم مفاتيح القدس لاسرائيل ، و نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الشريف ، التي هي بالاساس عربية اسلامية
و اخيرا اقول : ان فلسطين في قلوب الملايين و غزة في الشرايين و القدس بيد رب العالمين )
وان لم يرض العرب المسلمين بهذا فنرفع الراية البيضاء ... و ننبطح و نستسلم ونطلب التطبيع مع الدولة الصهيونية لعلها ترضى عليها ، و نستسلم للامر الواقع ، و نسلم امرنا لله و نرضى بما تجود به علينا بني صهيون و اليكم القرار و الخيار .
قوارف رشيد كاتب صحفي