حديث الصباح.. المُسِنّون في دار العجزة.. ماهي البدائل؟
28-04-2018, 05:05 AM




(الحبس لكل من يلقي بأمه في دار العجزة)

تقوم السلطات الولائية اليوم و بمناسبة اليوم الوطني للمسن بزيارة خاصة لدار العجزة ، لتتفقد أحوال المسنين الذين تخلوا عنهم أبناءهم، أو أجبرتهم الظروف على العيش في مركز يفتقر إلى الجو العائلي الحقيقي الذي يحيط به الأولاد و الأحفاد، جوٌّ تغمره السعادة ، خاصة في المناسبات الدينية، هو موقف نبيل طبعا من السلطات الولائية يُعَبِّرُ عن التضامن و التآزر و التآخي و الإنسانية تجاه شريحة هي في حاجة إلى دعم كبير و إلى من يقف إلى جانبها، كون الإنسان في مرحلة الشيخوخة و كلما تقدم به العمر يبدأ يشعر بالعجز، و يفقد قواه ، ويفقد أشياء عزيزة و غالية لا تعوض بثمن و منها بصره و حركته، كما تغزوه الأمراض، فلا يعود قادرا على الحركة، و لا يوجد شخص أحنُّ عليه من أسرته و أبنائه، أو أحفاده، و قد نجد هذه الشريحة تترقب من يهل عليها و هي تردد : " زروني كل سنة مرة".
و دون الدخول في تفاصيل ظاهرة التخلي عن الأب أو الأم و الرمي بهما في دور العجزة، أو في الشارع، فهذه الظاهرة تحتاج إلى دراسات سايكولوجية للوقوف على الدوافع النفسية و الإجتماعية التي تجعل الابن و بكل قسوة و برودة دم يتخلى عن أمه أو أبيه و يرمي به في دور العجزة ، لكن نقول: و إن كانت الدولة قد تكفلت بهذه الشريحة من خلال إنشاء دور العجزة، و مراعاتهم لاسيما في الجانب الصحي، دون أن ننسى دور بعض الجمعيات، وما تقدمه من مساعدات، و هذا عمل خيري تجازى عليه الجمعيات أمام الله إن حسنت النوايا طبعا، لأنه توجد جمعيات كما يقال ( تعمل الخير و تتصوّر معاه)، بل تبوح به عن طريق وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لكن ألا يمكن القول أن مثل هذه المبادرات التي تقوم بها السلطات المحلية تأتي مرة أو مرتين في السنة فقط؟ قد تكون في أيام رمضان أو أيام العيد، ثم تنقطع طيلة الأشهر المتبقية، فكيف يكون حال هؤلاء، و كيف يعاملون؟
و السؤال الذي يلح على الطرح هو: ألا نقول أن هذه الخدمات تشجع الأبناء المتحجرة قلوبهم على التخلي على من أنجبوهم و سهروا الليالي في تربيتهم إلى أن أصبحوا رجالا و نساءً؟، ليس هذا تحامل مني على الرجال ، لأننا لم نسمع يوما أن امرأة ألقت بأمها في دار العجزة، رغم وجود مظاهر أكثر قسوة، امتدت إلى قتل الأصول و هذا حديث آخر، كان حري بالدولة أن تبحث عن البدائل في حماية هذه الشريحة، مثلا أن تتخذ إجراءات ردعية ، و تسن قوانين صارمة بحبس و تغريم كل من تسول له نفسه التخلي عن والديه، بل تطرده من محل إقامته كأدنى عقوبة، و هنا نشير إلى بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، أين منح القانون حق السكن للزوجة في حالة الطلاق، و قد زادت هذه النصوص القانونية من تمرد بعض الزوجات، و هنا يصبح الزوج مهددا بالطرد في أي لحظة ، فأين يذهب و أهله إن كان يعيش معه والديه و إخوته؟ في كل الأحوال هناك أمور لابد على المشرع الجزائري أن يعيد فيها النظر، وأن يستحدث البدائل وفق ما تقرره الشريعة الإسلامية، دون أن ننسى دور المسجد في التحسيس و التوعية و هذه مسؤولية تقع كذلك على عاتق "الأئمة" في إصلاح المجتمع و النهوض به من جديد حتى يحق أن يطلق علينا اسم " المسلمون".
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 28-04-2018 الساعة 05:40 AM