ناس بكري« طالب الحق »
25-03-2014, 08:06 PM

« طالب الحق »

عبدالله بن يحيى بن عمر الكندي من حضرموت ، وكان قاضياً لإبراهيم بن جبلة عامل القاسم بن عمر على حضرموت ، وهو عامل مروان على اليمن .

إنّ عبدالله بن يحيى الكندي أحد بني عمرو بن معاوية كان من حضرموت ، وكتب إلى ابى عبيدة مسلم بن أبي كريمة وإلى غيرهم من الاباضية بالبصرة ، يشاورهم بالخروج ، فكتبوا إليه : إن استطعت أن لاتقيم يوماً واحداً فافعل ، وأشخص إليه ابو عبيدة ، أبا حمزة المختار بن عوف الأزدي في رجال من الاباضية فقدموا عليه حضرموت ، فحثّوه على الخروج وأتوه بكتب أصحابه ، فدعا أصحابه فبايعوه فقصدوا دار العمارة وعلى حضرموت ، إبراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي ، فأخذوه فحبسوه يوماً ثم أطلقوه ، فأتى صنعاء وأقام عبدالله بن يحيى بحضرموت ، وكثر جمعهم ، وسمّوه « طالب الحق » ، ثمّ استولى على صنعاء فأخذ الضحّاك بن الزمل وإبراهيم بن جبلة بن مخرمة فحبسهما ، وجمع الخزائن والأموال فأحرزها ثمّ أرسل إلى الضحّاك وإبراهيم فأرسلهما ، وقال لهما : حبستكما خوفاً عليكما من العامة وليس عليكما مكروه فأقيما إن شئتما أو أشخصا ، فخرجا.

فلمّا استولى عبدالله بن يحيى على بلاد اليمن خطب الناس وقال : إنّا ندعوكم إلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه وإجابة من دعا إليهما. الإسلام ديننا ، ومحمّد نبيّنا ، والكعبة قبلتنا ، والقرآن إمامنا. رضينا بالحلال حلالا لانبغي به بدلا ، ولانشتري به ثمناً قليلا ، وحرّمنا الحرام ونبذناه وراء ظهورنا ، ولاحول ولا قوّة إلاّ بالله وإلى الله المشتكى وعليه المعوّل ، من زنا فهو كافر ، ومن سرق فهو كافر ، ومن شرب الخمر ، فهو كافر ، ومن شكّ في أنّه كافر ، فهو كافر ، ندعوكم إلى فرائض بيّنات ، وآيات محكمات ، وآثار مقتدى بها ، ونشهد أنّ الله صادق فيما وعد ، عدل فيما حكم ، وندعوا إلى توحيد الرب واليقين بالوعيد والوعد ، واداء الفرائض ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والولاية لأهل ولاية الله ، والعداوة لأعداء الله. كلّ ذلك كان في سنة ثمان وعشرين ومائة .

ثمّ إنّه استولى على مكّة ثم المدينة وذلك في الوقت الذي بدأت ثورة بني العباس في خراسان ، فكانت الدولة المركزية المروانية مشغولة باخماد الثورة ، فانتهز طالب الحق الفرصة وبسط سيطرته على الحجاز كلّه ، ولكن في سنة ثلاثين ومائة جهزّ مروان بن محمّد جيشاً مع عبدالملك بن محمد بن عطية السعدي فلقى الخوارج بوادي القرى فقتل بلج بن عقبة ، وفرّ أبو حمزة في بقيّتهم إلى مكة ، فلحقهم عبدالملك فكانت بينهم وقعة قتل فيها أبو حمزة وأكثر من كان معه من الخوارج ، وصار عبدالملك في جيش مروان من أهل الشام يريد اليمن. وخرج عبدالله بن يحيى الكندي الخارجي من صنعاء فالتقوا بناحية الطائف وأرض جرس فكانت بينهم حرب عظيمة قتل فيها عبدالله بن يحيى وأكثر من كان معه من الاباضية ، ولحق بقيّة الخوارج ببلاد حضرموت.

يقول المسعودي : فأكثرها اباضية إلى هذا الوقت وهو سنة ٣٣٢ هـ ولا فرق بينهم وبين من بعمان من الخوارج في هذا المذهب


ـ أبو الفرج الاصبهاني : الأغاني ٢٣ / ٢٢٤ ـ ٢٥٦ ، وقد بسط الكلام في خبر عبدالله بن يحيى وخروجه ومقتله.
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود