حوامل يشتهين الفحم والطين والطباشير ويسمّمن أزواجهن!
07-02-2018, 08:54 PM


هو حقيقة من الحقائق وليس خرافة كما يعتقد البعض، يعترض البدايات الأولى للحمل، إنه الوحم الذي يختلف من حامل إلى أخرى، فبعضهن تمر عليهن تلك الفترة بسلام وأخريات يعانين الويلات ويتجرّع أزواجهن وكل من حولهن الأمرين، ورغم أنّ أسبابه غير معروفة، إلا أنَّها مرتبطة بالعامل النفسي والعضوي وتغير هرموني وتعكّر مزاجي...

حوامل يتوحّمن على أشياء لا تصلح للأكل ولا الشرب
تمرّ جميع الحوامل خلال الثلث الأول من الحمل بفترة تدعى "الوحم" تعتبرها هؤلاء عارضا مهما خلال الحمل الذي ترتبط أعراضه بما يسمى دوار الصباح و الغثيان والميل إلى القيء والشعور بالتعب خاصة عند النهوض من الفراش، والأكثر من هذا ترغب الحوامل في تناول أطعمة في غير موسمها، وأحيانا تبالغ بعضهن في الرغبة في تناول أو شم رائحة مواد لا تصلح للاستهلاك البشري، كتناول الفحم والجير والطباشير والطين والصابون أو استنشاق رائحة الغاز وبعض الأمور الأخرى التي تكون خطرة على حياتهن وحياة الأجنة أيضا، وحسب ما أكّده مختصون في طب النساء، فإن بعض الحالات يطول وحامهن حتى الثلث الأخير من الحمل، وقد تستدعي بعض الأعراض الخطيرة لدى بعض النساء إلى تدخل طبي كالقيء والغثيان المستمر.
وفيما يخص علامات الوحم التي تظهر على أجسام المواليد التي يُفسرها كثيرون أنَّها بسبب الوحام، فهذا أمر خاطئ، إذ تعود بعض تلك العلامات إلى حدوث أمرٍ ما في الأوعية الدموية أو صبغة الجلد أو ضعف في إحدى الفيتامينات والمعادن ويتم علاجها أو الشفاء منها تلقائيا مع مرور الوقت، أمّا اشتهاء أمور غير معقولة ومضرة فيجب على الحامل أن لا تستجيب لها، باعتبار ذلك يشكل خطرا على حياتها وحياة جنينها.
أزواج طلّقوا زوجاتهم بسبب غرائب الوحم
لا تمر فترة الحمل بسلام لدى بعض الأزواج، حيث تؤدي بهم إلى المحاكم أو حدوث الطلاق، بسبب فترة الوحم التي لم يستطع هؤلاء تحمّل تبعاتها ظنا منهم أنها وسيلة تنتقم بها الزوجة من زوجها وعائلته، وتكلفه فوق طاقته من أجل إرضاء رغباتها تحت شعار "كل شيء يهون في سبيل طفله الذي تحمله في بطنها"، لتجد نفسها بين أروقة المحاكم بعدما بالغت في وحمها..
ومن بين أهم الغرائب التي صادفتنا في مختلف المحاكم بكل من قسنطينة والعاصمة وسكيكدة وميلة، مؤخرا هي أن الزوجة تحوّلت إلى طفلة صغيرة تطلب من زوجها إحضار الحلوى وألعاب الأطفال بحجة الوحم.
وعالجت مؤخرا محكمة الجنح بقسنطينة، قضية طلاق بعدما قامت الزوجة بصبّ الماء والزيت والصابون في الأرض لوالدة زوجها بحجة الوحم، فسقطت الأخيرة وتعرضت لكسور على مستوى الظهر، وعندما عاد زوجها وسألها عن سبب فعلتها تحجّجت بالوحم، فطلّقها مباشرة.
من جهتها محكمة الجنح بسكيكدة شهدت مؤخرا قضية مماثلة، حيث كانت الزوجة حاملا في شهرها الثامن، عانى منها الزوج الويلات، كما صرّح في جلسة المحكمة منذ الشهر الأول من حملها، قامت بوضع أدوية قاتلة في طعام زوجها، فتعرض لتسمم حاد وبعد نقله إلى المستشفى واكتشافه أمر التسميم، والضغط عليها، اعترفت بأنها وضعت بعض المواد القاتلة مدعية أنها في فترة حمل ولا تعي ما تقوم به، ليقوم زوجها بتطليقها وتقديم شكوى ضدها مباشرة، وهذه مجرد أمثلة بسيطة مقارنة بالحالات الكثيرة التي عالجتها مختلف المحاكم اتهمت فيها الحوامل بأمور غريبة تحت غطاء "الله غالب راني نتوحم".
الدكتور كارفة: ليس هناك دراسات تثبت الوحم..
أكد الدكتور صلاح الدين كارفة أخصائي في أمراض النساء والتوليد والعقم، "للشروق" أن الوحم في مفهومه، هو أن تشتهي المرأة الحامل بعض المأكولات في غير موسمها، في الثلاثي الأول من فترة الحمل، لكن، هناك الكثير من النساء يبالغن في الوحم، حيث يقمن باستغلال أزواجهن ومن حولهن، مضيفا، أنّ غالبية النساء اللائي يُفرطن في الوحم، يعانين من أمراض نفسية ناتجة عن ظروف اجتماعية قاهرة تعرضن لها في حياتهن، فيصبح الوحم عبارة عن حالة نفسية ذات عامل نفسي وعامل هرموني يتسبب في تقلب مزاج الحامل، فتتعرض للغثيان والتقيؤ، لا أكثر ولا أقل، أما الأمور الأخرى التي تطلب فيها المرأة من زوجها أن يلبي جميع رغباتها، رغم علمها بأن زوجها فقير وليس باستطاعته ذلك، فهي مجرد مبالغة، تبحث من خلالها الزوجة عن الاهتمام والتقدير، لكن هذا لا ينفي حسب ما جاء على لسان الدكتور كارفة أن الوحم شعور حقيقي وموجود وقد ينجم عن التغيرات الفسيولوجية والهرمونية والنفسية التي تحدث في فترة الحمل.
وأكد كارفة، بشأن بعض العلامات التي توجد على أجسام وأوجه الرضع، وتسمى "وحمات"، أنه لا توجد أي دراسات تثبت تأثر الجنين بالوحم، مضيفا أن السبب الحقيقي وراء الشعور بالوحم يبقى غير معروف.
الأخصائية النفسانية موهوب: الوحم حقيقة ناتجة عن تغيّر هرموني
وأكدت الأخصائية في علم النفس سليمة موهوب أن الوحم حقيقة علمية ناتجة عن تغير هرموني يتسبب في تقلب مزاج المرأة يصل أحيانا إلى رغبة شديدة في البكاء، وأضافت محدثتنا أنّ العامل الثاني للوحم يرتبط بوجود نقص في نسبة الحديد في الجسم، مؤكدة أنّ الأمر ليس مجرد وسيلة يتبعها الجسم بصورة لا إرادية للحصول على ما ينقصه من الفيتامينات والمعادن التي لم يحصل عليها من الأطعمة التي تتناولها الأم الحامل، على سبيل المثال رغبة الحامل الشديدة في شرب الحليب، قد تكون ناتجة عن نقص في معدن الكالسيوم يُعانيه جسمها، بينما الرّغبة بتناول الفواكه وخصوصا الحمضيّات قد يرتبط بوجود نقص في فيتامين ج في الجسم، وكذلك فيما يخصّ الطين فهو يحتوي على العديد من المعادن بكميات كبيرة، كالكالسيوم، والحديد، والنحاس، والمغنيسيوم، وجميعها معادن ضروريّة للحامل وجنينها، لذلك قد تشتهي الأم الحامل تناول الطين لأن جسمها بحاجة ماسّة لهذه العناصر الغذائية