إيران و إسرائيل والمقص الطائفي (2)
14-09-2020, 11:08 AM
إيران وإسرائيل و (المقص الطائفي) (2)


لماذا قلنا مقص؟ فإذا كانت إيران تشكل إحدى شفرتي المقص والكيان الصهيوني يشكل الشفرة الثانية، فما هي نقطة مفصل النصلين أو الشفرتين؟
من راقب أحداث الموصل وقبلها الفلوجة وما يجري في سوريا واليمن، يستطيع بجهدٍ بسيط أن يكتشف عمل ذلك المقص بكل وضوح، فما يُسمى بالحشد الشعبي التي تديره إيران بتنسيق مع الولايات المتحدة (التي تُشكل مسمار المفصل)، وداعش والقاعدة والمنظمات التي تُحسب جزافاً على تيار (السنة) والتي صنعت في سجون (أبي غريب) وتتدرب بعض تشكيلاتها داخل إيران، يعلم عندها التناغم في أداء المقص.
فما أن كادت الانتفاضات الشعبية (شيعية وسنية) أن تُسقط حكومة الاحتلال في العراق التي جاءت على ظهر الدبابات، حتى أُعطيت الإشارة لنصلي المقص أن تتحركا. فكانتا كلاعبي الكرة الطائرة أحدهما يرفع والثاني (يكبس).
كانت داعش تدخل مدينة الفلوجة، فتصنع مبرر للتحالف الدولي الذي يهيئ المناخ لدخول الحشد الشعبي فيقتص من عائلات رجال المقاومة العراقية الوطنية، ويذبحها، وبعد أن تنتهي داعش من مهمتها تخرج بأرتال من سيارات الدفع الرباعي (قدرت ب550 سيارة) لتتجه الى محافظة صلاح الدين، تحت مرأى ومسمع قوات التحالف الدولي، فبإمكان طائرة مروحية واحدة أن تقضي على هذا الرتل!... فتنتقل من هناك الى الموصل وغيرها...
تتشابه سياسات الكيان الصهيوني وإيران، في عدة نقاط:
1ـ تبادل الأدوار فيما بينهما، بالحملات الدعائية فإيران تزعم أنها تريد تحرير فلسطين كما صرح قبل أسبوعين رئيس هيئة التشخيص الإيراني عندما قال : (إنما يؤخر إيران من تحرير فلسطين هو انشغالها في بسط الأمن في العراق!)...
أما الكيان الصهيوني، فهو يصوّر ليلاً ونهارا أن إيران هي العدو رقم واحد للعرب ـ وإن صدق في ذلك ـ ولكنه يكذب عندما يقول أننا سَنُخلّص العرب من خطر إيران، تلك الأسطوانة التي سمعناها منذ مجيء خميني...
2ـ إحداث الفرقة بين أي طرفين عربيين، وتغذية تلك الفرقة باستمرار حتى تدخل من خلال أحد الأطراف، فقد اصطفت مع العلويين في سوريا رغم ـ تكفير المرجعيات الإيرانية للطائفة العلوية ـ واصطفت مع علي عبد الله صالح والحوثيين رغم ـ عدم اعتراف المرجعيات الدينية في إيران ـ بالطائقة الزيدية التي لم تعترف هي الأخرى بالطائفة الاثني عشرية بعد الإمام السادس... لا بل اصطفت مع حماس (السنية) ضد فتح، وكلنا شاهدنا (أحمدي نجادي) عندما زار مصر في عهد مرسي الخ.
مسمار المقص
تشكل الماسونية ومن وراءها (الجمعية النورانية) مسمار المقص، فهي التي تحرس تلك البرامج رغم تغير رؤساء الحكومات والأشخاص في الدول... ولهذا الحديث تفاصيل قد تطول!