فضيحة الفضائح
09-07-2007, 08:45 PM
هالني الأمر كثيرا عندما اطلعت على نتائج البحث عن كلمة فضيحة في موضع الشروق اليومي فعدد المقالات التي ظهرت فيها هذه الكلمة كبير وكبير جدا، يمكن القول أنه بالعشرات بل بالمئات !!!، ورغم أنها ظهرت بشكل عارض في بعض المقالات ورغم أن فضيحة القرن (كما يحلو للبعض تسميتها) قد استأثرت بعدد كبير منها، إلا أن عدد المقالات التي تعبر عن الفضيحة بلا خليفة كبير جدا ومخيف جدا:


تاريخ المقال 04/07/2007
قبل اقل من أسبوع من انطلاقها: الألعاب الإفريقية بالجزائر..لا حدث
أو أخرى اقتلعت من المشاتل وتم تنصيبها على عجالة لتفادي الفضيحة.

تاريخ المقال 08/06/2007
الإفتتاحية: البكالوريا والسيادة !
وعلى هذا الأساس فإن القائمين على شؤون هذا الإمتحانات ستكون مسؤوليتهم هذه السنة مضاعفة في غسل فضيحة الموسم الفارط وإرجاع الهيبة لهذه الإمتحانات التي مُست في مصداقيتها بسبب أو بدون سبب بفضيحة السنة الفارطة.

تاريخ المقال 02/05/2007
مباراة ساخنة بين كرة القدم وصناديق الإقتراع يوم 17 ماي
تزامن الإنتخابات التشريعية مع المقابلة الرياضية، ستخيف دون شك، الأحزاب والمترشحين، علما أن عدد مهم منهم، رياضي قبل أن يكون سياسي، أو هو مدمن على كرة القدم أكثر من ولعه بأصوات الناخبين، غير أن الفوز بعضوية البرلمان يبقى بالنسبة لهؤلاء بالطبع أهم وأفيد من إنتصار الوفاق السطايفي أو حتى الفريق الوطني بكأس العالم !. التقاطع المرتقب حصوله بين الإنتخابات وكرة القدم يوم 17 ماي القادم، سيكون برأي أوساط مراقبة، إختبارا حقيقيا أو مباراة بين اللاعبين السياسيين واللاعبين الرياضيين، وقد يسارع الفاشلون والخاسرون بعد إعلان نتائج الإقتراع، إلى "مسح الموس" في مقابلة وفاق سطيف وفيصل الأردن، للتهرب من المسؤولية وتغطية فضيحة الهزيمة الإنتخابية، وفي حال تفوق الرياضة على الإنتخابات، فإن السياسيين سيفقدون أسهمهم في بورصة "الهف" ويصبحون أقل "سعرا" من الرياضيين !.

تاريخ المقال 11/02/2007
الفضيحة والساحرات !

" أنا لا أطارد الساحرات لأعرف ما تفعله المجالس " بهذا رد الوزير أبو جرة سلطاني ليدفع تهمة ضخ الملايير من أموال العمال والمتقاعدين في بنك الخليفة عن نفسه، إجابة مقنعة من الناحية السياسية لكنها لن تنفع في لملمة خيوط الفضيحة التي هزت الجزائريين وبعثرت أموالهم ومرغت سمعة بلدهم في التراب.

تاريخ المقال 28/04/2007
فضيحة في قطاع جمال ولد عباس بتيبازة
فضيحة كبرى، هزّت مؤخرا قطاع النشاط الإجتماعي بولاية تيبازة، حيث خرج مراهق من المقيمين بمركز الدواودة للمتخلفين ذهنيا مصاب بتخلف ذهني وبنوبات صرع، يبلغ من العمر 16 سنة ـ ليلا ـ وفي غياب الحارس الليلي والمربي ليختفي لمدة 40 يوما ليُكتشف بعدها جُثة هامدة بعد غرقها في سد بوكردان، كل هذا دون أن تتفطن مديرية النشاط الإجتماعي للولاية التي وصلها الخبر من مصادر من الشارع.

تاريخ المقال 07/03/2007
وطنيون غاضبون.. ووزير يبكي وطنية ضائعة!
يقال إنّ وزارة الداخلية قررت منع مشاركة حركة عبد الله جاب الله في الانتخابات التشريعية القادمة، ومجموعة أخرى من الأحزاب إضافة إلى أعضاء وقيادات الجيش الإسلامي للإنقاذ. من الطبيعي أن لا يعجب القرار الممنوعين من الترشح، وهم الآن في مرحلة رد الفعل اللفظي في انتظار تنفيذ تهديداتهم التي لوّحوا بها.
جاب الله بدأ بعقد ندوة صحفية أشهد فيها الرأي العام على الظلم الذي يتعرّض له وعلى جفاء رئيس الحكومة الذي لم يعد يردّ على مكالماته الهاتفية. رئيس حركة الإصلاح الوطني، من دون أن ينتظر تفسيرات ومبررات الحكومة، سارع إلى الاستنجاد بصاحب الفخامة وطلب منه التدخل شخصيا لأن سمعة الجزائر ليست في حاجة إلى فضيحة جديدة. أية فضيحة تعني أيها السيد جاب الله؟ هل تريد أن تقول إن الجزائر هي بلد فضائح؟ هوّن عليك ولا تسمح لنفسك من أجل بضع مقاعد في البرلمان بتشويه سمعة بلدك، البلد الذي ناضلت سنين طويلة وعريضة من أجل أن تثبت للناس أجمعين أنه بلد طبيعي ورأسه في السماء، ثم تأتي اليوم لتقول لنا إنه بلد فضائح. هل تريدنا أن نصدّقك وأنت في حالة غضب وننسى أنك كنت من أحسن المرافعين والمدافعين من أجل إظهار الجزائر في أحلى وأبهى صورها؟ الجزائر بخير ولم تكن مخطئا في نضالك الوطني طيلة السنين الغابرة، أما حكاية منع حركتك من الترشح فنرجو منك أن تضعها في إطارها الطبيعي وتقبل بكل روح رياضية بحكم الإدارة النزيهة وتبقى على يقين أن هذه الإدارة لا تزال، كما عهدتها، إدارة وطنية ونزيهة ولا تقل وطنية ونزاهة عنك، وكل ما نريده منك أن لا تخلط بين المصلحة الوطنية التي أثبتت عن جدارة أنك من أكبر المدافعين عنها وبين المصالح الشخصية والحزبية الضيقة. أما بخصوص ما أسميته تهرّب رئيس الحكومة من مواجهتك والرد عليك فأودّ أن أفيدك بمعلومة حصلت عليها من مصادر خاصة جدا، وعندما تطّلع عليها ستتأكد أن رئيس الحكومة لا يزال صديقا وأخاً عزيزا لك ولأمثالك. الحكاية وما فيها (والعهدة على ناقل المعلومة) هي أن هاتف رئيس الحكومة تعرّض لعملية نهب واختلاس، وقد كان خارج مكتبه عندما رنّ هاتفه وردّ عليك في المرة الأولى، ولما حاول الاتصال بك كما وعدك طلع عليه شخص خفيف الظل وخطف منه التلفون فلم يرد عليك. هذه هي الحكاية بكل بساطة، لكن تأكّد أنه عندما يسترجع هاتفه سيرد عليك أو يتّصل بك على أمل أن لا يتعرّض هاتفك لنفس العملية العدوانية فينقطع الاتصال. وإذا افترضنا أنّ انقطاع الاتصال استمرّ إلى ما بعد الانتخابات التشريعية (وهذا أمر أستبعده) فاعلم أنك ستبقى في قلوبنا ذلك الرجل الوطني الذي أحبّ بلاده وناضل من أجل رفع سمعتها وتأكّد أيضا أنك ستظل أقوى رجل سياسي في البلد وحركتك أول قوة سياسية في البلد وليس الثانية كما صرّحت تواضعاً، واعلم أن البرلمان القادم من دون ملح جاب الله سيكون (صامط).


هذه عينة فقط من بعض مثالات الفضائح...
فشكرا لهؤلاء الأبطال الذين ينقلونها بشجاعة ويضحون في سبيل تنوير الرأي العام بهذه الفضائح، وأنا من هذا المنبر الذي فتحته لنا هذه الجريدة الغراء أقترح على ناشري هذه الفضائح نشر فضيحة أخرى، نشرها يحتاج إلى شجاعة كبيرة بل ربما تحتاج إلى تضحية تعادل التضحيات التي قدمها أولئك الأبطال منذ صدور الشروق، لكن يجب طبعا التصرف في هذا الاقتراح لأن العقرب لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بعالم الصحافة ولا بعالم الإبداع الأدبي الذي ينفرد به صحفيو الشروق...

الشروق فضيحة الفضائح


طالعتنا جريدة الشروق يوم 29/06/2007 بمقال قيم تحت عنوان وفاة الموثق عمر رحال "العلبة السوداء" في فضيحة الخليفة
ونظرا لأهميته آثرت إعادة نشره كاملا لتنوير الرأي العام

" انتقل محرر العقد التأسيسي لبنك الخليفة المفلس الموثق عمر رحال أول أمس إلى رحمة الله عن عمر يناهز 78 سنة، بعد مما قضى سنتين ونصف من العقوبة، قبل أن يستفيد من الإفراج المشروط من سجن سركاجي قبيل بضعة أيام لتمكينه من إكمال باقي العقوبة مع عائلته بسبب اشتداد المرض عليه، الموثق عمر رحال توبع في قضية الخليفة بتهم تكوين جمعية أشرار والتزوير في محررات رسمية واستعمال المزور.

وقضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة عليه بعشر سنوات حبسا نافذا، بعد أن كان ممثل الحق العام في قضية الخليفة قد التمس في حقه أشد العقوبة، وهي 18 سنة حبسا نافذا. الموثق عمر رحال مولود في 1929، يبلغ من العمر 78 سنة، يملك مكتبا خاصا للتوثيق بالشراقة، لكنه متقاعد حاليا، ظل موقوفا في قضية الخليفة لمدة سنتين، وهو أول متهم استمعت له محكمة الجنايات في أول جلسة من جلسات محاكمة الخليفة.

اعترف خلالها الموثق بأنه فعلا هو الذي حرر العقد التأسيسي لبنك الخليفة لصالح رفيق عبد المومن خليفة وشركائه، وأنه فعلا حرر ثمانية عقود تأسيسية لثماني شركات فرعية عن بنك الخليفة، وأكثر من 100 عقد لصالح مجمع الخليفة. واتهم عمر رحال بأنه كان السبب المباشر في ظهور بنك الخليفة إلى الوجود، لأنه حرر العقد التأسيسي لعبد المومن خليفة بتاريخ 12 أفريل 1998 بمبلغ 500 مليون دينار، قبل أن يحصل عبد المومن على الاعتماد في جويلية 1998 من محافظ بنك الجزائر عبد الوهاب كيرامان الذي مايزال في حالة فرار، ودون حضور كل الشركاء ودون توفر كل الشروط، وسلمه الموثق لرفيق عبد المومن خليفة بمجرد أن أحضر له نسخة عن السجل التجاري، وقبل أن يأتيه بوصل إيداع مبلغ ربع رأسمال البنك في الخزينة، مثلما ينص عليه القانون، ثم جاءه عبد المومن في سبتمبر من نفس السنة وطلب منه تعديل العقد التأسيسي للبنك وتغيير رأسمال البنك والشركاء وحصص الأسهم في العقد التأسيسي، لأن عددا من الشركاء قرروا التنازل عن حصصهم لعبد المومن، وقام الموثق بتعديله دون أن يقدم له عبد المومن خليفة موافقة مجلس النقد والقرض طبقا للمادة 139 من قانون النقد والصرف الصادر سنة 1990، وهو ما برره الموثق أمام محكمة الجنايات "بجهله للقانون 90 الخاص بالبنوك".

كما أن رأس المال التأسيسي لبنك الخليفة مصدره عقدي رهن فيلاتين تابعتين لعائلة خليفة وبالضبط لوالده المرحوم "خليفة لعروسي"، حيث استعمل مومن ثمن رهن هاتين الفيلاتين كرأسمال تأسيسي، وعقدي الرهن خرجا من مكتب التوثيق التابع لعمر رحال حسب ما أثبتته خبرة الشرطة العلمية بشاطوناف، وهي التهم التي نفاها الموثق بشدة، في حين اعتبرته النيابة السبب المباشر في ميلاد الخليفة بنك."

وكباقي الجزائريين وأنا أتلقى نبأ وفاة السيد عمر رحال، قلت "إنا لله وإنا إليه راجعون" فرغم أنني لا أعرف السيد إلا من خلال فضيحة الخليفة إلا أن أمره الآن لله...

إلا أنني تفاجئت بل صعقت في اليوم الموالي وأنا أتصفح كالعادة جريدة الشروق بمقال آخر ورد من وزارة الدفاع كشف فضيحة كبرى في جريدتنا الغراء وكان المقال بعنوان وزارة العدل تنفي وفاة الموثق عمر رحال وعائلته تطالب بإنقاذ حياته. أما الرد فكان قاسيا جدا على جريدتنا فقد كان حرفيا جدا لدرجة تمنيت معها أن ينظم كاتب ذلك الرد إلى مجموعة صحفيينا.

هكذا وبكل بساطة مقال يقتل وآخر يحيي ولا رقيب أليست فضيحة الفضائح هل استقالت أو أقيلت صاحبة المقال، هل استقال مدير التحرير، الأمر ليس صعبا الأمر لا يتعلق بمعلومات استخباراتية أو تقديرات بعيدة المدى الأمر لا يتعلق بموت أسامة بن لادن من عدمه الأمر يتعلق بحياة شخص قابع في سجن يتواجد بالجزائر، أكتفي بهذا القدر وأترك الجانب اللغوي والتركيبي والجمالي للصحفية القديرة جميلة بلقاسم.