مسلمو فرنسا يعيشون في رعب خوفا من الانتقام
16-11-2015, 05:40 AM

وردة بوجملين
صحفية بقسم الحوارات والمتابعات بجريدة الشروق اليومي

أكد عبد الله زكري، رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الإسلاموفوبيا، ومستشار مسجد باريس، أن الجالية المسلمة في فرنسا تعيش حالة من الخوف والذعر خوفا من انتقام الفرنسيين منهم، خاصة في ظل الخطابات التحريضية التي يبثها زعماء الأحزاب المتطرفة التي تزايدت حدتها في الآونة الأخيرة.
صرح زكري، في اتصال هاتفي مع "الشروق" من باريس، أن الجالية المسلمة في فرنسا تعيش على أعصابها، خوفا مما يحضّره لهم الفرنسيون حيث قال: "المسلمون في فرنسا يعيشون ضغطا كبيرا خوفا مما سيواجهونه في حالة إذا ما لجأ المتطرفون والعنصريون من الفرنسيين إلى الانتقام للتفجيرات الأخيرة التي سقط فيها عشرات الفرنسيين". وتابع المتحدث: "حالة هدوء تسود فرنسا الآن بعد التفجيرات الإرهابية منذ يوم الجمعة، لأن الفرنسيين مهتمون بموتاهم وجرحاهم ولكن ماذا بعد هذا؟ نخشى أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة".

وأشار زكري إلى أن بعض الأحزاب الفرنسية تدعو الفرنسيين إلى التعقّل وعدم الخلط بين الإرهاب والمسلمين، فيما تستغل الأحزاب العنصرية، وعلى رأسها اليمين المتطرف، هذه التفجيرات التي تبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها للتحريض ضد المسلمين، منبّها إلى احتمال ارتفاع عدد حالات الأحداث المعادية للإسلام، بشكل أكبر مما كانت عليه حيث أثبتت الإحصائيات تضاعفها بعد أحداث "شارلي إيبدو" في 7 جانفي 2015.

وطالب المتحدث فرنسا بتوضيح سياستها تجاه "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى متسائلا: "كيف تتبنى فرنسا محاربة "داعش"، ثم تظهر تعاونها ودعمها للدول التي تمول هذه الجماعات الإرهابية؟ نريد توضيحا"، خاصة في ظل الهجمات المتكررة التي تشن على فرنسا في السنوات الأخيرة وتبقى الجالية المسلمة هناك المتهم الأول فيها".

وتجدر الإشارة إلى أن المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، في فرنسا، سبق أن أشار إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات والتهديدات تجاه المسلمين، في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعام الماضي، مشيرا إلى أن التصرفات غير المسؤولة من بعض السياسيين الفرنسيين، قبيل الانتخابات، أجّجت الكره والعداء تجاه المسلمين، خاصة بعد الهجوم الإرهابي على المجلة الساخرة، شارلي إيبدو، في يناير العام الحالي.

ومن جهة أخرى، قالت الشرطة البريطانية إن الاعتداءات على أبناء الجالية المسلمة في لندن زادت بنسبة وصلت إلى سبعين في المئة مقارنة بعام مضى، حيث تؤكد هذه الأرقام مدى تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" بعد أحداث شارلي إيبدو في أوربا بشكل عام.