بن علي أشرف الحكام:
25-02-2018, 12:54 PM
" الشّعب التّونسي حرّ..بن علي هرب..المجرم هرب..المجد للشهداء.." العبارة التي تردد صدها في سماء العاصمة النونسية وفي كل الشاشات العالمية والتي خرجت من حنجرة المحام التونسي عبد الناصر لعويني مباشرة بعد سقوط النظام البوليسي و الذي سقط معه جدار الخوف الذي تحطم تحت أقدام المتظاهرين رغم مرارة الربيع العربي.
بن علي صنع الإستثناء بين الحكام الذين تم خلعهم فالقذافي كانت نهايته مأساوية على يد ليبيين و بتخطيط فرنسي بإمتياز لم يكن يتوقعها أحد في حين كانت نهاية حسني مبارك وراء قضبان سجن طرة رفقة عائلته التي كانت تحلم بالتوريث أما الرئيس اليمني فلم تختلف نهايته على نهاية نظيره الليبي في حين بشار الأسد لا يزال صامدا بفضل الدعم الروسي الإيراني اللامحدود لكن بالرغم من ذلك فنهايته لن تختلف عن نهاية سابقيه و لكن الوقت هو الكفيل بكشف مصيره .
الهروب كان الملجأ و الحل الوحيد لبن علي الذي فهم حقا ما أراده شعبه بعد خطابه الذي قال فيه عبارته الشهيرة “أنا فهمتكم وفهمت الجميع” جملة من ثلاث كلمات نطقها بعد عقود من الإستبداد و الإستعباد و حكم عائلة زوجته ليلى الطرابلسي التي كانت الآمر الناهي و التي أسست إمبراطورية من مال من عرق التونسيين.
حكم بن علي أو بالأحرى حكم ليلى الطرابلسي كان كغيره من حكم بقية الطواغيت العرب لكن بن علي فضل الهروب على المواجهة التي كان يخشاها وهذا ما أنقضى تونس من حمام من الدماء عكس ما يقوم به اليوم بشار ذيل بوتين و دولة الروافض ايران التي طال الزمن أو قصر سيأتي دورها بعد الإنتهاء من لعب دورها الذي رسمه الغرب كي تكون شوكة في حلق العرب و المسلمين السنة الذين ضاقوا ذرعا من إرهابها من العراق الى اليمن مرورا بلبنان و سوريا .
ماعلى التونسيين إلا رفع القبعة لبن علي ليس حبا فيه أو في حكمه أو في شجاعته أو جبنه بل لأنه فهمهم فكان المنفى خيرا له و لهم.