جمعية كاتب ياسين لتعليم القرآن!!؟
13-04-2017, 12:50 PM
جمعية كاتب ياسين لتعليم القرآن!!؟
محمد الهادي الحسني


كان الهدوء يلف البيت، حتى ليغري اللصوص بأنه خال من أهله، وحتى الحفدة كانوا مسمّرين أمام التلفاز.. والفرق هو أن هؤلاء الحفدة إلى إقبال، وأولئك الذين "شابوا وما تابوا"، وسقطوا وهم يطأون الزرابي المبثوثة إلى إدبار...(افتجأ) الجميع من قهقهة ارتجّت لها أركان البيت، أين منها قهقهة "الكنج"، رغم أننا في "جمهورية" توصف بـ"الديمقراطية الشعبية"، على مذهب إخواننا (ليس الإخوان المسلمين) في مصر القائل على عادة حكامهم المستبدين "عاوز اغلّيطك".
سارع كل من في البيت إلى مصدر تلك القهقهة، الذي لم يكن إلاّي.. واندهشوا لما رأوا، حيث رأوا العين تدمع والثغر يبسم، وسألوني، وتساءلوا فيما بينهم وفي أنفسهم.. عن هذه "الملهاة -المأساة"، المضحكة - المبكية.
لم أستطع أن أجيب، لأنني كنت ما أزال تحت سورة (بفتح السين وسكون الواو) الضحك، فلما استعدت حالتي الطبيعية أريتهم ما أضحكني وأبكاني، وهو: خبر اكتشاف جمعية تهتم بتعليم القرآن الكريم، كما قالوا!!؟.
استغرب الجميع، وظنوا أنني "ممسوس!!؟"، وقالوا: وهل في ذلك ما يدعو إلى هذه القهقهة "الخالدية"، المحفوظة لدى (onda)، لأنها من "تراثنا الخالد"، الذي نخشى أن يسطو عليه غيرنا؟، قلت: إنني أبتهج وأُسرّ لكل ما قاله صلة بالقرآن الكريم، خاصة بعدما حام حوله:"المخطط الغبريطي"، ولكن المضحك - المبكي هو: اسم هذه الجمعية... فازداد من حولي استغرابا حتى قرأت لهم اسم هذه الجمعية "القرآنية"، وهو:"كاتب ياسين". (انظر جريدة الشروق 2-4-2017 ص3).
إن كاتب ياسين هو:"تأبط شرا" الجزائري، ويكفيه سوءا: أنه صاحب شعار الحملة الدائمة على الإسلام القائل: "محمد خذ حقيبتك": لإحلال "الخبايطي ماركس" مكانه!!؟.
قد يكون كاتب ياسين هذا غير كاتب ياسين الذي يعرفه الجزائريون شكلا ومضمونا، لأن هناك ما سماه أحد علمائنا:"المتفق وضعا، المختلف صقعا"، أي أن بعض الأسماء (أشخاص وأمكنة) تتفق في الوضع وتختلف في الموضع، فمن الأمكنة عندنا هناك "المنصورة" في تلمسان و"المنصورة" في برج بوعريريج.. ومن الأسماء هناك مثلا رشيد ميموني الأستاذ الذي يدعو إلى الخير ويأتيه، وهناك سميّه الذي لم يؤت رشدا، واتخذ من "اللاأدب" أدبا!!؟.
لو كان كاتب ياسين ما يزال يرزق لقلنا: ربما تبين الرشد من الغي، وخرج من "بحر الشيطان" إلى محيط القرآن، ولكننا نعرف أنه ذهب إلى حيث شاء الله (..)، ولذلك فتسمية جمعية لتعليم القرآن الكريم باسم كاتب ياسين هو: مما سماه الأستاذ مالك ابن نبي في كتابه:(في مهب المعركة):" تفاهات جزائرية!!؟"، خاصة أن التصريح بهذا الخبر نسب إلى معالي وزير الشؤون الدينية!!؟.
نخشى أن تسمي جمعية صوفية نفسها باسم "روزا لوكسمبورغ": بدلا من رابعة العدوية.. مادمنا في عصر التفاهات والسفاهات الجزائرية!!؟.