الجواب المبتكر في الرد على من زعم أن ابن لادن هو المهدي المنتظر
24-05-2007, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد أوقفني بعض طلاب العلم على قول يروجه بعضهم بين العوام خصوصاً "شباب الصحوة" ، وهو أن المدعو / أسامة بن لادن هو المهدي المنتظر ، ويستدل على قوله بأنه تصدق عليه الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر ؛ من ذلك أنه من جهة المشرق وأسامة في أفغانستان وهي جهة المشرق ، ومن ذلك أن المهدي تكون معه الرايات السود ، وأتباع أسامة يلبسون العمائم السود ، وأن نسبه يتصل بآل البيت زعموا !!!
وكنت سمعت من قبلُ في عام 1424هـ قولاً لمدير مدرسة دينية في مكة المكرمة أنه كان يقول لبعض الطلاب عن ابن لادن أنه أمير المؤمنين !
ولا يغيب عنا ما كان من بعض المعبرين لما فسر عبر وسائل الأعلام رؤية بعضهم (أن القمر يرضع من الشمس) فسره بأن المهدي المنتظر سيظهر .
ولعل هذه كانت الشفرة عندهم يشيرون بها إلى أن ابن لادن هو المهدي المنتظر .
وتلقيب أسامة بن لادن بأمير المؤمنين قديم يعود إلى أيام الجهاد الأفغاني ، وزاد انتشاره في أيام حرب الخليج ثم في هذه الأيام عندما انكشفت فيه أوراق ابن لادن عند جميع العقلاء وظهر فيها خطره وضرره على الإسلام وعلى المسلمين – وهي مكشوفة بحمد الله من أول الأمر عند أهل العلم والإيمان وطلابهم – : حاول بعض المغرضين من أهل الأهواء كالخوارج وغيرهم أن يدافع عن أسامة ابن لادن ويلبس على العوام بهذه الشبه والترهات التي هي أَوْهى من خيط العنكبوت .
وما أجمل ما قال ابن قيم الجوزية بعد ذكره لإدعاء أصحاب الأهواء والبدع مهدياً مزعوماً :"فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم العشوم ، والمستحيل المعدوم : أنه الإمام المعصوم ، والمهدي المعلوم ، الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبر بخروجه".
ولا شك أن قولهم هذا قول منكر شاذ قبيح ، مخالفٌ لما عليه أهل العلم والإيمان ، من وجوه كثيرة ، وما ذكره هذا القائل من استدلالات إنما هي شبهٌ باطلة ، وحجج داحضة ، ويكفي في ردها حكايتها عند أولي الألباب السليمة ، والمناهج القويمة ، ولكن لما لَبَّسَ أهل الشبهات : - أهل البدع والأهواء – الحق بالباطل ، وانطلت حجتهم على بعض ضعاف العقول ، قليلي العلم ، كان لزاماً على من وقف على بطلانه أن يرده بحجة وعلم .
واعلم - بارك الله فيك – أن إيراد الشبه على العوام عادة أهل الأهواء الفاسدة كما قال الإمام أبو المظفر السمعاني :"نصرة الاعتقاد الفاسد تكون على وجهين : بإيراد شبهة ، وبمدافعة حجة من غير حجة".
عنوان الرسالة :
فكتبت هذه الرسالة المختصرة والتي أسميتها " الجواب المبتكر في الرد على من زعم أن ابن لادن هو المهدي المنتظر " .
خطة الرسالة :
وقد جعلت الرسالة في مقدمة وثلاثة مقاصد وخاتمة .
المقدمة : خطبة الحاجة ، وسبب كتابة الرسالة ، وعنوانها ، والخطة .
المقصد الأول : من علامات المهدي المنتظر في السنة النبوية .
المقصد الثاني : إبطال الشبهة وتفنيدها .
المقصد الثالث : سبب ترويج هذا القول ، وهل يشرع السعي لإقامة الخلافة .
الخاتمة : خلاصة الرسالة .
والله اسأل أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه ، وأن يجعلني من أتباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام على هدي السلف الصالح الكرام .
كتبه
أبو عمر
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
المقصد الأول : من علامات المهدي المنتظر في السنة النبوية.
المهدي في اللغة : اسم مفعول من هدى . والهدى هو الرشاد ، وضده الضلال .
والمهدي : الذي قد هداه الله إلى الحق.
قال ابن الأثير :"قد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة ، وبه سمي المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجئ آخر الزمان".
وقد اشتهر هذا الاصطلاح عند المتأخرين فأصبحت هذه الكلمة يراد منها عند إطلاقها هو المهدي الذي بشر به النبي عليه الصلاة والسلام أنه يخرج آخر الزمان ، ويقال له "المهدي المنتظر" زيادة في التوضيح والتمييز.
وقد نص جماعة من أهل العلم على تواتر أحاديث المهدي .
وقد ألف أهل العلم كتباً كثيرة ذكروا فيها أحاديث المهدي وما يتعلق بها ، ومن أجمعها رسالة الدكتور عبد العليم البستوي "المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة وأقوال العلماء وآراء الفرق المختلفة" ويكملها كتابه الآخر "الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة" وهما في مجلدين .
وللشيخ عبد المحسن العباد رسالة بعنوان "الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي".
وليس مقصودي في هذا المقصد استيعاب جميع ما ورد في السنة النبوية في شأن المهدي المنتظر ، ولكنها إلمامة سريعة في شأنه وحال زمانه ، وقد جعلتها في عدة عناصر ؛ كي نتصور الموضوع باختصار .
المهدي المنتظر من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام :
أخرج أبو داود وابن ماجه في السنن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ".
اسم المهدي المنتظر : محمد بن عبد الله الحسني العلوي :
أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي وأبو داود في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي".
من أوصاف المهدي المنتظر الخَلْقِية :
أخرج أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ"
قال شمس الحق عظيم آبادي : قوله ( الْمَهْدِيّ مِنِّي ) : أَيْ مِنْ نَسْلِي وَذُرِّيَّتِي .
وقوله ( أَجْلَى الْجَبْهَة ) : قَالَ فِي النِّهَايَة : الْجَلَا مَقْصُورًا اِنْحِسَار مُقَدَّم الرَّأْس مِنْ الشَّعْر أَوْ نِصْف الرَّأْس أَوْ هُوَ دُون الصَّلَع .
فَمَعْنَى أَجْلَى الْجَبْهَة مُنْحَسِر الشَّعْر مِنْ مُقَدَّم رَأْسه أَوْ وَاسِع الْجَبْهَة .
قَالَ الْقَارِي وَهُوَ الْمُوَافِق لِلْمَقَامِ .
قوله ( أَقْنَى الْأَنْف ) : قَالَ فِي النِّهَايَة : اِلْقَنَا فِي الْأَنْف طُوله وَدِقَّة أَرْنَبَته مَعَ حَدَب فِي وَسَطه يُقَال رَجُل وَامْرَأَة قَنْوَاء اِنْتَهَى .
قَالَ الْقَارِي : وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَفْطَس فَإِنَّهُ مَكْرُوه الْهَيْئَة".
المهدي المنتظر يوفقه الله ويلهمه رشده في ليلة :
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ".
ومعنى "يصلحه الله" : أي يوفقه ويلهمه رشده ، قال ابن كثير :"أي يتوب عليه ، ويوفقه ، ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك".
وقال القاري :"يصلحه الله في ليلة : أي يصلح أمره ، ويرفع قدره في ليلة واحدة ، أو في ساعة واحدة من الليل حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها".
وقال الشيخ حمود التويجري :"قوله يصلحه الله في ليلة يحتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون المراد بذلك أن الله يصلحه للخلافة أي يهيؤه لها .
والثاني : أن يكون متلبساً ببعض النقائص فيصلحه الله ويتوب عليه ، وهذا المعنى هو الذي قرره ابن كثير في كتابه النهاية".
المهدي المنتظر يخرج في زمن الظلم والجور فيملأها قسطاً وعدلاً :
أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا لَا تَذْهَبُ".
وأخرج أحمد في المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا".
المهدي المنتظر يكثر في خلافته الخير والعدل :
أخرج مسلم في الصحيح عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ ! قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَاكَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ . ثُمَّ قَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ ! قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَاكَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الرُّومِ . ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا".
قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي نَضْرَةَ وَأَبِي الْعَلَاءِ : أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟
فَقَالَا : لَا .
وأخر ج ابن ماجه في السنن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قُصِرَ فَسَبْعٌ وَإِلَّا فَتِسْعٌ فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ".
المهدي المنتظر يصلي خلفه نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام :
أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".
وأخرج مسلم في الصحيح عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ أنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ".
المقصد الثاني : الجواب عن الشبهة .:
هذه الشبهة باطلة من وجهين :
أحدهما : مجمل ، والآخر : مفصل .
أما المجمل : فمن وجهين :
الوجه الأول : هو أن الصفات الواردة في الأحاديث الثابتة في المهدي المنتظر لا تنطبق على المدعو ابن لادن .
والوجه الثاني : أن ابن لادن توجد فيه أمور مخالفة لما في الأحاديث الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام .
قال المتقي الهندي راداً على من زعم أن رجلاً كان في عصره أنه هو المهدي المنتظر :"لقد كثرت طائفة في بلاد الهند يعتقدون شخصاً شريفاً ولد في الهند هو المهدي الموعود به في آخر الزمان ، وصفاته تخالف ما ورد من الأحاديث النبوية وآثار الصحابة والتابعين في شأن المهدي الموعود به".
وأما الجواب المفصل فمن وجوه كثيرة منها :
الوجه الأول :
أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن اسم المهدي (محمد بن عبد الله) موافقاً لاسم النبي عليه الصلاة والسلام واسم أبيه كما أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا لَا تَذْهَبُ".
وابن لادن اسمه : أسامة بن محمد بن عوض بن لادن .
فافترقا .
قال ابن تيمية في رده على الشيعة :"إن لفظ الحديث حجة عليكم فإن لفظه يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ! فالمهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اسمه محمد بن عبد الله لا محمد بن الحسن" .
وكذا قال ابن حجر الهيتمي حيث قال في رده على الرافضة :"مما يرد عليهم ما صح أن اسم أبي المهدي يوافق اسم أبي النبي ! واسم أبي محمد الحجة لا يوافق ذلك".
وقال المناوي :"فيه رد لقول الرافضة إن المهدي هو الإمام أبو القاسم محمد الحجة ابن الإمام أبي محمد الحسن الخالص وأنه المهدي المنتظر ؛ لأنه وإن وافق اسمه اسمه ، لكن اسم أبيه ليس موافقا لاسم أبيه ".
الوجه الثاني :
أن المهدي من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام كما أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ".
وأخرج أبو داود وابن ماجه في السنن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ".
وبيت ابن لادن ليسوا من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فدعوى أن نسب ابن لادن يعود إلى آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام تحتاج إلى دليل ، فقد أنكر جماعة من النسابة أن يرجع نسب ابن لادن لآل النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم قحطانيون لا عدنانيون .
وهنا أنبه أنه لو ثبت أن المدعو أسامة بن لادن من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام فلا يجوز له الخروج على ولي الأمر القائم الموجود وهو حاكمنا من آل سعود الملك الأسد عبد الله بن عبد العزيز صقر الإسلام ؛ لأن من أخذ لنفسه البيعة مع وجود السلطان وجب قتله !
قال الشيخ أحمد النجمي : من أخذ البيعة لنفسه من وراء علم الإمام وبغير إذنه وجب قتله إن ظفر به ووجب قتاله مع الإمام إن لم يظفر به وخرج خروجاً فعلياً لقوله صلى الله عليه وسلم :" من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان" .
قلت : وها هنا دقيقة قلَّ من يتنبه لها ألا وهي أن قوله عليه الصلاة والسلام :" كائناً من كان" فيه العموم بمعنى أن الأول ولو كان من العصاة أو غير عالم ؛ فإنه السلطان الذي يسمع له ويطاع ولا يخرج عليه بل يعان على إزالة الثاني .
وأن الثاني ولو أفضل أو أصلح أو أعلم من الأول فإنه لا يعان بل يقتل الثاني ، ويقاتل مع ولي الأمر ضِدَّهُ ؛ كائناً من كان .
فتأمل هذا جيداً .
ومن ظن أنه يجوز له أن تكون في عنقه بيعتان بيعة للوالي المسلم وبيعة لزعيم الحزب كابن لادن أو غيره فقد أخطأ وهذا بلا شك خطأ عظيم .
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - :"لا يجوز للإنسان أن يكون في عنقه بيعتان بيعة للولي ولي الأمر العام في البلد وبيعة لرئيس الحزب الذي ينتمي إليه .
وقول النبي عليه الصلاة والسلام في المسافرين إذا كانوا ثلاثـة : " يؤمرون أحدهم " لا يعني ذلك أنهم يعطونه بيعة لكن هذا يعني أنه لا بد للجماعة من شخص تكون له الكلمة عليهم حتى لا يختلفوا وهذا مما يدل على أن الاختلاف ينبغي أن نسد بابه من كل طريق اهـ".
الوجه الثالث :
أن المهدي المنتظر يخرج في زمن الظلم والجور فيملأها قسطاً وعدلاً كما أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا لَا تَذْهَبُ".
وأخرج أحمد في المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا".
ونحن في المملكة العربية السعودية - بحمد الله - في زمن توحيد وسنة وزمن خير وعدل ؛ فقد "قرر مجلس هيئة كبار العلماء بالإجماع أنَّ المملكة العربية السعودية - بحمد الله - تحكم شرع الله والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصة في المحاكم أو ديوان المظالم".
وقد شهد أهل العلم والإيمان الأكابر بفضل هذه الدولة السعودية وأنها قائمة على شريعة الله وعلى التوحيد الصحيح ، ونص جماعة منهم أن الدولة السعودية تعتبر آخر معاقل الإسلام ، وقد جمعت جملة من ثناء العلماء الأكابر على المملكة العربية السعودية في رسالة بعنوان :"الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية" وسأذكر شيئاً من كلامهم :
قال العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى - : العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد .
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - : هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة لا بنشر الشر والكذب ولا بنقل ما يقال من الباطل بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه وأن يسعى إلى إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح والتواصي بالحق هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة .
يتبع
يتبع
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد أوقفني بعض طلاب العلم على قول يروجه بعضهم بين العوام خصوصاً "شباب الصحوة" ، وهو أن المدعو / أسامة بن لادن هو المهدي المنتظر ، ويستدل على قوله بأنه تصدق عليه الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر ؛ من ذلك أنه من جهة المشرق وأسامة في أفغانستان وهي جهة المشرق ، ومن ذلك أن المهدي تكون معه الرايات السود ، وأتباع أسامة يلبسون العمائم السود ، وأن نسبه يتصل بآل البيت زعموا !!!
وكنت سمعت من قبلُ في عام 1424هـ قولاً لمدير مدرسة دينية في مكة المكرمة أنه كان يقول لبعض الطلاب عن ابن لادن أنه أمير المؤمنين !
ولا يغيب عنا ما كان من بعض المعبرين لما فسر عبر وسائل الأعلام رؤية بعضهم (أن القمر يرضع من الشمس) فسره بأن المهدي المنتظر سيظهر .
ولعل هذه كانت الشفرة عندهم يشيرون بها إلى أن ابن لادن هو المهدي المنتظر .
وتلقيب أسامة بن لادن بأمير المؤمنين قديم يعود إلى أيام الجهاد الأفغاني ، وزاد انتشاره في أيام حرب الخليج ثم في هذه الأيام عندما انكشفت فيه أوراق ابن لادن عند جميع العقلاء وظهر فيها خطره وضرره على الإسلام وعلى المسلمين – وهي مكشوفة بحمد الله من أول الأمر عند أهل العلم والإيمان وطلابهم – : حاول بعض المغرضين من أهل الأهواء كالخوارج وغيرهم أن يدافع عن أسامة ابن لادن ويلبس على العوام بهذه الشبه والترهات التي هي أَوْهى من خيط العنكبوت .
وما أجمل ما قال ابن قيم الجوزية بعد ذكره لإدعاء أصحاب الأهواء والبدع مهدياً مزعوماً :"فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم العشوم ، والمستحيل المعدوم : أنه الإمام المعصوم ، والمهدي المعلوم ، الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبر بخروجه".
ولا شك أن قولهم هذا قول منكر شاذ قبيح ، مخالفٌ لما عليه أهل العلم والإيمان ، من وجوه كثيرة ، وما ذكره هذا القائل من استدلالات إنما هي شبهٌ باطلة ، وحجج داحضة ، ويكفي في ردها حكايتها عند أولي الألباب السليمة ، والمناهج القويمة ، ولكن لما لَبَّسَ أهل الشبهات : - أهل البدع والأهواء – الحق بالباطل ، وانطلت حجتهم على بعض ضعاف العقول ، قليلي العلم ، كان لزاماً على من وقف على بطلانه أن يرده بحجة وعلم .
واعلم - بارك الله فيك – أن إيراد الشبه على العوام عادة أهل الأهواء الفاسدة كما قال الإمام أبو المظفر السمعاني :"نصرة الاعتقاد الفاسد تكون على وجهين : بإيراد شبهة ، وبمدافعة حجة من غير حجة".
عنوان الرسالة :
فكتبت هذه الرسالة المختصرة والتي أسميتها " الجواب المبتكر في الرد على من زعم أن ابن لادن هو المهدي المنتظر " .
خطة الرسالة :
وقد جعلت الرسالة في مقدمة وثلاثة مقاصد وخاتمة .
المقدمة : خطبة الحاجة ، وسبب كتابة الرسالة ، وعنوانها ، والخطة .
المقصد الأول : من علامات المهدي المنتظر في السنة النبوية .
المقصد الثاني : إبطال الشبهة وتفنيدها .
المقصد الثالث : سبب ترويج هذا القول ، وهل يشرع السعي لإقامة الخلافة .
الخاتمة : خلاصة الرسالة .
والله اسأل أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه ، وأن يجعلني من أتباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام على هدي السلف الصالح الكرام .
كتبه
أبو عمر
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
المقصد الأول : من علامات المهدي المنتظر في السنة النبوية.
المهدي في اللغة : اسم مفعول من هدى . والهدى هو الرشاد ، وضده الضلال .
والمهدي : الذي قد هداه الله إلى الحق.
قال ابن الأثير :"قد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة ، وبه سمي المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجئ آخر الزمان".
وقد اشتهر هذا الاصطلاح عند المتأخرين فأصبحت هذه الكلمة يراد منها عند إطلاقها هو المهدي الذي بشر به النبي عليه الصلاة والسلام أنه يخرج آخر الزمان ، ويقال له "المهدي المنتظر" زيادة في التوضيح والتمييز.
وقد نص جماعة من أهل العلم على تواتر أحاديث المهدي .
وقد ألف أهل العلم كتباً كثيرة ذكروا فيها أحاديث المهدي وما يتعلق بها ، ومن أجمعها رسالة الدكتور عبد العليم البستوي "المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة وأقوال العلماء وآراء الفرق المختلفة" ويكملها كتابه الآخر "الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة" وهما في مجلدين .
وللشيخ عبد المحسن العباد رسالة بعنوان "الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي".
وليس مقصودي في هذا المقصد استيعاب جميع ما ورد في السنة النبوية في شأن المهدي المنتظر ، ولكنها إلمامة سريعة في شأنه وحال زمانه ، وقد جعلتها في عدة عناصر ؛ كي نتصور الموضوع باختصار .
المهدي المنتظر من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام :
أخرج أبو داود وابن ماجه في السنن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ".
اسم المهدي المنتظر : محمد بن عبد الله الحسني العلوي :
أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي وأبو داود في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي".
من أوصاف المهدي المنتظر الخَلْقِية :
أخرج أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ"
قال شمس الحق عظيم آبادي : قوله ( الْمَهْدِيّ مِنِّي ) : أَيْ مِنْ نَسْلِي وَذُرِّيَّتِي .
وقوله ( أَجْلَى الْجَبْهَة ) : قَالَ فِي النِّهَايَة : الْجَلَا مَقْصُورًا اِنْحِسَار مُقَدَّم الرَّأْس مِنْ الشَّعْر أَوْ نِصْف الرَّأْس أَوْ هُوَ دُون الصَّلَع .
فَمَعْنَى أَجْلَى الْجَبْهَة مُنْحَسِر الشَّعْر مِنْ مُقَدَّم رَأْسه أَوْ وَاسِع الْجَبْهَة .
قَالَ الْقَارِي وَهُوَ الْمُوَافِق لِلْمَقَامِ .
قوله ( أَقْنَى الْأَنْف ) : قَالَ فِي النِّهَايَة : اِلْقَنَا فِي الْأَنْف طُوله وَدِقَّة أَرْنَبَته مَعَ حَدَب فِي وَسَطه يُقَال رَجُل وَامْرَأَة قَنْوَاء اِنْتَهَى .
قَالَ الْقَارِي : وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَفْطَس فَإِنَّهُ مَكْرُوه الْهَيْئَة".
المهدي المنتظر يوفقه الله ويلهمه رشده في ليلة :
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ".
ومعنى "يصلحه الله" : أي يوفقه ويلهمه رشده ، قال ابن كثير :"أي يتوب عليه ، ويوفقه ، ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك".
وقال القاري :"يصلحه الله في ليلة : أي يصلح أمره ، ويرفع قدره في ليلة واحدة ، أو في ساعة واحدة من الليل حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها".
وقال الشيخ حمود التويجري :"قوله يصلحه الله في ليلة يحتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون المراد بذلك أن الله يصلحه للخلافة أي يهيؤه لها .
والثاني : أن يكون متلبساً ببعض النقائص فيصلحه الله ويتوب عليه ، وهذا المعنى هو الذي قرره ابن كثير في كتابه النهاية".
المهدي المنتظر يخرج في زمن الظلم والجور فيملأها قسطاً وعدلاً :
أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا لَا تَذْهَبُ".
وأخرج أحمد في المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا".
المهدي المنتظر يكثر في خلافته الخير والعدل :
أخرج مسلم في الصحيح عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ ! قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَاكَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ . ثُمَّ قَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ ! قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَاكَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الرُّومِ . ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا".
قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي نَضْرَةَ وَأَبِي الْعَلَاءِ : أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟
فَقَالَا : لَا .
وأخر ج ابن ماجه في السنن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قُصِرَ فَسَبْعٌ وَإِلَّا فَتِسْعٌ فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ".
المهدي المنتظر يصلي خلفه نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام :
أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".
وأخرج مسلم في الصحيح عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ أنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ".
المقصد الثاني : الجواب عن الشبهة .:
هذه الشبهة باطلة من وجهين :
أحدهما : مجمل ، والآخر : مفصل .
أما المجمل : فمن وجهين :
الوجه الأول : هو أن الصفات الواردة في الأحاديث الثابتة في المهدي المنتظر لا تنطبق على المدعو ابن لادن .
والوجه الثاني : أن ابن لادن توجد فيه أمور مخالفة لما في الأحاديث الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام .
قال المتقي الهندي راداً على من زعم أن رجلاً كان في عصره أنه هو المهدي المنتظر :"لقد كثرت طائفة في بلاد الهند يعتقدون شخصاً شريفاً ولد في الهند هو المهدي الموعود به في آخر الزمان ، وصفاته تخالف ما ورد من الأحاديث النبوية وآثار الصحابة والتابعين في شأن المهدي الموعود به".
وأما الجواب المفصل فمن وجوه كثيرة منها :
الوجه الأول :
أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن اسم المهدي (محمد بن عبد الله) موافقاً لاسم النبي عليه الصلاة والسلام واسم أبيه كما أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا لَا تَذْهَبُ".
وابن لادن اسمه : أسامة بن محمد بن عوض بن لادن .
فافترقا .
قال ابن تيمية في رده على الشيعة :"إن لفظ الحديث حجة عليكم فإن لفظه يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ! فالمهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اسمه محمد بن عبد الله لا محمد بن الحسن" .
وكذا قال ابن حجر الهيتمي حيث قال في رده على الرافضة :"مما يرد عليهم ما صح أن اسم أبي المهدي يوافق اسم أبي النبي ! واسم أبي محمد الحجة لا يوافق ذلك".
وقال المناوي :"فيه رد لقول الرافضة إن المهدي هو الإمام أبو القاسم محمد الحجة ابن الإمام أبي محمد الحسن الخالص وأنه المهدي المنتظر ؛ لأنه وإن وافق اسمه اسمه ، لكن اسم أبيه ليس موافقا لاسم أبيه ".
الوجه الثاني :
أن المهدي من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام كما أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ".
وأخرج أبو داود وابن ماجه في السنن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ".
وبيت ابن لادن ليسوا من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فدعوى أن نسب ابن لادن يعود إلى آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام تحتاج إلى دليل ، فقد أنكر جماعة من النسابة أن يرجع نسب ابن لادن لآل النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم قحطانيون لا عدنانيون .
وهنا أنبه أنه لو ثبت أن المدعو أسامة بن لادن من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام فلا يجوز له الخروج على ولي الأمر القائم الموجود وهو حاكمنا من آل سعود الملك الأسد عبد الله بن عبد العزيز صقر الإسلام ؛ لأن من أخذ لنفسه البيعة مع وجود السلطان وجب قتله !
قال الشيخ أحمد النجمي : من أخذ البيعة لنفسه من وراء علم الإمام وبغير إذنه وجب قتله إن ظفر به ووجب قتاله مع الإمام إن لم يظفر به وخرج خروجاً فعلياً لقوله صلى الله عليه وسلم :" من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان" .
قلت : وها هنا دقيقة قلَّ من يتنبه لها ألا وهي أن قوله عليه الصلاة والسلام :" كائناً من كان" فيه العموم بمعنى أن الأول ولو كان من العصاة أو غير عالم ؛ فإنه السلطان الذي يسمع له ويطاع ولا يخرج عليه بل يعان على إزالة الثاني .
وأن الثاني ولو أفضل أو أصلح أو أعلم من الأول فإنه لا يعان بل يقتل الثاني ، ويقاتل مع ولي الأمر ضِدَّهُ ؛ كائناً من كان .
فتأمل هذا جيداً .
ومن ظن أنه يجوز له أن تكون في عنقه بيعتان بيعة للوالي المسلم وبيعة لزعيم الحزب كابن لادن أو غيره فقد أخطأ وهذا بلا شك خطأ عظيم .
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - :"لا يجوز للإنسان أن يكون في عنقه بيعتان بيعة للولي ولي الأمر العام في البلد وبيعة لرئيس الحزب الذي ينتمي إليه .
وقول النبي عليه الصلاة والسلام في المسافرين إذا كانوا ثلاثـة : " يؤمرون أحدهم " لا يعني ذلك أنهم يعطونه بيعة لكن هذا يعني أنه لا بد للجماعة من شخص تكون له الكلمة عليهم حتى لا يختلفوا وهذا مما يدل على أن الاختلاف ينبغي أن نسد بابه من كل طريق اهـ".
الوجه الثالث :
أن المهدي المنتظر يخرج في زمن الظلم والجور فيملأها قسطاً وعدلاً كما أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا لَا تَذْهَبُ".
وأخرج أحمد في المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا".
ونحن في المملكة العربية السعودية - بحمد الله - في زمن توحيد وسنة وزمن خير وعدل ؛ فقد "قرر مجلس هيئة كبار العلماء بالإجماع أنَّ المملكة العربية السعودية - بحمد الله - تحكم شرع الله والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصة في المحاكم أو ديوان المظالم".
وقد شهد أهل العلم والإيمان الأكابر بفضل هذه الدولة السعودية وأنها قائمة على شريعة الله وعلى التوحيد الصحيح ، ونص جماعة منهم أن الدولة السعودية تعتبر آخر معاقل الإسلام ، وقد جمعت جملة من ثناء العلماء الأكابر على المملكة العربية السعودية في رسالة بعنوان :"الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية" وسأذكر شيئاً من كلامهم :
قال العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى - : العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد .
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - : هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة لا بنشر الشر والكذب ولا بنقل ما يقال من الباطل بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه وأن يسعى إلى إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح والتواصي بالحق هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة .
يتبع
يتبع