رعي الإبل ولا رعي الخنازير..
23-01-2010, 03:15 PM
السلام عليكم
هل تعلم أن
أمير إشبيلية المعتمد بن عباد فارس وشاعر وأديب مشهور . . جمع أهل الشورى عنده يستشيرهم بالاستنصار بدولة المرابطين في المغرب وشمال أفريقيا، وكان أمير المؤمنين فيها الملك الصالح المجاهد يوسف بن تاشفين، فأشار على ابن عباد غالب حاشيته بأن لا يدعوهم، لأنهم أي المرابطين سيأتون من بلاد فقيرة صحراوية فإذا شاهدوا الأندلس وما فيها من النعيم، دفعوا النصارى ثم استلبوا ملك بني عباد وسيطروا على الأندلس وضموها لمملكتهم، وأنه أولى له يصالح النصارى "حاكمهم هو :أدفونش ابن فردينند " من أن يعرض ملكه للزوال على يد المرابطين وإن كانوا مسلمين. . فسمع من الحاضرين ثم قال لهم أتفكر الليلة وأرى أمري. . ثم جمعهم في اليوم التالي فقالوا له ما رأيت أيها الأمير؟ قال تفكرت في أمرنا ورأيت أنه " رعي الإبل ولا رعي الخنازير " وذهبت من بعده هذه الكلمة مثلاً، قال رعي الإبل ولا رعي الخنازير، أي لئن يأخذني المرابطون عبداً إن سلبوا ملكي فأقصى ما يصيبني أن أرعى الإبل عبداً عند المسلمين، ولا يأخذني النصارى إن سلبوا ملكي فأكون عبداً عندهم أرعى الخنازير لأهل الصليب. . فالعقل والدين فعلا أن يكون رعي الإبل أولى من رعي الخنازير.
وفي رواية أخرى قال له مستشاريه : الملك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمدٍ واحدٍ! فأجابهم ابن عباد بكلمته السائرة مثلاً: رعى الجمال خير من رعى الخنازير! أي أن كونه مأكولاً لابن تاشفين أسيراً يرعى جماله في الصحراء، خير من كونه ممزقاً لابن فردنند، أسيراً يرعى خنازيره في قشتالة؛ وكان مشهوراً برزانة الاعتقاد. وقال لعذاله ولوامه: يا قوم أنا من أمري على حالتين، حالة يقين وحالة شكٍ، ولا بد لي من إحداهما؛ أما حالة الشك فإني إن استندت إلى ابن تاشفين أو إلى ابن فردنند ففي الممكن أن يفيا لي ويبقيا على العهد، ويمكن ألا يفعلا؛ فهذه حالة الشك. وأما حالة اليقين، فهي أني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله، وإن استندت إلى ابن فردنند أسخطت الله
وتقول الرواية التاريخية: أن ابن عباد استنصر بابن تاشفين وكان ملكاً مجاهداً قد جاوز التسعين من العمر وكان يأمر جنده أن يربطوه على الخيل حتى لا يسقط لهرمه ، واجتمع جند المغرب من المرابطين وجند الأندلس وكانت معركة الزلاقة المشهورة . ونصر الله أهل الإسلام وفرق جيوش الصليب ومد في عمر الإسلام في الأندلس أربعمائة سنة أخرى. . وانسحب ابن تاشفين من ساحة المعركة مقسماً على جنده ألا يأخذوا معهم من الغنائم شيئاً. . وهذه كانت عاقبة من فكر بهدي من دينه وعقله فقال رعي الإبل ولا رعي الخنازير..
هل تعلم أن
أمير إشبيلية المعتمد بن عباد فارس وشاعر وأديب مشهور . . جمع أهل الشورى عنده يستشيرهم بالاستنصار بدولة المرابطين في المغرب وشمال أفريقيا، وكان أمير المؤمنين فيها الملك الصالح المجاهد يوسف بن تاشفين، فأشار على ابن عباد غالب حاشيته بأن لا يدعوهم، لأنهم أي المرابطين سيأتون من بلاد فقيرة صحراوية فإذا شاهدوا الأندلس وما فيها من النعيم، دفعوا النصارى ثم استلبوا ملك بني عباد وسيطروا على الأندلس وضموها لمملكتهم، وأنه أولى له يصالح النصارى "حاكمهم هو :أدفونش ابن فردينند " من أن يعرض ملكه للزوال على يد المرابطين وإن كانوا مسلمين. . فسمع من الحاضرين ثم قال لهم أتفكر الليلة وأرى أمري. . ثم جمعهم في اليوم التالي فقالوا له ما رأيت أيها الأمير؟ قال تفكرت في أمرنا ورأيت أنه " رعي الإبل ولا رعي الخنازير " وذهبت من بعده هذه الكلمة مثلاً، قال رعي الإبل ولا رعي الخنازير، أي لئن يأخذني المرابطون عبداً إن سلبوا ملكي فأقصى ما يصيبني أن أرعى الإبل عبداً عند المسلمين، ولا يأخذني النصارى إن سلبوا ملكي فأكون عبداً عندهم أرعى الخنازير لأهل الصليب. . فالعقل والدين فعلا أن يكون رعي الإبل أولى من رعي الخنازير.
وفي رواية أخرى قال له مستشاريه : الملك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمدٍ واحدٍ! فأجابهم ابن عباد بكلمته السائرة مثلاً: رعى الجمال خير من رعى الخنازير! أي أن كونه مأكولاً لابن تاشفين أسيراً يرعى جماله في الصحراء، خير من كونه ممزقاً لابن فردنند، أسيراً يرعى خنازيره في قشتالة؛ وكان مشهوراً برزانة الاعتقاد. وقال لعذاله ولوامه: يا قوم أنا من أمري على حالتين، حالة يقين وحالة شكٍ، ولا بد لي من إحداهما؛ أما حالة الشك فإني إن استندت إلى ابن تاشفين أو إلى ابن فردنند ففي الممكن أن يفيا لي ويبقيا على العهد، ويمكن ألا يفعلا؛ فهذه حالة الشك. وأما حالة اليقين، فهي أني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله، وإن استندت إلى ابن فردنند أسخطت الله
وتقول الرواية التاريخية: أن ابن عباد استنصر بابن تاشفين وكان ملكاً مجاهداً قد جاوز التسعين من العمر وكان يأمر جنده أن يربطوه على الخيل حتى لا يسقط لهرمه ، واجتمع جند المغرب من المرابطين وجند الأندلس وكانت معركة الزلاقة المشهورة . ونصر الله أهل الإسلام وفرق جيوش الصليب ومد في عمر الإسلام في الأندلس أربعمائة سنة أخرى. . وانسحب ابن تاشفين من ساحة المعركة مقسماً على جنده ألا يأخذوا معهم من الغنائم شيئاً. . وهذه كانت عاقبة من فكر بهدي من دينه وعقله فقال رعي الإبل ولا رعي الخنازير..
هَلْ أتى عَلى الإنْسان حينً من الدَّهر لمْ يَكنْ شيئًا مذكورًا
سورة الإنسان الآية 1