الطيبة نعمة ربانية.
10-04-2017, 10:04 AM
الطيبة نعمة ربانية.
الطيبة من الطِّيب ، ونعني سعة الصدر، وسلامة القلب، وصفاء السريرة، ورقة النفس ، وما يرافقها من كريم الخلق، والمسارعة إلى الخير ، والإحسان للناس جميعاً، على اختلاف طباعهم وأعمارهم ، وإلى النافع من المخلوقات الأخرى.
إن الذين يفتقرون لهذه السجية الكريمة ، نراهم تائهين في مزالق التحايل، والكيد، وسوء الظن، ومحولة النيل من أعراض الطيبين و ونوياهم. ليتهم يدركون، أن الطِّيبَةَ ليست غَبَاءً ، إنما هي فِطرَة يُميز الله بها من أحب من عباده الصالحين .

قال الله تعالى: " ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَة، كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (*) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(*) ـ سورة فصلت(34ـ35).
أحبتي افي الله ، لا يكدر صفوكم أبداً ، ما ينعتكم به الخبثاء الضالين ، من الصفات المُشينة: كالغفلة ، والسذاجة ، الضعف، وقية الحيلة ، والهوان على الناس. فلأن تكونوا مقبولين عند الله. خير لكم من أوسمة الدهاء والحيلة والمكيدة والخبث.
قال المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من نــاقص ***** فهي الشهادة لي بأني كامــل
وقال أيضاً: وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ ***** إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن خير عباد الله الموفون الطيبون أولئك خيار عباد الله" ــ السلسة الصحيحة
. أسأل الله جل وعلا، أن يجعلني وإياكم، من الذين طابت أقوالهم وأعمالهم ونفوسهم وأموالهم وذريتهم ، وطاب ذكرهم في حياتهم وبعد مماتهم.