حديث الرسول (ص) و الحقيقة العلمية لعجب الذنب
03-10-2007, 10:26 PM

حاولت مجموعة من علماء الصين من خلال عدد من التجارب المختبرية إفناء الجزء الصغير في نهاية العمود الفقري للإنسان وهو ما يعرف بالعصعص، عن طريق إذابته في أقوى الأحماض، أو حرقه، أو سحقه، أو تعريضه للأشعة المختلفة، فلم يستطيعوا ذلك.
هذا الجزء من الإنسان هو عجب الذنب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث، قبل ألف واربعمائة سنة، وبين أنه يركب منه أول مرة، وأنه هو الذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده، ومنه يعاد خلقه مرة أخرى إذا أراد الله بعث العباد للحساب والجزاء، حيث ينزل الله عز وجل مطرا من السماء فينبت كل فرد من عجب ذنبه، كما تنبت النبتة من بذرتها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ما بين النفختين أربعون قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت، قال: ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون، كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة'. رواه مسلم، واخرج ابو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب'، واخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد قوله عليه الصلاة والسلام: 'يأكل التراب كل شيء من الإنسان الا عجب ذنبه، قيل: ومثل ما هو يا رسول الله؟ قال: مثل حبة خردل منه تنبتون'.
فهذه الأحاديث النبوية قد بينت هذه الحقيقة العلمية التي لم يتوصل اليها العلم الحديث الا في السنوات الأخيرة، وهو ما يؤكد صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتلقيه ذلك عن الخالق سبحانه وتعالى، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، أظهرها الله عز وجل في هذا العصر، اعجازا وتحديا لكل جاحد ومكذب، وذلك مصداقا لقوله سبحانه: 'سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق'.