العلاقة العكسية بين التدريس و التقويم
23-03-2009, 10:39 AM

العلاقة العكسية بين التدريس والتقويم
تعد مرحلة التقويم واحدة من أهم المراحل في العملية التربوية، وتهدف أساسا لتحسين العمل التربوي بقصد الحصول على نتائج أفضل وأكثر تحقيقاً للأهداف التربوية.
ويقترن مفهوم التقويم عند الغالبية المعلمين بالاختبارات التي يعطونها لطلبتهم، إلا إن هذه الاختبارات هي إحدى وسائل التقويم، وإن كانت الأكثر شيوعاً، إذ أن هناك وسائل وأدوات أخرى منها ملاحظة المعلم لطلابه أثناء نشاط معين، أو التقارير والبحوث أو تنفيذ مشاريع أو أداء واجبات أو تعيينات معينه....إلخ.
وبالرغم من أهمية الاختبارات ودورها في العملية التربوية وما يترتب عليها من اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية أحياناً،

أعتقد انه من الضروري إعطاء هذا الأمر العناية الكافية سواء من مؤسسات إعداد المعلم من جامعات وكليات أو من المعلم نفسه أو الجهة التي يعمل بها، فالمعلم يستطيع أن يطور نفسه في هذا الجانب من خلال القراءة الذاتية، وسؤال أهل الخبرة، أما المدرسة أو إدارة التعليم فيمكنها أن تعقد دورات تدريبية لرفع مستوى المعلمين في ذلك.
ويجب أن لا يغيب عن الذهن أن عمليتي التدريس والتقويم عمليتان متكاملتان تؤثر كل منهما بالأخرى، وعادةً ما يقوم المعلم طلابه بناءً على ما قام بتدريسه من محتوى دراسي وهو في الأغلب ذو مستويات دنيا من العمليات العقلية تركز على الحفظ والتذكير، الأمر الذي يدعونا إلى تطوير المناهج من جهة وتدريب المعلمين على استخدام طرق وأساليب التدريس من جهة أخرى؟؟ ومن ثم القيام بعملية تقويم يتم فيها الاهتمام بالعمليات العقلية العليا والتفكير الناقد والإبداعي.
تطور الشعوب يقاس بدرجة إبداع أبنائها الفكري والعملي، وديننا الإسلامي يدعونا إلى أعمال العقل في جميع مناحي الحياة (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)الأية17 سورة الغاشية.
فيجدر بالمسؤولين عن التربية والتعليم التركيز على الطفل وإمكانية تنمية قدراته الإبداعية وقياسها وفقا لمتطلبات المرحلة ودراسة العقبات التي تعوق إبداعاته وتدمر قدراته العقلية والتفكيرية.
إن الاختبارات وحدها لا تعتمد كأسلوب تقويمي وحيد حيث أن هناك العديد من الأساليب الأخرى الحديثة في العالم، حبذا لو يتم الاهتمام بها في مدرسنا.