من يعبث بالمدرسة!!؟
19-06-2018, 04:40 PM
من يعبث بالمدرسة!!؟
رشيد ولد بوسيافة


المظاهر المُؤسفة التي برزت خلال مسابقة توظيف أساتذة المدرسة الابتدائية؛ تعدُّ مؤشرا خطيرا على أن الأوضاع في هذا القطاع الحساس بلغت مستوى خطيرا من التعفّن، وأن الغش الذي كان فيما سبق محصورا لدى فئة قليلة من التلاميذ: أصبح ظاهرة عامة، مادام الأستاذ والمربي أول من يتورط في هذا الفعل الشنيع!!؟.
مترشحون لوظيفة التّربية والتّعليم، ضُبطوا في حالة غش، وآخرون: وصلوا متأخرين إلى مراكز الامتحان في يوم مصيري بالنسبة لحياتهم المهنية، والبعض منهم: أصرّ على إدخال أجهزة الكترونية ممنوعة إلى قاعات الامتحان، وبدأت عملية غش جماعي على مواقع التواصل الاجتماعي في مظهر لا يشرف قطاع التربية، ولا يشرف الجزائر!!؟.
وقبل أيام تابعنا بذهول: كيف أن أزيد من عشرة آلاف تلميذ حصلوا على معدل:( 10 /10) في امتحانات شهادة التعليم الابتدائي!!؟، وأن مؤسّسات تربوية حقّقت النّجاح بنسبة:( 100 بالمائة)، وتقول الأخبار هنا وهناك، وهي بحاجة إلى تأكيد: أن مؤطري شهادة التعليم الابتدائي في كثير من المؤسّسات التربوية تورّطوا في حالة غشٍّ جماعي!!؟، وهناك من يتحدث عن كتابة الأجوبة في السبورة!!؟.
وفي تلمسان خرج أولياء التلاميذ، وعبّروا عن استغرابهم من حصول تلاميذ مستوياتهم متواضعة جدا على العلامة الكاملة في شهادة التعليم الابتدائي!!؟، وهي: كلها معطياتٌ تفرض القيام بتحقيق عاجل لتبيان الحقيقة، ومعرفة ما إذا كان هذا العدد الكبير من التلاميذ الذين حصلوا على العلامة الكاملة هم: نوابغ بالفعل!!؟.
أمّا الكارثة الأكبر التي لم يتم التّحقيق فيها الآن؛ فهي: حصول ولاية معينة على أعلى نسب النّجاح كل سنة، مهما شهدت هذه الولاية من اهتزازات وإضرابات في قطاع التربية دون أن يشكل ذلك تساؤلا لدى صناع القرار على مستوى وزارة التربية لمحاولة معرفة أسباب ما يحدث، أم يجب التسليم كذلك بأن الأمر يتعلق بنوابغ يحقّقون أحسن النتائج مهما كانت ظروف تمدرسهم!!؟.
إن ظاهرة الغش في الامتحانات ليست ظاهرة معزولة ونادرة كما ذهبت إليه وزيرة القطاع أمس في لقائها مع رؤساء تحرير الصحف الوطنية، وإنما تحوَّلت مع الوقت إلى ثقافة وطنية ينهل منها الجميع، وإذا لم تتحرك الوزارة بكل قوة لردع المتورطين في الظاهرة، فإن الأمور ستتجه إلى مزيد من التعفين، قد يتحول معه الغش إلى حق يخرج الناس إلى الشارع للمطالبة به!!؟.