الجزائر ستدفع لفرنسا بـ"الدوفيز" لجلب النجوم إلى"الخضر"!
16-11-2017, 05:37 AM


سيكون المشروع الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم المتعلق باللاعبين مزدوجي الجنسية وشروط لعبهم لمنتخبات بلدانهم الأصلية، ثوريا مرة أخرى بعد أن كان قبل ثماني سنوات عندما رخصت الفيفا لمشروع "جزائري" يقضي بأحقية هؤلاء في الدفاع عن ألوان منتخبات أجدادهم، إن كانوا لم يلعبوا أي مباراة رسمية مع المنتخب الأول للبلد الذي لعبوا له لأول مرة.
ويتضمن مشروع القانون الجديد منح الفرصة لهؤلاء اللاعبين باللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية حتى لو لعبوا لمنتخبات أخرى، لكن في فترة محددة ووفق عدد معين من المباريات ستحدده الفيفا لاحقا، غداة دراسة المشروع القانوني الجديد والتصويت عليه، لكنه بالمقابل سيحمي الاتحادات الكروية المكونة لهؤلاء اللاعبين، على اعتبار أن الفيفا ستجبر الاتحادات المستفيدة من هؤلاء اللاعبين على تسديد قيمة تكوينهم للاتحادات المعنية، كما هو متعامل به لدى الأندية.
ويأتي هذا المشروع ليضرب الاتحاد الجزائري لكرة القدم في الصميم، خاصة أن المنتخب الوطني اعتمد في السنوات الأخيرة على اللاعبين مزدوجي الجنسية، وكان أول مستفيد من قانون الباهامس الذي اقترحه رئيس الفاف السابق، محمد روراوة، عندما كان عنتر يحيى أول لاعب في العالم يغير جنسيته الكروية، وبغض النظر عن استفادته من مقترح جلب لاعبين جدد إلى المنتخب حتى لو كانوا لعبوا للمنتخب الفرنسي أو أي منتخب آخر الأول لفترة معينة وفي عدد محدد من اللقاءات، إذا تم تمرير المشروع طبعا من الناحية القانونية، فإن الجزائر ستخسر هذه المرة كثيرا من الناحية المالية وبصفة "رسمية" أيضا من أجل جلب نجوم جدد لـ"الخضر"، بعد أن استفادت منهم "باطل" ودون بذل أي جهد في التكوين والمتابعة خلال فترة سابقة، حيث ستكون الفاف مدعوة إلى دفع الأموال إن أرادت جلب لاعب مزدوج الجنسية مستقبلا، وفق المشروع الجديد، ويقترح الأخير ضرورة تسديد الاتحادات الكروية المستفيدة من هؤلاء اللاعبين قيمة تكوينهم لدى الاتحادات الكروية المعنية بذلك، كما هو متعامل به على مستوى الأندية، ما يعني أن الفاف ستخسر مستقبلا الكثير من الأموال وبالعملة الصعبة من أجل الحصول على لاعبين جدد لـ"الخضر"، وبما أن مصدرها الأول هو فرنسا، فإنها ستكون مضطرة إلى دفع أموال بالعملة الصعبة إلى فرنسا من أجل ضم خريجي مدارسها الكروية بعد أن كانت تستفيد منهم "باطل" وبشعار "خيار القلب".
إلى ذلك، ورغم سلبية هذا المشروع من هذه الناحية على وجه التحديد، فإن تمريره بصفة رسمية، سيفيد "الخضر" من جهة أخرى، على اعتبار أنه سيتيح لهم الاستفادة من لاعبين سبق لهم اللعب مع المنتخب الفرنسي الأول مثلا في عدد محدود من المباريات، حتى لا تضيع تلك المواهب الكروية، وهذا وفق اقتراح اتحاد جزر الرأس الأخضر لكرة القدم صاحب فكرة هذا المشروع الجديد، وكان "الخضر" ضيعوا لاعبين بهذه الطريقة، في صورة لاعب موناكو الفرنسي السابق، كمال مريم. وتأتي هذه المعطيات لتدفع الفاف إلى تغيير استراتيجيتها الكروية مستقبلا والعمل على تكوين اللاعبين "محليا"، بدل تكوينهم خارج الوطن مادامت ستضطر إلى دفع الأموال للحصول على خدماتهم، وهو الشرط الضروري للحصول على تأهيل الفيفا اللازم، ما يعني أنها قد تلجأ إلى الاعتماد عليهم في نطاق محدود وليس بشكل كبير كما يحدث حاليا.
هذا، وكانت الفاف خسرت المعارك الكبيرة لضم نجوم الكرة الفرنسية من أصول جزائرية، على غرار بن زيمة ونصري، ومؤخرا نبيل فقير وحديثا حسام عوار، لاعب أولمبيك ليون الفرنسي والنجم الصاعد في سماء الكرة الفرنسية، حيث استدعي مؤخرا إلى المنتخب الأولمبي الفرنسي تحت ضغط وسائل الإعلام الفرنسية، كما حدث مع فقير، بعد أن أقامت الصحف الفرنسية الدنيا ولم تقعدها بسبب تجاهل الاتحاد الفرنسي موهبة عوار وحذرت من خطفه من قبل الجزائريين، الأمر الذي دفع مسؤولي "الديكة" إلى الإسراع في خطف عوار وقطع الطريق أمام الفاف للفوز بالصفقات الكروية "المجدية".
الفدرالية الفرنسية "تطبق فعلا" توصيات المدير الفني السابق بلاكار
قانون "الباهاماس" يشرف على النهاية وعلى الفاف عدم الاتكال عليه مستقبلا


أصبح من الضروري على المنتخب الوطني الأول عدم التعويل مرة أخرى على اللاعبين المغتربين ممن تدرجوا في الأصناف الصغرى للمنتخب الفرنسي، مثلما حدث في السنوات الماضية بداية من نهاية 2009، أي منذ موافقة "كونغرس الفيفا" في جزر الباهاماس على تطبيق القانون الذي كان من ورائه رئيس الفدرالية السابق محمد روراوة، الذي يخول للاعب حامل أكثر من جنسية حرية تغيير المنتخب لكن بشرط عدم عدم اللعب في صفوف منتخب آخر في صنف الأكابر.
حيث وعلى سبيل المثال، فإن مدرب منتخب فرنسا لأقل من 20 سنة "فيليب مونتانيي" لم يستدع في القائمة النهائية تحسبا لمباراة المغرب الودية سوى لاعب وحيد، أصوله جزائرية، هو بلال بوطوبة، المحترف في نادي إشبيلية الإسباني، وهو نفس الأمر بالنسبة إلى مدرب منتخب "الديكة" لصنف أقل من 19 سنة "برناد ديمويد". فإنه وجه الدعوة إلى لاعب وحيد فقط، أصوله من الجزائر، هو رفيق قيطان، للمشاركة في التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية سنة 2018 م، وهو ما يعني أن الفدرالية الفرنسية أصبحت "تطبق فعلا" توصيات المدير الفني السابق فرانسوا بلاكار، وذلك من خلال تخصيص "كوطة" بنسبة لا تتعدى 30 بالمائة لصالح اللاعبين الذين تعود أصولهم إلى دول شمال إفريقيا في جميع المنتخبات لمختلف الأصناف والأعمار السنية، وهذا لتفادي تفضيل اللاعبين الجزائريين أو التونسيين أو المغاربة عندما يبلغون صنف الأكابر اختيار البلدان الأصلية لتقمص ألوانها في مختلف المنافسات القارية والدولية، وبالتالي فإن استفادة "الخضر" من قانون "الباهاماس" سيكون "مؤقتا" بعد الحصول على موافقة كثير من اللاعبين المتألقين أبرزهم مراد مغني وسفيان فيغولي وياسين براهيمي وإسحاق بلفوضيل.
وبات من الأهم الأخذ بالتجربة المصرية التي دائما تنجح في تكوين لاعبين "محليين" من أصحاب الإمكانات الكبيرة في الفرق المحلية ثم "تصديرهم" للاحتراف في البطولات الأوروبية لتطوير مستوياتهم أكثر مثل لاعب نادي ليفربول محمد صلاح، وتكمن نقطة قوة الكرة المصرية في توفر الأندية الرياضية هناك على "هياكل قاعدية مهمة"، ولا تقتصر على قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وإنما تمتد إلى فرق أخرى، وذلك على عكس ما هو موجود في الجزائر بدليل ما حدث في الجولة الثانية من بطولة القسم الأول المحترف، حيث احتضن ميدان عمر حمادي في بولوغين في العاصمة أربع مباريات كاملة في ظرف خمسة أيام فقط، وهذا في ظل غياب الملاعب بالعدد الكافي في كثير من الولايات بدليل الصعوبات الكبيرة التي تلاقيها الفئات الصغرى في إيجاد الملاعب المناسبة لإجراء التدريبات اليومية الاعتيادية.