تسجيل الدخول

بسم الله الرحمان الرحيم.
سعر النفط في سوق عكاظ. ( اقصوصة للعراب النبيل )
عمر بن كلثوم .. ( يصرخ ) افسحوا الطريق ها هو طرفة بن العبد قادم ..
زهير بن ابي سلمى.. لكن من هذا الغريب الذي يصطحبه طرفة معه ؟ يبدو ان الشخص هذا من بلاد العجم. لكن ليس من العجم من يحضرون عكاظ.. و ما هذا الشيء الذي يحمله الغريب على كتفيه ؟
عمر بن كلثوم.. هذا صحيح، لباس الشخص هذا لا يوحي بانه من احدى قبائل العرب.المعهودة لنا، كما لا يبدو انه من الحبشة، ايضا.. لونه ابيض كاسنان الغواني .
زهير بن ابي سلمى. كما ان لباسه و ملامحه ليس فيهما ما يوحي انه من بلاد فارس او الهند او الصين.
// يقترب طرفة بن العبد من الجموع قائلا //

طرفة.. عمتم صباحا يا اخوة العرب... اممممم اعرف انكم تتجاذبو اطراف الحديث عن الرجل الغريب.. هو غريب بالفعل لا يتكلم لغتنا و لا يفهم حياتنا، لكن كل ما اتذكره من حديثي معه هو عندما حاولت ان اساله بلغة الاشارة عن بلده و قبيلته.. ذكر لي كلمتين .. قال كلمتين ( داكوتا/ امريكا ) فما علمت منهما ماهي القبيلة و لا ما هي البلد .
عمر بن كلثوم .. و هذا الوشاح المزركش بالنجوم الذي يضعه حول عنقه ( مشيرا الي ربطة العنق عند الرجل الغريب .بها الوان علم امريكا. ) و ما هذا الحمل على كتفيه ؟.. اليس عندهم جمالا تقيهم ثقل الحمولة ..؟ وينزل الحاوية الصغيرة من على كتف الرجل الغريب.. يقترب زهير و يفتح الحاوية .
زهير بن ابي سلمى.. هذا سائل لا نعرفه، رائحته شبيهة ببول ناقة عاشت على عشبة القرصعنة، ذات الرائحة الكريهة جدا..... حينها ينطق الرجل الغريب قائلا.
الرجل ( yes. The oil ) يقصد ( نعم النفط )
زهير بن ابي سلمى .. ربما انه من قبائل وائل و ان العصير هو خلاصة عشبة الاس التي نستعملها لتطويل الشعر .. عموما هل يحضر معنا رجال من ( وائل ) التي ذكرها الرجل الغريب.. اي رجل من بني بكر يفك لنا اللغز.
طرفة بن العبد. بنو بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، من أشهر قبائل ربيعة على الإطلاق. نعرفهم جميعا و ليس فيهم من يحمل سمات هذا الرجل الغريب.فلا داعي للتحري.
عمر بن كلثوم.. هذا اللغز لا يحله الا عراف اليمامة فاحضروه حالا.
يحضر عراف اليمامة و يحاور الرجل الغريب ليتضح انه رجل من المستقبل جاء من بلاد تسمى امريكا و هو من قبيلة داكوتا التي انتشر بها وباء خطير و ضاقت الحياة بها و بغيرها من بلاد المستقبل و ان الحاوية فيها سائل شهير يسمى النفط و لما سقطت اسعاره في المستقبل جيء يه الي الجاهلية لعل الناس هناك يتعرفون على قيمته من جديد فيرفعون سعره لكن اتضح ان هذا السائل ليس له قيمة في سوق عكاظ الذي حدد سعره باقل من سعر روث الابقار و هو عشر كيل من روث البقرة النحيفة او ما يعادل خمس طول من القماش. الرديء،. فلا عاش النفط.. الذي اختصر حياة المستقبليين لزمن طويل و هم عاجزين عن بدائل له.
هكذا مات النفط و استمر عكاظ بنجاح على ايقاع قصيدة جميلة لطرفة بن العبد. منها..قوله...

معلقة طرفة بن العبد
لـــخـــولــة أطـــــــلالٌ بـــبــرقــة ثـــهــمــد ** تـلـوح كـبـاقي الـوشـم فــي ظـاهـر الـيدِ
بـــروضـــة دعـــمـــيٍ فــأكــنــاف حـــائــلٍ ** ظـلـلـت بــهـا أبـكـي وأبـكـي إلــى الـغـدِ
وقــوفًــا بــهــا صـحـبـي عــلـي مـطـيـهم ** يــقــولــون لا تــهــلــك أســـــىً وتــجــلـد
كـــــــأن حـــــــدوج الــمــالـكـيـة غـــــــدوةً ** خـــلايــا ســفــيـنٍ بــالـنـواصـف مــــن دد
عــدولـيـةٌ أومــــن ســفـيـن ابــــن يــامـنٍ ** يــجــور بــهــا الــمــلاح طــــورًا ويــهـتـدي
يــشــق حــبــاب الــمــاء حـيـزومـها بــهـا ** كــمــا قــســم الــتــرب الـمـفـايـل بـالـيـد
وفـي الـحي أحـوى يـنقض الـمرد شادنٌ ** مــظــاهــر ســمــطــي لـــؤلــؤٍ وزبـــرجــد
خـــــــذولٌ تــــراعـــى ربـــربًـــا بــخـمـيـلـةٍ ** تــــنـــاول أطـــــــراف الــبــريــر وتـــرتـــدي

وتــبــسـم عـــــن ألــمــى كــــأن مــنــورًا ** تــخـلـل حــــر الــرمــل دعــــصٌ لــــه نـــد
ســقــتــه إيـــــاة الــشــمـس إلا لــثــاتـه ** أســـــف ولـــــم تـــكــدم عــلــيـه بــإثـمـد
ووجـــهٍ كـــأن الـشـمـس ألــقـت رداءهــا ** عــلــيــه نـــقــي الـــلــون لـــــم يــتــخـدد
وإنـــي لأمــضـي الــهـم عــنـد احـتـضـاره ** بـــعــوجــاء مـــرقـــالٍ تــــــروح وتــغــتــدي
أمـــــــــونٍ كـــــألــــواح الإران نـــســأتــهــا ** عـــلــى لاحـــــبٍ كـــأنــه ظـــهــر بــرجــد
جــمــالــيـةٌ وجــــنـــاء تـــــــردي كـــأنــهــا ** ســفــنــجــةٌ تــــبــــري لأزعـــــــر أربـــــــد
تـــبـــاري عــتــاقًــا نــاجــيــاتٍ وأتــبــعــت ** وظــيــفًـا وظــيــفًـا فـــــوق مــــورٍ مــعـبـد
تـربـعـت الـقـفـين فـــي الـشـول تـرتـعي ** حــــدائـــق مـــولـــيٍ الأســــــرة أغـــيـــد
تــريــع إلــــى صــــوت الـمـهـيب وتـتـقـي ** بــــذي خــصــلٍ روعــــات أكــتــف مــلـبـد
كــــــأن جــنــاحــي مــضــرجــيٍ تــكـنـفـا ** حـفـافيه شـكـا فــي الـعـسيب بـمـسرد
فـــطــورًا بـــــه خـــلــف الــزمــيـل وتــــارةً ** عـــلــى حــشــفٍ كــالـشـن ذاوٍ مــجــدد
لــهــا فــخــذان أكــمـل الـنـحـض فـيـهـما ** كـــأنــهــمــا بــــابــــا مـــنـــيــفٍ مــــمــــرد
وطــــــيٌ مـــحـــاٍل كــالــحـنـي خــلــوفـه ** وأجــــرنــــةٌ لــــــــزت بــــــــدأيٍ مـــنــضــد

مع تحيات العراب النبيل..