عقبات في طريق مشروع النهضة 2
27-04-2015, 12:22 PM
إننا نريد من هذا المقال أن يكون ذيلا للمقال السابق الذي استهلينا الحديث فيه عن العقبة الكؤود والصخرة الصماء في طريق النهضة الشاملة والتي تحول دائما نحو انطلاق المجتمعات العربية نحو التقدم والبناء والإزدهار ونقصد بذلك البنية الفكرية غير المنسجمة للعقل المسلم و التي ليس وليدة الأمس بل هي نتاج تفاعلات وتراكمات تاريخية طويلة ويكاد يسهم الإستعمار الغربي بحصة الأسد في ذلك البناء الذي نجد اليوم صعوبات جمة في ترميمه وتجديده وذلك بفعل القاعدة الصلبة التي وضعت له من قبل مفكري الغرب وأذياله من الفلاسفة والمستشرقين حتى يعمر لقرون طويلة وكان الهدف الظاهر من كل ذلك هو نهب ثروات الشعوب العربية والإستيلاء على خيراتها للسيطرة على الإقتصاد العالمي وأما الهدف الإستراتيجي الخفي و البعيد المدى كان يرمي إلى نزع كل أمل في عودة الحضارة الإسلامية من جديد وذلك باجتثاث مقوماتها -المتمثلة أساسا في الإسلام و اللغة العربية - من العقلية الإسلامية والإستيعاظ عنها بالعادات المحلية والتقاليد القبلية وغيرها من الثقافات الوطنية بإحياء الدجل والفلكلور الشعبي والفنون التراثية كالشعر الملحون والأساطير وغيرها من الثقافات التي تزيد من الشروخ والتمزقات في أوساط العرب والمسلمين بما تبثه من سموم العصبية وروح الجهوية فيما بينهم حتى يسهل إضعافهم والسيطرة عليهم وفي نفس الوقت نرى ميلا غريبا للوحدة وجمع الشمل بين الإخوة الأعداء بالأمس ونقصد بذلك دول الإتحاد الأوربي التي قفزت فوق زلات التاريخ وترفعت عن تراث الأجداء في سبيل مستقبلها الذي ترقبه بعين من الأمل وشيء من الخوف والحذر من عودة الحضارة الإسلامية في ثوبها الجديد ولازل دهاة الغرب وأعوانه يرسمون الصورة النمطية عن الإسلام في أذهان الأجيال الجديدة بواسطة وسائل الإعلام المختلفة والتي جعلت من العالم قرية صغيرة بسبب سهولة الإتصال ونقل المعلومة إلى أقصى نقطة في الكرة الأرضية وذلك في أسرع وقت ولا شك ان تلك الصورة المفعمة بالتخلف والعنجهية والعنف هي عين ما يريد الغرب إيصاله عن حقيقة الإسلام و إلى المسلمين أنفسهم وليس الإعلام هو السلاح الأوحد في يد الغرب بل هو يمتلك أسلحة أخرى فتاكة بين يديه ولعلى من أهمها التسلل إلى برامج التعليم في المدارس والجامعات العربية والإسلامية والتي أنتجت لنا نخب وإطارات علمانية التفكير غربية التوجه فرنسية اللسان ثم راحت هاته النخبة تعبث في برامج التعليم وقوانين الدولة وأنظمة الإدارة والحكم حتى آل حالنا إلى ما آل إليه من التخلف والتبعية للغرب في كل شيء في الغذاء والتعليم والإقتصاد والثقافة وكل شيء