وكالة أنباء داعش بقلم المحامي ابراهيم الحاج علي
15-09-2014, 08:06 AM


لعل أقدم الأمثلة المعروفة للحرب النفسية هو ما فعله الإسكندر الأكبر المقدوني من صناعة عدد كبير من الدروع والخوذات الضخمة، والتي كان يتركها خلفه؛ ليجدها العدو فيعتقد أن جيش الإسكندر الأكبر به عمالقة من الرجال؛ فيمتنعون عن ملاحقته، كما أن القائد المغولي جنكيز خان كان يبعث أمام جيشه بمَن ينشر وسط البلد المستهدفة كلاما يدل على أعداد المغوليين الكبيرة، وأفعالهم الوحشية من أجل بثِّ الرعب في النفوس. كما أنه كان يقوم بخداع جيش عدوِّه؛ فيجعلهم يعتقدون أن جيشه أكبر من واقع الحال عن طريق مجموعة مدربة من الفرسان الذين كانوا يتحركون بسرعة كبيرة من مكان إلى آخر.
والحرب النفسية هي أنشطة سيكولوجية مخططة تُمارَس في السلم والحرب، وتوجَّه ضد الجماهير المعادية والصديقة والمحايدة من أجل التأثير على مواقف وسلوكيات هؤلاء؛ لكي تؤثر إيجابيا نحو إنجاز هدف سياسي أو عسكري معين .
منذ اليوم الأول في نشأة تنظيم داعش بدأ الكادر الإعلامي المتخصص بالحرب النفسية بنشر أخبار وصور تتعلق بمقاتلي التنظيم وقدراته العسكرية والقتالية وإمكانياته ومؤيديه والشعبية التي يحظى بها.
راية العقاب و شعارات الجهاد وما رافقها من تجييش جهادي إسلامي ساعد التنظيم في بدايته على كسب شعبية واسعة في المناطق السنية في سوريا والعراق ,لاسيما إن هذه المناطق تقاد بعاطفة الإسلام وراية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ناهيك عن دور بعض وسائل الإعلام والنشطاء الإعلاميين اللذين نقلو الأحداث بصورة طائفية إلى الشعب وخلقوا جو مشحون بالطائفية أوجدو من خلاله تربة جهادية خصبة في المنطقة وجيشو شريحة واسعة من أبناء الأمة العربية والإسلامية تلقت التنظيمات الجهادية بصدر واسع واعتبرته بوابة الخلاص والنصر , دون معرفة الطالع والمستقبل مع هذه التنظيمات التي تربعت على عرشها داعش.
يسأل البعض عن سر قوة داعش ويندهش من قدراتها العسكرية والقتالية ومن أعداد مقاتليها وجيشها الجرار.
العديد من الدراسات والأبحاث والمحللين أقروا بأن معظم انتصارات داعش جاءت من حربها الإعلامية النفسية أو كما سمي بإعلام الرعب .
وتهدف داعش في حربها النفسية إلى إضعاف الروح المعنوية والقتالية لأعدائها , و رفع المعنويات في صفوف مقاتلي التنظيم, واقناع المتابعين للإعلام بأن النصر حليف التنظيم وإن المعارك محسومة لصالحهم.
وهنا سأذكر أبرز النقاط التي استند عليها إعلام الرعب الداعشي :
قبل خوض المعارك
نشر تسجيلات فيديو تظهر استعدادات المقاتلين لخوض المعركة و التركيز على طريقة القضاء على اعدائهم بواسطة الذبح , ( جيناكم بالذبح ) وهو شعار مقاتلي التنظيم عند التوجه لغزواتهم , هذا الشعار جعل مقاتلي الطرف الآخر يفرون من المعركة قبل بدأها .
يحرص التنظيم في مقاطع الفيديو التي ينشرها على إظهار جيش جرار يتجهز لخوض المعركة من خلال عرض رتل ليس له نهاية من العربات والآليات والمدافع والأسلحة والجنود التي لاتعد ولاتحصى .
يبدأ كادر إعلامي متخصص بالمواقع الإجتماعية كالفيسبوك والتويتر وغيرها بنشر أخبار كاذبة تتعلق بانسحابات العدو وتقهقره قبل وصول أرتال التنظيم إلى موقع المعركة وأن التنظيم بدأ بحشد الدبابات والمدافع وأدخل منطقة العدو بحصار يشارف على الأطباق خلال ساعات من نشر الخبر.
مع بداية الطلقة الأولى في المعركة ينتقل الكادر الإعلامي إلى مرحلة نشر أخبار عن السيطرة على مواقع العدو واغتنام عتاده وآلياته وأسر عناصره وفرار البقية.
بعد انتهاء المعركة
تمتلئ مواقع الإنترنت بمقاطع فيديو وصور تظهر القتلى و صور مقراتهم التي تنتشر فيها الجثث و المسكرات ومظاهر الكفر والمحرمات.
ثم تنشر صور العتاد الحربي الضخم الذي اغتنمه مقاتلي داعش من مواقع العدو وإن لزم الأمر يقوم التنظيم بإظهار آلياته وعتاده الحربي على أنها غنائم من العدو.
بيت القصيد في إعلام الرعب ... هو ما يتناقله رواد الفيسبوك والتويتر من مقاطع تظهر عمليات الذبح وقطع الرؤوس والصلب بحق أعداء الله وأعداء التنظيم , حيث تعرض مشاهد هوليودية تظهر ( أبطال التنظيم ) وهم يقومون بنحر وقطع رؤوس أعدائهم كالخراف , ويرى المشاهد إن الذبح أبسط الأمور بعد الأسر وإن الذبح مصير كل من يفكر بقتال داعش. وهنا لابد أن أشير بأن من يتناقل هذه الصور والمقاطع يشارك داعش في حربها النفسية على أعدائها.
إن تنظيم داعش أجاد لعبة الاعلام، وركز عليها مثلما يركز على عملياته ميدانياً، حتى عملية نشر الفيديوهات والصور الدموية لم تنشر بشكل اعتباطي ، فكلها مدروسة وموجهة وعندما يشعر التنظيم بأن هناك ما يُضعفه ميدانياً يلجأ الى الترهيب الاعلامي والحرب النفسية.
لاشك بأن التنظيم يملك كادر كبير من الإعلاميين الخبراء في كيفية تصوير الحدث واخراجه وتسويقه اعلامياً وبشكل موحد , وهذا ما رأيناه في بث أول تسجيل لأميرهم البغدادي وفي رسالة التنظيم إلى أميركا بقتل جيمس فولي و في نشر انجازات التنظيم الحربية و الخيرية والإنسانية في المناطق التي استولى عليها.
إن إعلامنا الثوري يفتقر خبرات داعش الإعلامية والموجهة , و لايوجد له مرجعية راعية وداعمة ... مئات النشطاء الإعلاميين ومئات المواقع والصفحات الإعلامية الثورية لم تستطيع تأكيد خبر تحرير مطار الطبقة العسكري إلا بعد أن نشره الإعلام الداعشي الذي أصبح مرجعية صادقة لوكالات الأنباء العالمية ...

المحامي ابراهيم الحاج علي
رئيس المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة



الإختطاف :

أو كما يسمى حديثاً بمصطلح ( التشويل ) , ظاهرة انتشرت خلال الثورة السورية عموماً و في الشمال السوري على وجه التحديد.

نشطت عمليات الخطف والإتجار بالمخطوفين في الشمال السوري على اعتبار إن هذه المناطق تقع تحت سيطرة مجموعات مسلحة مختلفة الإنتماءات والتوجهات, ولا يوجد عليها رقابة من أي سلطة كانت , بعد أن أضحت المنطقة ميدان عمل اللجان الأغاثية و الأعلاميين والنشطاء الحقوقيين والسياسيين , بالإضافة لكونها منطقة عبور إجبارية لكافة السوريين الراغبين بالخروج إلى تركيا أو أي بلد آخر .

من خلال عملي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان و من خلال الزيارات الميدانية والتحقيقات التي أجريتها مع العديد من المحررين اللذين اختطفوا في وقت سابق وأفرج عنهم لاحقاً قمت بإعداد ملف كامل عن الإختطاف في سوريا بأدق التفاصيل و الحيثيات , و قد تلقيت نصائح عدة من الزملاء بضرورة عدم نشر التفاصيل والمعلومات التي من شأنها أن تسيء للثورة السورية و تعرضني للمسائلة والمحاسبة من قبل هذه المجموعات .

مع تقديري لكل غيور على الثورة و مبادئها … عمليات الخطف والاعتقال لا تمت للثورة بصلة بأي شكل من الأشكال , وهي سمة من سمات النظام الأسدي المجرم وعلينا ألا نسكت عن هذه الممارسات وأن نفضح كل من يرتكبها و يشارك فيها.

لقد تواصلت مع العديد من المجموعات التي كانت تمارس الخطف والأعتقال و مع الوسطاء و أحتفظ بالعديد من التسجيلات الصوتية والرسائل التي تبادلناها عبر البريد الإلكتروني و حصلت على العديد من الوثائق والأدلة التي تثبت تورط بعض هذه المجموعات بالخطف فضلاً عن تصريحات خطية و تسجيلات لمخطوفين تم تحريرهم مؤخراً . وإنني أتعهد بتقديم هذه الأدلة إلى المحاكم المختصة التي ستنظر بقضية المعتقلين والمختطفين الذين وقعوا بقبضة مجموعات التشبيح التي تدعي انتمائها للجيش الحر وللثورة السورية .

بعض عمليات الإختطاف كان الغاية منها الضغط على النظام للإفراج عن أسرى ومعتقلين , كعملية اختطاف الإيرانيين في شمال سوريا أو جنود النظام وضباطه . و أنا مع هذا النوع من العمليات التي نتج عنها تحرير العشرات من المعتقلين والأسرى من سجون النظام ومعتقلاته. لكن هناك من اقتبس الفكرة و سخرها لدوافع شخصية أو سياسية أو طائفية أو غيرها من الدوافع التي لا تمت لأخلاق الثورة و للإنسانية بصلة .

رجال دين من مختلف الديانات والطوائف , صحافيون , عمال في الحقل الإغاثي , نشطاء حقوقيون , سياسيون , أبناء عائلات ميسورة , أو حتى عناصر تتبع لتنظيمات مسلحة معينة , جميعهم أصبحوا أهدافاً وصيداً ثميناً لمجموعات مسلحة محسوبة على الثورة و تتاجر بدم أبناء الشعب السوري وقضيته , و تجعل من الثورة والثوار عرضة للانتقادات والإدانات من قبل جميع الأطراف .

خلال المفاوضات و التواصل مع الخاطفين تبين لي إن أسباب الإختطاف كالتالي :

- رغبة الخاطفين بمقايضة المخطوفين بمعتقلين أو أسرى لدى النظام أو جهات أخرى.

- شبيحة وعملاء نظام أو عملاء لمجموعات معادية لهم !!!

- رغبة بعض المجموعات بالحصول على تمويل من أهالي المخطوفين.

- الإنتقام من تنظيم أو تيار سياسي أو مجموعة ما.

- الضغط على كتائب أو مجموعات أخرى لتمرير مطالب أو غايات معينة.

سأتحدث عن بعض هذه العمليات و دورها في الإساءة للثورة والثوار …

- الأب اليسوعي باولو داليليو : كاهن إيطالي , مؤيد للثورة السورية , اختطف في 29/7/2013 من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) أثناء تجوله في مدينة الرقة , ليس لأي جهة مصلحة في اختطافه إلا النظام السوري و إن من قام باختطافه قدم خدمة جلية للنظام السوري و شارك النظام السوري بإظهار الثورة والثوار أمام المجتمع العربي والعالمي بمظهر قاطعي طرق ومجرمين ومتطرفين و إرهابيين.

- النقيب المنشق رياض أحمد : من أوائل الضباط المنشقين عن النظام السوري , اختطف بتاريخ 29/1/2013 على يد مجموعة من لصوص الثورة بهدف إجبار أهله على دفع دية من أموال السلل الغذائية التي كانت بعهدته , مقابل إطلاق سراحه , لكن الأمر لم يتم و جرى قتله على يد خاطفيه . بث الخاطفون مقطع على اليوتيوب يظهر الشهيد قبل وفاته وهم يقومون باقتلاع عينه وتعذيبه , ولقد أثبت خاطفيه إنهم أكثر قذارة وإجرام و دموية من النظام الأسدي و شبيحته.

- المطرانين يوحنا إبراهيم و بولس يازجي : متروبوليت حلب للسريان والروم الأرثوذكس , اختطفا بتاريخ 22/4/2013 بالقرب من ضاحية الراشدين جنوب غرب حلب من قبل مجموعة تابعة لعصبة الأنصار , قامت بتسليمهم مؤخراً إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ). مسألة اختطاف المطرانيين أعطت انطباع عن طائفية الثورة وتطرفها و أعطت مصداقية لادعات النظام السوري بحمايته للأقليات و إن الثورة السورية هي ثورة إسلامية متطرفة و إرهابية تكفيرية.

- أعضاء مركز توثيق الإنتهاكات : وهم رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي , تم اختطافهم يوم الاثنين 09-12-2013 من مقرهم الكائن في مدينة دوما بالقرب من العاصمة السورية دمشق , على أيدي مجموعة تتبع لجيش الإسلام بزعامة زهران علوش , بسبب انتقادهم لسلوكيات إحدى مجموعات جيش الإسلام في دوما. إن عملية اختطاف أعضاء مركز توثيق الإنتهاكات تسيء للثورة بالكامل و ليس لجيش الإسلام وحده , و قد تناقلت الصحافة الغربية والعالمية هذا الخبر و أظهرت فيه الثورة والثوار بمظهر سيء تمثل بقمع الحريات والصحافة والنشطاء الحقوقيون.

- مراسلي وكالات الأنباء و الصحفيين والإعلاميين : بيلي سيكس , أوستين تايس , جيمس فولي , الصحفيين الفرنسيين الأربعة , وكثيرون , غادروا أوطانهم الآمنة إلى سوريا لينقلوا مجريات الأحداث على الأرض و ليفضحوا جرائم النظام و وحشيته أمام العالم والمجتمع الدولي . تم اختطافهم من قبل مجموعات مسلحة تدعي انتمائها للثورة , لكن حقيقتها مجموعات من قاطعي الطرق امتهنوا الخطف تجارةً و وضعوا لائحة أسعار لجنسية المخطوف و طبيعة عمله.

- عبدالرحمن بترة : ناشط سياسي توركماني و مذيع في قناة سوريا الشعب , اختطف مساء 25/2/2014 من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام / داعش / أمام أعين زملائه المرافقين له شمال غرب سوريا , بتهمة الإنتماء للائتلاف الوطني السوري. إن خطف الناشط السياسي التوركماني بترة كان الغاية منه التحريض وبث الفرقة والخلافات بين الفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي .

- السيد محمود . ح : تاجر من أبناء مدينة حلب اختطف ابنه الوحيد بتاريخ 3/5/2012 من أحد أحياء حلب مع سيارته من قبل مجموعة تتبع لضابط في الجيش الحر برتبة رائد , وعندما تواصلنا مع الرائد الخاطف أجابني حرفياً , إن الجيش الحر يدافع عن أهالي حلب و أملاكهم , أهالي حلب وتجارها لم يقدموا شيء للجيش الحر. وبعد دفع فدية مقدارها عشرة ملايين ليرة سوريا تمكن الشاب أحمد من العودة إلى حضن والده بعد أن حصل على انطباع رائع عن هذا الضابط الذي انشق عن نظام الإجرام ليؤسس مجموعة إجرامية خاصة به. وأنا أحتفظ بتسجيلات لكافة المكالمات التي درات بين ذوي المخطوف وبين هذا الضابط الخاطف .

- 150 طالب كوردي : تم اختطافهم في مدينة منبج على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام , أثناء توجههم من مدينة عين العرب ( كوباني ) إلى حلب لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية , وما يزال مصيرهم مجهول , بحجة انتمائهم وتأييدهم للأحزاب الكوردية المسلحة في مناطقهم , هذه العملية سيكون من شأنها إشعال الفتنة في منطقتي عين العرب و منبج و بين العرب والكورد .

- المحامي أحمد العجيل : من مدينة تل أبيض , ناشط حقوقي , اختطف من قبل مجموعة مسلحة أدعت في بداية الأمر إنها من كتائب الفاروق , ثم ادعت إنها غرباء الشام , طلبت فدية مقدارها مليون ليرة سوريا للأفراج عنه , و بالفعل أفرجت عن جسده دون رأسه بعد استلام المبلغ ليتبين لاحقاً إنهم مجموعة من قاطعي الطرق ليس لهم علاقة بالثورة والجيش الحر.

- إدوار. ز : من مدينة حلب , اختطف بتاريخ 9/1/2014 بتهمة التشبيح على يد مجموعة تتبع للهيئة الشرعية بحلب , جرى اخلاء سبيله بعد دفع فدية تجاوزت 10 ملايين ليرة سورية , الشاب يحمل جنسية أمريكية و ساهمت قضية اختطافه بتلميع صورة النظام السوري الذي ينشر الأمان ويحمي الأقليات في سوريا.

العديد من هذه القصص الموثقة , مورست باسم الثورة و لم ينتج عنها سوى الإساءة للثورة والثوار .

منذ انتشار حالات الاختفاء القسري والمعتقلين والمختطفين على أيدي النظام السوري أو المجموعات المسلحة التي تسلقت على الثورة وأساءت لها , عملتُ مع مجموعة من المحامون والنشطاء الحقوقيون على توثيق هذه الجرائم , من خلال إعداد قوائم بأسماء الأشخاص المعتقلين والمخطوفين و المحتجزين لدى كافة الأطراف والمجموعات , و توثيق هذه الجرائم بأدق تفاصيلها , بما فيها التسجيلات الصوتية والمرئية و الوثائق و التصريحات الخطية و غيره من الأدلة والإثباتات لتمكين ذوي المخطوفين ومحاميهم من الاطلاع عليها في أي وقت , و سنضع هذا الملف بكل تفاصيله أمام المحاكم الدولية والجنائية المختصة لمحاسبة كل جهة ومن الطرفين ثبت تورطها في عمليات خطف أبناء الشعب السوري واعتقالهم و إخفائهم قسرياً .
أخيراً ….

بفضل هذه الممارسات أستحقت سوريا وصف البلد الغير آمن , لقد مورس بحق الشعب السوري كافة صور انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي مجرمي النظام السوري , ليصل المطاف به أن يجد من يخطف أبنائهم أمام أعينهم وفي وضح النهار لسبب أو لآخر , وينتقل هذا الشعب من مرحلة إرهاب النظام إلى مرحلة إرهاب الخاطفين و ( المشولين ).

إن إحساس الإنسان بالأمان على شخصه وحريته، هو من أبسط وأهم حقوقه على حد سواء، ومن غير المقبول أن تستمر هذه الممارسات في سوريا حتى يومنا هذا بغير محاسبة أو رقابة .

و على كافة الجهات التي مارست عمليات الخطف والإعتقال لأي سبب من الأسباب أن تكشف مصير المخطوفين و المعتقلين والمفقودين و تعمل على اطلاق سراحهم و عودتهم سالمين إلى أهاليهم وذويهم.

إن عملية إطلاق سراح المخطوفين و المعتقلين في سوريا مسؤولية العالم بأسره …

المحامي ابراهيم الحاج علي

رئيس المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة



سوق النخاسة : هي عملية بيع الرق والأسرى من النساء اللواتي وقعن في الأسر بالمعارك والإغارات التي شنت على مناطقهم , و في هذا السوق تباع النساء فيه كجواري أو زوجات أو خادمات للقيام بأعمال السخرة أو ما شابه , وتعود ملكيتهن للمشتري , والنخاسة هي الوجه الحقيقي لسوق العبيد .
أسواق النخاسة التي افتتحتها داعش في المناطق التي يسيطر عليها أعادت البلاد إلى زمن الجاهلية و أساءت للدين الإسلامي الحنيف بكل أصقاع الأرض عامة و لأهل الشام والعراق خاصة .إلى أن أضحت الصورة المكونة عن الإسلام حالياً في الغرب وفي مخيلة الغير المسلمين هي إن الإسلام دين التحريض على العنف والإرهاب وقطع الرؤوس , و الإسلام هو الدين الذي يكفر المجتمع الديمقراطي والتعايش السلمي , و هو الدين الذي لا يحترم حقوق الإنسان ويستعبد النساء و يبيعهم في أسواق العبيد و النخاسة .
خلال الأسابيع الماضية استطاع تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام بسط سيطرته على عدة مدن وقرى في شمال العراق يقطنها أبناء الأقليات اليزيدية والمسيحية من أبناء العراق ( وهم السكان الأصليون لهذه المنطقة ) و خلال معارك التنظيم المسلح مع أبناء المنطقة المدنيين العزل تم محاصرة عدة قرى وبلدات و تم أحتجاز مئات المدنيين , و خيرهم التنظيم بين اعتناق الدين الإسلامي أو القتل وفي كلا الحالتين اعتبر نسائهم سبايا و غنيمة حرب .
وبغية الحصول على معلومات أدق قمت بالتواصل مع العديد من الجهات المتواجدة على أرض الحدث وتواصلت مع العديد من النازحين واللاجئين من إرهاب تنظيم داعش خارج العراق وداخلها و ألتقيت في باريس مؤخراً مجموعة من العائلات المسيحية العراقية الذين فروا من بطش داعش , سمعتم منهم الكثير والكثير عن ممارسات داعش بحقهم و بحق الأقليات الأخرى , حقائق و أرقام مرعبة وأحداث مخزية ( ختان النساء , الإكراه بدخول الإسلام , الجزية , قطع الرؤوس , السبي ) وغيرها الكثير من التصرفات التي تهين كرامة الإنسان وتضطهده وتسيء للإنسانية.
شهادات مباشرة من سهل نينوى المحاصر, الأب أنيس حنا الدمنيكي هو أحد العالقين في حصار سهل نينوى ، تحدث للإعلام الفرنسي عن معاناة المسيحيين والأقليات الأخرى، وعن نومهم في العراء، وحالة الوفيات التي تجاوزت المئات , الناشط الحقوقي علي شعبو المحاصر في منطقة سنجار , الناشط الحقوقي نينوس موسى وعدة شخصيات أخرى في المناطق المحاصرة ومناطق سيطرة التنظيم , زودتنا بمعلومات دقيقة وأرقام حول موضوع إعتقال النساء والسبي والإنتهاكات الحقوقية الإنسانية التي طالتهم.
بعض المعلومات التي نشرت في الصحف الإلكترونية كانت دقيقة والبعض الآخر كان مبالغ فيه والبعض منها لم يكن له أساس من الصحة .
المعلومات التي استطعنا توثيقها في المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة كما وردتنا من مصادرنا في المناطق المحاصرة والمناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش فيما يتعلق بموضوع السبايا :
1- في فجر يوم الأثنين 4/8/2014 احتجز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عشرات العائلات في مطار تلعفر من التركمان والإيزيدية والمسيحيين والشيعة بالإضافة إلى عائلتين من طائفة الشبك و قام بعزل البنات والنساء اللواتي يتراوح أعمارهن بين 14 إلى 40 سنة ( تقريباً ) وبلغ عددهم / 385 أسيرة / وأرسلهن إلى مدرسة الآثار في قضاء تلعفر , وتعتبر مدرسة الآثار في قضاء تلعفر مقر احتجاز السبايا اللواتي تم اغتنامهن من المعارك مع من يصفهم التنظيم بالمرتدين.
2 - في تمام الساعة 18,00 من يوم 9/8/2014 وصل إلى مدرسة الآثار في قضاء تلعفر / 120 / أسيرة ايزيدية ليصل عدد النساء المحتجزات في هذه المدرسة إلى / 600 / أسيرة معظمهن من الطائفة الإيزيدية.
3 - في يوم 15/8/2014 أرسل التنظيم 30 أسيرة من مقر احتجاز السبايا في تلعفر إلى قضاء الأنبار.
4 - في يومي 17 و 18 آب 2014 وزع التنظيم / 350 / أسيرة إلى 4 معسكرات يتمركز فيها مقاتلي التنظيم 3 منها في قضاء الأنبار و معسكر واحد في منطقة الشدادي و تم توزيعهن على عناصر التنظيم وليس للبيع.
5 - في الفترة الواقعة بين 20 إلى 30 آب 2014 باع تنظيم الدولة الإسلامية قرابة / 200 / أسيرة في مدينة الموصل وبعض القرى التي يفرض سيطرته عليها , تراوح أعمارهن بين 20 إلى 40 , وتم بيع الواحدة بسعر يتراوح بين 150 دولار أميركي إلى 1000 دولار أميركي حسب العمر .
6 - في الفترة الواقعة بين 20 إلى 30 آب أرسل التنظيم / 20 / أسيرة إلى ولاية الرقة وهن ليس للبيع ( تحديداً إلى والي الرقة و أعضاء الهيئة الشرعية ومجلس الشورى بالرقة ).
7 - رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري للدفاع عن حقوق الانسان ادعى انه وثق 27 حالة بيع بداعي الزواج في سوريا في مدينة الرقة , وهذا الكلام عاري عن الصحة ولا أساس له , وأنا أطالب السيد رامي عبدالرحمن بذكر أسم سيدة واحدة فقط ممن يدعي إنه قام بتوثيقهم , مع العلم بأنني قمت مع مجموعة من النشطاء في سوريا والعراق بتوثيق 384 أسم من المختطفات على يد تنظيم داعش و نظمنا لائحة بأسمائهن وأعمارهن وتاريخ اعتقالهن ومصير كل واحدة على حدى . وأود أن أصرح بأنه لم تجري عملية بيع واحدة داخل الأراضي السورية وإن جميع المخطوفات اللواتي أرسلن إلى سوريا حدد مصيرهن إلى أي ولاية وإلى أي أمير سيتم أرسالهن.
إن الإنسانية في هذا اليوم تطالب المجتمع الدولي بالتحرك سريعا لإجلاء الآلاف من المسيحيين واليزيديين وأقليات أخرى عالقين في سهول نينوى وفي المناطق الأخرى التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد لجرائم تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال يمارس أعمال الخطف والإعتقال والقتل والتهجير بحق المئات في المناطق التي يقاتل بها .
ابراهيم الحاج علي
رئيس المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة
التعديل الأخير تم بواسطة عزالدين بن عبد الله ; 19-09-2014 الساعة 11:04 AM