العنف في الجزائر : من الارهاب المسلح الى ارهاب العنف
18-09-2014, 03:57 PM
الجزائري ذاك الرجل الشهم و صاحب النيف و الرجلة ، المتشبع بالقيم و الاخلاق الوقاف عند العرف و الدين ، رجل تسري في عروقه تقاليد ضاربة في عمق التاريخ تمازجت فيها احسن ما في الحضارة الامازيغية و العربية و الاسلامية .
لقد شاعت بين الامم خصال الجزائري النبيلة ، فشهد له العدو قبل الصديق بطيبته و رجولته و هشامته و حرصه على اهله و جيرانه و حسن تربيته .
واجمل ما سمعت عن ذلك ، ما جعلني حقيقة الامس السحاب من الفخر بجزائريتي هو شهادة رئيس الوزراء التونسي السابق مزالي حين فراره بعد الانقلاب على بورقيبة من قبل الجنرال بن علي و الذي ارسل البوليس لقتله ، و هو يحكي ذلك بنفسه في حصة على الجزيرة حيث ما ان سمع بما دبر له شق طريقه يجري بين الادغال و الاحراش و البوليس يتعقبه حتى وصل الى شاطىء البحر قرب الحدود الجزائرية التونسية هناك وجد قارب في انتظاره فخيره مرافقه بين الابحار نحو مالطا او التوجه الى الجار ة الجزائر فقال هناك سمعت الى شيء بداخلي يقول لي الجزائر فيها الرجال فقال له صحفي الجزيرة كيف ذلك ؟
الجزائرين فحولة موالين نيف ، رجال ...اوف كيفاش نفهمهالك ..فحولة رجالة الذي يلجا اليهم فهو آمن؟ و فعلا دخل الحدود من احدى الاحراش فعرفه اول جندي جزائري و هو ينزف بالدماء و ملابسه ممزقة فضرب له التحية العسكرية و قال له : اهلا بيك السيد مزالي و اكرمته الفرقة العسكرية و اخذته الى عنابة ثم الى الرئيس شخصيا .
سقت لكم بعض من ايام الجزائري الفحل التي انقرضت ، لاجل ابين لكم الجحيم الذي نعيشه اليوم مع الجيل الجديد شبا ب الهيب هوب ، و الزطلة و المهلوسات ايام حيث لادين لا ادب لا حياء و لا احترام .
اصبح الجزائري عنيفا محبا للعنف و سيلة الحوار معه الضرب و السب ، بعد سنوات الارهاب تحديدا اصبح الشاب الجزائري مرادفا للاعتداء على الاصول ، السرقة ، الضرب و الجرح بالسيوف و الخناجر ، تكوين جمعيات للاشرار ، الرذيلة و فساد الاخلاق و الدعارة ، حتى العنصر النسوي دخل بقوة في الجريمة ، لعلى الكل سمع بخطف الاطفال الابرياء للاعتداء عليهم جنسيا او لطلب الفدية ، الكل سمع باولئك الذين يقتلون ابائهم و امهاتهم او احد افراد عائلاتهم من اجل حفنة دراهم من اجل شراء الزطلة ، جميعكم سمع (بعساس البارك) و هو يقتل شخص برودة دم من اجل 50 دج ثمن البارك غير القانوني .
كيف اصبحت قوات الامن لا تسلم من عنف الشباب و اصبحت لا تستطيع دخول احياء يسيطر عليها جماعات ( الكامورا الايطالية) .
ربما لم يسبق لاحدكم و ان كان ضحية حاجز مزيف يقوده مجموعة من الشباب المنحرف بايديهم سيوف و خناجر و مطارق فاوقفوا الحافلة على قارعة الطريق و في رابعة النهار و سلبوا الجميع و جردوهم من كل حاجياتهم تحت تهديد الخنجر في الرقبة .
كيف يمكن لطفل ان يترصد لاستاذه خارج الثانوية و يطعنه بخنجر لانه عنفه في ادار عمله كاستاذ ، الا يعبر ذلك عن عنف مستشري و فشل المجتمع ككل .
ايعقل ان في الحرم المدرسي سجل 171 اعتداء خلال عام راح ضحيته 182 شخص سنة 2013 ، و بلغ منذ الدخول المدرسي الحالي 71 اعتداء ناهيك عن الاعتداءات التي لم يبلغ عنها .
من اصبح يأمن على نفسه و اهله اليوم ؟ كم منا اصبح يحس بان الخارج اصبح شديد الخطورة ؟
من منا لم يكن ضحية عنف لفضي او كان شاهد عيان لحدوثه ، و العنف اللفضي اقصد به المجاهرة بالفاظ نابية تدور مجملها في كل ما تعلق بما تحت الصرة اعزكم الله .
سوف لن اكون متشائما ان قلت لكم اننا نسير بثبات نحو وقوع المجتمع الجزائري تحت سطوة الجريمة و العنف و اللاأمن ، و ان المجتمع سوف يعرف عشرية جديدة يخيم عليها ارهاب من نوع فريد انه ارهاب الجماعات المنحرفة ، حيث نعاني من مقدماتها منذ مدة و لا حل في الافق ، بل بالعكس كل الظروف مهيأة لتزداد هذه المشاكل الى ظاهرة مستديمة حيث ان المخدرات المغربية تتدفق بسخاء من امير المؤمنن و البطالة عامل مساعد و انعدام استراتجية واضحة من قبل الدولة للتصدي للظاهرة ، اظافة الى الظروف الاقتصادية الصعبة ، ثم الاستقالة الجماعية للوالدين و الاسرة و المجتمع و المدرسة و المسجد عن اداء وظائفهم الحساسة و الضرورية .
سوف تصنف الجزائر قريبا كاحدى الوجهات الخطرة في العالم و التي من المستحسن عدم السفر اليها بعد ان تنتقل جماعات العنف من التهديد و ارتكاب الاعمال العنيفة باسلحة بيضاء الى اسلحة حربية .
لو سئلت من في نظرك المسؤول عن هذه الطامة ؟ لقلت دون تردد انها انها الحكومة انها منظومة الحكم التي ياتي المجتمع الجزائري في اخر اهتماماتها بالمقارنة مع ملايير البترول .
الكل يرى و لا يتكلم الكل كان ضحية و لم يقل للعنف قف ، الكل يرى الخطر الداهم يتعاظم لكن السكوت اسلم ، فليعلم الجميع اننا نؤسس لخطر سيفجر المجتمع من الداخل و لا حول و لا قوة الا بالله .
و كل من يشكك في كلامي و ستكونون كثر فان الدولة المحترمة جدا قررت ان تجعل من صلاة الجمعة القادمة ذات موضوع موحد و هو محاربة العنف .