ازمتنا بين الاسباب و النتائج.
22-05-2016, 11:07 PM
هل نحن في ازمة .. الاسباب و النتائج ...

عندما يروج الرسميون الى قدوم ازمة وشيكة .. او هي قائمة بالفعل . يفترض ان يتغير اسلوب الخطاب السياسي و تعطل الحسابات الضيقة و يفعل المواطنون لمواجهة الوضع و احنوائه بهدف تجاوز الازمة .
في البداية ما هي اسباب الازمة .. الاسباب المباشرة و غير المباشرة .نعم وقع الاجماع على ان السبب المباشر هو تراحع سعر النفط الذي مثل 98 في المائة مما نصدره فقط كي لا نقول نحن لا نصدر شيئا على الاطلاق.الاسباب غير المباشرة هي التي لم يجرؤ احد من السياسيين ان يتحدث عنها ربما لانها طابوهات او ربما هي متعلقة بكشف المستور عن سؤ التسيير و تورط المسؤول .
اسباب ازمتنا اليوم لا يمكن ان نصفها بالاقتصادية و فقط لان ذلك من ضعف التظر و سؤ التنظير .. و انا اقصد هنا الاسباب غير المباشرة و التي هي اهم بكثير من الاكتفاء بالتوصيف الاقتصادي لهذه الازمة التي تجعل من سعر برميل النفط مشجب لتعليق اخطائنا .
في عجالة لبعض الاسباب على سبيل المثال لا الحصر .. عندما تتحول المهام الوزارية الى مناصب يخرج منها الوزير ليحال على التقاعد مباشرة . اذ يحدث في الجزائر ان وزيرا يبقى في منصبه 19 عاما الوتيرة التي تجعل معدل وزرائنا في مناصبهم الوزارية يقارب خمس وزراء كل مائة سنة .. كما ان الشيخوخة في الوزارة هي تعطيل للتداول على السلطة و صد الابواب امام القدرات الشبانية و هي ايضا تعطيل للمفاهيم الديمقراطية .. ناهيك عن افرازاتها اللااخلاقية التي تجعل من الوزير لا يفرق بين ان تكون مهمته مهمة سياسية او منصب وظيفي . فيتوهم انه الافضل على الاطلاق و من دونه من المواطنين مجرد ( غاشي لا يصلح للعير و لا للنفير ) .

من اخطائنا السياسة ايضا اعتماد/ الكوطا / في توزيع المناصب الحساسة على مستوى الولايات خاصة المديرين التنفيذيين كان نضع على قطاع الثقافة مثلا شخصا لا علاقة له بالثقافة من قريب و لا من بعيد .. الامر الذي ابعد المثقفين الحقيقيين و الفنانين و المبدعين عن قطاعهم و ترك الانطباع عند عامة الناس ان الثقافة هي رقص و غناء و فقط .

من اخطائنا ان نجعل المسؤول يشعر انه فوق عامة الناس و انه اختير لهذا المنصب لانه الافضل و الاحسن على الاطلاق و غيره مجرد غاشي كما اننا نتركه في منصبه داخل حيزه الاداري لمدة طويلة جدا يصنع فيها علاقات مع باقي القطاعات كحصانة متعفنة يتغول من خلالها على المواطنيين حتى يبلغ به القول ان يقول لك .. روح تشكي وين حبيت انا ربها.. يجب ان نحسب لهذا النوع من التسيير الف حساب لانه اخطر ارهاب و تغول يمارس على المواطن . يرى البعض ان مثل هذا الطرح هو مجرد تفاهات متناسيا ان اصل اللهب من صغير الحطب .

من اخطائنا ايضا ان نترك بعض الفراغات القانونية التي يفترض ان توضع لتحديد علاقة المعاملة بين المسؤول و المواطن و طبيعةهاته العلاقة.. ربما ملف اداري بسيط ياخذ من الوقت اكثر من سنة و سنتين و هي ملفات لا تحمل طابعا امنبا و لا ترتبط باجرءات دورية .. عندما يقرر المواطن مثلا الذهاب الى دار البلدية ثم مصلحة البريد ثم لتسديد فاتورة الكهرباء مثلا .. كل ذلك ينطلب منه نصف يوم كامل في بعض الاحيان لاسباب لا يعلمها الا الله .. سيكولوجيا فاننا بذلك نساهم في ماراطونية الحياة اليومية للمواطن و نكرهه بقدر ما يفترض ان نيسر الحياة و نوفر اسباب راحتها .

اما على مستوى عالي فها نحن لا زلنا و نحن على عتبة ازمة وشيكة او قائمة بالفعل نسمع خطابات حزبية تتحدث عن صراع المال و الاعمال و الصفقات التجارية و الظالم و المظلوم .. كما نسمع بعض السياسيين يتفوهون سبا و شتما و بعضهم يقر بوجود ازمة و بعضهم ينفيها و بعضهم يعترض اليوم و يوالي غدا .. و بعضهم كانه دولة قائمة بسلطتها يوحى له باخبار لا يعلم بها الا هو و الله عز و جل .. يخبرنا عن الجنرالات و رؤساء الاحزاب و مصير الدولة .. يخيل لك و انه بتكلم من موقع الرئيس .. بل و كان الجزائريين كلهم مناضلين في حزبه ... سبحان الله.

تلكم بعض من الاسباب غير المباشرة لازمتنا .. على سبيل المثال و الحصر .. تلكم هي الاسباب التي يجب ان نتعاون على محوها . عندما تشتد الازمات يجب ان نعود للمواطن البسيظ و ان نقنعه ان المسالة مسالة وطن و كرامته فلا هي تتعلق بشخص او حزب او سلطة .. ببساطة لان الوطن امانة فوق كل الاسامي و المسميات و على الخطاب الحزبي و السياسي ان يتوجه لاحتواء الازمة عوض الخطابات التي تتمايل بين نيران صديقة و اخرى غير صديقة .. على اعلامنا ان يحتوي الازمة ببرامج ترفع من معنويات المواطن و تفتح قنواتها على برامج تفاعلية تشعر المواطن بانه هناك من يقاسمه همه و يتازر معه بكل ذلك نغلق الباب امام كل من يرغب الاصطياد في المياه العاكرة و استغلال هذه الازمة لتمرير رسائل الفتنة و الخيانة و هو ما لا نرضاه لجزائر الشهداء حتى عندما نختلف على حزب او نظام او سياسة .