الصَّمْتُ المَذْمُومِ تَفْرِيطً في المسؤولية .
28-08-2016, 08:14 PM
الصَّمْتُ المَذْمُومِ تَفْرِيطً في المسؤولية .
يخلط الكثير من الناس بين السكوت والصمت ، وبين الصمت المحمود والصمت المذموم ، وفي ذلك تفصيلات أقرتها اللغة والشرع.
* فالسكوت هو الإمساك عن الكلام حقًّا كان أو باطلًا ، وهو ترك الكلام مع القدرة عليه. أما الصمت فهو الإمساك عن قول الباطل دون الحق.
* الصمت المحمود: هو الصمت عن كلِّ ما حرَّم الله ونهى عنه، مثل الغيبة والنَّمِيمَة والبذاءة وغيرها،وهو يكسب صاحبه احترام الآخرين، خاصة في المواقف التي يتأجج فيها الجدال والصراع والشحناء، وتغيب فيها قواعد النقاش البناء ، وثقافة الاختلاف.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" . رواه البخاري ومسلم. وقال الحسن رحمه الله : " إملاء الخير خير من الصمت، والصمت خير من إملاء الشر" .
* الصمت المذموم: هو السكوت عن الحق، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع القدرة عليهما. ويدخل في ذلك، كتمان الشهادة والعلم ونحو ذلك ، والصمت في المواطن التي يجب فيها الكلام للنصح و درء المفاسد وجلب المصالح.
ومن دوافع الصمت المذموم، وقص الكفاءة وضعف الإيمان، وفتور الوازع الديني، وعدم استشعار مراقبة الله ، وقلة الرحمة والشفقة على الناس، وغياب الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة.
إن الوضع المزرى الذي تعيشه الأمة ، في مجالات التربية والقيم، والتنمية الشاملة والمستدامة ، مَرَدُّهُ بالأساس إلى تفشي ّ" الصمت المذموم" ، ويتجلى ذلك في صَمْتِ :

• السَّاسَةِ والعُلَمَاءِ والمُثَقَّفِينَ و الإعْلامِيين ، الذين فرطوا ــ بقصد أو بغير قصد ــ في مصالح الأمة وازدهارها وريادتها وسيدتها.
• عَامَّةِ النَّاسِ ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته.

من الأقوال التي تَشْجُبُ الصمت المذموم :
• " التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار" (مارتن لوثر كنغ).
• " المثقّف الذّي يلوذ بالصّمت أكثر خراباً من النّظام الدّيكتاتوري و القمعي، الذّي يمارس القتل ضدّ أبناء شعبه " (تشي جيفارا).