سحابة صيف أم محنة قلـب !!
20-10-2018, 06:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






سحابة صيف أم محنة قلـب !!
أرى صفحة الوجه قد تلبدت بغيوم لا تبشر بالرضا .. وأصبحت كلمات الترحاب عند اللقاء دون المستوى .. والمعروض في صفحة الجبين لا يطابق المكنون في السريرة .. والبسمة المبذولة فيها التكلفة والعناء .. وهي تغاير بسمة الأمس في صدقها والوفاء .. وتلك الأيدي الممدودة نجدها فاترةَ تشتكي من قلة الاكتراث عند اللقاء .. ونغمات الترحيب حزينة تخفي عتاباً ولوماً تبشر بالجفاء .. فلما العين لا تقول الصدق كما كانت تقول في أيام الصفاء والنقاء ؟.. فتور وإعراض وإشارات تعكر مناظر الأجواء .. لقد تراخت الخطوات تكاسلاً ولا تبذل الهرولة للعناق .. وكلمات الترحاب كانت منكم بوفرة وسخاء .. وقد أصبحت الآن الكلمة بغطاء !.. وباقة الورود حين نقدمها إليكم لا تجد القبول بنفس التشوق والهناء .. والصمت قد أصبح سيد الموقف مهما نتغنى بالغناء .. وتمر الساعات قاسية في ظلال الصمت بين البكماء .. ما الذي جرى وما الذي أصاب البين دون أسباب تتبادر بالإفشاء ؟.. كنا قد بدأنا في بناء العش قشة تلو قشة بمنتهى الجدية في البناء .. دون عثرات تعكر البين بألوان الرياء .. والآمال كانت تحدونا بأفراخ تملأ الدار بألوان الهناء .. وكان العهد والقسم بيننا أن يدوم الوفاء حتى مشارف الفناء .. فهل تحول القلب جحوداَ ونكراناَ بين ليلة وضحاها ليمرح شغفاَ في ساحة الغرباء ؟ .. ونسيتم الماضي طموحاً وطمعاً في جديد يعني الثراء ؟.. فإن كان ذاك يسعدكم في مستقبل الحياة فنحن بسعادتكم أسعد السعداء .. ولا نتحمل نقطة دمعة في أحداقكم نخلقها بالمثل حيث تبادل الجفاء .. ولكن نقول للقب أصبر وبالعفو قد تنال الثواب والجزاء .. وقد يكون الأمر من كيد كائد يريد لنا الشقاء والرمضاء .. ولذا فإن الأمنيات في النفس أن تكون تلك سحابة صيف تتلاشى بالرحيل والانتهاء .
ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمرعيسى محمد أحمد