لا يُمكن لثلة صنصال أن تؤلف قرآنا جديدا لا يتضمن اليهود والجهاد!
28-04-2018, 05:28 AM


كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، الخميس، على هامش الملتقى الدولي الذي نظمته زاوية الشيخ فلقومة أحمد، بالجلفة، حول دور الصوفية في نشر الإسلام، أن الغرب يريد أن يستعمرنا استعمارا حديثا لا يكلفه كثيرا ولا يستعمل فيه الصورايخ ولا المدافع ولا الراجمات، بل بجعل الأمة ترتبط فكريا بمشروع غير مشروعها وبنظام غير نظامها وبدين غير دينها.
وحذر عيسى، من محاولات ضرب الإسلام، في ظل التهديدات التي يقودها العالم الغربي الذي تأسس على فكرتين دينيتين اليهودية والمسيحية وأدمج هذين الفكرتين في مذهب واحد تسميته “الحضارة الحديثة”، مشيرا إلى أن قادة الفكر وفلاسفة الغرب زينوا لهذا الموقف “فقالوا إنه لا يمكن للبشرية أن تنتج نظاما أحسن من النظام الليبرالي اللائكي”، المستمد في خلفيته الفكرية من الميراث الفكري المسيحي واليهودي، وإنشاء ما سمي بالفوضى الخلاقة.
وقال عيسى إنه “عندما نتابع واقعنا نجد أننا عشنا هذه الفوضى الخلاقة، في السودان مثلا أين انتهى الأمر إلى تقسيمه إلى دولتين، إحداهما تموت جوعا وسط الفتن والمشاكل والحرب الأهلية والتقاتل والأخرى تعيش مشاكل العالم العربي والإسلامي”، وكذلك في دولة مالي التي كادت أن تنقسم إلى دولتين لولا تدخل الجزائر التي فرضت على جيرانها مسارا في الحوار انتهى إلى الاتفاق على بقاء الدولة الواحدة.
وقال عيسى “ورأينا هذه الفوضى أيضا في ليبيا التي مازال الناس فيها يتخطفون ويقتلون، عشناها أيضا في سوريا التي أصبحت فيها الحضارة تدك على أركانها ويشرد أبناؤها وتسبى بناتها وينكل برجالها، نظرنا إلى هذه الحضارة التي قالوا إنه لا يمكن للإنسانية أن تجد أحسن منها، فلم نجدها إلى دمارا وتخريبا أصاب الآلة الاقتصادية والآلة الثقافية والتعليمية في عالمنا العربي والإسلامي والإفريقي”.
وأضاف عيسى “العالم الغربي لم يقف عند هذا الحد بل أصبح يحاول أن يختار لنا إسلامنا وبدأ يلقي الإملاءات ويتدخل في التمييز بين مذهب ومذهب ويتدخل في الطوائف، بعدما قرر أن يجد له موطئ قدم في العالم العربي والإسلامي، ولم يكتفوا بذلك بل تجرؤوا في مبادرة هي الثانية من نوعها منذ بداية صراع الحضارات بعد فكرة الفرقان الذي ألفه بعض الأمريكان، ها هم بالأمس القريب ثلة ممن سموا أنفسهم نخبة يريدون أن يؤلفوا قرآنا جديدا وأن يحذفوا منه كل آية تمس المسيحية أو اليهودية وتتكلم عن الجهاد، لكن من سيقرأ هذا الكتاب لأنهم لا يصلون ولا يقرؤون ولا يرتلون، ولن يجدوا في مجتمعاتنا من يقتنع بفكرتهم، بعدما حضر في مخابرهم أشباه العلماء والفقهاء والمفسرين وأشباه المتصوفة من أجل تنفيذ مخططاتهم وقيادة هذا الجيل قيادة القطيع، من أجل أن يتمكنوا من استعمارنا استعمارا مخمليا من دون أي تكاليف”.