مستشار تربية يصفع سكرتيرة مدير ثانوية وهي حامل
25-02-2016, 07:31 PM
ع. ميساوي
عاشت ثانوية ميهوبي محمد في بلدية بلعائبة، التابعة لدائرة مقرة بولاية المسيلة، الأربعاء، حالة ذعر وفوضى، كثر خلالها الضجيج والصراخ في مكتب المدير، واضطر العمال والموظفون إلى ترك أماكن عملهم، وهبوا مذعورين ليجدوا سكرتيرة المدير في حالة يرثى لها، وهي تبكي وتصرخ، وتشتكي من تعرضها لوابل من اللكمات والصفع والإهانة والسب والشتم من طرف مستشار التربية.
وأفاد شهود عيان بأن الحادثة وقعت في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، عندما توجهت السكرتيرة إلى مستشار التربية وعدد من الموظفين وأبلغتهم بقرار المدير بخصم أيام من رواتبهم نتيجة غياباتهم عن العمل، إلا أن مستشار التربية لم يهضم القرار بخصم يومين واتهمها مباشرة بالضلوع في إصداره رغم حمله ختم المدير وإمضاءه، فتلفظ لها بكلام قالت إنه غير لائق وصرحت للشرطة بأنها أصيبت حينها بصدمة، ولم تصدق وهي تسمع كلماته النابية فوصفته بالحمار والحيوان لتثور ثائرته فاقتفى أثرها، حيث توجه إليها وهي في مكتب المدير بالطابق العلوي. ووجه إليها صفعة قوية ثم وابلا من اللكمات فضلا عن دفعها بعنف. ومن حسن حظها أن ملكت توازنها، فلم تسقط على الأرض، علما أنها حامل وفي شهرها الثالث، ولم تجد وسيلة للتخلص غير الصراخ وطلب النجدة من زملائها الذين هبوا إليها في الحين.
وسارعت السكرتيرة إلى إبلاغ زوجها وذويها، قبل أن تتوجه إلى مركز الشرطة وتودع شكوى مدعومة بشهادة طبية تثبت عجزها لمدة 5 أيام. وشهد بعض زملائها ممن التقوا "الشروق" بسلوكها الطيب وأخلاقها الحميدة، كما أنهم استهجنوا الحادثة، واعتبروها سابقة خطيرة في قطاع التربية، مستغربين جرأة موظف، وإقدامه على اعتداء جسدي على أنثى، وهي فوق كل هذا زميلته في العمل، دون الحديث عن كونها في عصمة رجل، وحاملا، وما وقع كان في حرم الثانوية.
وأضاف أحد الموظفين أن مستشار التربية وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه البتة عندما جاء مطأطئا رأسه إلى السكرتيرة وهو يترجاها قائلا: "هاهو خدي اصفعيني، اصفعيني واقتصي مني هاهنا أمام الملإ"، وهي ترد: "عذرا سيدي لي أخلاق لا تسمح لي بالدناءة وأنا زوجة، وابنة عائلة جئت هنا من أجل العمل ولاشيء غير العمل".
وفي اتصال هاتفي معه، نفى مدير الثانوية، موسى قلمين، علمه بأن تكون مديرية التربية بولاية المسيلة قد أصدرت على خلفية الحادثة قرارا يقضي بالتوقيف التحفظي عن العمل لمستشار التربية، موضحا أن مهمته تنتهي عند إبلاغ الوصاية بالوقائع وهو ما تم في حينه. كما علمت "الشروق" بأن مستشار التربية اشتكى بدوره لدى المصالح الأمنية كم تعرضه إلى اعتداء من طرف ذوي الضحية انتقاما لها.
