أين المشايخ ورجال الدين لإطفاء نار الفتنة بين إيران والسعودية؟
22-05-2016, 08:53 PM

آسيا شلابي

صحافية، ورئيسة القسم الثقافي بجريدة الشروق اليومي


أكد وزير الخارجية الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، أنه لا يمكن إطلاق حكم مشترك على الحراك الشعبي في عدد من الدول العربية وأن الأحكام تتفاوت ما بين "الثورة الحقيقية" و"السراب" و"المؤامرة"، ذلك أن نتائجها تختلف باختلاف ظروف كل دولة من حيث الخصوصيات التاريخية والاجتماعية والثقافية مع وجود أوجه تشابه كثيرة.
واعتبر الإبراهيمي حادثة إقدام البوعزيزي على الانتحار حرقا في تونس الحدث التاريخي الأهم الذي ستذكره الأجيال على مر السنين.

مشيدا بالتجربة التونسية خاصة بعد إعلان رائد الغنوشي في المؤتمر الأخير تحول حركة النهضة إلى حزب مدني والفصل بين العمل السياسي والدعوي.

كما وصف التدخل الفرنسي في ليبيا "بالظالم والمشتت" وأن وقوف الجزائر إلى جانبها هو واجب ورد للجميل.

واستند الإبراهيمي في محاضرته، أمس، بمجلس الأمة على خبرته الدبلوماسية الطويلة ووقوفه على أهم الأحداث في الوطن العربي كمبعوث للأمم المتحدة في لبنان والعراق واليمن ثم سوريا سنة 2012.

حيث وقف مطولا عند الوضع في العراق وسوريا وركز على طبيعة الجماعات المسلحة في المنطقة، مؤكدا أن "النصرة" هي الممثل الشرعي للقاعدة وأن "داعش" هي منظمة عراقية إرهابية كان هدفها العراق، بدأت بمحاربة السلطة الشيعية ثم استغلت الفراغ الموجود في سوريا للتموقع ثم نقلت نشاطها من العراق مخالفة تعليمات أيمن الظواهري.

وأضاف المتحدث "لا أتصور أن سوريا ستنقسم ولن تقوم الدولة المسيحية أو العلوية، صحيح أن العلويين تمركزوا فوق اللاذقية في الجبل ولكنهم غادروا.. لا أعتقد أن سوريا ستصبح صومال جديدا ولا خوف عليها من التقسيم.

منذ بدأت العمل في سوريا من أول يوم وجدت أن الأزمة كبيرة والإخوة السوريين عاجزون وحتى من هم أولى بالمساعدة من دول المنطقة يعيشون اللاستقرار. فكانت الدائرة الدولية الأقرب هي "روسيا وأمريكا".

جمعت بين هيلاري كلينتون ولافروف وبدا شيئا من التقارب في وجهات النظر ولكن للأسف لم يثمر بسبب حلفاء سوريا "روسيا والنظام" وحلفاء المعارضة "السعودية وقطر وتركيا.

الآن أصبح لزاما على الغرب حل الأزمة السورية بعد تدفق اللاجئين على أوروبا فحتى روسيا أصبحت متخوفة.. للأسف المساعدات تحكمها المصالح أولا ومصالح الشعب السوري تأتي في أحسن الظروف في ذيل الترتيب".

وفي رده على أسئلة الحضور من وزراء سابقين وسياسيين وبرلمانيين وإعلاميين، حذر عميد الدبلوماسيين الجزائريين من خطر الحرب الدينية التي اندلعت بين السنة والشيعة.

وعلق "ثورة الخميني بدت في أول مرة أنها مسلمة شاملة لكن سرعان ما تحولت إلى ثورة شيعية متطرفة في أوجه كبيرة منها، وقادت إلى الحروب الحالية بين السنة والشيعة".

واستند إلى واقعة الأمريكان ما تبقى من العراق للميلشيات الأكثر ارتباطا بطهران، والنفوذ الإيراني في لبنان، وسوريا واليمن، بالإضافة إلى البحرين والجهة الشرقية في السعودية.

وأضاف مبديا رأيه في الصراع السعودي الإيراني "المشكل كبير لأنه يؤثر على الجميع، والسؤال الذي أطرحه أين رجال الدين؟ لماذا لا يوجد عمل حقيقي لإنهاء الفتنة الجديدة. أذكر في لبنان أنه ورغم المشاكل لم يكن الخلاف بين المسلمين والمسيحيين ،الخلاف الآن بين السنة والشيعة".

وختم الإبراهيمي جلسة النقاش التي أعقبت محاضرة "الثورات العربية .. حقيقة .. سراب.. أم مؤامرة؟" بالتأكيد على أن تقسيم وتحطيم العراق كان مخططا إسرائيليا وأن إسرائيل الآن مرتاحة لما آل إليه الوضع العربي .. غزة في سجن كبير وتهويد في الأراضي المحتلة وقال "قد يبدو الطرح ساذجا ولكني أتمنى أن يقوم الربيع العربية في فلسطين وألا يتوقف".